أكد الدكتورعمرو الشوبكى خبير الجماعات المتشددة فى مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية أن حادث التفجيرات الذي وقع أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية يدل وجود أصابع للقاعدة وليس إحياء لجماعات جهادية قديمة خاصة وأن الأخيرة قد انتهت تاريخيا بالفعل كما حدث بها مراجعات فكرية ولا تسمح أوضاعها بإعادة ما كانت عليه.واشار إلى أن الحادث الأخير يختلف حتى عن الحوادث الإرهابية التي ظهرت مؤخرًا في الأزهر وغيرها من حيث الأدوات المستخدمة واختيار التوقيت كما أنها دائما تستخدم أسلوب السيارات المفخخة والانتحاريين في عملياتها، إلا أنها أصبحت في الوقت الراهن فكرة أكثر منها تنظيم، كما أنها تنشط في الدول التي تضعف فيها سلطة الدولة وهو ما حدث في العراق واليمن والمغرب والجزائر.وتوقع أن يكون أتباع التنظيم في مصر يمثلون خلية محدودة لا يتعدى أفرادها 5 أشخاص، ومن الممكن أنهم تأثروا بفكر القاعدة لأسباب أو لأخرى، مستبعدًا أن يكون الحادث تم من قبل انتحاري خاصة وأن وزن المتفجرات كانت نحو 10 كيلو، كما أن توقيت الحادث كان محددًا بدقة مما يدل على وجود تنظيم وراء الحادث وإتمامه بصورة محترفة ولذلك فإنه من المستبعد أن يكون هذا الأمر من قبل شخص محبط.وأوضح الشوبكي أن طرق عمل المتفجرات أصبحت سهلة ومتاحة للكثيرين، كما أن استقطاب عناصر وتجنيدها للقيام بأعمال إرهابية لم يعد أمرًا صعبًا نتيجة إحباطات كثيرة في الواقع والاجتماعي والسياسي في الدول التي تستهدفها القاعدة وهو ما كان أمرًا صعبًا من قبل، مشيرًا إلى أن الفترة القادمة قد تشهد عمليات إرهابية عشوائية كنوع من أنواع الانتقام العشوائي وهو ما حدث في العراق لإثارة الفوضى.ونوَّه إلى أن هناك استهدافًا لمصر من خلال هذا العمل الإرهابي والذي استهدف الطرف الأضعف بها وهو الأقباط لإثارة الفوضى نتيجة التوتر بين المسلمين والمسيحيين مؤخرًا، كما أن استهدافهم يظهر الدولة على أنها عاجزة عن حماية مواطنيها، مشيرًا إلى أن هناك بالفعل مشكلات داخلية في مصر للأقباط وغيرهم ولكن هذه المشكلات يجب أن يتم حلها بمعزل عن الأحداث الحالية.