شهدت منطقة الهرم جريمة مثيرة للجدل حيث تجرد سائق وزوجته، إضافة لعاطل، من أبسط المشاعر الإنسانية وقتلوا إحدى موظفات الإذاعة والتليفزيون، لسرقتها، رغم وجود علاقة طيبة تجمع بين السائق وزوجته والضحية منذ 6 سنوات، حيث طلبت منهما ترشيح حارس شخصى، لتستأجره بغرض حمايتها بعد خلافات ومشادات تكررت بينها وبين جيرانها وحراس العقارات المجاورة بسبب تربيتها للقطط، وعطفها على الحيوانات الضالة والمريضة، لم تكن الضحية ثرية كما توهم المتهمون الذين نفذوا الجريمة للبحث عن سراب. التحقيقات التي أشرف عليها اللواء محمود فاروق، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، كشفت أن السائق وزوجته ظنا أن الضحية طلبت حارساً شخصياً للحفاظ على الأموال والذهب، فاتفقا على سرقتها بالاتفاق مع صديق الزوج. وقالت تحقيقات المقدم أحمد الوليلى، رئيس مباحث قسم شرطة الطالبية، والنقيب مصطفى الدكر، معاون المباحث، أن أجهزة الأمن تلقت بلاغاً من سهير البدراوى، 61 سنة، مذيعة بالإذاعة والتليفزيون، حول تغيب شقيقتها سمية 57 سنة، كبيرة مشرفى برامج بإذاعة الشباب والرياضة، من شقتها بمنطقة الطالبية، واختفاء سيارتها من أمام العقار، حيث إنها غير متزوجة وتهوى تربية القطط، وتملك حوالى 30 قطة فى الشقة، وأن شقيقتها عثرت على القطط ميتة، وغرفة نومها مبعثرة الأثاث. أخطر اللواء كمال الدالى، مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، وتم تشكيل فريق بحث قاده العقيد مدحت فارس مفتش مباحث غرب، وتبين من التحريات الأولية واستجواب شهود العيان أن المجنى عليها اختفت من شقتها يوم الإثنين الماضى، بعد أن زارتها فى شقتها صديقتها سمر وزوجها فريد وآخر ثالث، ورجحت التحريات وجود شبهة جنائية فى الواقعة بقصد السرقة. التحريات كشفت أن علاقة صداقة تربط بين الإذاعية وسمر 26 سنة، منذ 6 سنوات، وأن الأخيرة تتردد عليها فى شقتها، وتساعدها فى بعض أعمالها المنزلية، نظراً لإقامة الضحية بمفردها، وأن سمر متزوجة من سائق يدعى فريد، 28 سنة الذى اتصل بشقيقة القتيلة وأخبرها بأن سيارتها بحوزته، ويريد تسليمها لها، بعد اكتشافه غياب صاحبة السيارة. ونصبت أجهزة الأمن كمينا للمشتبه به «فريد»، وألقت القبض عليه وبحوزته السيارة واصطحبته إلى قسم الشرطة، فيما ضبطت زوجته داخل منزلها، وبحوزتها هاتف محمول الإذاعية، وبمناقشتهما أقرا بالجريمة بغرض سرقتها. وكشف المتهمان عن كيفية ظهور فكرة قتل السيدة التى وثقت فيهما طيلة 6 سنوات، حيث نشبت مشادات كلامية وخلافات متكررة بين الإذاعية وجيرانها وحراس العقارات المجاورة، بسبب تربيتها للقطط، واستقطابها للحيوانات الضالة، خاصة المريضة منها لعلاجها، ما تسبب فى ظهور رائحة كريهة بالعقار، لذا طلبت من سمر وزوجها ترشيح حارس شخصى لحمايتها بعد تكرار الخلافات مع جيرانها، الذين هددوها أكثر من مرة، وحطموا سلاسل مكان ركن سيارتها أمام العقار. من هنا ظنا المتهمان أن السيدة ثرية فخططا لسرقتها، حيث اتفقا مع ثالت يدعى «محمد. س» 30 سنة، عاطل، على أن يقدماه لها كحارس شخصى، واتصلت سمر بها، الإثنين الماضى، وأخبرتها بأنها آتية وبرفقتها زوجها، فطلبت منهما إحضار سحور لها عبارة عن ساندويتشات شاورمة، فاشترى المتهم الثالث سم فئران من إحدى الصيدليات وضعوه داخل الساندويتشات، دون أن يصحبهما إلى المنزل. وفور تناول السيدة للساندويتشات شعرت بحالة إعياء شديدة وبدأت فى الصراخ، وخشيا المتهمان من صوتها وافتضاح أمرهما، فنقلاها إلى مستشفى الهرم لإسعافها، فيما تناولت القطط بواقى الساندويتشات وماتت، وظلت الإذاعية بالمستشفى لمدة ساعتين ثم عادا بها إلى المنزل، وطلب المتهمان من شريكهما الثالث الحضور للشقة، وعرفاه عليها باعتباره الحارس الشخصى، حيث غافلها الزوج والحارس الوهمى وخنقاها حتى فارقت الحياة، وحصل الحارس على 200 جنيه منهما وهرب. فريد وزوجته نقلا الجثة إلى السيارة ثم إلى منطقة صحراوية تسمى «الصرف» وتبعد 15 كيلومتراً فى عمق الصحراء بعيداً عن طريق «مصر- الإسكندرية» الصحراوى، وألقيا الجثة ثم سكبا عليها جركن بنزين وأحرقاها ودفناها، وبعد اعترافهما أرشدا عن مكانها. المتهم الثالث تم ضبطه وبحوزته كاميرا مملوكة للضحية، وبعض زجاجات العطور، فيما نفى مصدر أمنى مسؤول ما تردد عن استيلاء الجناة على مبالغ مالية كبيرة أو مصوغات ذهبية. وروت الإذاعية سهير البدراوى، شقيقة الضحية، ل«المصرى اليوم»، تفاصيل الجريمة، التى انتهت بقيام الجناة بقتل شقيقتها خنقا، وسرقة 31 ألف جنيه ومسوغات ذهبية وزنت كيلوجراما، ثم نقل جثتها إلى منطقة صحراوية بأكتوبر، ودفنها بعد إحراق الجثة لإخفاء معالمها. قالت سهير: «شقيقتى تزوجت وانفصلت عن زوجها منذ أكثر من 20 عاماً، ولم تُرزق بأولاد، ولا تفعل شيئا فى حياتها، سوى عملها ككبيرة مشرفين برامج بالإذاعة، إلى جانب مساعدتها للمحتاجين و(الغلابة)، وتربيتها للقطط، ومساعدة الحيوانات الضالة والمريضة من الكلاب والقطط فى شوارع منطقتى الطالبية والهرم». وأضافت: «تلقى ابنى اتصالاً الإثنين الماضى، من أحد جيران خالته أخبره خلاله بأن خالته غير موجودة بشقتها، وسيارتها لم تظهر أسفل العمارة، فتوجهت معه إلى الشقة ووجدنا رائحة كريهة تفوح منها، فكسرنا الباب، وعثرنا على قطط ميتة، ووجدنا غرفة نومها مبعثرة، والدولاب ملقى على الأرض، ولم نجد سوى 200 جنيه داخل الغرفة. وتابعت: «شقيقتى سمية لا تترك قططها للحظة دون الاطمئنان عليها، واستغربنا أن قططها ماتت، لا يمكن أن تكون ماتت بسبب الجوع فى بضع ساعات، بدأنا البحث عن شقيقتى فى المستشفيات، طلبنا مستشفى قصر العينى هاتفيا وأخبرونا أنها لم تدخل المستشفى، ثم توجهنا إلى مستشفى الهرم، وقالوا لنا إنها دخلت المستشفى ليلاً، فى حالة إعياء، وخرجت بعد ساعتين بعد أن تم علاجها ب(حقنة)، وكان معها رجل وامرأة، إلى أن اكتشفت الشرطة باقى تفاصيل الحادث». تقول: «أريد القصاص لشقيقتى، أريد الإعدام للقتلة، سرقوها وخنقوها وحرقوا جثتها، وهى لم تفعل شيئا فى حياتها تستحق عليه هذا، عاشت لرعاية القطط والحيوانات ومساعدة المحتاجين، لو كان هناك كلب أصيب لنقلته إلى المستشفى، حتى شيكات زكاة رمضان، عثرت عليها فى الشقة». وعاينت النيابة العامة مسرح الواقعة، وطلبت من أجهزة الأمن التحفظ على الشقة، فيما عاينت الجثة وأمرت بتشريحها لبيان سبب الوفاة، وأمرت بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات.
