بدأت الحكومة الصهيونية التمهيد لارتكاب حرب إبادة جماعية جديدة ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وذلك من خلال شن عمليات قصف جوي مكثّف ومباشر للمناطق المكتظة والمأهولة بالمدنيين الفلسطينيين. فقد ذكر التلفزيون الصهيوني صباح اليوم الاثنين (3/3) أن وزير الحرب إيهود باراك يترأس اليوم جلسة لتدارس النواحي القانونية لإطلاق النار بصورة مكثفة ومباشرة باتجاه الأحياء السكنية الفلسطينية، وذلك بحجة أن المقاومة تستخدم المناطق السكينة مكاناً لإطلاق صواريخها باتجاه المغتصبات الصهيونية المحيطة بقطاع غزة. قتل المدنيين حق دولي!! بدوره؛ أعرب النائب الأول لرئيس الوزراء الصهيوني حاييم رامون عن اعتقاده بأن قصف مصادر إطلاق القذائف الصاروخية في قطاع غزة (في إشارة منه إلى المناطق السكنية المكتظة) يُعد دفاعاً عن النفس بمعناه التقليدي وأن مثل هذا الإجراء يتماشى مع القانون الدولي، على حد زعمه. وأردف الوزير رامون يقول في مقابلة إذاعية صباح اليوم أن الرد بإطلاق النار على مصادر إطلاق الصواريخ سيجنب إسرائيل إزهاق المزيد من الأرواح وسيشجع مدنيين فلسطينيين على منع استخدام مناطق سكنية لإطلاق القذائف الصاروخية. وكان وزير ما يسمى الأمن الداخلي الصهيوني، وفي تحريض جديد على ارتكاب سلسلة جديدة من المذابح ضد المدنيين الفلسطينيين؛ قد قال إن المواطنين الفلسطينيين المدنيين الذين يحمون مطلقي الصواريخ هم أنفسهم أيضاً مخربين، على حد وصفه. إسقاط حماس وقد حظيت هذه المواقف تأييداً كبيراً من حزب ليكود الصهيوني المعارض، فقد أكد رئيس الحزب بنيامين نتنياهو بأنه سيساند الحكومة والجيش في العمليات العسكرية التي تقوم بها إسرائيل ضد حماس في قطاع غزة. ودعا نتنياهو الحكومة إلى الانتقال من مرحلة الاستنزاف إلى حسم المعركة وإسقاط نظام حماس. ورأى في مقابلة اذاعية صباح اليوم أنه يحق لإسرائيل استهداف من يطلق النار باتجاه مواطنيها ويختبئ في مناطق سكنية. وكان وزير ما يسمى الأمن الداخلي في الحكومة الصهيونية قد أقر بفشل العملية العسكرية التي بدأت منذ يوم الأربعاء الماضي (27/2)، مشيراً إلى أن صواريخ المقاومة الفلسطينية مازالت تنهمر بكثافة أكبر من ذي قبل. ونقلت وسائل الإعلام العبرية عن الوزير آفي دختر قوله خلال جلسة الحكومة الصهيونية الأسبوعية اليوم الأحد (2/3): إن الجيش الإسرائيلي وبعد خمسة أيام من المعارك، لم يتمكن من تحقيق غايته المتمثلة في وقف إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، على حد تعبيره. وقال دختر، الذي نجا يوم الخميس الماضي من موت محقق بعد أن سقط صاروخ فلسطيني بجواره عندما كان في زيارة لمغتصبة سديروت وجرح مرافقه الشخصي: لم يتوقف إطلاق الصواريخ ولم تتوقف النيران ضدنا ولم نحقق الردع المطلوب، فما الذي تغير علينا في قطاع غزة؟. وأضاف: إن مدى الصواريخ صار أبعد من ذي قبل ووصل إلى عسقلان وإلى نتيفوت (القريبة من اسدود) وأصبح الآن 250 ألف إسرائيلي تحت مدى الصواريخ الفلسطينية بدلاً من 125 ألفاً، حسب قوله.