وشهد حى مدينة نصر اقبالا كبيرا من المواطنين للإدلاء بأصواتهم فى الاستفتاءعلى التعديلات الدستورية ؛ حيث اكتظت معظم مقار لجان الاقتراع فى مشهد عكس التطورالديمقراطى الذى تشهده البلاد حاليا وروح جديدة تفجرت بعد ثورة 25 يناير.وطاف مندوب وكالة أنباء الشرق الأوسط على مقار الاستفتاء بمدينة نصر بمدارسعبدالله النديم ، والسيدة نفيسة ، وعباس العقاد،ومدينة نصر التجريبية ، والملكفهد ، وجمال عبدالناصرالتجريبية،ونادى السكة الحديد.واصطف المواطنون فى طوابير طويلة منذ بدء عملية الاقتراع داخل مقار الاستفتاءبلغ طول بعضها نحو 400 متر..وامتدت الى خارج المقار وتنوع مرتادوها مابين الرجالوالنساء والشباب والفتيات..حالة الطقس الدافىء اليوم أضافت حرارة وحماسا على سلوكالمواطنين بل وهدوءا منعهم من إبداء أى تذمر أو امتعاض من طول فترة الانتظار بلكانت فرصة للحديث أكثر فى السياسة ومستقبل مصر مابعد 25 يناير..إلا أن التراحمكان سمة بارزة على التزاحم،حيث قدم الشباب الشيوخ عليهم فى الصفوف،الذين حرصواعلى مشاركة الشباب ثورتهم وأول ثمرة من ثمارها.وأعرب المواطنون عن سعادتهم بمشاركتهم فى الاستفتاء ..مؤكدين أن معظمهم يشاركلأول مرة بعد أن شعروا بأن أصواتهم تعبر عنهم بحق ، وأنه شبهة تزوير ارادتهم باتتبعيدة الآن، سواء من أيد أو عارض التعديلات الدستورية.وفى اللجان المحيطة بجامعة الأزهر ظهرت الفتيات فى مجموعات شبه منتظمة تتوافدعلى المقار القريبة من المدينة الجامعية ،وشاركهم فى ذلك شباب الجامعة الذينكانوا حتى وقت متاخر الليلة الماضية يدعون المارة الى المشاركة فى الاستفتاء.ومن جهتهم،انتظم رجال الشرطة فى الخدمات منذ السادسة صباحا ،والتى تستمر حتىانتهاء عمليات التصويت والفرز بشكل كامل،وقاموا بجهود كبيرة فى تأمين المقارالانتخابية من الخارج لضمان سير عملية الاستفتاء التى جرت دون معوقات.وفى مدرسة عبدالله النديم ، أعربت إحدى المواطنات عن غضبها لضابط الشرطةالمكلف بتأمين المقر الانتخابى من الخارج لملاحظتها عدم وجود قفل على الصندوقالمخصص للإدلاء بالأصوات داخل اللجنة، ولكنه أخبرها بأن مهمته هى تأمين المقر منالخارج فقط وأن عليها أن تدخل مرة أخرى الى اللجنة وتشكو لعضو الهيئة القضائيةالمشرف على عملية الاستفتاء فى المدرسة..وعند دخولها اللجنة شاكية وجدت أنالصندوق مغلقا ولكنها لم تلحظ ذلك ..فاعتذرت وغادرت فى هدوء.وشهدت اللجان الانتخابية بمنطقة المقطم بالقاهرة اقبالا غير مسبوق يفوق كثيراالاعداد التى كانت مسجلة فى الكشوف الانتخابية والتى كانت تقدر ب 17 ألف صوت ..فيما تزايدت اعداد من يدلون بأصواتهم كثيرا ،فى ضوء ما تم اقراره من جعل التصويتبموجب بطاقة الرقم القومى .واحتشد الناخبون ،بمختلف الأعمار والاجيال، منذ الثامنة صباحا ، وامتدت الصفوفامام اللجان الانتخابية لمسافات طويلة ، وسط احترام متبادل بين الناخبين وحرص علىالمشاركة فى أول عرس لديمقراطية الثورة ..وانقسم الناخبون الى صفين أمام كل لجنةاحدهما للرجال والآخر للنساء،واتفقوا على تجاوز كبار السن من الوقوف بالصفوف ،وآثروا ادخالهم إلى لجان الاقتراع.وقام رجال القوات المسلحة والشرطة بحماية مزدوجة لمقار اللجان الانتخابات ..حيث ساد الهدوء رغم الازدحام ،ولم يسجل حدوث أى عمل يعكر صفو الأمن أمام اللجان ..وقامت مجموعات من شباب ثورة 25 يناير بارشاد الناخبين للتوجه نحو صناديقالاقتراع وباجراءات عملية الاستفتاء دون محاولة فرض رأى أو موقف عليهم.وأكدت عدد من الذين أدلوا بأصواتهم فى الاستفتاء انهم لايحملون بطاقاتانتخابية ،وان هذه هى المرة الاولى التى يشاركون فيها فى عملية انتخابية ، ثقةمنهم فى ان مصر تتجه نحو التغيير والديمقراطية الحقيقية..وشدد بعضهم أن عدممشاركتهم فى الانتخابات والاستفتاءات سابقا كان مرجعه خشية تزوير أصواتهم،وشكهم فى نزاهة تلك الانتخابات.وأبدى مواطنون سعادة لأنهم شاهدوا على شاشات التليفزيون أعدادا من كبارالمسئولين وهم يقفون فى صفوف المواطنين المنتظرين للادلاء بأصواتهم دون تمييز .وشهدت مدارس منطقة امبابة شمالي الجيزة اقبالا ملحوظا من المواطنين علىالادلاء بأصواتهم ،وتسابق المواطنون على الادلاء بأصواتهم ومن شدة الاقبالوالازدحام على اللجان وجدوا انفسهم أمام 4 خيارات وليس خيارين فقط والخياراتالاربعة هى إما الموافقة على التعديلات أو عدم قبولها فيما تمثل الخيار الثالث فىالانتظار فى طابور طويل ممتد عبر الشارع حتى يحل الدور على الراغب فى الادلاءبصوته..أما الاختيار الرابع هو ان ينصرف لقضاء احتياجاته ثم يعود مرة أخرى للجانللادلاء بصوته خاصة وانها على مقربة من سكنه ومحل عملهوقد خلت شوارع القاهرة من الناس فعادت كأنها القاهرة ال 30 حيث ساهم اعتباراليوم السبت ال تاسع عشر من ينير اجازة رسمية فى اعطاء الفرصة لجميع المواطنينالذين يحق لهم الادلاء بأصواتهم فى التوجه لصناديق الاستفتاء .وفى منطقة الزيتون بالقاهرة اتسمت عملية الاقتراع فى لجان مدارس منطقة حلميةالزيتون بمحافظة القاهرة بالهدوء ، وكان لافتا حرص كبار السن على الإدلاءبأصواتهم فى الاستفتاء ،وقال بعضهم :إنه لأول مرة فى حياته يدلى بصوته اعتقادامنه بأن شبهة التزوير والنتائج المعدة سلفا باتت مستبعدة من المشهد السياسى.وقد خلى الاستفتاء فى هذه المنطقة لأول مرة من الأسماء البراقة التى كانت تعدهذه المنطقة ساحتها الخاصة ومعقلها السياسى.ورغم ان الجميع يعتبر ان استفتاء اليوم هو فاتحة عهد جديد وأن نجاح مصر فىمهمتها الصعبة للعبور الى الدولة الديمقراطية الحديثة التى يريدها المصريون،إلاأن حرارة شمس اليوم جعلت البعض يؤخر ذهابه الى هذه اللجان الى فترة ما بعدالظهيرة خاصة وان فترة الاستفتاء ممتدة هذه المرة حتى السابعة مساء.وشهدت مناطق حدائق القبة والشرابية والزاوية الحمراء والظاهر اقبالا غيرمسبوق من المواطنيين اليوم فى التصويت على الاستفتاء على تعديلات بعض موادالدستور حيث امتدت الطوابير أمام اللجان الى عشرات بل ومئات الأمتار ،مايعكس حرصالمصريين على المشاركة فى هذا العرس الديمقراطى عن بقناعة وبحب شديد وأملا فىمستقبل أفضل .ففى منطقة حدائق القبة توافد المواطنون من الفئات والأعمار المختلفة الىمقار اللجان منذ الساعات الأولى لفتح باب اللجان يسودهم شعور بأهمية صوتهمالانتخابى وتأثيره سياسيا ،وتوجه البعض لعدد من المدارس ظنا منهم أن بها لحاناانتخابية ، الا انه تم توجيههم إلى مقار اللجان المقررة ،والتى شهدت توافد أسربأكملها ، وكبار السن والمرضى الذين حرصوا على الإدلاء بأصواتهم .وفى منطقتى الشرابية والزاوية الحمراء شهدت اللجان زحاما شديدا منذ الصباحالباكر وحرص أبناء المنطقتين من الرجال والنساء على الإدلاء بأصواتهم مما أدى الىامتلاء نصف الصناديق تقريبا قبل ظهر اليوم ،بحسب روايات المصوتين.وفى منطقة الظاهر ذات الكثافة السكانية العالية توافد الكثير من أبناءالمنطقة ، وحرص الشباب من الجنسين على الحضور مبكرا والوقوف فى طوابير طويلةمقدمين كبار السن على أنفسهم..كما قاموا بابعاد عدد من الأشخاص الذين حاولواالترويج أمام احدى اللجان الى التصويت لصالح أحد الخيارين نعم أو لا ..مؤكدينعلى ضرورة احترام ارادة الناخب ورأيه الحر فى هذه المرحلة غير المسبوقة فى مصرمنذ فترات طويلة.وفى منطقة التجمع الخامس بمحافظة حلوان،شهدت لجان التصويت فى منطقة التجمعالخامس بمحافظة حلوان اليوم السبت اقبالا كثيفا من جانب المواطنين الذين حرصواعلى الادلاء بأصواتهم فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية.وقال موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط إن طوابير طويلة من المواطنين الراغبين فىالادلاء بأصواتهم تتواجد أمام مقار لجان الاستفتاء فى مشاهد تعكس مدى شغف الشعبالمصرى للديمقراطية.وفى لجنة مدرسة صلاح الدين المتاخمة لمسجد الشربتلى فى قلب التجمع الخامس أصطفطابور طويل امتد لاكثر من 700 متر أمام المبنى حيث أحاط بأسوار المدرسة من كافةالاتجاهات.. وحرص المواطنون على التوجه للجنة فى شكل أسرى حيث يصطحب الزوجوالزوجة ابنائهم الذين يرفعون أعلام مصر فى الوقت الذى حمل العديد من الأطفالكراساتهم لتدوين ملاحظاتهم عن هذااليوم التاريخى.. كما تجمعت العديد من الأسرأمام منازلها حيث توجهوا بشكل جمماعى إلى اللجان فى مشهد من المشهد الاحتفالى.وتسود حالة من البهجة والسعادة المواطنين المرابطين أمام لجنة مدرسة صلاحالدين بدون أى تذمر رغم الطوابير الطويلة.. وتدور بينهم حوارات جانبية حول طبيعةالتصويت لكنها تنتهى دائما بمقولة كلنا فى اتجاه واحد ..ومن يقول نعم أو لا فهويعبر عن رؤيته لكيفية تحقيق مصلحة مصر..عشرات المواطنين يقومون بتصوير ما يدوركاميرات هواتفهم المحمولة لتوثيق مشاركتهم فى الاستفتاء على التعديلات الدستوريةوتسير العملية الانتخابية فى لجان التجمع الخامس المختلفة بشكل ميسر فيماتقوم الشرطة والجيش بتأمين اللجان ..كما يقوم ضباط الشرطة بجولات حول مقار اللجانللتأكد من عملية تأمين كافة اللجان من الخارج.ويعكس المشهد الانتخابى درجة الوعى التى وصل إليها الشعب المصرى حيث رابطتأحدى السيارات على مقربة من طوابير المواطنين فى لجنة صلاح الدين وعلى متنهاكميات كبيرة من صناديق المياه حيث كان الاشخاص الموجودون بها يحاولون اقناعالمواطنين بالادلاء بصوتهم فى اتجاه معين لكن المقترعين أمتنعوا عن التوجه إليهارغم شعورهم بالعطش وقالوا ان هذاالماءمسيس..وبعد دقائق قليلة وصلت العديد منالسيارات المحملة بصناديق من المياه من جانب المواطنين المتطوعين وقاموا بوضعهاأمام الطوابير دون التفوه بأى عبارات ارشادية حيث أقبل المواطنون عليها مرددينعبارات تحيا مصر.ويعد هذا الحشد الانتخابى هو أكبر ملتقى يجمع بين سكان احياء التجمع الخامسمنذ انشائه ،حيث مثلت الطوابير الطويلة فرصة لم تكن متاحة من قبل للتعارف بينأبناء الحى والشارع الواحد.