وزير العمل: 2772 فُرصة شاغرة للشباب في 45 شركة خاصة في 9 مُحافظات    تصدير 25 ألف طن بضائع عامة من ميناء دمياط    الذهب يستقر في نهاية تعاملات اليوم داخل محلات الصاغة    افتتاح عدد من المساجد بقرى صفط الخمار وبنى محمد سلطان بمركز المنيا    أدنوك تؤكد أهمية تسخير الذكاء الاصطناعي لإتاحة فرص مهمة لقطاع الطاقة    وقوع إصابات.. حزب الله يستهدف مواقع إسرائيلية فى الجولان المحتل    كيف ينظر المسئولون الأمريكيون إلى موقف إسرائيل من رفح الفلسطينية؟    إنفانتينو: أوقفوا النقاش العقيم بشأن مونديال الأندية    خدمة في الجول - طرح تذاكر إياب نهائي دوري الأبطال بين الأهلي والترجي وأسعارها    مؤتمر جوارديولا: نود أن نتقدم على وست هام بثلاثية.. وأتذكر كلمات الناس بعدم تتويجي بالدوري    مستشفى كوم أمبو يستقبل 4 أطفال مصابين بالتسمم بعد تناول وجبة غذائية    اندلاع حريق هائل داخل مخزن مراتب بالبدرشين    حصاد نشاط وزارة السياحة والآثار في أسبوع    هيئة الإسعاف: أسطول حضانات متنقل ينجح في نقل نحو 20 ألف طفل مبتسر خلال الثلث الأول من 2024    البنك المركزي الصيني يعتزم تخصيص 42 مليار دولار لشراء المساكن غير المباعة في الصين    20 جامعة مصرية ضمن أفضل 2000 جامعة على مستوى العالم لعام 2024    توخيل يعلن نهاية مشواره مع بايرن ميونخ    كولر: الترجي فريق كبير.. وهذا ردي على أن الأهلي المرشح الأكبر    «المرض» يكتب النهاية في حياة المراسل أحمد نوير.. حزن رياضي وإعلامي    آخر موعد لتلقي طلبات المنح دراسية لطلاب الثانوية العامة    غزة: الجيش الإسرائيلي حرق أجزاء كبيرة من مخيم جباليا    باقي كم يوم على عيد الأضحى 2024؟    بالصور- التحفظ على 337 أسطوانة بوتاجاز لاستخدامها في غير أغراضها    ضبط سائق بالدقهلية استولى على 3 ملايين جنيه من مواطنين بدعوى توظيفها    المقاومة الإسلامية في العراق تقصف هدفا إسرائيليا في إيلات بالطيران المسيّر    في يومها العالمي.. 9 متاحف تفتح أبوابها بالمجان للمصريين بالقاهرة (تفاصيل)    المركز القومي للمسرح يحتفي بعيد ميلاد الزعيم عادل إمام    جائزتان لفيلمي سيمو وترينو بمهرجان إمدغاسن السينمائي الدولي بالجزائر    ما هو الدين الذي تعهد طارق الشناوي بسداده عندما شعر بقرب نهايته؟    إيرادات فيلم عالماشي تتراجع في شباك التذاكر.. كم حقق من إنطلاق عرضه؟    المفتي: "حياة كريمة" من خصوصيات مصر.. ويجوز التبرع لكل مؤسسة معتمدة من الدولة    خريطة الأسعار: ارتفاع الفول وتراجع اللحوم والذهب يعاود الصعود    كوريا الشمالية ترد على تدريبات جارتها الجنوبية بصاروخ بالستي.. تجاه البحر الشرقي    قافلة دعوية مشتركة بين الأوقاف والإفتاء والأزهر الشريف بمساجد شمال سيناء    وزير الإسكان: انتهاء القرعة العلنية لوحدات المرحلة التكميلية ب4 مدن جديدة    أيمن الجميل: مواقف مصر بقيادة الرئيس السيسي فى دعم الأشقاء العرب بطولية.. من المحيط إلى الخليج    في اليوم العالمي ل«القاتل الصامت».. من هم الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة به ونصائح للتعامل معه؟    كيف يمكنك حفظ اللحوم بشكل صحي مع اقتراب عيد الأضحى 2024؟    متحور كورونا الجديد الأشد خطورة.. مخاوف دولية وتحذير من «الصحة العالمية»    أحمد السقا يطمئن الجمهور على صحة الفنان أحمد رزق    حركة فتح: نخشى أن يكون الميناء الأمريكي العائم منفذ لتهجير الفلسطينيين قسريا    أوقاف دمياط تنظم 41 ندوة علمية فقهية لشرح مناسك الحج    بطولة العالم للإسكواش 2024.. هيمنة مصرية على نصف النهائى    وفد اليونسكو يزور المتحف المصري الكبير    إحباط تهريب راكب وزوجته مليون و129 ألف ريال سعودي بمطار برج العرب    الاتحاد العالمي للمواطن المصري: نحن على مسافة واحدة من الكيانات المصرية بالخارج    افتتاح تطوير مسجد السيدة زينب وحصاد مشروع مستقبل مصر يتصدر نشاط السيسي الداخلي الأسبوعي    سعر جرام الذهب في مصر صباح الجمعة 17 مايو 2024    بالأسماء.. إصابة 6 أشخاص من أسرة واحدة إثر انقلاب سيارة ملاكي بشمال سيناء    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» موضوع خطبة الجمعة اليوم    سنن يوم الجمعة.. الاغتسال ولبس أحسن الثياب والتطيب وقراءة سورة الكهف    بعد حادثة سيدة "التجمع".. تعرف على عقوبات محاولة الخطف والاغتصاب والتهديد بالقتل    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    محمد عبد الجليل: مباراة الأهلي والترجي ستكون مثل لعبة الشطرنج    «الأرصاد»: ارتفاع درجات الحرارة اليوم.. والعظمى في القاهرة 35 مئوية    استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف بسمة الفيومي.. طريقة عمل الكرواسون المقلي    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فتنة الدم والخيانة
نشر في الوفد يوم 05 - 01 - 2011

في الإسكندرية وقعت الواقعة‮.. وتطلخ وجه عروس البحر المتوسط بالدم وتبدل الحال من الجمال والوداعة الي الخوف والرعب والفزع‮.‬
لم تعد الإسكندرية كما كانت طوال تاريخها منارة للعلم وساحة للمجد‮.. لم تعد حتي تصلح مأوي للفارين من لهيب الصيف فلقد صارت مدينة الدم والخيانة‮.‬
لن‮ يتذكر أحد نسائم هواء بحرها العليل،‮ ولا كورنيشها الطويل،‮ ولا آثارها الفرعونية والاغريقية والرومانية والمسيحية والاسلامية‮.. سينسي كل ذلك ولن‮ يتذكر سوي منظر الجثث التي تناثرت بطول الشارع المقابل لكنيسة القديسين‮.. ماري مرقص والبابا بطرس،‮ والدماء التي روت جدران الكنيسة‮.‬
وربما‮ يختفي اسم سيدي بشر المكان الذي شهد جريمة رأس السنة من الوجود ويصبح سيدي دم‮.. وخيانة‮.‬
في الإسكندرية تفجر الألم والوجع لوحة مأساوية ومشاهد دموية‮ غطت وجه مصر‮.. ولا‮ يعلم احد ماذا سيحدث لهذا الوجه مستقبلاً‮.. قد تسقط حكومة بالضربة القاضية‮.. ويصبح مسئولون كبار‮.. بل كبار جداً‮ في خبر كان هنا مشاهد للفتنة التي تجاهل النظام أسبابها ودوافعها وسبل علاجها لسنوات طويلة‮.‬
شبح الجاني‮ يظهر في‮ تل أبيب
فتش عن المستفيد تعرف الجاني‮.. قاعدة ذهبية في‮ علم الجريمة ثبتت صحتها‮ 100٪‮.‬
وتطبيق تلك القاعدة علي‮ حادث الاسكندرية‮ يقودنا الي‮ طرف الخيط الذي‮ تصل نهايته الي‮ الجاني‮.‬
وحسب مصادر أمنية فان انفجار كنيسة القديسين ماري‮ مرقص والبابا بطرس،‮ تم‮ من خلال أحد سيناريوهات ثلاثة لا رابع لها‮.. أولها استخدام الجناة لأحزمة ناسفة‮.. والسيناريو الثاني‮ أن القنبلة المتفجرة كانت داخل حقيبة‮.. والسيناريو الثالث هو أن تكون المتفجرات مزروعة في‮ سيارة أو أكثر من السيارات التي‮ كانت مركونة بجوار الكنيسة‮.‬
أي‮ هذه السيناريوهات الثلاثة هو الذي‮ حدث بالفعل؟‮.. هذا ما ستحدده روايات شهود العيان والمصابين‮ وأسر الضحايا،‮ وتحريات الأجهزة‮ الأمنية‮.‬
وبغض النظر عن السيناريو الذي‮ تمت به الجريمة فان الذي‮ لا خلاف عليه هو أن كمية المتفجرات المستخدمة في‮ الحادث كانت كبيرة بدليل ان الانفجار كان قويا لدرجة أطاحت بزجاج منافذ المنازل المجاورة للكنيسة‮.‬
وحسب خبير المفرقعات د‮. حسن عفيفي‮ فان شدة الانفجارات المصاحبة للحادث تعني‮ أن الجناة استخدموا كميات‮ كبيرة من مادة‮ T.N.T‮ ويقول‮: الانفجارات التي‮ صاحبت الحادث تدل علي‮ أن المادة المتفجرة لم تكن تقل عن‮ 80‮ كيلو جراما من مادة‮ T.N.T.‬‮.‬
وبالطبع هذه الكمية الضخمة من الصعب وضعها في‮ أحزمة ناسفة ومن الصعب ايضا وضعها في‮ حقيبة عادية،‮ وبالتالي‮ فان وجود المتفجرات داخل إحدي‮ السيارات التي‮ كانت واقفة بجوار الكنيسة هو السيناريو الأقرب،‮ هذا ان كانت المادة المتفجرة المستخدمة في‮ الحادث هي‮ T.N.T ‮ ولكن هل‮ يمكن أن تكون المادة المستخدمة في‮ تنفيذ جريمة الاسكندرية ليست مصنعة من‮ T.N.T‮ يجيب خبير الشئون الدولية حسن أحمد عمر‮: نعم قد لا تكون‮ T.N.T‮.‬
ويضيف‮: هناك مواد متفجرة تحقق كميات صغيرة منها نفس الأثر التدميري‮ الذي‮ تحققه كميات ضخمة من مادة‮ T.N.T،‮ وأقوي‮ هذه المواد‮ يتم تحضيرها باجراء عدة تفاعلات كيميائية لمادة‮ »‬دي‮ ميثيل ميثليو فوسفات‮« وهذه المادة تنتجها بكميات كبيرة الولايات المتحدة الأمريكية وتحتفظ دولتان فقط في‮ العالم بكميات ضخمة منها وهما اسرائيل وكوريا الجنوبية وفي‮ اسرائيل مركز أبحاث متخصص في‮ انتاج هذه المتفجرات والمركز‮ يوجد بمنطقة الكرمل التي‮ شهدت حريقا مروعا قبل أسابيع قليلة‮.‬
وقوة التفجير المصاحبة للحادث ‮ يواصل المستشار حسن عمر تشير الي‮ أن تل أبيب قد تكون متورطة وبقوة في‮ الجريمة إما بتسليم المادة المتفجرة للارهابي‮ المنفذ للجريمة وربما تكون قد جندت ايضا من‮ يقوم بتلك الجريمة‮.‬
ويؤكد خبير الشئون الدولية حسن عمر ان اسرائيل هي‮ أكبر المستفيدين من تلك الجريمة ويقول‮: جريمة كنيسة سيدي‮ بشر شغلت مصر كلها‮ حكومة وشعبا ونسي‮ الجميع حدثاً‮ مهم اً‮ جدا‮ يجري‮ حاليا علي‮ حدودنا الجنوبية وأعني‮ به الاستفتاء علي‮ انفصال جنوب السودان،‮ وهو الاستفتاء الذي‮ سيجري‮ بعد‮ غد الأحد،‮ وفي‮ مثل هذا الحدث الخطير كانت المصلحة الوطنية تقتضي‮ أن تكون مصر حاضرة وبقوة في‮ السودان الآن ولكنها للأسف انشغلت تماما بشأنها الداخلي‮ وتركت الساحة خالية ليفعل الموساد وغيره ما‮ يشاء في‮ السودان‮.‬
ويضيف‮ »‬ربما أراد الموساد أن‮ يرد بشكل عملي‮ علي‮ الصفعة التي‮ وجهتها له جهات الأمن المصري‮ حينما كشفت النقاب مؤخراً‮ عن القبض علي‮ شبكة تجسس اسرائيلية كانت تعمل في‮ مصر وسوريا ولبنان وتم القبض علي‮ مصري‮ ضمن أفراد هذه الشبكة،‮ وطبعا أفضل رد علي‮ هذه الصفعة هو ضرب مصر في‮ وحدتها الوطنية،‮ ولا ننسي‮ أن رئيس الموساد السابق اعترف علنا بأن المخابرات الاسرائيلية سعت ومازالت تسعي‮ لغرس بذور الفتنة الطائفية في‮ مصر ومثل هذا الكلام لا‮ يقال اعتباطا‮.‬
وهناك نقطة أخري‮ ستستفيد بها تل أبيب في‮ وقت لاحق حيث ستستغل مثل هذه الأحداث ذات الصبغة الطائفية لكي‮ تروج لفشل تجربة التعايش بين الأديان وستدلل علي‮ ذلك بانفصال جنوب السودان المسيحي‮ عن شماله الاسلامي،‮ وعن الحوادث ذات الصبغة الطائفية في‮ مصر وستستغل تل أبيب ذلك كله من أجل رفع لواء اقامة دولة علي‮ أساس ديني‮ وعندها ستكون دعوتها لاقامة دولة‮ يهودية علي‮ أرض فلسطين دعوة منطقية ولها ما‮ يؤيدها في‮ منطقة الشرق الأوسط‮.‬
ولا‮ يستبعد حسن عمر أن‮ يكون تنفيذ جريمة سيدي‮ بشر تم من خلال عناصر اسرائيلية تسربت الي‮ الاسكندرية عبر مينائها الجوي‮ أو البحري‮ مستخدمين أوراقاً‮ مزورة تماما كما فعل عملاء الموساد ال‮ 43‮ الذين تسللوا الي‮ دبي‮ قبل شهور قليلة وقتلوا محمود‮ المبحوح أحد قيادياً‮ حركة حماس الذي‮ كان‮ يقيم في‮ أحد فنادق العاصمة الاماراتية‮.. ويقول‮ »‬لو ثبت تورط اسرائيل في‮ هذه الجريمة فعلي‮ مصر أن تدرس فورا اتخاذ قرار استراتيجي‮ حول علاقة القاهرة وتل أبيب،‮ فإذا كانت اسرائيل تحارب مصر في‮ زمن السلم‮.. تحاربها في‮ مياه النيل،‮ وفي‮ تقسيم السودان وفي‮ تجنيد جواسيس مصريين فما الذي‮ يجعل مصر تتمسك بحالة سلام مع اسرائيل التي‮ لا تلتزم بهذا السلام؟‮.‬
وأضاف‮ »‬الرئيس مبارك قال سنقطع رأس الأفعي‮ وفي‮ مصر ذيل الأفعي،‮ والرأس موجود في‮ مكان آخر وربما أراد الرئيس مبارك بهذه العبارة أن‮ يوجه رسالة واضحة لكل الشياطين الذين‮ يريدون لمصر شرا وعلي‮ رأسهم بالطبع شياطين اسرائيل‮.‬
القاعدة‮.. والكنيسة
قبل شهور وجه تنظيم القاعدة بالعراق تهديداً‮ مباشرا لكنائس مصر وقال إنه سيستهدف عددا من الكنائس وحددت مواقع علي‮ الانترنت أسماء‮ 50‮ كنيسة في‮ مصر ويستهدفها القاعدة‮.‬
ووقتها قالت وزارة الداخلية ان لديها آليات وتدابير لقطع كل‮ يد تحاول الاعتداء علي‮ أية كنيسة مصرية‮.‬
ومع اقتراب الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد كان المنطق‮ يقتضي‮ بأن تكون الحالة الأمنية حول كنائس مصر في‮ أقصي‮ حالتها وكان المفروض أن ترتفع الي‮ الدرجة القصوي‮ خاصة بعدما شهدته احدي‮ كنائس نيجيريا‮ يوم‮ 25‮ ديسمبر الماضي‮ علي‮ يد تنظيم القاعدة‮.‬
في‮ 25‮ ديسمبر الماضي‮ هاجم مسلحون كنيسة مدينة‮ »‬مايدو‮ غورو‮ «‬في‮ شمال نيجيريا وأطلقوا النار علي‮ الموجودين فقتلوا‮ 5‮ مصلين من بينهم راعي‮ الكنيسة ثم أحرقوا محتويات الكنيسة وبعد ساعات من الجريمة أعلنت القاعدة مسئوليتها عن الحادث‮.‬
وكانت الحادثة انذارا شديد الوضوح لأجهزة الأمن المصرية ولكن أحدا لم‮ ينتبه لهذا الانذار ولهذا وقعت واقعة كنيسة سيدي‮ بشر وسقط‮ 21‮ شهيدا و97‮ جريحا‮.‬
والكارثة الأكبر أن مواقع علي‮ الانترنت قريبة الصلة بتنظيم القاعدة تقول صراحة‮ : إن أحداث كنيسة سيدي‮ بشر ستتكرر في‮ 50‮ كنيسة مصرية أخري‮ في‮ مقدمتها كنائس مصر الجديدة والمطرية وعين شمس وشبرا ومحافظات الغربية والدقهلية والمنيا‮.‬
ويتوقع الناشط القبطي‮ ممدوح رمزي‮ ان تنفذ القاعدة تهديداتها وتحاول الاعتداء علي‮ كنائس مصرية أخري‮ ويقول‮: مالم تنتبه أجهزة الأمن وتستنفر كل طاقاتها وخبراتها لنصحو اليوم أو‮ غد علي‮ جريمة ربما تكون أكثر عنفاً‮ ودموية وارهابا من كارثة كنيسة الاسكندرية‮.‬
وإذا كان البعض‮ يشير بأصابع الاتهام الي‮ تنظيم القاعدة ويتهمها بتنفيذ جريمة سيدي‮ بشر فإن السؤال الذي‮ يفرض نفسه هو‮: هل للقاعدة وجود في‮ مصر؟‮.. يجيب الدكتور ناجح ابراهيم القيادي‮ بالجماعة الاسلامية‮: »‬القاعدة ليست تنظيما بالمعني‮ المتعارف عليه ولاتتبع اسلوب الشبكة العنقودية ولكنها مجرد فكرة تنتنقل عبر الانترنت حيث‮ يتم الترويج لافكارها لضم اعضاء جدد وبالتالي‮ فان تجنيد أعضاء جدد وضمهم للقاعدة أمر سهل ولا‮ يحتاج سوي‮ لجهاز كمبيوتر وشخص واحد فقط‮.‬
ويضيف‮: »‬فكر القاعدة ضعيف وبلا سند قوي‮ ولكنه للأسف‮ ينتشر لأن‮ »‬مفيش حد‮ يرد عليه‮« والسبب الثاني‮ هو أن بعض ذوي‮ النفوس الضعيفة‮ ينخدعون في‮ فكر القاعدة‮ فيعتنقوه وأغلب هؤلاء‮ يعيشون وسط حالة احتقان طائفي‮ أو وسط أزمات اقتصادية أو معيشية‮.‬
سألته‮: معني‮ ذلك ان في‮ مصر من‮ يعتنق فكر القاعدة؟
‮** فقال‮: وارد‮.‬
‮* عدهأسأله‮: وهل من الوارد أن‮ يعتنق أعضاء الجماعة الاسلامية فكر القاعدة؟
‮** د‮. ناجح ابراهيم‮: مستحيل
‮* لماذا؟
‮** لأن أعضاء الجماعة‮ جميعا ملتزمون باتفاقية نبذ العنف وأيضا لأن فكر القاعدة كما قلت به الكثير من الأفكار الخاطئة في‮ مقدمتها انها تؤمن بفتوي‮ القتل بالجنسية أي‮ أنها تبيح قتل كل الأمريكيين وهذا أمر‮ غير مقبول لأن بعض الأمريكيين مسلمون كما أن الاسلام‮ يحرم قتل المرأة والطفل ثم أنهم‮ يعتبرون أنفسهم نواباً‮ عن جميع الدول الاسلامية فهم‮ يعتبرون انفسهم‮ نوابا عن‮ مسلمي‮ اليمن ومسلمي‮ مصر ومسلمي‮ الجزائر وجميع مسلمي‮ الأرض،‮ وهذا أمر‮ غير مقبول وخطأ لأن كل دولة اسلامية لها قانونها ولها ظروفها‮ ولها اتفاقياتها وهكذا‮.‬
‮* هل تتوقع أن تكون القاعدة وراء جريمة الاسكندرية؟
‮** اسلوب التفجير هو أحد أساليب القاعدة وبالمناسبة هذا الاسلوب ترفضه الجماعات الاسلامية في‮ مصر وكل الحوادث التي‮ نفذتها الجماعات في‮ مصر لم تستخدم المتفجرات لأن المتفجرات عمياء وبها نوع من الغدر والخيانة‮.‬
‮* ماذا تقصد بعمياء؟
‮** عمياء لأنها لا تفرق بين من تريد قتله وبين‮ غيره اذ تقتل الجميع ولهذا لم تلجأ اليها الجماعات الاسلامية‮.‬
‮* نعود للحادث وأسألك هل من السهل تجنيد مواطن مصري‮ لتنفيذ جريمة الاسكندرية؟
‮** لو تم اقناعه بأنه لو نفذ هذه الجريمة سيكون صاحب رسالة وسيثأر لكرامة الاسلام وسيدخل الجنة وهو كلام خاطئ تماما فالاسلام لا‮ يبيح قتل الأبرياء أبداً‮.‬
‮* وكيف سنواجه مثل هذه الأفكار الخاطئة؟
‮** الفكر‮ يحارب بالفكر‮.. والأزهر عليه دور في‮ هذا والأوقاف أيضا لها دور‮.‬
‮* وهل‮ يقوم الأزهر والأوقاف بدورهما في‮ هذا الشأن؟
‮** الأزهر‮ يقوم بدور جيد اما الأوقاف فتقوم بدورها حينا،‮ ولا تقوم به حينا آخر‮.‬
‮* وهل تتوقع تكرار جريمة الاسكندرية‮.‬
‮** إن شاء الله مش حتحصل‮.‬
‮"‬الوفد‮" حذرت من الكارثة قبل‮ 54‮ يوماً‮ من وقوعها
‮"‬الحزب‮" يقود خطة عاجلة لإطفاء نيران الفتنة
قبل‮ »‬54‮« يوماً‮ من فاجعة كنيسة القديسين حذرت الوفد من التهاون في تأمين الكنائس وكشفت الوفد من خلال تحقيق استقصائي نشرته بصفحتها الثامنة‮ يوم‮ »‬7‮ نوفمبر‮ 2010‮« ان تأمين كنائس مصر هو مجرد تأمين‮ مظهري وشكلي‮.‬
وقالت الوفد‮: إن التأمين الحقيقي للكنائس‮ يحتاج الي نوع خاص جداً‮ من رجال الأمن‮.. رجال ذوي قدرات خارقة لأنهم‮ يواجهون الشيطان ذاته فالمطلوب منهم ان‮ ينتبهوا جيداً‮ الي عشرات الحيل التي‮ يمكن بواسطتها تسريب المتفجرات وزرعها في الكنائس‮.‬
وحذرت‮ »‬الوفد‮« من وقوع جرائم ضد الكنائس وقالت‮: »‬كم من الحوادث الإرهابية وقعت بعد ان تم تهريب المتفجرات في أحذية الجناة أو في طيات ملابسهم أو بلصقها علي أجزاء معينة بأجسادهم‮«.‬
وقالت‮ »‬الوفد‮«: إن حراس الكنائس حاضرون ولكن حضورهم‮ يشبه الغياب‮.‬
حذرت‮ »‬الوفد‮« من الكارثة قبل وقوعها ب‮»‬54‮« يوماً‮ ولكن أحداً‮ لم‮ ينتبه ولهذا وقعت الواقعة‮.‬
وفي سياق متصل وبمجرد وقوع جريمة‮ »‬سيدي بشر‮« انتفض حزب الوفد ومعه كل أحزاب المعارضة والقوي السياسية‮.. جميعهم أمس بحجم الخطر الذي تحمله الحادثة والنتائج المرعبة التي قد تترتب عليه،‮ ولهذا اجتمع قادة أحزاب المعارضة والقوي الوطنية لوضع خطة لإطفاء النيران التي‮ يمكن أن تسببها الجريمة البشعة ولمواجهة أية تداعيات لها،‮ وكان القرار بعقد مؤتمر للتنديد بالإرهاب وبتشكيل مجموعات من أحزاب المعارضة والقوي السياسية لمشاركة أقباط مصر‮ »‬قداس عيد الميلاد المجيد‮«‬،‮ لتوجيه رسالة الي قوي الظلام بأن مصر جسد واحد وروح واحد وان مسلمي مصر‮ يفدون مسيحيي مصر بأرواحهم‮.‬
حزب واحد فقط كان‮ غائباً‮ عن الساحة والعجيب انه الحزب الوطني الحاكم‮.. الحزب الذي خرج أمين تنظيمه ليبارز مصر كلها ويقولها هاآنذا ذا قهرت كل المعارضين واسقطتهم في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة‮!‬
وهو ذات الحزب الذي قيل ان مرشحيه حصلوا علي أصوات‮ »‬14‮« مليون ناخب في الانتخابات التشريعية التي جرت قبل أسابيع‮.. وهو الحزب الذي‮ يقول‮: إن له قواعد حزبية‮ يبلغ‮ عددها‮ »‬3‮« ملايين عضو‮.. وهو الحزب الذي‮ يقول عن نفسه‮: إنه‮ يخطط للمستقبل ويعمل بجد ويعطي الأمور حق قدرها‮.‬
سكت الحزب الوطني وقادته،‮ وربما كان الوحيد الذي تكلم هو الرئيس مبارك،‮ وللحقيقة انه تكلم بصفته رئيس مصر وليس رئيس الحزب الوطني‮.‬
انتظرنا ان‮ يعقد الحزب الوطني مؤتمراً‮ للتنديد بالجريمة وإعلان خطته لمواجهة الإهاب وان‮ يسارع بالتوجه الي الاسكندرية ليشد من أزر أسر الضحايا ولكنه لم‮ يفعل شيئاً‮ من هذا‮.. فقط اكتفي بعض قياداته بتصريحات صحفية نقلتها عنهم صحف الحكومة‮.‬
وبعد‮ »‬4‮« أيام من الجريمة أنشأ شباب الحزب الوطني موقعاً‮ علي‮ »‬الفيس بوك‮« للتنديد بالإرهاب‮.. هكذا تعامل الحزب الوطني الحاكم وصاحب الكوادر والقواعد والفكر والتخطيط والسياسات مع كارثة هزت مصر وأحرقت قلوب أبنائها‮!!‬
النظام‮ يبحث عن كبش فداء للخروج من المأزق
عودة الخلايا النائمة
كتبت هناء علي‮:‬
بعد وقوع أحداث الإسكندرية المؤسفة التي راح ضحيتها العديد من أبناء مصر،‮ كثرت التحليلات والآراء المتضاربة،‮ البعض اتهم الموساد الاسرائيلي والبعض الآخر أكد ان الاحتقان السياسي والتدهور الاجتماعي والاستبداد السياسي هو الفاعل الحقيقي للحادث،‮ واتفق الجميع علي أن هذا الحادث لن‮ يكون الأخير طالما طال الفساد كل أرجاء الدولة محذرين من عودة الخلايا النائمة‮.‬
طالب المفكر الإسلامي الدكتور‮ »‬سليم العوا‮« المسلمين بالخروج للدفاع عن الكنائس ضد تهديدات القاعدة التي وصفها بالتفاهة وأكد أننا أبناء وطن واحد‮.‬
وذلك خلال ندوته الأسبوعية في جمعية مصر للثقافة والحوار‮.. علي الجانب الآخر طالب عدد من القوي الوطنية كلاً‮ من الدكتور‮ »‬العوا‮« والأنبا‮ »‬بيشوي‮« سكرتير المجمع المقدس للمشاركة بالملابس السوداء في وقفة حداد تضامناً‮ مع ضحايا تفجيرات كنيسة‮ »‬القديسين‮« يوم الجمعة القادم علي ضفاف كورنيش النيل‮..‬
ولم تكن دعوتهم‮ »‬العوا وبيشوي‮« من قبيل الصدفة‮.. ولكن الاختيار جاء رمزياً‮ ومقصوداً‮.. بهدف ايصال رسالة بعينها‮.. بعد ان تصدرت معاركهما الفكرية صفحات الجرائد الفضائيات خلال الشهور الماضية‮.. فيما عرف بمعركته‮ »‬العوا والبيشوي‮«.‬
ذهب البعض الي حد التطرف‮.. وارجاع وقوعحادثة الاسكندرية الي احتدام الخلاف الفكري بينهما‮.‬
د‮. عماد علي حسن رئيس قسم الابحاث بوكالة أنباء الشرق الأوسط‮.. اكد وجود تنظيم للقاعدة في مصر ويقف وراء الانفجار الذي وقع أمام كنيسة‮ »‬القديسين‮« في الإسكندرية وله وجود في دول أخري كبري مثل أفغانستان والعراق‮.. واليمن،‮ بحكم الطبيعة الجغرافية والصومال بسبب‮ غياب الدولة‮.‬
وأكد اختفاء تنظيم القاعدة من مصر منذ هزيمة‮ »‬طلائع الفجر‮« التي ضربت مصر منذ التسعينيات‮.‬
واستبعد وقوف الحركات الإسلامية وراء الحادث لأنها تستهدف السلطة وليس المسيحيين،‮ وأضاف‮: الانفجار الأخير‮.. مرتبط بالقاعدة‮.. من ناحية الأفكار‮.. وليس التنظيم فهو اذا كان مسئولاً‮. فمن خلال خلايا صغيرة محلية‮.. أومن خلال أشخاص من خارج مصر ليسوا من أبنائها‮.‬
وأكد أن أعمال العنف لا تنتهي ولكن أن‮ يتجه‮.. ضرب الكنائس فهذا مرفوض تماماً‮ وعن أهم أسباب وقوع مثل هذه الحوادث قال‮: الأسباب كثيرة منها اجتماعية واقتصادية وسياسية‮.. ومن ثم‮.. فلا أميل‮.. الي أن هناك خلايا نائمة بل انها جماعات متطرفة صغيرة تتفاعل مع أحداث معينة‮.. وليست تابعة لتنظيم‮.. النظام الحاكم هو المسئول عن هذا الاحتقان لأنه احتضن التدين المتطرف والجماعات التي طالبت بطاعة ولي الأمر في الانتخابات ومباركة التوريث‮..‬
ولابد من أن نستيقظ لأن فتح باب الفتنة خطير جداً‮.. والمسكنات ولقاءات المسيحيين والمسلمين والبحث عن كبش الفداء‮.. لتحميله المسئولية‮.. سيأخذنا للهاوية‮..‬
أما اللواء سفير نور مساعد وزير الداخلية الأسبق وعضو مجلس الشعب‮.‬
أرجع حادث الاسكندرية الي»الموساد‮«.. »‬الجماعات الاسلامية‮« أو»تنظيم‮ القاعدة‮«. لأنه من الأيسر أن‮ يتوجهوا الي مولد‮ »‬أبوحصيرة‮« وزائره من اليهود وليس الي أقباط مصر‮..‬
وأكد أن عدو الشعب المصري مسلمين وأقباطاً‮ مشترك لأنهم شعب عريق‮.. ولا توجد به فتنة طائفية بين صفوفهم‮.. علي مر العصور‮.‬
بعد أسبوع من المجزرة
اتهام ثلاث جهات في التفجيرات‮.. والفاعل مجهول‮!!‬
مع بداية العام الجديد وسط ترانيم الصلاة‮.. وابتهالات العابدين‮.. وخشوع المتبتلين‮.. تحولت سماء الإسكندرية الي كتلة من اللهب المشتعل‮.. واخترق دوي انفجار التراتيل واغتال فرحة العام الجديد‮.. وأبدلها بألف دمعة وحسرة في القلوب‮..‬
وقع الانفجار في كنيسة القديسين بالإسكندرية‮.. بعد منتصف الليل بحي سيدي بشر‮.. بعد انتهاء القداس داخل الكنيسة والذي شارك فيه نحو ألف قبطي‮.. وأثناء خروجهم لممارسة طقوس تكسير الأطباق وهي عادة مع‮ يونانية لم‮ يعلموا ان الآثمين في انتظار تحويلهم لأشلاء في أرجاء الكنيسة‮.‬
ثلاثون عاماً‮ من الحصار المفروض علي المصريين بقانون الطوارئ‮.. ورغم قوته الا انه فشل في حماية نسيج الأمة ووحدتها‮.. فقط نجح القانون في تأمين كرسي الحاكم ومواكب الوزراء والأغلبية الكاسحة للحزب الوطني وقمع المعارضين‮..‬
فما أن‮ يقع حادث إرهابي في مصر الا ويتجه الجميع الي إدانة عنصر خارجي وكأننا نريد أن نرمي بكرة اللهب بعيداً‮ عنا دون النظر الي الحقيقة التي‮ يصنعها النظام بنفسه فبعض خبراء الأمن اتهموا خلايا من تنظيم القاعدة بارتكاب الحادث والبعض الآخر اتهم جهات خارجية بل ذهب البعض لاتهام المخابرات الأمريكية نفسها‮.. كل ذلك ولم‮ يتوقف احد أمام الخريطة السياسية والاجتماعية والاقتصادية لمصر في السنوات الأخيرة،و كيف أوصلتها حفنة لا تتعدي أصابع اليد الواحدة الي وضع سياسي اجتماعي اقتصادي محتقن،‮ واكتفي البعض بالاشارة الي التعامل مع شكوي الأقباط والتعامل معها وعدم السماح ببناء الكنائس وطول فترة التقاضي في قضايا الأحداث التي تقع بين الاقباط والمسلمين في السنوات الأخيرة‮.‬
القضية جد خطيرة وأطرافها مشابكة ومناقشتها شائكة خاصة اذا كان هناك متربصون بالوطن ويتعمدون فهم الأمور بشكل خاطئ لإحداث فتنة بمصر التي قال عنها اللورد كرومر عام‮ 1920‮ »‬اننا في مصر لحماية أقباطها فقال له الأنبا سرياوس‮ »‬اذا كان وجودكم بمصر لحماية الأقباط فليذهب الأقباط الي الجحيم‮« فمصر لم تعرف‮ يوماً‮ ديانة أحد ولكنها تعاملت مع الأديان علي مبدأ الدين لله والوطن للجميع‮.‬
‮»‬الوفد‮« استطلعت رأي خبراء الأمن بمصر بحثاً‮ عن اجابة لما‮ يحدث والوقوف علي أسبابه‮.‬
يشير اللواء رءوف المناوي مساعد وزير الداخلية الأسبق‮.. وأحد كتيبة مكافحة الإرهاب في التسعينيات الي أن الجهة التي وراء الحادث من المعلومات المبدئية هي مجموعة مرتبطة بتنظيم القاعدة في العراق‮.. وهي مسئولة عن التفجير الذي تم في العراق‮.. في نوفمبر الماضي‮.. وهي فئة متطرفة‮.. تهدف لزعزعة أمن البلاد‮.. فهذا الحادث إرهابي من الدرجة الأولي‮..‬
ويؤكد‮ »‬المناوي‮« عدم وجود أي تضارب في بيانات وزارة الداخلية فمنذ اللحظة الأولي‮.. كان بيان وزارة الداخلية واضحاً،‮.. وصريحاً‮.‬
وأعلنت من اللحظة الأولي عن انفجار عبوة ناسفة ناشئة عن هدف متحرك وتأكد من الفحص عدم وجود نقطة ارتكاز للتفجير بالطريق مما‮ يؤكد انها كانت محمولة من شخص انتحاري‮.‬
وأشار اللواء‮ »‬المناوي‮« الي وجود خطة أمنية وتأمين شامل لدور العبادة والأماكن المزدحمة بصفة دورية في الأعياد والمناسبات ولم‮ يحدث ان رفضت الكنائس التأمين‮.. بل كان لها تأمين تام‮.. خاصة بالنسبة لكنيسة القديسين وقد أصيب ضابط و‮»‬3‮« جنود كانوا في المواجهة داخل الكنيسة‮.‬
وعن مصانع البارود والمواد المتفجرة أكد أن هناك تفتيشاً‮ تاماً‮ علي مصانع الرخام التي تستعمل الديناميت‮.. ومصانع الأدوية التي تستعمل السموم‮.. فهي تحصل علي كوتة‮.. وتخضع لتفتيش دقيق بصفة دورية‮..‬وكذلك المحاجر‮.. وأضاف انه لا‮ يوجد اقباط متطرفون داخل الكنيسة وما‮ يحدث لا‮ يخرج عن كونه اختلافاً‮ في الرؤي بين كل من قيادات الطرفين‮.. سواء مسلمين أو أقباطاً‮.‬
بينما أكد اللواء أحمد الفولي مساعد الوزير وقائد حرس وزير الداخلية الأسبق‮.‬
ان اختيار الاسكندرية هو أسلوب الارهاب الذي‮ يختار مكاناً‮ به حشد كبير وأهدافه ان‮ يحدث اكبر كم من الخسائر في أكبر كثافة من التجمع‮.. وسط احتفالية أو سوق مثل خان الخليلي كما حدث من قبل‮.. أو داخل دور عبادة مثل كنيسة‮.. أو داخل كثافة مصلين‮.. ليحدث اكبر كم من الخسائر‮.. فهي جريمة خسيسة‮.. وحسبما درسنا‮.. الحرب بين الأجهزة الأمنية والإرهاب‮.. غير متكافئة‮.. لأن جهاز الأمن‮ يواجه صعوبات‮.. وتحديات كبيرة‮..‬
فلا‮ يمكن ان‮ يتوصل لتحديد مكان وقوع الجريمة‮.. إلا إذا تمكن من زرع احد العناصر الأمنية داخل الخلية الإرهابية وهذا لا‮ يتم بنسبة كبيرة‮.. فيجب تأمين كل دور العبادة والفنادق أثناء احتفالات رأس السنة‮.. وأثناء التجمعات السياحية‮.. لأن العمل الإرهابي هدفه ترويع المواطنين‮.. وضرب اقتصاد مصر‮.‬
ويري اللواء الفولي‮: ان ما حدث جريمة إرهابية‮ »‬100٪‮« وليس طائفية علي الاطلاق‮.. فهي لا تستهدف أقباط مصر‮.. فأنا ضد كلمة عنصري الأمة‮.. الشعب المصري‮.. عنصر واحد‮.. بكل طوائفه‮.. بدليل وجود جامع في الشارع أمام الكنيسة التي حدثت فيها التفجيرات‮.. وهناك إصابات في الضباط والعساكر‮.. من المتواجدين أثناء الانفجار‮.‬
وقد كنت ضمن المجموعة التي اشتركت مع الوزير حسن الألفي في الحرب علي الإرهاب انا ضد التهاون مع الإرهاب‮.. فهم لهم اجندة خاصة‮.. يمكنهم ان‮ يكمنوا لمدة عشر سنوات‮.. وهؤلاء العقائديون‮.. لا‮ يسهل اقناعهم‮.. فقد تم عمل‮ غسيل مخ لهم‮.. فهم بعيدون تماماً‮ عن الاسلام‮.. ولا‮ يصح ان نقول انها جريمة طائفية‮.. فيجب ان نكون كلنا واحداً‮.. تخيل نفسك في سينما‮.. أو تسير في شارع‮.. وتصادف ان تكون امام مخطط لحادث ارهابي‮.. لابد لكل واحد منا ازاء ما رصد أي شيء‮ غير عادي‮.. ان‮ يبلغ‮ فوراً‮.. أجهزة الأمن‮.. وهي تضع خطوطاً‮ ساخنة للابلاغ‮.. وأكرر‮.. المصريون كلهم مستهدفون‮.. وكل أجهزة الإعلام والمواطنين‮.. لابد ان تتكاتف لمكافحة الإرهاب وأي دولة في العالم‮.. لا تتحمل قسوة الإرهاب‮.. وهذا ما‮ يحدث في بعض الدول‮.‬
فمثلاً‮ السيارة المفخخة في نيويورك‮.. والتي تم الابلاغ‮ عنها من قبل احد الافراد للاشتباه فيها‮.. علي أثر ذلك‮.. تم انقاذ آلاف الأرواح‮..‬
بمنتهي الحذر‮.. وبمنتهي الوعي‮.. علينا ان نواجه هذه الكارثة‮.. وأن نساعد الاجهزة الأمنية‮.. وإلا ستكون نحن المضارين‮..‬
هل هناك علاقة بين التهديدات التي أطلقت من قبل تنظيم القاعدة في العراق لأقباط مصر‮.. وبين تفجيرات كنيسة القديسين بالإسكندرية وهل هناك وجود لتنظيم القاعدة في مصر؟
قال اللواء الفولي‮: الفئة الضالة لم‮ يتم القضاء عليها‮.. تماماً‮.. ولكن‮ يتم التلاعب بها فكرياً‮ من الداخل‮.. وفي الخارج‮.. والإرهاب من الجرائم المنظمة‮.. وهي لاتقيد جغرافياً‮.. من أي دولة ولا‮ يشترط أن‮ يكون مصرياً‮.. أما تنظيم القاعدة فهو ضعيف‮ يمكن ان‮ يصدر افكاره عن طريق الانترنت وليس شرطاً‮ ان‮ يرسل احداً‮ ولا‮ يوجد في مصر تنظيم للقاعدة‮.‬
قد تكون هناك عناصر موتورة تنفذ ما‮ يقال عن تنظيم القاعدة عبر افكار مسمومة وأبواق‮.. ولكن بالنسبة للمتخصصين فهذا كذب‮..‬
أشار اللواء الفولي إلي أن هناك كثافة وتواجداً‮ أمنياً‮ مجاوراً‮ لكل كنيسة أو دور عبادة‮.. ألاحظها كرجل عادي‮.. وكرجل أمن سابق‮.. ألمسها بوضوح‮.‬
وأي رجل أمن جيد‮.. لابد أن تكون لديه قدرة علي التخيل والتوقع‮.. وأن تكون لديه قدرة علي الاشتباه واسعة‮.. ودقة الملاحظة تفرض علي رجل الأمن المتخصص ان‮ يدق ناقوس الخطر‮.. ويرفع درجة التيقظ والتأهب القصوي‮.. في حالات الأعياد‮.. والمناسبات والإجازات فلابد ان آخذ جانب محامي الشيطان‮.. وأقرأ تفكيره‮.. حتي أهزمه‮.. وأمنع الجريمة لأصل حتي أقصي درجات النجاح‮. والمهم ان اخواننا الأقباط لهم مطالب ندرسها بموضوعية‮.. في الخارج‮.. هناك وزارة للأمور الطارئة‮..‬لحل مثل هذه الأمور‮.. فنحن مجتمع من نسيج واحد متداخل‮.. فزميلي وصديقي وجاري‮.. قبطي‮.. وهذه الفئة الضالة هي التي تقول ان هناك فتنة طائفية‮.‬
والتعامل مع الوحدة الوطنية لا‮ يأتي فقط بعانق رجل دين مسلم ومسيحي‮.. الحل ان نخاطب الناس‮.. بواقعهم‮.. في المدارس‮.. في الجامعات‮.. في الأندية‮.. فطول حياتنا‮.. ونحن شعب واحد‮.. والانفجارات لا تفرق بين مسلم ومسيحي‮.. والانفجار حادث ارهابي لابد ان نقيم الندوات وأن نأتي بأناس لديهم فكر‮.. الناظر في المدرسة‮.. وأن‮ يكون لدينا وعي‮.. ولابد ان نقطع أوصال الارهاب‮.. كما حدث في التسعينيات فنحن في مواجهة‮ يومية‮.. حتي نقضي علي الإرهاب مثلما ظللنا طيلة‮ »‬13‮« عاماً‮ في هدوء وأمان‮.. وكان هناك شهداء من الشرفاء والمواطنين‮.. فلا مهادنة مع الإرهاب‮.. دول مش بتوع فكر‮.. المختل عقلياً‮.. لاينفع الكلام معه‮.‬
وقال اللواء منصور العيسوي محافظ المنيا الأسبق‮.. والذي تولي منصب مساعد وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة‮.. خلال فترة التسعينيات‮.. انه بالتأكيد‮.. اختيار محافظة رئيسية ومنطقة جماهيرية للفت أنظار العالم‮.. يجعل الموضوع‮ يكتسب انتشاراً‮ أوسع‮.. فلم‮ يعد الموضوع كما في السابق مثل التنظيمات القديمة التي كانت تتم في قنا‮. والشرطة لم تتقاعس عن دورها‮.. أنا لم أعد في الخدمة الآن‮.. ولكن لا أظن أنها في اعتقادي ستتراخي بل ستتضاعف‮.. فأمام منزلي توجد كنيسة وأري تكثيفاً‮ أمنياً‮.. فلا تقف سيارة لا أمام المبني ولا أمام الجراج‮..‬
وعن حالة الاحتقان في الشارع المصري تزداد‮ يوماً‮ بعد‮ يوم‮.. ما بين مظاهرات واشتباكات بين الأمن والمتظاهرين‮.. وتراشق بالحجارة‮.. وكيف‮ يمكن التعامل مع هذه الحالة؟‮.‬
أكد اللواء العيسوي ان الهدف من حالة الاحتقان التأثير في المواطن واحداث فرقعة ووقيعة بين المسلمين والاقباط‮.. ولابد ان‮ يضع جهاز الشرطة خطة محكمة لمنع أي انفجار من الجانبين‮.‬
وغير مستبعد وجود علاقة بين تنظيم القاعدة في العراق والتهديدات التي أطلقتها علي الكنائس المصرية وهذه طريقتها في العراق بالفعل‮.. ولا أستبعد وجود أياد أجنبية وراء هذه التفجيرات‮.. فهم منتشرون‮.. وهذا العمل لايرتكبه لا مسلم ولا مسيحي‮..‬
ولا أتمني أن نعود الي ارهاب التسعينيات فلابد اننا كمسلمين وأقباط ان نتحد وان‮ يكون رد الفعل الشعبي قوياً‮.. ولا‮ يسمح أن‮ يحدث أي فتنة بين الجانبين،‮ ورد الفعل من جانب المسيحيين مع مرور الوقت سيهدأ‮.. فما تم من عمل اجرامي جزاؤه حد الحرابة‮..
وأكد اللواء نبيل لوقا بباوي ان ما حدث في الاسكندرية حادث ارهابي‮ يؤثر علي سمعة مصر‮.. ويخضع للمادة‮ »‬86‮« من القانون‮ »‬98‮« لسنة‮ 98.‬‮. للجرائم الارهابية بتحويلها الي القضاء العسكري‮.. لا الي القضاء العادي‮..‬
فقضية نجع حمادي لم‮ يتم الفصل فيها‮.. ودم الناس فيها برد‮.. لكن القضاء العسكري‮ غير القضاء العادي‮.. الفصل فيها‮ يكون سريعاً‮.‬
وفي قضايا مثل هذه بين مسلم ومسيحي‮.. لابد ان تكون الأحكام سريعة‮.. الردع فيها لابد ان‮ يكون سريعاً‮.‬
الأمر الثاني لابد ان‮ يُفتح ملف مشاكل الاقباط فهم‮ يعانون من مشكلتين‮.. دور العبادة الموحد‮.. وهذا القانون سيحل بقرار من رئيس الجمهورية‮.‬
والأمر الثاني‮.. بناء وترميم الكنائس‮..‬
وهناك أمر ثالث‮.. وهو ما‮ يتعلق بالأحوال الشخصية للمسيحيين‮ »‬462‮« لسنة‮ 1955‮ وتم تعديله لسنة‮ 2000‮ وهوقانون‮ غير دستوري‮.. لأن الأقباط لاطلاق لهم الا لعلة الزنا‮.. والبابا شنودة لا‮ يستطيع تغيير نصوص الانجيل‮.. والقاعدة في الأحوال الشخصية للمسلمين‮.. بالنسبة للمسيحيين اتركهم لما‮ يدينون طبقاً‮ للشريعة الاسلامية‮.‬
اذن فلابد من تغيير القانون حتي‮ يتفق مع نصوص الانجيل‮.. الزنا الحُكمي او تغيير الديانة‮.. أو الزنا الفعلي‮.. هذه هي الحالات الثلاث التي‮ يطبق فيها الطلاق لعلة الزنا‮..‬
إذن فإذا اصطدم النص الشرعي بقاعدة قانونية فلا‮ يجوز للقضاء الاداري ان‮ يتدخل في نصوص الانجيل‮..‬
ولذلك فقانون دور العبادة الموحد للمسلمين والمسيحيين سيصدر بقرار جمهوري وبناء وترميم الكنائس‮.. والحادث الإرهابي لابد ان‮ يحال لمحكمة عسكرية‮..‬
أما اذا انتقلنا الي تهدئة الشباب المنفعل عقلاء الأمة ان‮ يقوموا بذلك‮.. وان‮ يتجاوزا هذا الحادث الجسيم‮.. فما مات أو أصيب أخوك أو أخويا‮.. وأي انفعالات مسموح بها‮.. مش معني ان الاقباط قاموا بمظاهرة ان المسلمين‮ يطلعوا بمظاهرة‮.. يبقي كده احنا بنفذ الأجندة اللي هما عايزينا ننفذها‮.. لابد من تهدئة الشباب‮.. طوق النجاة في وحدة الوطنية‮.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.