استفز تكرار استخدام وسائل الاعلام الحكومية ووزارة الداخلية لتعبير "قلة مندسة" في بياناتها اللاحقة لأي اعتصامات أو إضرابات أو مظاهرات بعض الشباب المصريين المنضمين لموقع الفيس بوك على الانترنت فقرروا الرد علي هذا التعبير المتكرر بإنشاء مجموعة تحمل اسم "القلة المندسة". وقالت صحيفة البديل ان مجموعة القلة المندسة عبروا عن أنفسهم قائلين: إحنا القلة المندسة، القلة اللي بتقول الحق، القلة اللي اتعلمت كلمة لأ إحنا اللي بنحب بلدنا وبنخاف عليها إحنا اللي بنرعب الحرامية والمجرمين وكبار المسئولين إحنا اللي معندناش بلد غير مصر، مصر بلد أبونا، مصر بتاعتنا لوحدنا، هنفضل مندسين فيها غصب عن المصدر الأمني المسئول. ولم تخل تعليقات المنضمين للمجموعة الجديدة،- والذين بلغ عددهم المئات - ، لم تخل من طرافة، فكتب أحدهم قائلا: دس.. يدس.. فهو مندس.. كل ده مبني للمجهول، طيب هو مين اللي دسهم؟ ورد آخر: أقر وأعترف وأنا بكامل الأهلية والوعي الذي لا تنفيه الجهالة أنني من المندسين. وقالت عضوة في المجموعة: يشرفني ويشرفنا جميعا أن نكون القلة المندسة اللي بتحلم إن بلدنا تتحرر، وترجع أجمل بلد في العالم من تاني بأيدينا إن شاء الله، وقالت أخري: القلة المندسة يارب تقبلوني معاكو مندسة صغنونة. ومن أطرف التعليقات لمن كتب يقول: من وأنا صغير وأنا بأحس إني مندس.. في المدرسة كنت مندس وسط الفصول.. ولما كبرت بقيت مندس في الجامعة.. في الأول كنت قلقان من موضوع الاندساس ده بعد كده حبيت الموضوع أوي.. ياااه إحساس جميل لما تصحي كل يوم كده تبص في المراية تلاقي نفسك مندس.. ومعا من أجل أمة واحدة مندسة. وعلي طريقة الإعلانات كتبت واحدة تقول: أنا مندسة.. أنا فودافون، فكتب آخر: المندسين بيشجعوا مصر.. وإحنا معاهم. أما إحدي صور المجموعة الرئيسية يعلوها عنوان قلة مندسة.. بحجم وطن. وكان استعمال موقع فيس بوك في الحياة السياسية المصرية قد تزايد في الفترة الاخيرة خاصة بعدما أنشأت فتاة مصرية تدعى اسراء عبد الفتاح مجموعة على الموقع دعت فيها إلى اضراب يوم 6 ابريل الحالي وشارك فيها عشرات الالاف من الشباب المصريين. وتعرضت الفتاة للاحتجاز على ايدي الشرطة ووجهت إليها اتهامات بمخالفة القانون والدعوة إلى الاضراب، لكن النائب العام أمر يوم الثلاثاء بالافراج عنها. وصرح محامي اسراء أنه بعد قرار الافراج عنها من المستشار عبد المجيد محمود وخروجها من سراي النيابة تم ترحيلها الي قسم قصر النيل لاتمام اجراءات الافراج إلا أنها اختفت بعد ذلك. وذكر في تصريحات لبرنامج القاهرة اليوم الذي يذاع علي قناة اوربت أنه بحث عنها في كل مكان لكنه لم يجدها، مشيرا إلي أن والديها يشعران بالقلق الشديد عليها. وفي أعقاب القبض عليها ظهرت علي موقع فيس بوك مجموعة جديدة تطالب بالافراج عن اسراء. وقال مؤسسو المجموعة الجديدة التي تحمل اسم "تضامنا مع إسراء" وقالوا فيها قد نتفق أو نختلف مع إسراء ومع المُضربين، ولكن الإضراب السلمي حق أصيل لأي شخص". وبلغ الاهتمام بالموضوع ان اعلن الرئيس السابق لحزب الغد المعارض أيمن نور مشاركته في الإضراب . وكانت حملة على شبكة الانترنت قد تزايدت في الاسابيع الاخيرة تدعو المصريين إلى الاضراب يوم 6 ابريل، وقام عدد كبير من الشباب من خلال البريد الإلكتروني بحشد الناس للمشاركة في الإضراب وامتدح الدكتور عصام العريان المتحدث باسم جماعة الاخوان المسلمين من الدعوات التي بدأت تنتشر على الانترنت للقيام بإضرابات جديدة قائلا ان الجماعة ترى فيها طريقة مبتكرة وجديدة للتعبير عن الرأي يصعب على الحكومة السيطرة عليها او قمعها. وأضاف ان الامن لا يمكنه عمليا اعتقال ال 70 ألف مصري الذين دعوا على موقع فيس بوك إلى اضراب 6 ابريل. وفي اطار التنافس بين المعارضين والمؤيدين للحكومة المصرية ظهرت على موقع فيس بوك مجموعات معارضة للاضراب باسم "هنشتغل وهنبني مصر... مفيش إضراب"، في مقابل المجموعات المؤيدة للفكرة. واستقطبت المجموعة المعارضة لفكرة الاضراب المئات من الاعضاء وتصدرها صور مضادة للإضراب وطرحت عددا من الشعارات مثل "أنا حاخد وظيفتك لو سيبتها يوم 6 عشان تعمل إضراب"، و"مش هنحط إيدنا في إيد اللي عايزين يخربوها.. مش هنقاطع ومش هنضرب". كما تصدر المجموعة صورة لجمال مبارك أمين لجنة السياسات بالحزب الوطني، ورابط علي مجموعة أخري تحمل اسم "نعم لجمال مبارك".