كشف الموقف الأخير المتعنت من قبل قطاع الانتاج الثقافى برئاسة د. محمد أبو الخير تجاه مهرجان المسرح العربى للمخرج د. عمرو دوارة، عن ورقة التوت الأخيرة لسياسة أبو الخير التى انتهجها منذ توليه المنصب. واعتبر الجميع ما حدث بمثابة حرب حقيقية من الدولة ممثلة فى وزارة الثقافة على أنجح نشاط مسرحى دولى يقوم به القطاع الخاص ويعد تصفية حسابات بين الدولة وبين الناجحين لأنهم يكشفون عجزها وضعفها، وادى ما وصلت إليه الأوضاع من سوء وترد. فمنذ تولى أبو الخير النصب لم تظهر له كرامة وبل تزايدت الأوضاع سوءا وتدهورًا، وبعد أن حاز منصب رئيس قطاع الانتاج الثقافى قدرا كبيرا من النجاح الحقيقى والتأثير الفعلى على أرض الواقع من خلال دعمه للأنشطة التى يقوم بها المستقلون فى فترة تولى الدكتور خالد عبد الجليل المسئولية الذى أنشأ مهرجان «آفاق مسرحية» الذى يحقق الآن نجاحا منقطع النظير وموسم الفنون المستقلة، فضلا عن وعد مهرجان المسرح العربى الذى ينوى أبو الخير إغلاقه برعاية القطاع الكاملة له . ولم يمهل القدر عبد الجليل لتنفيذ ذلك، وإذا بأبو الخير يضع العراقيل أمام الجميع ويعلن عن نيته الحقيقية سواء إذا كان ذلك عن قصد أو عن ضعف وعدم قدرة على إيجاد مسرح ملائم لأهم مهرجان مسرحى دولى لا يكلف الدولة مليما واحدا سوى دعمه بتوفير مكان لاستضافة عروض الفرق الدولية من كل الدول العربية فى المهرجان . وقد جاء رفض قطاع الإنتاج الثقافى تخصيص مسرح الهناجر لإقامة المهرجان المسرحى العربى العريق، الذى من المقرر افتتاحه غدا الخميس ، وترأس دورته المقبلة الفنانة القديرة سميحة أيوب صدمة لكل المسرحيين . إذ خصص القطاع للحدث العربى مسرحاً لا يليق بمصر ولا بالمهرجان، فهو مسرح داخل حديقة بمدينة ملاهى فى مدينة نصر، يرفض أغلب المسرحيين المصريين أساسا العرض عليه، فكيف يكون مكانا لحدث كبير يشارك فيه أكثر من 200 مسرحى عربى. بيان استغاثة من جانبه قال الدكتور عمرو دوارة مؤسس ومدير المهرجان إنه وجه بيان استغاثة لرئيس الوزراء قائلا فيه: «يؤسفنا أن نحيط سيادتكم بأن الخميس المقبل هو موعد افتتاح فعاليات الدورة الثانية عشرة لمهرجان «المسرح العربى»، ومع ذلك لم يتم إلى الآن تخصيص مسرح مناسب يليق باسم «مصر» لتقديم فعاليات المهرجان عليه، والتى تتضمن تقديم عشرة عروض مسرحية لكبرى الفرق العربية، بالإضافة إلى تقديم عشرة عروض لمختلف تجمعات فرق الهواة، وهذا لأن بعض المسئولين بوزارة الثقافة قد هانت عليهم «مصر» للأسف ويحاولون وأد المهرجان بعدم تخصيص المسرح المناسب أسوة بالدورات السابقة». وأضاف دوارة خلال البيان: «هذا مع رجاء الإحاطة بالحقائق التالية» - والتى سبق أن تم عرضها على سيادة معالى وزير الثقافة منذ أكثر من عشرة أيام - أن المهرجان لا يمكن تأجيل موعده نظرا لارتباطه بمواعيد حجز الطيران للفرق العربية العشر، وكذلك السادة المكرمون العرب أو أعضاء لجنة التحكيم العربية، ومما لا شك فيه أننا فى ظروف تحتم علينا تأكيد الروابط والصلات العربية». وأكد دوارة أن فعاليات الدورة الحالية برئاسة الفنانة القديرة سميحة أيوب، بخلاف تقديم عرضين يوميا يتضمنان ندوات تطبيقية، وأن لجنة التحكيم العربية برئاسة الكاتب الكبير أبو العلا السلامونى، تضم أيضا الفنانة القديرة فردوس عبد الحميد، ونخبة من كبار المسرحيين العرب. وأوضح دوارة خلال البيان، أن مهرجاننا بدورته الحالية هو الوحيد الذى حصل على موافقة اللجنة العليا للمهرجانات بالمجلس الأعلى للثقافة والتى أوصت بتنظيمه تحت رعاية وزارة الثقافة ودعمه لوجيسستيا بتوفير المسرح المناسب، واستضافة الضيوف العرب، وبالفعل قامت الوزارة بإنهاء إجراءات الاستضافة. مصر هانت وقال دوارة إننا قد تقدمنا بطلب تنظيم هذه الدورة منذ أكتوبر 2013، ومع ذلك يتم التسويف كثيرا فى اتخاذ القرارات، هذا بالرغم من أهمية المهرجان وانتظام دوراته، وأيضا تاريخ الجمعية المشرف منذ إشهارها عام 1982، والتى تضم حاليا أكثر من 6500 (ستة آلاف وخمسمائة) عضو، أغلبهم من الشباب الذين يتم توجيه طاقاتهم نحو أنشطة مفيدة وبناءة. واستطرد دوارة أن «مصر» بثقافتها وريادتها قد هانت على بعض المسئولين الذين يريدون تخصيص مسرح «الحديقة الدولية» لاستضافة فعاليات المهرجان، ويرفضون تخصيص مسرح مناسب كمركز «الهناجر» - والذى نظم عليه المهرجان عامى 2012 و 2013 - والذى يستضيف خلال هذه الفترة عرضين لفرق هواة أخرى، كما أكد دوارة أنه فى حال عدم الاستجابة، فإنهم سوف يقومون بوقفة احتجاجية تضم أكثر من 6500 عضو من أعضاء الجمعية المصرية لهواة المسرح وأعضاء الاتحاد العالمى أمام مكتب وزير الثقافة «بشارع شجرة الدر».. وقد أثار قرار الدكتور صابر عرب وزير الثقافة بالتجديد لأبو الخير مزيدا من علامات الاستفهام، لأن شائعات أن أبو الخير إخوانى لم تتوقف منذ أن تولى رئاسة القطاع، خاصة أن تجديد ندب أبو الخير كان لمدة ستة أشهر فقط ، والسؤال الذى يطرح نفسه هنا لماذا التجديد لأبو الخير رغم فشله الذريع فى إدارة القطاع ، ونكوصه عن العمل الثورى الذى بدأه د. عماد أبو غازى الوزير الأسبق بدعم الفرق المستقلة والعمل المدني، وأن تصبح الوزارة داعمة للثقافة وليست منتجة فقط؟! أعتقد أن تفسير البعض بأن صابر عرب الذى يغازل جميع التيارات ويلعب على جميع الحبال يمكن أن يكون له محل من الإعراب هنا، وهل يمكن أن يكون بإبقائه على أبو الخير رغم فشله يغازل الإخوان الذين يمكن أن يعودوا للحكم فى أى صورة من الصور ولو بتشكيل الحكومة أو بكوتة فيها فيكون مبقيا على شعرة معاوية التى تجمعه بهم؟ إنها أسئلة لن تجد لها إجابات إلا عند صابر عرب نفسه.