بمجرد أن أعلنت اللجنة العليا عن بوادر الانتخابات لموسم 2015 ظهرت العضلات القوية فى الأحزاب وأضيئت اللمبات الحمراء وحدث الهرج والمرج فى الداخل وتبارت المساعى الحميدة لجمع الأصوات لتوضيب القوائم المؤتلفة والمتجانسة وعلقت اللافتات فى الشوارع لتهنئة السادة المصريين بمناسبة وبدون مناسبة وعلمنا أن أغلبهم انقسموا على أنفسهم وفشلت القوائم وسارعوا إلى تنظيم قوائم جديدة وفى طريقها إلى الانشقاق وأخيرا هداهم التفكير إلى البحث عن منقذ ليقود السفينة حتى لا تنحرف أو تصطدم بالشعب المرجانية. من أشهر الشخصيات العامة الذين سعوا إلى التقرب منها كمال الجنزورى وعمرو موسى وحسام البدراوى.. وبالرغم من أن هذه المحاولات جربت قبل ذلك وانتهت إلا أنهم رأوا أنه لا عيب ولا حرج فى تكرارها ما دامت المصلحة تستدعى ذلك حتى يتم الترميم ولكن لا يعقل أن هذه المحاولات المستمرة ستبعد عنهم الانتقادات الموجهة لهم وأولها أنه لا أثر لهم على أرض الواقع. جميع الأحزاب فى الدنيا كلها لها آثار ملموسة وخدمات بارزة ومعروفة للشعوب. دورهم سابق لدور الدولة، وفى الدول الأكثر تقدما يكون دور العمدة أو الحاكم فى الإقليم كدور المحافظ فى الدولة إيجابيا يلحظه المواطن محددا خدماته السابقة واللاحقة واضعا برنامجه القوى يهز الدنيا ويجعل الجميع ملتفين حوله كشخصية محورية لها تأثير وجميع خطواته متوازنة وليست للوجاهة. للأسف الشديد المرشحون لدينا لا دور لهم ولا نكاد نشعر بهم إلا فى الفضائيات وعادة ما تكون بالعلاقات أو حديث فى الصحافة المقروءة والبرامج المسموعة.. هذا هو الدور الحيوى لمرشح البرلمان لدينا لا أكثر ولا أقل ومن لديه أكثر من ذلك فعليه أن يخبرنا بما عنده حتى نلتف حوله مقتنعين بقدراته ونعلنها صراحة هذا هو من يمثلنا تحت قبة البرلمان. أيها الناخب لا تنس أنك أنت الأساس فى العملية الانتخابية وصوتك منحة من الله ستحاسب عليه لو أعطيته دون حق وسيتبلور عن ذلك، لو جاملت ضعيفا، برلمانى كرتونى جاء بأصوات فشنك جالس على مقعد حتى لا يكون فارغا، بمعنى أنه سد خانة. مصر تمر بلحظات فارقة فى تاريخها ويلزمها برلمان قوى وهذا لن تنتجه الأحزاب الكرتونية التى لا تجيد سوى الكلام الكثير وهز الرأس والأكتاف وهذا لا يقدم لكنه يؤخر وكأننا لم نقم بثورات أسقطت كيانات كبيرة، ومن الأفضل أن ينسحب المرشح الضعيف الذى يرى فى نفسه أنه لا يصلح لأن العضو القادم لن يكون للوجاهه والتلميع.. لا وقت لذلك.. انتهى زمن التوقيعات لأن المرشح القادم عليه عبء ثقيل.. ويا ليت كل من لا يقدر يبعد عن المشهد ويتركه للقادرين لكى نجتاز المرحلة ونتقدم ونشعر بالأمن والأمان.