يعتبر القطاع الكهربائى أكثر القاطاعات تأثرا بسيطرة جماعة الإخوان المسلمين على عدد من الشركات به حيث رصدت الأجهزة الأمنية مؤخرا خلية نائمة داخل مرفق وزارة الكهرباء مكونة من 65 مسئولا وموظفا يعملون على إفساد هذا المرفق والعبث به من خلال تصدير الأزمات وإظهار ضعف الدولة فى توفير الكهرباء لبعض المناطق الحيوية.. فى هذا الصدد رأى عدد من خبراء الطاقة أن جماعة الإخوان بعد خروجها من الحكم بدأت تلعب دورا هاما داخل وزارة الكهرباء من خلال اللجوء إلى قطع التيار في بعض المناطق وخاصة فى محافظات الأقاليم لتشويه صورة الوزارة أمام الشعب. وأضاف الخبراء بأنه إذا كانت لجماعة الإخوان يد فى الانقطاع المتكرر للكهرباء فيجب على الحكومة الحالية أن تجد حلولا تقاوم بها ما يحدث الآن وتسعى لمواجهة الأزمة بعيداً عن التبريرات التى يسمعها المواطنين حالياً. من جانبه علق الدكتور محمد اليمانى المتحدث باسم وزارة الكهرباء، على الأمر قائلا:" اذا ثبت بالفعل ان هناك خلايا نائمة للإخوان داخل شركات وزارة الكهرباء يعملون لافساد منظومة قطاع الكهرباء من أجل إثارة الفتن بين المواطنين وذلك عن طريق التعمد فى قطع التيار الكهربائى عن المنازل والمستشفيات والمناطق التى تتواجد بها الشركات الحيوية فى أوقات الذروة ووقت أذان المغرب فى رمضان وفى السحور سيتم اتخاذ كافة الاجراءات القانونية اللازمة ضدهم للتحقيق معهم وابعادهم عن الوزارة". وأشار اليمانى إلى أن سبب انقطاع التيار الكهربائى وقت الذروة ليس له أي علاقة بجماعة الإخوان لأنه لا يمكن لأى مسئول أيا كان وضعه أن يؤثر على سير العمل داخل الوزارة وإنما الانقطاع المتكرر يأتى نتيجة لثلاثة أسباب رئيسية وهى الهجوم الشديد على استخدام الأجهزة الكهريائية فى المنازل، بالإضافة إلى قوة تأثير درجات الحرارة الشديدة على بعض محطات توليد الكهرباء، هذا فضلا عن آليات نقل الغاز إلى المحطات مما ترتب على ذلك وجود عجز فى معدل الانتاج مقابل الاستهلاك وأدى إلى انقطاع التيار الكهربائى إلى جانب زيادة أعداد المكيفات بمعدلات كبيرة جداً. وأضاف اليمانى أنه قد يكون هناك عدد من الموظفين المنتمين لجماعة الإخوان متواجدون بالشركات وليس بالوزارة, فالوزارة تعمل عن طريق المجموعات وليس الأفراد وبالتالى أغلب الخلايا النائمة تنتشر داخل شركات الكهرباء وقد تتمركز فى المحافظات والمناطق الريفية وهنا ليس للوزارة دور فى ايجادهم بل يتم تحديدهم من قبل الجهات الأمنية التى تسعى حاليا لرصدهم داخل هذه الشركات بالمحافظات والأقاليم ومن يثبت انه يسعى لتدمير وخراب القطاع الموجود به سيعاقب على الفور وستقوم الوزارة باتخاذ اللازم ضدهم. وأوضح الدكتور سامر مخيمر المتحدث الرسمى باسم "ائتلاف العاملين بالكهرباء" والرئيس السابق لهيئة المفاعلات النووية , أن الخلايا النائمة للإخوان تؤدي دورا خبيثا داخل القطاعات الحكومية وخاصة الكهرباء لخداع الشعب، لافتا إلى أنه لم يتم التخلص منهم داخل الوزارة بشكل نهائى، وما زال هناك فاسدين داخل شركات الكهرباء يقومون بإمداد أعضاء الجماعة بكافة المعلومات الخاصة بالقطاع لإثارة البلبة والفتن فى الشارع المصرى . وتابع مخيمر قائلا:"الجميع يعلم أن هناك أخونة داخل وزارة الكهرباء بدأت أثناء حكم الرئيس المعزول محمد مرسى من خلال تعيينه لعدد كبير من الموظفين التابعين للجماعة، وتم ترقيتهم داخل شركات الكهرباء حتى وصلوا إلى مناصب عليا ولم يتم التخلص منهم بعد خروج الجماعة من الحكم بل استمروا فى العمل داخل الوزارة وبالتالى يقوم عدد كبير منهم الآن بأخذ تعليمات من كبار الجماعة لقطع التيار الكهربائى بشكل مستمر، وبالتالى ما زالت جماعة الإخوان تسيطر على الوزارة وشركاتها بشكل كبير ولهذا يجب تصحيح الموقف واستبعاد من يثبت لديه صلة بهذه الجماعة وفتح الباب أمام شخصيات قادرة على حل أزمة انقطاع التيار الكهربائى. وأشار إلى أن قطاع الكهرباء يعاني حاليا من عجز كبير وصل إلى 8 آلاف ميجاوات، ونحن نعلم أن محطات الكهرباء متهالكة، ويجب إيجاد حلول سريعة لمعالجة هذه المحطات فكثرة الاعطال المتكررة بها يأتى نتيجة لعدم وضع خطة مدروسة لمواجهتها. وأشار الدكتور على الصعيدي، وزير الكهرباء والطاقة الأسبق إلى أن مشكلة انقطاع التيار الكهربائى المستمر تاريخية، وليس سببها جماعة الإخوان لأن البلد لم تستثمر الاستثمارات الكافية فى بناء محطات الكهرباء، بالاضافة إلى أننا غير قادرين على أن نوقف المحطات لفترة كافية لعمل الصيانة اللازمة، وبالتالى يحدث التوقف المتكرر. وعن الخلايا النائمة بالوزارة أكد الصعيدى أن هذه الخلايا تعمل فى الخفاء وبالتالى لن يتم الوصول اليهم الا عن طريق الاجهزة الأمنية مطالبا بضرورة التنسيق مع الأجهزة السيادية للوصول إلى أى فرد داخل الوزارة أو الشركات لمحاسبته على الفور. وأضاف وائل عقل رئيس النقابة العامة للعاملين في الكهرباء، أن الوزارة عاجزة عن حل مشكلة انقطاع الكهرباء بسبب غياب الكفاءات العلمية والعملية في القطاع فضلا عن الفساد المتراكم بالوزارة منذ أيام الرئيس المعزول وجماعته وبالتالى لا يستبعد أن يكون للجماعة يد فى الانقطاع المتكرر للكهرباء مؤكدا أنه من الوارد جدا أن يقوم عامل بإحدى الشركات والمنتمي لجماعة الإخوان المسلمين بقطع الكهرباء لكى يثير بلبلة داخل القطاع وفى الشارع ، لافتا الى أن هناك تعليمات بمنع قطع الكهرباء عن أماكن حيوية معينة حيث تقوم الوزارة بمدها بأكثر من خط مثل المستشفيات وأقسام الشرطة وغيرها . وأضاف الصعيدى قائلا:" إذا كانت لجماعة الإخوان يد فى هذا الانقطاع فيجب على الحكومة الحالية أن تجد حلولا تقاوم بها ما يحدث الآن وتسعى لمواجهة الأزمة بعيداً عن التبريرات التى يسمعها المواطنين حالياً". وشدد عقل على أن قطاع الكهرباء بالكامل يحتاج لإعادة هيكلة من جديد لابعاد أى موظف إخوانى يحاول استخدام انقطاع التيار لأسباب سياسية.