فى إطار فعاليات مؤتمر أدباء مصر تغيرات الثقافة تحولات الواقع فى دورته الفضية الدورة الخامسة والعشرون..محسن الخياط عقد فى اليوم الثانى من المؤتمر الجلسة البحثية الرابعة بعنوان الظواهر الادبية الجديدة برئاسة د. حسين حمودة بقصر ثقافة الجيزة.تضمنت الجلسة على البحث الأول بعنوان الاتجاهات الأدبية الجديدة ملاحظات ومراجعات للدكتور خالد جودة حيث أشار فيه الى أن الاتجاهات المستحدثة فى الكتابة الأدبية أدب المدونات أدب البنات..إلخ وتحليلها موضوعياً، تعنى الإشارة الى التحولات والتأثيرات فى الناحية المضمونية والرؤى الجمالية للكتابة، وما يرتبط بها من تجمعات ووسائط حديثة وتأثيرات مجتمعية متبادلة، وظواهر ثقافية كثيرة صاخبة، يبدو معها نسيج البحث مترامياً واسعاً فى تفريعاته وتفاصيله الهادرة والمتلاطمة، والتى تستغرق جوانب كثيرة من المشهد الأدبى المعاصر بحيث من المفترض أن يكون التناول حينها قاصرا على الإلماح والتلخيص دون التفصيل، والانتقاء دون الإحاطة.ثم اضاف جودة أن مفهوم الاتجاه، ظهر فى دراسات متعددة نفسية وفكرية وتربوية بمعانيها المتعددة وهو مفهوم كثير التداول فى الحياة العامة والخاصة، إذ يعطى معنى مادياً عندما يشير الى خط سير المادة أو الجسم، ويعطى معنى اعتبارياً عندما يرتبط بالرأى الذى يكونه الفرد نحو موضوع معين ويصيغ سلوكه فى مواقف الحياة المختلفة، وبالنسبة للمجال الأدبى يرى البعض أن دراسة الاتجاهات الأدبية هو معرفة وجهة وسير المواضيع الأدبية الثقافية والفكرية والفنية المختلفة والتى نشرت فى وسيط معين لتوصيل رسالة ما الى القارئ وما يرتبط بدراسة هذه الموضوعات من مؤثرات مترابطة معها وشواهد دالة عليها، ويرتبط بمفهوم الاتجاه أيضاً مفهوم الظاهرة التى تعنى واقعة متكررة بنفس الأسلوب وبنفس الشكل بحيث تمثل أمراً لافتاً للنظر، ومستحقاً للتأمل والدرس، فالظاهرة إما أن تكون إيجابية أو سلبية، والظاهرة الثقافية والأدبية عامة هى التى تحفر فى الواقع الثقافى مجراها لتؤسس بالتدريج إتجاهاً عاماً يمكن تحديد ملامحه والوقوف على اهم خصائصه.العلاقات التبادليةوالبحث الثانى بعنوان العلاقة التبادلية بين الأدب والوسائط الإعلامية للدكتورة رشا صالح تناولت فيه العلاقة بين الإبداع الادبى ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية علاقة شديدة القوة والتشعب وتتجلى مظاهرها فى كثير من صفحات تطور الأدب انطلاقاً من تشكيل أجناس أدبية جديدة أو طرائق فى التعبير والتصوير مختلفة تبعاً لدرجات السرعة والانتشار بين شرائح المتلقين، وهو الاتساع الذى يحدث نتيجة تطور وسائل الإعلام بأنواعها المختلفة، وأضافت أن المتأمل لتاريخ الادب العربى الحديث يحس بقوة هذه العلاقة وتأثيرها البالغ فى تشكيل الأجناس والأنواع وطرائق التعبير والتصوير فى ذلك الأدب.واستعرضت الباحثة رواية فى كل أسبوع يوم جمعة لإبراهيم عبدالمجيد، باعتبارها رواية يمكن أن تصلح النتائج المستخلصة من الحوار النقدى مع عناصرها منطلقاً للحوار مع أعمال فنية أخرى تتبنى التقنيات نفسها فى البناء الفنى، وتناولت فى البحث خصائص متن الرواية ومبناها الحكائى من خلال تقاليد الشكلانيين الروس، وإضافات جيرار جينت، وعلاقتها بتأثير الميديا فيها، وأشارت الى أن المتن الحكائى أى القص هو مجموع الأحداث التى تتصل فيما بينها، والتى تعرض وفق نظام طبيعى، أى النظام الوقتى والسببى للأحداث من خلال مادة أولية للحكاية لا تنفصل عن إحداثياتها الزمانية والمكانية، ولا عن الشخصيات، أما المبنى الحكائى اى الخطاب، أو السرد، أو التقديم الخطابى، هو طريقة البناء التى تتم بمقتضاها إدراج تلك الأحداث فى العمل الفنى.الشعر والميدياوجاء البحث الثالث بعنوان الظواهر الأدبية الجديدة الشعر والميديا للأستاذ مجاهد العزب وقد قدم فى بحثه ورقة استطلاعية تمهد لدرس أعمق يحتاج الى فريق من الباحثين جاء فيها:أولاً: أن الفيس بوك مثَّل ويُمثل أداة اتاحت للمبدعين من الشعراء نشر إبداعهم مباشرة دون المرور بدورة النشر الورقى المعتادة أو التى تتم عبر وسائل الإعلام التى يقف فيها بعض الوسطاء بين المبدع وجمهوره.ثانياً: إن هذه الأداة أتاحت للمبدع أن يكون صاحب القرار الوحيد فى أن ينشر ماشاء وقتما شاء للدرجة التى أصبح معها كأنه يمتلك صحيفة ينشر فيها ما يحب بحرية شبه مطلقة.ثالثاً: إن هذه الأداة تتيح للمتلقين على اختلاف توجهاتهم ودرجات وعيهم وتنوع خبراتهم المعرفية والجمالية، والتفاعل مع النص وصاحبه من خلال اللقاء المباشر واللحظى.رابعاً: إن هذه الأداة قد أتاحت للمبدعين فيما بينهم طاقة تفاعلية نوعية من خلال تبادل الإبداع فى موضوع واحد.خامساً: إن هذه الاداة على حداثة استخدامها كان لها هذا الأثر اللافت الذى ينبغى متابعة رصده وتحليله فى تطوراته المضطردة وخصوصاً إذا أضيف الاستبيان باستطلاع آراء المبدعين أنفسهم واستكشاف تجاربهم.اشكاليات الثقافة العربيةوفى البحث الرابع بعنوان أشكال التلقى الجديدة وإشكالياتها فى الثقافة العربية للدكتور هيثم الحاج على وقد أشار فى بحثه الى أن طبيعة انتقال المعلومات قد تغيرت على مدار القرن السابق فى موجات غير متعاقبة لم يسبق لها مثيل فى تاريخ البشرية كما أن هذه التغيرات قد تأثرت بطبيعة وسائط الانتقال التى عرفها الانسان منذ معرفته بالمطبعة التى قضت على أشكال الثقافة الشفاهية، وحولت المعرفة الى طبيعتها الكتابية، كما حولت الإبداع الى شكله الطباعى المعتمد على إمكانيات تشكيل فضاء الصفحة، ثم الى طبيعته البصرية المعتمدة على إمكانات الصورة والنص المفتوح والتشعبى، مما يطرح الأسئلة حول طبيعة كل من الرسالة الإبداعية ومرسلها ومستقبلها والسمات التى تتسم بها.ثم اضاف الحاج أن هذه الورقة البحثية تطمح الى تفجير الأسئلة التى تطرحها طبيعة المجتمع الجديد وتفاعلاته مع المعلومات، إنها الأسئلة التى لانسطيع الإجابة عنها بالرجوع الى الكتب والمراجع، بقدر ما تكون بذرة إجاباتها موجودة فى الواقع وآليات تعامله مع مكوناته.تكامل لا انهياروفتح باب المناقشة حيث سأل سمير الفيل أ. خالد جودة عن فكرة هل تنهار دولة الأدب الكلاسيكى العظيمة-هذه الكتابات الورقية التى انتقلت عبر الأجيال- أمام الشات والانترنت التى تجلب أشياء ليس لها قيمة؟ فإلى أين سيكون المطاف؟ فرد أ. خالد جودة قائلاً أن فيه تآزر بين الاثنين وهما مكملان لبعضهما ولا يمكن الاستغناء عن بعضهم.كما تساءل محمد نصر عن كيف يمكن للميديا التأثير على فنيات الأدب بأجناسها المختلفة؟ فردت عليه د. رشا صالح قائلة تؤثر من ناحية الشكل والمضمون وقد جاء هذا فى البحث.وعقب ذلك أقيمت أمسية شعرية أدارتها أ. نوال مهنى وشارك فيها مجموعة من الشعراء منهم محمد يونس، عبد الحكم العلامى، ربيع عبد الحميد قطب، د. جيهان نجم.