تشهد الأوضاع داخل حزب الحركة الوطنية حالة من الشد والجذب بين قيادات الحزب, وقد ظهرت الخلافات داخل الحركة منذ أكثر من 5 شهور مما أدي إلي استقالة العديد من قياداته . وتعود أسباب النزاعات فى الداخل إلي اتخاذ يحيى قدري نائب رئيس الحركة عددا من القرارات بشكل منفرد, وتعامله علي أنه صاحب الرأي الأول والأخير, فأصبحت الأمور داخل الحزب غامضة وتتبع النظام الديكتاتوري . فقد أكد صفوت النحاس نائب رئيس حزب الحركة الوطنية سابقاً في تصريحات خاصة للنهار”أن هناك العديد من الخلافات داخل الحزب بسبب عدم تحديد الاختصاصات والأدوار, وانفراد أشخاص بعينهم باتخاذ القرارات, هذا الأمر الذي أدي إلي استقالته منذ أكثر من 3 شهور. وأضاف النحاس أن هذه الخلافات ستؤثر على الحركة في الفترة المقبلة, وستصيبه بحالة من الهزيان, وأن غياب الفريق أحمد شفيق سبب رئيسي في نشوب مثل هذا النوع من المشكلات, مشيرا إلي اهتزاز مركز الحزب داخل ائتلاف الجبهة المصرية . مؤكدا أنه في حال استمرار غياب الفريق أحمد شفيق عن رئاسة الحزب, فإن المشاكل ستتفاقم, مما ينذر بانهياره بعد وقت قصير . وهذا ما حاول يحيي قدري إخفاءه, حيث أشار إلي أن الأوضاع في الحزب طبيعية, حيث إن الحزب لم يشهد استقالات جماعية, بل هي استقالات فردية, بسبب خلافات شخصية, مؤكدا عودة أحمد شفيق إلي مصر قريباً, وأن ما يمنعه هو وجود اسمه علي قائمة ترقب الوصول ليس أكثر . ففي الوقت الذي تستعد فيه الأحزاب إلي المعركة الانتخابية الأشرس في تاريخ مصر نظراً لما أقره الدستور من صلاحيات يمتلكها مجلس النواب المقبل, والتى من خلالها سيصبح هو السلطة الأقوي بلا منافس والمتحكم الرئيسي في كافة تروس الدولة, فأصبح من اختصاصاتهم محاكمة الرئيس وتشكيل الحكومة ولا يحق لرئيس الجمهورية إعفاء الحكومة من أداء عملها إلا بعد موافقة أغلبية أعضاء مجلس النواب, ولا يتم إجراء تعديل وزاري إلا بموافقة المجلس بالأغلبية المطلقة للحاضرين, بما لا يقل عن ثلث أعضائه. لذلك فالحزب أو التحالف الذي سيتمكن من حصد الأغلبية سيكون القائد الأعلي لإدارة الدولة, نجد الحركة الوطنية غير قادر علي حل الأزمات داخله . وقد صرح مصدر خاص من داخل الحزب رفض ذكر اسمه للنهار, بأن الخلافات تزداد مع الوقت, وأن الحزب يواجه حالة من الانهيار الحاد, التى ستفتك به, ربما قبل خوضه السباق البرلماني المقبل . وأضاف المصدر, أن الجبهة المصرية تدرس الابتعاد عن التحالف مع حزب الحركة الوطنية, حتي لا يؤثر علي وضعها في الانتخابات المقبلة, وقد أثر ذلك علي الأوضاع داخل الحزب مما أدي إلي سعي يحيي قدري ومجموعة من القيادات العليا بالحزب لإجراء لقاءات مع رئيس الحزب أحمد شفيق, في محاولة منهم لإقناعه بالاستمرار في قيادة الحزب, محاولين الثبات من أجل خوض الحزب المعركة الانتخابية المقبل ضمن ائتلاف الجبهة المصرية, الذي يضم ما يزيد عن 10 أحزاب مدنية, أبرزها “المؤتمر” و”الغد” و”التجمع” و”مصر الحديثة “ و”الجيل الديمقراطي” و”الشعب الجمهوري .”