مصرع أكثر من 29 شخصا وفقد 60 آخرين في فيضانات البرازيل (فيديو)    ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على منزلًا شمال رفح الفلسطينية إلى 6 شهداء    تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع إسرائيل    جمال علام: "مفيش أي مشاكل بين حسام حسن وأي لاعب في المنتخب"    "بعد فوز الزمالك".. تعرف على جدول ترتيب الدوري المصري الممتاز    10 أيام في العناية.. وفاة عروس "حادث يوم الزفاف" بكفر الشيخ    "نلون البيض ونسمع الدنيا ربيع".. أبرز مظاهر احتفال شم النسيم 2024 في مصر    حكم البيع والهبة في مرض الموت؟.. الإفتاء تُجيب    عيار 21 بعد التراجع الأخير.. أسعار الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الجمعة في الصاغة    بركات ينتقد تصرفات لاعب الإسماعيلي والبنك الأهلي    مصطفى شوبير يتلقى عرضًا مغريًا من الدوري السعودي.. محمد عبدالمنصف يكشف التفاصيل    سر جملة مستفزة أشعلت الخلاف بين صلاح وكلوب.. 15 دقيقة غضب في مباراة ليفربول    تعيين رئيس جديد لشعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل    العثور على جثة سيدة مسنة بأرض زراعية في الفيوم    أيمن سلامة ل«الشاهد»: القصف في يونيو 1967 دمر واجهات المستشفى القبطي    مصطفى كامل ينشر صورا لعقد قران ابنته فرح: اللهم أنعم عليهما بالذرية الصالحة    بعد انفراد "فيتو"، التراجع عن قرار وقف صرف السكر الحر على البطاقات التموينية، والتموين تكشف السبب    الإفتاء: لا يجوز تطبب غير الطبيب وتصدرِه لعلاج الناس    محمد هاني الناظر: «شُفت أبويا في المنام وقال لي أنا في مكان كويس»    عز يعود للارتفاع.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    الأرصاد تكشف أهم الظواهر المتوقعة على جميع أنحاء الجمهورية    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    قتل.. ذبح.. تعذيب..«إبليس» يدير «الدارك ويب» وكر لأبشع الجرائم    السفير سامح أبو العينين مساعداً لوزير الخارجية للشؤون الأمريكية    برلماني: إطلاق اسم السيسي على أحد مدن سيناء رسالة تؤكد أهمية البقعة الغالية    جناح ضيف الشرف يناقش إسهام الأصوات النسائية المصرية في الرواية العربية بمعرض أبو ظبي    فريدة سيف النصر توجه رسالة بعد تجاهل اسمها في اللقاءات التليفزيونية    فريق علمي يعيد إحياء وجه ورأس امرأة ماتت منذ 75 ألف سنة (صور)    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    رسميًّا.. موعد صرف معاش تكافل وكرامة لشهر مايو 2024    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدده    ملف رياضة مصراوي.. هدف زيزو.. هزيمة الأهلي.. ومقاضاة مرتضى منصور    معهد التغذية ينصح بوضع الرنجة والأسماك المملحة في الفريزر قبل الأكل، ما السبب؟    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    ضم النني وعودة حمدي فتحي.. مفاجآت مدوية في خريطة صفقات الأهلي الصيفية    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    جامعة فرنسية تغلق فرعها الرئيسي في باريس تضامناً مع فلسطين    الحمار «جاك» يفوز بمسابقة الحمير بإحدى قرى الفيوم    شايفنى طيار ..محمد أحمد ماهر: أبويا كان شبه هيقاطعنى عشان الفن    الغانم : البيان المصري الكويتي المشترك وضع أسسا للتعاون المستقبلي بين البلدين    مجلس الوزراء: الأيام القادمة ستشهد مزيد من الانخفاض في الأسعار    ليفركوزن يتفوق على روما ويضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي    اليوم.. الأوقاف تفتتح 19 مسجداً بالمحافظات    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    بعد تصدره التريند.. حسام موافي يعلن اسم الشخص الذي يقبل يده دائما    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    بطريقة سهلة.. طريقة تحضير شوربة الشوفان    القصة الكاملة لتغريم مرتضى منصور 400 ألف جنيه لصالح محامي الأهلي    مدير مشروعات ب"ابدأ": الإصدار الأول لصندوق الاستثمار الصناعى 2.5 مليار جنيه    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية بطور سيناء    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من الردود الإلهية على مضطهدى دين الإنسانية
نشر في الشعب يوم 16 - 09 - 2006


بقلم جيولوجى : هشام طلبة

" شفرة دافنشى" .... " إنجيل يهوذا " ..... " ندوة يسوع "

لا يحتاج المرء إلى ذكاء خارق لادراك مدى الحرب القائمة على الاسلام وأهله خاصة هذه الأيام , إما استضعافا أو حسدا وحقدا لانتشاره بقوته الذاتية , لدرجة أن 60 ألف فرنسى دخلوا فيه فى الفترة الأخيرة (1) حسب ما ذكر تقرير فى قناة العربية مساء30/6/2006م عن إسلام " فرانك ريبرى " أحد أهم لاعبى الكرة الفرنسيين.
رغم الحملة الشرسة على الإسلام والتى تمثلت فى اجتياح أرضه واحتلال بلاده وتعذيب العديد من مجاهديه والمنتسبين إليه فى المعتقلات العلنية والسرية , والحرب الإعلامية عليه ووسم أهله زورا بالإرهاب مع غض الطرف عن الإرهاب الحقيقى الذى يمارس ضدهم فى ربوع الأرض , من تايلاند شرقا على يد " ثاكسين شيناواترا " الذى قتل عشرات المتظاهرين من المسلمين مرورا بأفغانستان وسجون " باجرام " ومطار كابل ثم مذابح المسلمين فى العراق وقتل علمائهم ونهب ثرواتهم وذبح العزل منهم فى " الفلوجة " و " الإسحاقى " وغيرها . إلى ما يفعله بنى صهيون فى غزة الآن تحت سمع وبصر العالم الظالم . ومن ينسى جريمة الإساءة إلى النبى صلى الله عليه وسلم بالرسوم الكاريكاتيرية .
نقول رغم تلك الحملة الشرسة وإنعدام الرد تقريبا من المسلمين نجد الرد الإلهى لنصرتهم .
من ذلك انتشار الإسلام الشديد خاصة فى أوروبا ( وقد كان الدافع الرئيسى لأزمة رسوم الدنمارك ) . فقد قال " شيراك " لمسلمى بلاده إبان أزمة قانون الحجاب : " لماذا تتعجلون ؟ سوف تصبحون الأغلبية فى فرنسا بعد عشرين عاما " كما سخر المفكر " برنارد لويس " من الأوروبيين قائلا لهم : لماذا تنشئون اتحادا أوروبيا ؟ سوف تصبحون اتحادا إسلاميا بعد سبعين عاما !! وفى خلال أزمة الرسوم الدنماركية أعلنت قناة الجزيرة نقلا عن مصادر هولندية أن المسلمين سوف يصبحون الأغلبية بعد ثلاثين عاما فى هولندا , أما روسيا –التى يشكل المسلمون الآن 15% من سكانها – فستحتاج إلى ربع القرن فقط ليصبحوا 50% من السكان .
بل إن من الردود الإلهية على تلك الحملة نصرة الإسلام على يد غير المسلمين إذ إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر . وقد بلغ المسلمون حدا من الضعف السياسى والإعلامى يحول دون صدور أى رد منهم . فالإسلام ,كما قال أحد القضاة الأمريكيين , قضية محسومة فى أيدى محام ضعيف. سنستعرض بإذن الله ثلاثة من تلك الردود
--------------------------------------------------- (1) لم يحدد المصدر كم تبلغ تحديدا , لكنها بداهة لن تعدو العقد من السنوات , وهذا ليس بالقليل .
1- شفرة دافنشى
سمع القاصى والدانى برواية " شفرة دافنشى " للأمريكى " دان براون " التى ترجمت إلى عشرات اللغات وطبع منها عشرات الملايين من النسخ (1) , ثم تحولت إلى عمل سينمائى عرض فى 3735 دار عرض (2) عبر العالم ومنع فى بعض البلاد .
مع أنه قبل صدوره أعتبر أفضل أفلام السنة (3) بل أنه حورب وقت تصويره , فقد استقبل طاقم التصوير فى " لينكونشاير " فى بريطانية مئتا محتج , واستعدت طوابير المحتجين بالأبواق فى سائر المدن البريطانية(4) . هذا عدا تهديدات القتل التى تلقاها " توم هانكس " بطل الفيلم , ثم رفض أغلب الأديرة والكنائس السماح لهم بالتصوير داخلها إلى أن سمحت لهم إحدى كاتدرائيات " باريس " بتصوير عدة مشاهد مقابل 100ألف جنية استرلينى . (5)
وقامت قيامة الكنيسة الكاثوليكية ومن شايعها : فتعرض صاحب الرواية للقتل المعنوى بالإيعاذ إلى مؤلفى كتاب " دم مقدس , كأس مقدس " برفع دعوى قضائية ضده بادعائهم سرقة المادة العلمية منهم , لكن المحكمة حكمت ببرائته
ثم أسند البابا إلى كبير أساقفته " برتونى " مهمة محاربة تلك الرواية (6)وأصدرت الكنيسة وأتباعها العديد من الكتب ( عشرة فقط بالفرنسية ) لمهاجمة الرواية , ووزعت عشرات الآلاف منها مجانا , كما تم انتاج على الأقل 4 قرص كمبيوتر مدمج لرد شبهات الرواية على المسيحية ووزع مجانا . ثم طالب الرجل الثانى فى الفاتيكان الأسقف " أماتو " أتباعه بمقاطعة الفيلم (7).
كما لم يقصر المتعاطفون مع الكنيسة وعلى رأسهم " إيمى ويلبورن " التى ألفت وحدها أربع كتب " فك شفرة دافنشى : " الحقائق وراء خيال شفرة دافنشى " و " فك شفرة مريم المجدلية : الحقيقة والأسطورة والأكذوبة " و " شفرة دافنشى : الحقيقة وراء أوهام أكثر الروايات مبيعا والفيلم المأخوذ عنها " و " ما لم يقله الفيلم المأخوذ عن الرواية .
ولسنا متفقين تماما مع كل ما طرحته الرواية خاصة أسطورة بقاء نسل المسيح (8)
---------------------------------------------------
(1) ذكر د. جابر عصفور فى مقال له بالأهرام يوم 3/7/2006م بعنوان " منع شفرة دافنشى ؟ " أنها باعت حتى تاريخه 60.5 مليون نسخة وترجمت إلى أغلب لغات العالم .
(2) مجلة " النيوزويك " عدد 6/6/2006م ص 40
(3) كما ذكر غلاف " النيوزويك " عدد 27 ديسمبر إلى 3 يناير
(4) مجلة النيوزويك الطبعة العربية , العدد 289 ص 65
(5) نقلا عن مقال بجريدة الدستور لمصطفى طاهر بعنوان " لعنة الرب تطارد وفيلم شفرة دافنشى "
(6) وكالة الأنباء الفرنسية يوم12/5/2005م نقلا عن مقال للدكتورة زينب عبد العزيز بموقع الشعب بعنوان " شفرة دافنشى والمؤسسة الكنسية "
(7) مستخلص من مقال د زينب عبد العزيز سالف الذكر .
(8) وإن كان يستشف من النص القرآنى أن المسيح عيسى قد تزوج . لأن القرآن دائما يفؤق بين عيسى ويحيى . فقال مثلا عن يحيى " وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا " ( مريم 15) ثم قال على لسان عيسى كلاما متطابقا " والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا " ( مريم 33 ) ثم إن كلاهما معجز فى ميلاده ولم يحارب أى منهم فى ميدان القتال , وهما قبل ذلك ابنا خالة . اختلاف القرآن عنهما جاء فى موضعين , أولا فى قول القرآن عن يحيى " وبرا بوالديه " مريم14 .. مقابل قول عيسى عن نفسه " وبرا بوالدتى .. " مريم 32 إذ ليس له أب . ثم وصف يحيى بانه " حصور " ( أى لم يتزوج النساء ) آل عمران39 مع عدم ذكر ذلك لعيسى . لهذا قد يستشف من القرآن الكريم أن عيسى قد تزوج على العكس من يحيى . كذلك مسألة تنقلها بحرية ( حسب زعم العهد الجديد ) مع عيسى يؤكد ذلك , كما إنه كان نادرا وجود أمرأة حرة فى ذلك الوقت دون زواج ( هذا الأخير رأى " النيوزويك " عدد 6/6/2006م ص42 ضمن مقال خطير عنوانه " امرأة مثيرة للمتاعب " بقلم " جوناثان دارمان " وبمشاركة " آن أندروود " .
فى عائلات حددها فى فرنسا وادعاء تعرضهم للاضطهاد . وكذلك مسألة الحرب على عبادة الأنثى , كما لا يعنينا أن يقصد دافنشى رسم مريم المجدلية مكان القديس يوحنا فى لوحة العشاء الأخير . إلا أن الفصل الخامس والخمسين تحديدا ( ومن بعده السادس والثامن والخمسين) به حقائق تاريخية فى غاية الخطورة لم يكن يعلمها إلا المتخصصون فى تاريخ العقائد المسيحية . خاصة فيما يتعلق بالمجامع المسكونية .
أما أن تعرض هذه الحقائق فى عمل يقرأه العالم كله فذلك هو الزلزال الذى أقض مضجع الكنيسة .

من ذلك قوله فى ذات الفصل الخامس والخمسين : " إن الإنجيل هو كتاب من تأليف بشر ... ولم ينزل بوحى من الإله . وهو لم يهبط بشكل خارق من الغيوم فى السماء . فهو من ابتكار الإنسان الذى ألفه لتسجيل الأحداث التاريخية ... وقد تطور وتحرف من خلال ترجمات وإضافات ومراجعات لا تعد ولا تحصى . والنتيجة هى أنه لا توجد نسخة محددة للكتاب فى التاريخ كله . (1)} وكأن العالم لم يقرأ مثل ذلك فى دائرة المعارف البريطانية باب Bible بل وذكر دائرة المعارف تلك أن الكتاب المقدس به 100ألف خطأ { .
ثم ذكر الرواية بعد ذلك فى نفس الصفحة أنه تم أخذ ثمانين إنجيلا بعين الاعتبار إلا إن كبار الاساقفة اختاروا الأربع أناجيل المعروفة فقط بتأثير من الامبراطور الوثنى قسطنطين الذى لم يعمد إلا على سرير الموت . } فى هذا المجال لا يفوتنا أن طبعة دار المشرق ببيروت للكتاب المقدس عام1989م فى صدر " مدخل إلى العهد الجديد " ذكرت أن الكتابات التى تشكل العهد الجديد نالت منزلة رفيعة رويدا رويدا منذ أواخر القرن الثانى ( أى لم تعرف قبل ذلك ) . كما كانت هناك " مؤلفات حائرة " أى تردد آباء الكنيسة فى القرن الرابع فى اسباغ القداسة عليها مثل سفر " أعمال الرسل " شديد الأهمية ورسالة يعقوب ويهوذا والرسالة إلى العبرانين وهى كلها الآن مقدسة لديهم . كما خرجت من " القانون " ( أى اعتباره مقدسا ) كتب كانت واسعة الانتشار مثل " الراعى هرمس " و " رسالة برنابا" و " رؤيا بطرس" . واعتبر سفر الرؤيا والرسالة إلى العبرانيين صاحبتا أشد المنازعات بين الآباء القدماء . فمنها ما قبل فى بلاد المشرق أو المغرب أو العكس . ثم إن ترتيب الكتب كان كذلك موضع تردد ونزاع .(2)
---------------------------------------------------
(1) الطبعة العربية لرواية " شفرة دافنشى " – دان براون – الدار العربية للعلوم ص259
(2) مستخلص من " الكتاب المقدس " طبعة دار المشرق – جزء2 ص 9,10


ثم ذكرت نفس الطبعة للكتاب المقدس ان العهد الجديد(الأناجيل ورسائل الرسل) قد نسخ طوال قرون على يد نساخ صلاحهم للعمل متفاوت. ومنهم من حاول , عن حسن نيته , أن يصوبوا ما رأوه خطأ . ومنهم من أدخل زخارف غايتها تجميل أو التوفيق بين النصوص .(1) ثم تقول تلك الطبعة حرفيا " فقولنا إن الأناجيل هى وعظ وإن مؤلفيها – حتى لوقا الحريص على التاريخ- أرادوا أن يكونوا قبل كل شئ شهودا للبشرى " (2)

· ومن ذلك ذكر الرواية فى الفصل الخامس والخمسين نفسه أن قسطنطين قد خلق دينا هجينا من خلال دمج الرموز والتواريخ الوثنية فى العادات المسيحية .
( فأقراص الشمس المصرية أصبحت الهالات التى تحيط برؤوس القديسين الكاثوليكيين , والرموز التصويرية لإيزيس وهى تحتضن وترضع طفلها المعجزة حورس أصبحت أساس صورنا الحديثة لمريم العذراء تحتضن المسيح الرضيع .. .. )(3)
كما اخذت من الإله الفارسى " مثرا " لقب ابن الرب وكذلك دفنه ثم بعثه حيا بعد ثلاثة ايام . (4)

· ومن ذلك ذكر الرواية بعد ذلك مباشرة أن ألوهية المسيح كانت نتيجة تصويت وبفارق ضئيل فى الأصوات , وبقوة الإمبراطور قسطنطين الذى حرق الأناجيل المخالفة لعقيدة تأليه المسيح عيسى . (5)
} مثل هذا مذكور فى دائرة المعارف البريطانية باب ECUMENICAL COUNCILS خاصة مجمع نيقية {

إذن الحقائق المذكورة فى ثنايا شفرة دافنشى ليست جديدة تماما .
لكن الجديد أن يذكر فى عمل قرأه أكثر من 60مليون شخص وحول إلى شريط سينمائى عرض فى 3735 دار عرض فى العالم. (6)




---------------------------------------------------
(1) المصدر السابق ص 15
(2) المصدر السابق ص 26
(3) " شفرة دافنشى " ص 260
(4) ألا يذكرنا ذلك بقوله تعالى عن أهل الكتاب : " ... يضاهئون قول الذين كفروا من قبل .. " ( التوبة30)
(5) شفرة دافنشى ص 261,262
(6) " النيوزويك" 6/6/2006م ص 40 ( الطبعة العربية )
2- إنجيل يهوذا

الرد الإلهى الثانى على اضطهاد الإسلام حاليا , كان اكتشاف ونشر إنجيل كان مخفيا , على يد مؤسسات غربية ليست إسلامية بطبيعة الحال , ألا وهو إنجيل يهوذا الذى ذكرت صحيفة " الجارديان " البريطانية أن الإنجيل لو صح لانقلبت المسيحية رأسا على عقب . (1) وقد أخذت مجلة "ناشيونال جيوجرافيك " على عاتقها تلك المسألة أى التأكد من كون المخطوطة التى حوت هذا الإنجيل أصلية وليست مزورة.
وذلك بتحليلها وإجراء اختبار تحديد العمر الزمنى الكربونى carbon dating فى أفضل المعامل المتخصصة فى ذلك ويقع فى جامعة أريزونا الأمريكية (2) .
وتبين أنها تعود إلى القرن الرابع الميلادى . وكان هذا الإنجيل قد اكتشف بصحراء المنيا بمصر فى سبعينات القرن العشرين , وانتقل من يد أحد الفلاحين الذين عثروا عليه إلى يد تاجر آثار يدعى " حنا " الذى ذهب به إلى سويسرا مهربا تلك المخطوطات داخل ثلاثة صناديق للأحذية وقد غلفهم بورق الجرائد .
حين لم يجد فى جنيف بسويسرا أحدا يشترى المخطوطات القبطية بالثلاثة مليون دولار التى أراد توجه إلى نيويورك حيث لم يجد مشتريا كذلك فتركهم وديعة فى أحد فروع ستى بنك فى لونج ايلاند بتلك المدينة , وظل الحال على هذا إلى عام ألفين
( أى بقيت المخطوطات فى البنك سبعة عشر عاما ) حين وجد " حنا " مشتريا دفع له 300000$ وكانت يونانية مصرية المولد تدعى " فرايدا تشاكوس " التى كانت تطمع فى بيعه إلى مكتبة مخطوطات جامعة " يل " Yale الأمريكية ثم عهدت هذه السيدة – وهى تعمل تاجرة آثار فى زيورخ – إلى أستاذ فى المخطوطات بسويسرا أكد لها أن هذه المخطوطات هىلإنجيل يهوذا . ثم ذهبت بها إلى مؤسسة تدعى مؤسسة " مسيناس للفن القديم " Maecenas foundation for ancient art (3)
---------------------------------------------------
(1) نقلا عن مقال للقس عبد المسيح أبو الخير لصحيفة "الفجر" يوم 10/4/2006م بعنوان " توابع زلازل إنجيل خائن المسيح "
(2) نقلا عن مقال بعنوان " إنجيل يهوذا , نص مفقود منذ 1700عام يقول أن خائن المسيح كان تلميذه الحقيقى " بمجلة National geographic 2006 May .
(3) المصدر السابق ص 93
؛ حيث تم إعادة تخزين وترجمة النص؛ والتى تعهدت بإعطاء المخطوطات بعد ذلك إلى المتحف القبطى بمصر.ثم أخذت مجلة "نشيونال جيوجرافيك" حق طباعة و نشر الخطوطات.(1) وقد قامت بذلك بالفعل.وثارت ثائرة الكنيسة,كما أضرم بعض المتطرفين المسيحيين النار فى بيت أحد رؤساء تلك المؤسسة السويسرية وكتبوا شعارات عدائية على الجدران .(2)
المهم الآن ما هى تلك الفقرات الخطيرة فى هذا الإنجيل التى قيل إنها ستقلب المسيحية رأسا على عقب . والتى كان جل دفاع الفاتيكان فيها أن هذا الإنجيل كتبته طائفة منشقة أيام المسيحية الأولى أرادت فقط تطهير سمعة يهوذا الإسخريوطى .(3) ؟
أخطر ما يقوله هذا الإنجيل , الذى يتبع الطائفة الغنوصية والتى أنقرضت تماما , أن يهوذا الإسخريوطى لم يكن خائنا وإنما كان ينفذ مهمة إلهية وأنه سيضحى أكثر من الكل ويصبح أفضل من بقية التلاميذ . ومن هذه الفقرات " سوف تسبق الجميع , لأنك ستضحى برداء الإنسان الذى يغلفنى " you will exceed all of them .for you will sacrifice the man that clothes me “ (4)
" وقال له يسوع ابتعد عن الأخرين وسأخبرك بأسرار االملكوت , من الممكن لك أن تصل له لكنك ستعانى معاناه عظيمة , ولا أحد سيأخذ مكانك " ( الفقرة 3 فى المشهد الاول )
" ستلعنك الأجيال الأخرى وستأتى لتسودهم جميعا .. " ( الفقرة2 فى المشهد الثالث )

---------------------------------------------------
(1) المصدر السابق
(2) نقلا عن مقال بعنوان " إنجيل يهوذا خائن المسيح " بجريدة الفجر عدد2/4/2006م ترجمة يسرى زهران عن جريدة " ميل أدت صانداى " البريطانية .
(3) المصدر السابق
(4) نقلا عن مجلة National geographic عدد مايو 2006م ص 84 ص 85 .
· فى الحقيقة فإن الإنسان الذى يحملنى , هل هو أنت يايهوذا ؟ ستضحى الآن أكثر من الكل . لأنك من سيضحى برداء الإنسان الذى يغلف جسدى " ( الفقرة 8 فى المشهد الثالث) (1)
· هذه النصوص قاطعة الدلالة فى أن يهوذا صلب بدلا من المسيح عيسى بالاتفاق معه . وليس هذا استنتاجى وحدى بل هو استنتاج " الناشيونال جيوجرافيك " شديدة الاحترام In this version he (juda) is a hero “ فى هذه الفقرة يهوذا بطل"(2) وهو استنتاج كل الدوريات العالمية , بل واستنتاج الفاتيكان لكنه رأى أنه كان إنجيلا غير قانونى , وقد وصفه اللاهوتى " إيريانوس" عام 180م بأنه تاريخ مزور.(3)
· والحق أن فكرة صلب شخص آخر مكان المسيح عيسى لا تقتصر على إنجيل يهوذا . فقد ذكرت مخطوطة تعود إلى القرن الثالث لكتاب يدعى ( الحديث الثانى لشيث الكبير Secand discourse of great seth ) أن المسيح الحقيقى لم يصلب أبدا.(4) كما أنه من المعلوم لدى علماء الأديان أن بعض فرق النصارى القديمة ( القرن الأول ) مثل أتباع Basiledes "باسيليدس" كانت تعتقد أن سمعان القروى أخذ صورة المسيح وأعطاه صورته وصلب بدلا من المسيح الذى رفع إلى السماء . وقد رأت فرق الكاربوكراتيين والسيرنثيين القديمة مثل ذلك.(5) – لنراجع هنا ترجمة معانى القرآن للإنجليزية لجورج سايل ( المقدمة ) .
العقائد المسيحية المنسية :
كان هذا عنوان أحد صفحات الملف الذى نشرته مجلة "ناشيونال جيوجرافيك " عدد مايو2006م ( Forgotten christianities) عن إنجيل يهوذا . وذكرت فيه بعض العقائد والأناجيل القديمة التى خالفت الأناجيل الأربعة الحالية ولم يكتب لها الاستمرار بالرغم من أنها كانت متداولة أكثر بكثير ص 88 وذكر ذلك الملف أن المسيحية كانت وقتها تحاول أن تجد شخصيتها Christianity trying to find its style.
من هذة العقائد المنسية ما ذكرتة حرفيا مجلة اليوزويك عدد6/6/ 2006ص45 "وآمن المسيحيون فى القرن الأول والثانى بثالوث يتضمن الروح القدس الملئ بالنعمة الأنثوية"

---------------------------------------------------
(1) نقلا عن ترجمة إنجيل يهوذا بجريدة الفجر " عدد17*4/2006م عن مجلة "ناشيونال جيوجرافيك عدد9/4/2006م
(2) "ناشيونال جيوجرافيك عدد مايو 2006م ص 87
(3) "ناشيونال جيوجرافيك عدد مايو 2006م ص 88
(4) "ناشيونال جيوجرافيك عدد مايو 2006م ص 89
(5) راجع ذلك فى كتاب "تاريخ الكنيسة" جزء 1 للدكتور جون لوريمر. و " تاريخ الأرطقات مع دحضها للقديس الفونس ماريادى ليكورى . فقد ذكر د . جون لوريمر فى كتابه " تاريخ الكنيسة" (دار الثقافة) الجزء الأول ص 111 أن فرقة النصارى الغنوص gnostic Christians كانت شديدة الانتشار فى القرون الأولى , ومنهم من رشح اسقفا . بعض المنتسبين لهذه الفرقة قال أن" سمعان القيروانى قد صلب بدلا من المسيح الذى وقف يضحك من غباوة اليهود " وكان قد ذكر فى ص 102 و ص 103 أن فرقة " الدوسيتيين " نحت نفس المنحى . وفى ص108 ذكر أن أتباع " باسيليدس " قالوا أن : " المسيح لم يتألم ولكن سمعان القيروانى قتل مكانه "
ولم تنتصر العقيدة المسيحية الحالية إلا بدعم الإمبراطور قسطنطين الذى عاقب المخالفين ومنع اجتماعاتهم وحرم كتبهم.
Heretics Christians who disagreed with the official doctrines , got no support ,were hit with penalties, and were eventually ordered to stop meeting.(1)

الملاحظ أن ما طرحه إنجيل يهوذا لا يختلف عن رأى الإسلام. إذ لا ينفى القران حادث الصلب بذاته ولكنه يختلف مع النصارى فى المصلوب . و لعل ما كتبه الروائى البارع عبد الحميد جودة السحار فى روايته "المسيح عيسى بن مريم" كان استشرافا لما وجدناه الآن فى إنجيل يهوذا حيث يرى رحمه الله ان يهوذا بعد صراع مع النفس أبلغ عن المسيح ثم ندم وكان صلبه بعد إلقاء شبه عيسى عليه كفارة له. وذكر العديد من القرائن من الأناجيل القانونية على ذلك , إذ لم يعرفه تلاميذه بعد حادث الصلب ( و قيامه حسب إعتقادهم) أى حتى تلاميذه شبه لهم .(2)

ولا يفوتنا أن نذكر هنا ان إنجيل يهوذا لن يكون آخر ما يكتشف من مخطوطات أهل الكتاب المخفية . فقد ذكرت النيوزويك عدد 6/6/2006 ص47 ما نصه(مازالت هناك أناجيل غير مكتشفه قابعة فى صحارى مجهولة أو على رفوف مكتبة مجهولة) كما قالت الناشيونال جيوجرافيك فى ملف إنجيل يهوذا: "إننا لا نستطيع معرفة عدد الكتب المفقودة من الكتاب المقدس حين أخذ يتشكل لكنا نعلم يقينا أن هناك العديد من تلك الكتب وقد خفيت".(3)
من أخطر ما يطرحه هذا الإنجيل كذلك مسألة الخلاص على يد المسيح الذى صلب فداء للبشر . فماذا يكون الحال إذا لم يكن قد صلب أصلا ؟ كان هذا من أواخر ما أثاره ملفا " ناشيونال جيوجرافيك " ص 94 والنيوزويك ص 43 سالفا الذكر .
فى ختام كلامنا عن الرد الإلهى الثانى ؛ نشر إنجيل يهوذا بعد اكتشافة ؛ نقول ما قلناه فى ختام كلامنا عن شفرة دافنشى من أن الأفكار التى أثيرت بعد طرح إنجيل يهوذا لم تكن جديدة تماما ( وإن كان الكلام عن المخطوط كوثيقة لا شك أقوى من الرواية ) فقد قيل قريبا منها لكن فى محيط المتخصصين ؛ أما أن يطرح مثل ذلك فى دورية لامعة محترمة كالناشيونال جيوجرافيك فذلك هو الجديد . وقد تم كل ذلك بأيدى غير المسلمين .
--------------------------------------------------- (1) " ناشيونال جيوجرافيك " عدد مايو2006 ص 92
(2) عبد الحميد جودة السحار " المسيح عيسى بن مريم " مكتبة مصر ص 297
(3) المصدر رقم (1)
3- " ندوة عيسى The jesus seminar

الرد الإلهى الثالث على اضطهاد الإسلام وأهله .. وإن كان أقل شهرة من سابقية ؛ فإن تأثيره لا يقل قوة لأنه هذه المرة على يد بعض كبار علماء اللاهوت الأمريكيين سموا أنفسهم " ندوة عيسى" The jesus seminarوقد بلغ عددهم مائتا عالم من علماء اللاهوت المتحررين . ويكفى أن تذكر إسم ندوتهم أمام أى لاهوتى مسيحى محافظ لترى مدى امتعاضه .
أخذ هؤلاء العلماء الذين يرأسهم البروفيسور " روبرت فنك " ، على عاتقهم محاولة تصحيح الأخطاء الواردة فى العهد الجديد خاصة الأناجيل وقد قاموا على مدى ست سنوات بإعادة ترجمة الأناجيل القانونية وتصحيح الأخطاء التى فيها ثم أضافوا إليها إنجيلا خامسا . قالوا أنه مكمل للأربعة ولا يقل أهمية ، ألا وهو إنجيل توماس . وذلك فى عمل أسموه " الأناجيل الخمسة" The five gospels "" .( 1 )

وقد استخدوا فى طباعة نصه أربعة ألوان لكل لون درجة صحة . فالفقرة الكتوبة باللون الأحمر مثلا تعنى أعلى درجة صحة فى رأيهم . واللون الوردى للكلمات الأقل تأكيدا , واللون الأسود للكلمات التى قيلت عن المسيح من قبل مادحيه أو أعدائه. واللون الرمادى بين الأسود والوردى .
وقد كانت نتيجة العمل أن اللون الأحمر ( الذى يعنى صحة نسبة الكلام لعيسى ) لم يشكل سوى نسبة ضئيلة من العمل .

وتبين أن 82% من الكلمات المنسوبة للمسيح عيسى فى تلك الأناجيل لم يقلها بالفعل
Eighty-two percent of the words ascribed to jesus in the gospels were not actually spoken by him . ( 2 )
---------------------------------------------------
(1) الناشر هو Harper san Francisco
(2) By jesus seminar p.5 “ The five gospels”
هل يجرؤ بعد ذلك أحد ممن يقولون لنا أن القرآن الكريم حين قال " .. ولا مبدل لكلمات الله .. " ( الأنعام34) كان يعنى أن الكتب السابقة لم تحرف ؟ ناسين أن المقصود فى هذه الآية "بكلمات الله " أحكامه الكونية كما يتضح من السياق .
وصدق الله العظيم القائل فى كتابه : " ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به .. " ( المائدة14)

------------------------------------------
وبعد فقد استعرضنا ثلاثة أمور لم يقم بها أحد من المسلمين ليثبت ما أقره الوحى القرآنى . بل قام بها غير مسلمين يطعنون به طعنا مباشرا فى عقائد مخالفى الإسلام بل ويثبتون به صحة ما جاء به الذكر الحكيم . وقد رأينا فيها ردودا إلهية على ما يحاك لأهل الإسلام ؛ بل ما يحدث فعلا من طعن فى أفكاره وإساءة لأهله ولمقدساته.
ولقد رأينا أن أغلب ما كشف عنه من حقائق فيما استعرضناه لم يكن جديدا تماما لكن الإرادة الإلهية شاءت أن يعاد بعث ما قد دفن من حقائق , وعرضها على نطاق واسع تخطى أهل التخصص .

" ... ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز "( الحج40)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.