فى سرية تامة يقوم حاليًا عدد من الخبراء العسكريين الألمان وممثلين لوزارة الخارجية الألمانية بإعداد قائمة بأنواع وأعداد الأسلحة التى سيتم تصديرها لقوات الأمن الكردية– البشمركة- شمال العراق. وكانت الحكومة الألمانية قد وافقت مساء أمس الأول مبدئيًا على تصدير الأسلحة لأكراد العراق وعقد كل من وزيرة الدفاع الألمانية أرزولا فون ديرلاين ووزير الخارجية فرانك شتاينماير اجتماعًا ثنائيًا للاتفاق على تفاصيل الصفقة، وقال شتاينماير عقب الاجتماع إن ألمانيا تستهدف من إمداد أكراد العراق بالأسلحة تمكين قوات البشمركة من التصدى لهجمات تنظيم داعش. وأشار إلى أن بلاده قدمت خلال أسبوع ما يقرب من 40 طنًا من المواد الإغاثية لأكراد العراق والتى تتضمن مواد غذائية وطبية بالإضافة لبعض التجهيزات والمعدات القتالية كخوذات الجنود والصديريات الواقية من الرصاص، ويأتى هذا النشاط الألمانى تجاه أكراد العراق عقب موافقة وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى على تقديم المساعدات الإنسانية والعسكرية للأكراد فى شمال العراق لتمكينهم من التصدى لتنظيم داعش إلا أن خبيرًا فى شئون الشرق الأوسط بأحد المراكز البحثية بجامعة لايبزج الألمانية– طلب عدم ذكر اسمه– قال لبوابة الأهرام: "إن ألمانيا تحاول الاستفادة من الاضطرابات فى الشرق الأوسط بتنشيط مبيعاتها من الأسلحة والمعدات العسكرية وعرض نفسها فى هذه السوق الكبيرة كأحد كبار مصدرى السلاح والمعدات العسكرية مشيرًا إلى أن ألمانيا– التى ظلت محرومة من توسيع صناعاتها العسكرية لفترة طويلة– أصبحت حاليًا ثالث أكبر مصدر للأسلحة والمعدات العسكرية فى العالم". وتشير بعض التقارير الألمانية غير الرسمية إلى أن ألمانيا تتوسع حاليًا فى الصناعات العسكرية وتركز على تطوير منظومات الأسلحة الذكية باستخدام التكنولوجيا المتقدمة التى تتوصل إليها مراكز الأبحاث العسكرية الألمانية وكذلك استخدام نتائج الأبحاث التى تجريها بعض الشركات الصناعية الألمانية لتطوير الصناعات العسكرية وذلك بهدف ووضع قطاع المعدات العسكرية والأسلحة ضمن قائمة الصادرات الألمانية المعتمدة على التكنولوجيا المتطورة فى المرحلة القادمة لتعظيم العائد الاقتصادى من هذا القطاع. وكانت ألمانيا قد عقدت مؤخرًا صفقة لتصنيع 4 غواصات نووية للبحرية الإسرائيلية يقدم اثنتان منها كمعونة وهدية من ألمانيا لإسرائيل وذلك رغم اعتراض عدد من الأحزاب السياسية الألمانية على مبدأ توسع ألمانيا فى الصناعات العسكرية.