كشفت مصادر سورية رفيعة أن السلطات السورية تستعد لمواجهة هجوم صهيوني كبير قد يستهدفها إلى جانب حزب الله. وقالت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها إن سورية تتابع باهتمام التحركات والتعزيزات الصهيونية علي الحدود، كما أنها تري بالإعلام الصهيوني وتصريحات المسئولين العسكريين الصهاينة تحريضا كبيرا ومحاولة لتهيئة الأجواء والرأي العام الصهيوني والعالمي لحرب كبيرة ضد سورية. وأضافت المصادر قولها إن القوات السورية تجري مناورات عسكرية ضخمة كما أنها استدعت جزءا من قوات الاحتياط استعدادا لأي طارئ. والي جانب الاستعداد العسكري استنفرت سورية أجهزتها الأمنية، خوفا من اختراقات من دول الجوار. وكانت القوات السورية قد حشدت خلال الأسابيع القليلة الماضية حوالي ثلاث فرق مدرعات وقوات خاصة ومشاة ميكانيكية (تسعة ألوية) قبالة منطقة البقاع الغربي اللبناني، أي المنطقة التي يعتقد السوريون أن أي عملية اختراق أو هجوم بري صهيوني سيكون مسرحها المنطقة المذكورة، ليس لأنها منطقة استراتيجية لحزب الله وحسب، بل ولأنها تشكل الخاصرة الرخوة للجبهة السورية، حيث يكفي نجاح القوات الصهيونية في اختراق 25 كم من وادي راشيا علي السفوح الشمالية الغربية لجبل الشيخ كي تكون العاصمة السورية في مرمي النيران الصهيونية وبين فكي كماشة صهيونية، فضلا عن قطع طريق بيروتدمشق. وتأتي الحشود في وقت سربت فيه جهات سورية معلومات عن أن وزارة الداخلية السورية ستعلن عن نتائج التحقيق بشأن اغتيال القائد العسكري لحزب الله، عماد مغنية، نهاية هذا الأسبوع، وهو ما يعني حسب الفهم الصهيوني إعطاء ضوء أخضر لحزب الله للانتقام لاغتيال قائده العسكري لا سيما وأن التحقيق سيشير إلى اتهام (الموساد) في عملية الاغتيال وتورط جهات عربية مع الأجهزة الصهيونية. وأدي اغتيال مغنية في قلب دمشق إلى اتخاذ القادة الفلسطينيين احتياطات أمنية مكثفة، وقال احد المسئولين الفلسطينيين انه إذا وصل الكيان الصهيوني لمغنية فان مسئولي الجهاد الإسلامي وحماس والقيادة العامة أهداف سهلة ، مشيرا إلى أن مغنية لم يكن معروفا للآخرين علي عكس الفلسطينيين المعروفين للجميع. وأكدت مصادر عربية أن حزب الله سيمتنع في هذه الأثناء عن القيام بأي عملية انتقاما لمغنية لكي لا يعطي الكيان الصهيوني ذريعة لشن أي هجوم. تهديدات صهيونية وكان القادة العسكريون الصهاينة أعلنوا أن الرد الصهيوني علي أي هجوم سيكون ضخما وداخل الأراضي المحتلة صهيونياً. كما يأتي الحديث عن التعزيزات العسكرية الصهيونية، في وقت وجه فيه وزير الدفاع الصهيوني، ايهود باراك، تحذيراً شديد اللهجة إلى سورية وحزب الله من مغبة تنفيذ أي هجوم علي إسرائيل، علي اعتبار أنه لن يمر مرور الكرام . وأعلن باراك أمس أن بلاده هي الدولة الأقوى في المنطقة، وقال لا أنصح أحدا باستفزازها . وظهر تهديد باراك بأنه موجه لكل من سورية وحزب الله، خاصة وأنه جاء خلال جولة له برفقه مساعديه علي امتداد الحدود الشمالية التي تفصل الكيان الصهيوني عن سورية ولبنان. ونقلت الإذاعة الصهيونية عن باراك قوله حزب الله يزداد قوة، ولكن الكيان الصهيوني هي أقوي دولة في المنطقة . وأشار وزير الحرب الصهيوني إلى أن حزب الله يواصل عملية بناء القوة والتعاظم ، مؤكدا أن بلاده تتابع نشاطاته عن كثب . وأكد أن قوات جيشه مستعدة وراغبة وقادرة علي التعامل مع جميع الحالات الطارئة المحتملة ، لافتاً إلى أن الكيان الصهيوني يدرك جيداً أن العاصفة تختمر تحت السطح ، في إشارة منه لاستعدادات حزب الله. لكن باراك عاد وطالب قوات جيشه بالاستعداد لأي تطورات تجري علي حدود بلاده الشمالية. وقال يجب ألا يضللنا الهدوء الذي نشهده علي امتداد الحدود الشمالية بل يجب أن نكون واعين بأن هناك تطورات أخري تجري في الخفاء ، ولم يتحدث باراك عن هذه التطورات، أو عن الجهة التي تخطط لها. وظهر باراك خلال الفترة الماضية وعلي غير العادة وبشكل ملفت يتحدث كثيراً إلى وسائل الإعلام. ونقلت وسائل الإعلام في الكيان الصهيوني عن ضابط كبير في شعبة الاستخبارات العسكرية الصهيونية قوله أمس إن حزب الله يواصل استعداداته لاحتمال نشوب حرب جديدة مع الدولة العبرية وأنه يواصل التزود بأسلحة من إيران وسورية. ونقلت وسائل إعلام صهيونية عن الضابط الصهيوني قوله خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أمس أن حزب الله يواصل استعداداته في لبنان وتتعاظم قوته باقتناء أسلحة من سورية وإيران . وأضاف أن حزب الله يحسن من أداء وحداته ونحن لا نستبعد بتاتا أن يكون رده علي اغتيال (القيادي في الحزب عماد) مغنية علي طول الحدود اللبنانية الصهيونية. ولم يستبعد الضابط المذكور أن ينفذ العملية تنظيم آخر . من جانبه، قال رئيس أركان الجيش الصهيوني غابي أشكنازي، الذي شارك في الاجتماع ذاته، إن عناصر حزب الله ينشطون بصورة سرية وبملابس مدنية خصوصا في المناطق المأهولة (في جنوب لبنان) لأن التفويض الممنوح لقوات يونيفيل يمنعها من العمل في هذه المناطق من دون تصريح من الجيش اللبناني . وتطرق أشكنازي إلى الوضع في قطاع غزة وقال إننا نعمل في غزة وسنعمل في غزة بما في ذلك الليلة الماضية، ونوجه ضربات للمخربين وسنستمر في ذلك . وفيما يتعلق بالضفة الغربية قال اشكنازي إن أحد الأهداف التي وضعتها أمام الجيش الصهيوني في الضفة هي منع تزايد قوة حماس بطرق شتي . وبشأن المفاوضات بين الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية أشار أشكنازي إلى أن الجيش الصهيوني أعد خارطة المصالح الأمنية الصهيونية .