لم تخل تغريدات الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق للشؤون الخارجية، على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" من معارضة للنظام عقب استقالته من منصبه احتجاجًا على فض اعتصام رابعة، حيث أصبح اليوم أشبه بالبارحة فمن معارضة نظامي مبارك ومرسي قبل ثورة 30 يونيو إلى معارضة نظام الرئيس المؤقت عدلي منصور والنظام الحالي. كانت أولى تغريدات البرادعي عقب استقالته من منصبه بتاريخ 17 سبتمبر 2013 موجهة لشباب حزب الدستور، الذي أكد أنه لا يزال يأمل في وضعهم لأهداف الثورة نصب أعينهم وأن يكونوا قدوة للعمل الجماعي وجمع الشمل في وطن يتسع للجميع. ووجه تغريدته الثانية في التاسع والعشرين من شهر سبتمبر 2013 لمصادر سيادية والإعلام المستقل في مصر، حيث اتهمهم بإدارة حملة ممنهجة ضد الإصرار على إعلاء قيمة الحياة الإنسانية وحتمية التوافق الوطني، مشيرًا إلى أن العنف لا يولد إلا العنف. وبعد تغريدته الثانية بأيام قليلة وتحديدًا في الرابع من أكتوبر 2013 أدان البرادعي الاعتداء "الهمجي" على خالد داود الذي وصفه ب"صاحب الضمير الوطني" و"الشجاعة الأخلاقية" بأنه يعكس حجم المأساة التي نعيشها في مصر وسأل له الشفاء العاجل. وفي ذكرى حرب أكتوبر تساءل البرادعي في إحدى تغريداته عن وجود شجاعة لدى المصريين للمصالحة بعد محاسبة من أجرم كما كانت لديهم شجاعة المواجهة، واختتم بالقول "الخيار لنا". وفي الخامس عشر من أكتوبر من الشهر ذاته، قال البرادعي في تغريدة: "كل عام وأنتم بخير وكل منا في سلام مع نفسه ومع الغير وفي وطن يتسع للجميع، مازالت قناعتي أن شباب مصر الثورة هم الحل والأمل.. فكر خلّاق وقيادة فتية". ورد البرادعي على التهم الموجهة إليه من قبل عسكريين سابقين وإعلاميين وصفهم ب"الموجهين" بسبب "الدعاوى الكيدية" ضده أمام القضاء بشأن مقابلاته في الخارج متسائلًا :"هل أصبح الإفك والنفاق هوية البعض منا؟". ودفاعًا عن إيقاف برنامج "البرنامج" الذي يقدمه الإعلامي الساخر باسم يوسف، غرّد البرادعي في الأول من نوفمبر 2013 عن الحريات قائلًا: "حرية التعبير هي أم الحريات، إذا اقتصرت على من نتفق معهم فهي شعار أجوف. الشجاعة هي في الدفاع عنها وليست في قمعها، تحية وتقدير لباسم يوسف". وفي الثاني والعشرين من ديسمبر 2013 دعا البرادعي لنبذ العنف والمطالبة بالعدالة الانتقالية من خلال الحقيقة والمحاسبة والمصالحة، مؤكدًا أن التوافق الوطني يجب أن يقوم على قيم إنسانية مشتركة وديمقراطية حقة، وغير ذلك حرث في البحر. وكان لشباب حزب الدستور نصيب للمرة الثانية من تغريدات البرادعي على "تويتر" ليوجه لهم رسالة بعد ستة أشهر من التغريدة الأولى وتحديدًا في الحادي والعشرين من فبراير 2014 ولكن انضم إليهم شباب الثورة هذه المرة حيث قال :"أنتم الآن السراج المنير في ظلمة الإفك والجهل والتطرف والاستبداد، وحدوا الصفوف، استعيدوا القيم واحتكموا إلى العقل". ونعى البرادعي المدون باسم صبري في التاسع والعشرين من أبريل 2014 حيث قال :"أسأل كل شباب الثورة الدعاء بالرحمة والمغفرة لرفيق درب وإنسان نبيل ونحن في أمس الحاجة إليه، وداعًا باسم". وفي السابع عشر من يناير 2015 اختص البرادعي الشباب برسالة قصيرة وجهها إليهم في تغريدته التي كتب فيها :"إلى الشباب: أكرمني الله بكم، دائمًا في القلب، أنتم الضمير النقي والمستقبل والأمل، حفظكم الله لمصر". واستخدم البرادعي بعض التغريدات لانتقاد النظام بطريقة غير مباشرة ففي تغريدة كتبها في الحادي والثلاثين من ديسمبر 2014 انتقد أسلوب تعامل الدول العربية مع الأمن القومي حيث قال :"نخدع أنفسنا في الوطن العربي إذا تصورنا أمنًا قوميًا بلا رؤية تجمعنا وبلا حرية وكرامة لكل منا، أو تخيلنا نهضة لا تقوم على العلم والقيم الإنسانية". وغرد البرادعي مرتين في الحادي عشر من يناير 2015 منتقدًا الشرق الأوسط، حيث وصف المنطقة ب"المتفجرة"، مشيرًا إلى أن هناك أنظمة قمعية ونظام عربي عاجز. أما التغريدة الثانية فكانت بشأن الحوار العربي المشترك، في إشارة للمصالحة بين مصر وقطر، حيث قال: "في غياب المبادرة بالحوار معًا كعرب دون انتظار (مساعدة خارجية) لتغيير المسار وحل مشاكلنا المترابطة سنستمر في الانفصال عن ركب الحضارة". وبعد ستة أيام من ذكر اسم مصر بطريقة مباشرة عاد البرادعي في تغريدته الأخيرة مساء أمس، عقب مقتل الناشطة شيماء الصباغ بميدان طلعت حرب قائلًا: "نرى أقبح ما فينا ونفقد أغلي من فينا، متى سندرك أن العنف ليس حلًا وأن وطنًا قائمًا على هيبة الإنسان هو الوطن الذي نبتغيه جميعًا"