تراجع سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الثلاثاء 30 إبريل 2024    الجيش الأمريكي ينشر الصور الأولى للرصيف العائم في غزة    حقيقة نشوب حريق بالحديقة الدولية بمدينة الفيوم    مقتل 3 ضباط شرطة في تبادل لإطلاق النار في ولاية نورث كارولينا الأمريكية    موعد صرف مرتبات شهر مايو 2024.. اعرف مرتبك بالزيادات الجديدة    اندلاع اشتباكات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال في مخيم عسكر القديم شرق نابلس    مباراة من العيار الثقيل| هل يفعلها ريال مدريد بإقصاء بايرن ميونخ الجريح؟.. الموعد والقنوات الناقلة    تعرف على أفضل أنواع سيارات شيفروليه    ظهور خاص لزوجة خالد عليش والأخير يعلق: اللهم ارزقني الذرية الصالحة    تعرف على أسباب تسوس الأسنان وكيفية الوقاية منه    السيطرة على حريق هائل داخل مطعم مأكولات شهير بالمعادي    حبس 4 مسجلين خطر بحوزتهم 16 كيلو هيروين بالقاهرة    ثروت الزيني: نصيب الفرد من البروتين 100 بيضة و 12 كيلو دواجن و 17 كيلو سمك سنوياً    هل أكل لحوم الإبل ينقض الوضوء؟.. دار الإفتاء تجيب    العميد محمود محيي الدين: الجنائية الدولية أصدرت أمر اعتقال ل نتنياهو ووزير دفاعه    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    نيويورك تايمز: إسرائيل خفضت عدد الرهائن الذين تريد حركة حماس إطلاق سراحهم    تراجع أسعار النفط مع تكثيف جهود الوصول إلى هدنة في غزة    حماية المستهلك: الزيت وصل سعره 65 جنيها.. والدقيق ب19 جنيها    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30 أبريل في محافظات مصر    تعرف على موعد إجازة عيد العمال وشم النسيم للعاملين بالقطاع الخاص    العثور على جثة طفلة غارقة داخل ترعة فى قنا    نظافة القاهرة تطلق أكبر خطة تشغيل على مدار الساعة للتعامل الفوري مع المخلفات    موعد عيد شم النسيم 2024.. حكايات وأسرار من آلاف السنين    فتوى تحسم جدل زاهي حواس حول وجود سيدنا موسى في مصر.. هل عاصر الفراعنة؟    شقيقة الأسير باسم خندقجي: لا يوجد أى تواصل مع أخى ولم يعلم بفوزه بالبوكر    بين تقديم بلاغ للنائب العام ودفاعٌ عبر الفيسبوك.. إلي أين تتجه أزمة ميار الببلاوي والشيح محمَّد أبو بكر؟    د. محمود حسين: تصاعد الحملة ضد الإخوان هدفه صرف الأنظار عن فشل السيسى ونظامه الانقلابى    لتلوثها ببكتيريا برازية، إتلاف مليوني عبوة مياه معدنية في فرنسا    محلل سياسي: أمريكا تحتاج صفقة الهدنة مع المقاومة الفلسطينية أكثر من اسرائيل نفسها    أستاذ بجامعة عين شمس: الدواء المصرى مُصنع بشكل جيد وأثبت كفاءته مع المريض    مفاجأة صادمة.. جميع تطعيمات كورونا لها أعراض جانبية ورفع ضدها قضايا    حكم الشرع في الوصية الواجبة.. دار الإفتاء تجيب    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لي نصيباً في سعة الأرزاق وتيسير الأحوال وقضاء الحاجات    السجيني: التحديات عديدة أمام هذه القوانين وقياس أثرها التشريعي    رسميا.. بدء إجازة نهاية العام لطلاب الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية بهذا الموعد    بمشاركة 10 كليات.. انطلاق فعاليات الملتقى المسرحي لطلاب جامعة كفر الشيخ |صور    ضبط 575 مخالفة بائع متحول ب الإسكندرية.. و46 قضية تسول ب جنوب سيناء    مصدران: محققون من المحكمة الجنائية الدولية حصلوا على شهادات من طواقم طبية بغزة    المتحدث باسم الحوثيون: استهدفنا السفينة "سيكلاديز" ومدمرتين أمريكيتين بالبحر الأحمر    «هربت من مصر».. لميس الحديدي تكشف مفاجأة عن نعمت شفيق (فيديو)    تصريح زاهي حواس عن سيدنا موسى وبني إسرائيل.. سعد الدين الهلالي: الرجل صادق في قوله    عفت نصار: أتمنى عودة هاني أبو ريدة لرئاسة اتحاد الكرة    ميدو: عامر حسين ب «يطلع لسانه» للجميع.. وعلى المسؤولين مطالبته بالصمت    مصطفى عمار: القارئ يحتاج صحافة الرأي.. وواكبنا الثورة التكنولوجية ب3 أشياء    بعد اعتراف أسترازينيكا بآثار لقاح كورونا المميتة.. ما مصير من حصلوا على الجرعات؟ (فيديو)    ما رد وزارة الصحة على اعتراف أسترازينيكا بتسبب اللقاح في جلطات؟    ليفاندوفسكي المتوهج يقود برشلونة لفوز برباعية على فالنسيا    توفيق السيد: لن يتم إعادة مباراة المقاولون العرب وسموحة لهذا السبب    إيهاب جلال يعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة الأهلي    تموين جنوب سيناء: تحرير 54 محضرا بمدن شرم الشيخ وأبو زنيمة ونوبيع    برلماني يطالب بالتوقف عن إنشاء كليات جديدة غير مرتبطة بسوق العمل    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    أخلاقنا الجميلة.. "أدب الناس بالحب ومن لم يؤدبه الحب يؤدبه المزيد من الحب"    خليل شمام: نهائى أفريقيا خارج التوقعات.. والأهلى لديه أفضلية صغيرة عن الترجى    تقديم موعد مران الأهلى الأخير قبل مباراة الإسماعيلى    درجات الحرارة المتوقعة اليوم الثلاثاء 30/4/2024 في مصر    بالرابط، خطوات الاستعلام عن موعد الاختبار الإلكتروني لوظائف مصلحة الخبراء بوزارة العدل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثورة الادباء في الاقاليم هذه مشاكلنا وهذه مطالبنا نريد حلا..
أما قبل
نشر في أخبار الأدب يوم 01 - 12 - 2012

تثير »أخبار الأدب« هذا الملف الحيوي الذي ينبض فيه أدباء مصر في مختلف الأقاليم والمحافظات، من شعراء وروائيين ونقاد ومعنيين بالشأن الثقافي. هم رهان مصري رابح إذا لقي العناية والدعاية.. هم إبداع نقي من القلب المصري النابض بالحياة والراكض نحو الحياة بإبداعاته وتجلياته، وعذاباته وأشواقه، وعذوبته وهمومه وآماله وتطلعاته.
هم الذين يضبطون إيقاع خارطة الإبداع المصري بل ويملكون إعادة رسم هذه الخارطة.
من أجل ذلك، وأكثر من ذلك، نرصد ثورة الأدباء، وهي ثورة دائمة، لا تهدأ ولا تعرف الهدوء، ولا ينبغي، ثورة إبداعية: صياغة وصناعة وإنتاجاً.. إنهم يبدعون في صمت، ويكتبون علي أمل، ولكن لهم مطالب لا تخرج عن دائرة الإبداع.. لهم آراء.. بعيداً عن الذاتية. يفيض هذا الملف بشلالات من الرؤي النابعة من قلب الواقع.. ثمة قواسم مشتركة بينهم جميعاً، لكن ثمة أصوات لها بصماتها الخاصة المتفردة، كلهم يصبون في نهر واحد هو الإبداع، يريدون كسر القيود والحواجز، وإن كانت الجغرافيا لم تعد حائلاً.. إنهم في هذا الملف يقولون ما يفعلون، ويفعلون ما يؤمنون، ويؤمنون بدور الكلمة، تاراً وفوراً، وبإثارة الفكر والوعي ومحاورة الوجدان العام. هم ثروة لا تنضب.. فكيف نحتوي هذه الثورة؟ وكيف نستقطر جواهرها، ونستمطر أجواءها، كي لا يتمادي التصحر الثقافي إذا حل، ولا يمتد الجفاف الفكري إن طغي، ولا يسود الفقر الإبداعي إن تجبر؟!
أسئلة كثيرة.. تساؤلات مثيرة.. مسكوت عنها.. فإلي متي تظل محبوسة في الصدور؟ هل من حلول جذرية لهذه الأوجاع المزمنة؟
نعم.. لن نكتفي بالنشر لمجرد النشر، ولا بالصوت لمجرد البوح، ولا بالفضفضة لمجرد التنفيس المؤقت!
لا.. سنحمل هذه الأوجاع والأشواق والعذابات إلي أهل الذكر الثقافي، وصنّاع القرار في مواجهة تهدف إلي الصالح العام من خلال أصوات هؤلاء المبدعين.. ونذكر بما نؤمن به وندعو إليه: إذا أردنا تثبيت مبدأ، أو نشر دعوة، أو تأكيد معتقد.. فلن نجد مثل الآداب والفنون وسائل فاعلة وفعالة وخلاقة.
انه في يوم 81/01/3891
كانت بداية مشروع أدباء الاقاليم فكرة تقدم بها د. يسري العزب ومحمد الجمال مدير إدارة الثقافة العامة بالثقافة الجماهيرية تم بلورتها إلي الدكتور سمير سرحان رئيس قطاع الثقافة الجماهيرية بتاريخ 18/10/ 1983 بعنوان « خطة مقترحة لأعمال المؤتمر العام لأدباء مصر في الأقاليم « ووافق عليها ، وكان المؤتمر عبارة عن مجموعة لجان ( لجنة القصة ، لجنة الشعر- المجلات الأدبية النشر الأدب الشعبي النقد الأدبي نوادي الأدب الجامعات الإقليمية ) ومن أهم انجازات المؤتمر الأول صدور عدة توصيات تتعلق بعلاقة المثقف بالسلطة ومواقفه منها والتأكيد علي ضرورة كفالة حرية التعبير ، ورفع كافة القيود والضغوط التي تحول دون حرية الأديب المطلقة في التعبير رعن فكره وإيصاله بشتي الوسائل .
أول مؤتمر للأدباء
عقد المؤتمر الأول في محافظة المنيا في الفترة من 4إلي 7 فبراير 1984ورأس المؤتمر د.شوقي ضيف، بأمانة د.يسري العزب وجاء في توصياته رفض كافة أشكال التطبيع مع العدو الإسرائيلي واستمرت هذه التوصية تتصدر التوصيات التي تخرج عن المؤتمر في جميع دوراته حتي الدورة السادسة والعشرين والتي انعقدت في القاهرة العام الماضي، وتوالت التوصيات المعبرة عن موقف الأدباء في أقاليم مصر تجاه ما يجري علي الساحة السياسية في جميع دورات المؤتمر ونتج عنها :الانتظام الشهري لمجلة الثقافة الجديدة ، وإنشاء إدارة للنشر بالثقافة الجماهيرية، وتحويل أمانة المؤتمر إلي أمانة دائمة، وتخصيص جائزة سنوية لأحسن دراسة نقدية عن أدباء مصر في الأقاليم
وتوالت المؤتمرات
عقد المؤتمر الثاني في الاسماعيلية في الفترة من 7-10/ 4/ 1986برئاسة د.عبد القادر القط وامانة دكتور عبد المعطي شعراوي رئيس الثقافة الجماهيرية والدورة الثالثة عقدت في 3-5/ 9/ 1987 في الجيزة برئاسة الدكتور شكري عياد وأمينه العام دكتور عبد المعطي شعراوي، والدورة الرابعة في 12-15/ 9/1988 في دمياط برئاسة الشاعر الكبير طاهر أبو فاشا وامانة الكاتب إبراهيم عبد المجيد مدير عام الثقافة العامة ورئيس الثقافة الجماهيرية الدكتور محمد طه حسين، أما الدورة الخامسة فعقدت في الفترة من 24-26/3/ 1990في مدينة أسوان ورأسها دكتور محمود مكي وأمينه العام الكاتب محمد السيد عيد مديرعام الثقافة العامة في ظل تولي حسين مهران رئيس الثقافة الجماهيرية، كما عقدت الدورة السادسة في مدينة بورسعيد في الفترة من 18-20/5/ 1991برئاسة الدكتور فؤاد زكريا وأمانة محمد السيد عيد، والدورة السابعة في مدينة الاسماعيلية للمرة الثانية في الفترة من 11-14 /9 / 1992 برئاسة دكتور علي الراعي وامانة ابراهيم عبد المجيد، والدورة الثامنة في مدينة العريش في الفترة من 30/ 10 - 2 /11 /1993 برئاسة الكاتب الكبير فتحي غانم وامانة محمد السيد عيد في ظل تولي حسين مهران رئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة، والدورة التاسعة في مدينة الأقصر غي الترة من 10-13 / 1994 رأس المؤتمر دكتور أحمد شمس الدين الحجاجي وأمانة الكاتب قاسم مسعد عليوة الذي تولي أمينا للمؤتمر لأول مره من خارج الهيئة العامة لقصور الثقافة.
أنا واحد ممن يؤمنون بأن الثقافة عنصر متداخل في كل مناحي الحياة، وعلي أي مستوي ينظر إليها منه، كلياً كان هذا المستوي أو جزئياً، عاماً أو خاصاً، مركزياً أو محلياً، فإن للثقافة وجود قوي وحضور لافت؛ ولتطوير الثقافة والاعتناء بها لابد من تضافر يضم سائر المؤسسات الحكومية وغير الحكومية وأيضاً الأفراد فهم أساس كل جماعة واللبنة الأساسية لكل مجتمع، وإلا فلا نهوض ولا تنمية، وعلي المجتمع الذي لا يعتني بالثقافة توقع انهياره الوشيك. علي المستوي المركزي أري أنه لابد من تغيير جذري في الاستراتيجيات والخطط والبرامج الثقافية، هذا إذا كانت في مصر استراتيجيات ثقافية حقيقية تتبناها الحكومة فكل الشواهد تشكك في هذا.
إن لم تكن هناك استراتيجيات فلتوضع استراتيجيات، وإن كانت موجودة فتغيييرها واجب لتتوافق وروح 25 يناير الثائرة.
إن الأمورالتي ينبغي أن تؤخذ في الاعتبار عند وضع هذه الاستراتيجيات كثيرة ومتداخلة. في المقدمة منها ضرورة تبني قضيتي الوحدة الوطنية وترسيخ ثقافة المواطنة كمشروع قومي تعمل علي تنفيذه كل المؤسسات، ومعها وقبلها وبعدها لابد من الاعتراف بالثقافة كمكون رئيس من مكونات التنمية المستدامة، وإلغاء أي قيود سياسية أو دينية علي الإبداع في مجالات العلم والأدب، وإبطال الممارسات الرقابية المدمرة لملكات الابتكار عند المصريين، مع إعادة هيكلة وتغيير فلسفات إنشاء ليس فقط وزارة الثقافة وإنما أيضاً سائر الوزرات بما فيها وزارات الصناعة والزراعة والتجارة والداخلية والدفاع بحيث تكون الثقافة في مقدمة اهتماماتها،وهي شاء المسئولون أو أبوا مؤسسات منتجة للثقافة، ومن الضروري بمكان الارتقاء بفكرة الانفتاح الثقافي إلي مستوي العقيدة الإدارية، وألا يقتصر هذا الانفتاح علي الغرب الأوربي أو الولايات المتحدة الأمريكية، وإنما يمتد إلي ثقافات أفريقيا وأسيا وأمريكا اللاتيية.. والقائمة تطول.
وعلي المستوي المحلي، وأقصد بالمحلي هنا محافظة بورسعيد، فلا وجود لأي صورة من صور التخطيط الثقافي يمكن القول بأنها وضعت علي أساس علمي رشيد. والبرامج التي تنفذ هي في الغالب برامج مناسبات تتصل بالعيد القومي أو باحتفالات أكتوبر أو يوليو أو عيد العمال أو شهر رمضان الكريم، وللأمانة فإن فرع بورسعيد الثقافي يقوم بهذه البرامج علي قدر طاقته، لكن طاقاته محدودة، فلا أبنية تصلح لتقديم منتجه الثقافي، ولا تمويل ييسر أداءه لنشاطه، بل لا مكان ملائم يمكن وصفه بالآدمي يتيح للموظفين أداءهم لأعمالهم، وهم يؤدونها في أماكن وأوضاع تعرضهم يوميا للتهديد وللاقتحام، وكم من مرة كسرت عليهم النوافذ، وكم من مرة حوصروا في مكاتبهم أو تعرضوا لتحرش البلطجية والغاضبين علي مسئولي الإدارة المحلية من طالبي السكني والتعيين. يضاف إلي كل هذا المشكلات الإدارية التي لا حصر لها، المشكلات المرتبطة بوظائف المؤسسة، وبسبب أعمال ترميم قصر الثقافة حُمِّلت البيوت الثقافية والمكتبات التابعة للفرعبأعباء استيعاب الموظفين والمنقولات من كتب وأثاثات، فاختنق العمل بهذه البيوت وجمد نشاطها أو كاد، إذ كيف يمكن لآدمي أن يعمل تحت ظروف لا استقرار فيها ولا أمن؟.. وما يقال عن حال الموظفين يقال أضعافه عن أحوال الرواد، الذين ساحوا بين النوادي الاجتماعية والرياضية والمراكز الشبابية والساحات الشعبية والمقاهي، وهي أيضاً أماكن بلا إمكانيات.
غير الحلول المطلوبة لمشكلات الفرع الثقافي، فإن ما تحتاجه المحافظة للنهوض بالثقافة فيها جد كثير. أول هذه الاحتياجات من وجهة نظري، ضرورة المحافظة علي الطرز المعمارية التي تتميز بهاالمدينة، وما أقصده بالطبع الطرز التي تعود إلي القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، صيانة وتطويراً وبتراً ليد الهدم الباطشة التي تطيح بالجميل الفريد وتجعله أثراً بعد عين ثم لتقيم بدلاً منه أبراجاً خرسانية شوهاء، مطلوب إذن المحافظة علي هذه الطرز بما يخدم التنمية المستدامة للمدينة بحيث تصبح مصدراً تنموياً يدر دخلاً جديداً بفيد بورسعيد ومصر كلها، وهناك حملة قوامها مجموعة من الشباب الغيور علي كنوز المدينة المعمارية، أشرف بأن لي دوراً أؤديه فيها، إلا أن انعدام استجابات المسئولين الحكوميين من جهة، ومحاولات دعاة التبعية لاستثمار منجزات هذه الحملة لتحقيق أهداف غير وطنية يمثلان تحدياً واضحاً لمهمتها.
الاحتياج الثاني هو: التأكيد علي ثقافة المقاومة باعتبار بورسعيد ليست فقط واحدة من قلاع الوطنية الحصينة في مصر، وإنما لكونها أيضاً رمزاً احتذته مدن كثيرة. لذا أعيد هنا الاقتراح الذي وأدته حكومات الحزب الوطني الاستسلامية، والذي طرحتُه بعد الثورة علي ائنلاف مثقفي بورسعيد فتبنوه في بيانهم التأسيسي. يتلخص هذا الاقتراح في إطلاق مهرجان للمدن المقاتلة يكون مكان انعقاده مدينة بورسعيد. وهو اقتراح عظيم النفع، إن تم، ثقافياً واجتماعياً، فنياً وإعلامياً، وقبل هذا كله وأثناءه وبعده هو عظيم النفع اقتصادياً. في ذات السياق طالبنا بعرض الزوارق التي دمرت المدمرة الإسرائيلية إيلات عرضاً متحفياً ببورسعيد بدلا من إهمالها حتي علاها الصدأ بالأسكندرية، وما من مجيب؛ وترتبط بهذه الجزئية ضرورة إيقاف محاولات ضيقي الأفق من المسئولين لإعادة تنصيب تمثال دي ليسبس المنسوف بأيدي الوطنيين إثر انسحاب قوات الغزو الفرنسية والإنجليزية من بورسعيد في 23 ديسمبر 1956م إلي القاعدة الحجرية التي أزيح من فوقها بدعاوي إن نمت عن شيء فعن بؤس معرفي وضحالة وطنية، ورغبة في إهانة كرامة المصريين.. كل المصريين.. وتكريس معاني التبعية في بلادنا، وتحقير كل جهد إنمائي للثقافة الوطنية الحقة، ولولا يقطة المثقفين الوطنيين ومعاصري ملاحم التحرر الوطني لأهانها هؤلاء المسئولين بسذاجاتهم وعدم حرصهم علي تمجيد الروح الوطنية. ثالث هذه الاحتياجات متصل بحتمية الاعتناء بالبني المؤسسية في المدينة فحالها سييء للغاية، إذ أن قصر الثقافة الوحيد بالمدينة في حالة ترميم جسيم منذ نحو أربعة أعوام ويبدو أنه سيظل علي هذه الحال لسنوات وسنوات، ومتحف المدينة القومي في أكثر الأماكن فرادة في مصر، عند التقاء ثلاث قارات هي أفريقيا وآسيا وأوربا، هدم منذ سنوات حتي سطح الأرض توطئة لإعادة بنائه، ولم تتخذ خطوة بهذا الاتحاه. متي سيبدأ البناء؟.. لا أحد يعلم؛ ومقر فرقة بورسعيد المسرحية الإقليمية، مميز الطراز، ذلك الذي كان مقراً لفرقة الليرا الإيطالية، مهدد بالهدم، هو ومبني كازا دي إيطاليا الفريد. لقد أدي تهاون وزارة الثقافة في بناء مجمع الإبداع الدولي بعد وضع حجر أساسه، وعدم تدبير التمويل البديل بعدما سحبت فرنسا تمويله لمًَّا رفض الوطنيون إعادة تمثال الذميم دي ليسبس إلي استيلاء وزارة الداخلية علي الأرض التي خصصت له وأقامت مكانه مبني مديرية الأمن. وقد بُحَّتْ أصواتنا لتحويل فنار بورسعيد إلي متحف لقناة السويس، للملاحة البحرية، للموانئ، أو حتي للأحياء المائية، وما من مجيب. أخيرا أطلق وزير الدولة للآثار تصريحا فيه مغازلة لنا، لكن، كتصريحات المسئولين التي عهدناها، ما من خطوة واحدة بذلت من أجل وضعه موضع التنفيذ؛ وفي البقعة التي شهدت احتفالات افتتاح قناة السويس الباذخة يوجد متحف غامض تابع لهيئة قناة السويس لم يفتح ولو لربع الساعة للجمهورالعام ولا حتي للزوار المخصوصين(!).. لماذا؟.. ما الذي يحتويه؟.. ما هي المعوقات؟.. لا أحد يعلم.. الأمل الآن معقود علي المركز الثقافي (أوبرا بورسعيد) الذي وضع لبنته الدكتور مصطفي كامل محافظ بورسعيد الأسبق، إلا أنه للآن لم يتم الانتهاء منه، وقد سمعنا أنه تكلف حتي الآن مبلغ 160 مليون جنيه من أموال الشعب في بورسعيد، وما نطالب به ألا يدار إدارة اقتصادية أي بمقابل نقدي يحول بين المواطنين وتلقي الثقافة الحقة. أقول هذا لأنه نما إلي علم كثيرين أن المحافظ السابق مصطفي عبد اللطيف كان ينوي تكليف شركة خاصة لإدارته بمقابل نقدي، الأمر الذي يعني حرمان قطاعات شعبية كثيرة من الزاد الثقافي الرفيع بالحيلولة بين من هم في مسيس الحاجة إلي الثقافة الجادة وارتياد هذا المركز الذي شيد بأموالهم.
أما رابع الاحتياجات فيتعلق بحدائق بورسعيد، ومتنزهاتها، فلماذا لا تنشأ في بورسعيد حديقة مركزية كبيرة، تكون متنفساً لأهالي المدينة التي تزاحمت فيها الكتل الخرسانية وكادت تسد سماءها المفتوحة؟.. ولماذا لا تفتح الحدائق الضيقة القائمة أبوابها للنشاط الثقافي. اعترف أن حدائق فريال وسعد زغلول والأمل قد شهدت تحسناً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، وأعترف أيضاً بأن حديقة التاريخ حققت طفرة جمالية في هندسة الحدائق علي الرغم من نافورتها المعطلة، لكن في المقابل شهدت حديقة المنتزه ببورفؤاد منذ أيام مذبحة قطعت فيها رقاب أشجارها، وعطلت أحداث ما بعد الثورة النشاط الثقافي الذي كان يمارسه بيت ثقافة بورفؤاد بها. أتساءل، ولعل القراء يتساءلون معي، لماذا لا تفتح هذه الحدائق أبوابها للنشاط الثقافي، بُعَيْد ثورة يوليو 1952م. وطوال العقد الستيني من القرن الماضي كانت حدائق بورسعيد مراكز للعروض السينمائية والفنية المختلفة، فما الذي يحول دون استعادتها لهذا النشاط، ما الذي يمنع من تحويلها إلي مراكز إشعاع ثقافي، تقام فيها المعارض الفنية والأمسيات الشعرية والمتاحف المفتوحة؟.. لماذا لا يتم تحويل بعضها إلي هايد بارك مصري بورسعيدي يتناظر فيه المختلفون فكرياً وتتلاقح الأفكار في ضوء الشمس، ولما لا تستقبل هذه الحدائق المهرجانات الموسيقية والغنائية لاسيما حديقة التاريخ التي تحتوي علي مسرح روماني لم يشهد فعالية مسرحية تذكر؟.. ما نطلبه ليس بالجديد علي المدينة، فقد كانت الفنون المحتلفة تمارس والموسيقات تصدح فوق كل المسطحات الخضراء: وسط ميدان المنشية، وفي حديقة الباشا، والحديقة الملاصقة لكازينو بالاس، في حديقة فريال وسعد زغلول والمنتزه ببورفؤاد. كل هذا تبدد.. لماذا؟.. ما السبب؟.. لصالح من؟.. ما من إجابة.
ما ذكرته بعضٌ من كثير. لنبدأ بالممكن منه لنصل إلي ما قد يُظن خطأ أنه مستحيل، ففي أعراف الشعوب لو صدقت هممها لا شيء اسمه مستحيل.
انهيار المشروع الثقافي
تقول الكاتبة الروائية بشري أبو شرار إن محافظة الإسكندرية لا تنفصل عن باقي القطر المصري فيما يعانيه من وعكة في المشهد الثقافي , بل وتتسع الدائرة لتشمل المنطقة العربية بأسرها, حيث انهيار الصرح الثقافي وتقطيع الأوصال ونأي المسافات ما بين المبدعين والمثقفين, بحيث صار كل منهم يدور في فلك منعزل عن المنظومة التي يجب أن تتناغم وتتكامل لينتج عنها أجمل الإبداعات ونحصد إضافات تجمل من لوحة الفسيفساء للثقافة العربية, ومن منا يستطيع أن يفصل الإسكندرية عن باقي المحافظات والهم واحد والوجع واحد من أقصي الجنوب حتي بوابات الشمال, الأدباء الحقيقيون يهمشون وتطفو علي السطح روح الشللية التي لا ينطبق عليها أي من ملامح الإبداع, مما أدي لتوقف طموحات المبدعين الحقيقيين , وسكن في قلبهم الحزن قبل الفرح لغياب أماكنهم ليحتل محلها الفراغ اللامنتهي , وصار المبدع الحقيقي شخصية مأزومة , كيف له أن يتعايش في إشكالية الشللية ؟! وكيف له أن يجد نفسه المتشظيه ما بين الإبداع والوهم؟!
فيما يقول الشاعر السكندري جابر بسيوني اللثقافة معوقات في كل مكان، ولكن في الإسكندرية لها وجود ملموس، ومن هذه المعوقات: أولا : فيما يخص الأماكن الثقافية التابعة لوزارة الثقافة نجد أن هناك معوقات مادية وبشرية بالنسبة للمادية : تتلخص في أن عدداً من قصور الثقافة معطل إما للتعمير أو إعادة البناء وعلي سبيل المثال (قصر ثقافة الأنفوشي) الذي توقف منذ سنوات ولا يزال بحجة إعادة التشييد والتعمير ولكن إلي متي
وبالنسبة للبشرية : فتتلخص في نُدرة القيادات الثقافية التي يمكن أن تدفع الأنشطة الثقافية داخل أماكن للإمام وتلك مشكلة تعيشها وزارة الثقافة في الوقت الحالي وعلاجها يتطلب البحث عن وجوه شابة نأمل أن تتوفر فيهم الكفاءة الإدارية بعد تحصيل دورات تثقيفية وتأهيلية لتولي المناصب القيادية .
ثانيا: وأما عن الإمكانيات الثقافية غير التابعة لوزارة الثقافية مثل : فرع اتحاد كتاب مصر والجمعيات الثقافية غير الحكومية ومن أهمها هيئة الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية وأتيليه الإسكندرية، فكل مها يؤدي مهامه الثقافية بجانب الخدمات الاجتماعية والإنسانية أي الثقافية في حدود الموارد المادية المتاحة وأغلبها ينفد في بنود صرف ثابت كالإيجار والتليفون ومرتبات العاملين ونور ومياه وما يتبقي لا يكفي للإنفاق علي المخطط الثقافي .
وخلاصة الأمر أن المعوقات كثيرة ولكن أهمها في الإسكندرية هو غياب ما كان يمثل الحركة والفكر الثقافي في الستينيات وهو مجلس الثقافة السكندري الذي أتمني أن يعود وذلك الأمر مصيره في يد المحافظ، وبهذا المجلس يمكن رسم مستقبل أفضل للثقافة في الإسكندرية.
زنازين ثقافية
ويقول عبد العزيز رياض - الشرقية: تمثل مشاكل الادباء في حبسهم في زنازين ضيقة تدعي قصور الثقافة كي تستوعبهم وتطفيء جذوة ثورتهما حتي يظل إبداعهم حبيس الجدران ليعيشوا سياسة حوار الطرشان وعهدت إدارة هذه القصور إلي موظفين لايعرفون معني الثقافة. ثم رصدت ميزانيات هزيلة لها حتي أنني أتذكر حين ذهبت إلي مؤتمر أدباء الأقاليم في العريش في التسعينيات أخذت بدل سفر خمسة وثلاثين جنيها، ونصف هذا المبلغ عندما دعينا لحضور أمسية شعرية بقصر ثقافة المنصورة فهل هذا يعقل. وواصلت الدولة قمع المبدعين القرويين فكنا في منتصف الثمانينيات نجتمع في قصر الثقافة الرئيسي بالمحافظة وكان ذلك يحدث في كل محافظات مصر فشكلنا قوة خشي النظام السياسي منها فعمد إلي تفريقنا وتشرذ منا بلعبة خبيثة وذكية في آن واحد حيث جعل كل مركز بالمحافظة مستقلا بذاته وله ميزانيته الخاصة ويشكل مجلسا لإدارة نادي الادب بالمركز، ولاعلاقة له بباقي قصور الثقافة الأخري فعاد المبدعون إلي مراكزهم وتفرقوا وتقاتلوا للحصول علي مناصب إدارية لاعلاقة لها بالأدب وانقطعت الصلة بينهم وبين باقي مبدعي المحافظة والمحافظات الاخري.
تلك هي جروحنا ومشاكلنا التي عانينا منها طويلا ومازلنا نعاني.
أما هي مطالبنا؟ فتتلخص في الآتي:
لابد أن تعيد وزارة الثقافة هيكلة قصور الثقافة من جديد وتمدها بالميزانية المناسبة لتكون قصور تنويروتفريخ للمبدعين مع إنشاء فروع لتلك القصور بكل قرية مصرية وأن تمد هذه القصور بمكتبات تليق بدور الإبداع في نهضة الأمم مع توزيع الصحف توزيعا عادلا علي كل محافظات مصر حتي يتواصل الجميع مع الجميع ناهيك عن الاهتمام بالفعاليات الثقافية بالمحافظات وتصدرها لصدر الصحف وأن تخصص وزارة الثقافة ميزانية معقولة لنشر إبداعات هؤلاء المبدعين المقهورين ومنحهم حوافز مادية تعينهم علي شراء الكتب ومتابعة أحدث الإصدارات ولقد سعدت عندما طالعت «أخبارالادب» في ثوبها الجديد بعنوان انتظرناه كثيرا مفاده أن المجلة تفتح أحضانها لأدباء الاقاليم فاستبشرت خيرا بغد يحمل لنا الكثير مما نحلم به.
ونصل إلي السؤال الثالث: ماجدوي ذلك؟ والإجابة تكمن في أن نهضة الأمم لاتحيا بدون الإبداع فالإبداع بداية النهضة وذروتها والإبداع الرئة التي تتنفس من خلالها الأمم والتقدم في أبسط تعريفاته هو الإبداع فهل تنهض الأمم إلا علي أكتاف مبدعيها هذا بلاغ للناس وملف تم فتحة من أجل عيون أدباء أقاليم مصر فهل من معين؟
القلق من الكتب الإلكترونية
وتقول فاطمة الزهراء فلا ( رئيس فرع اتحاد كتاب الدقهلية ودمياط): من أهم المشاكل والتحديات التي يصطدم بها الأديب وتعتبر من المعوقات مشاكل النشر وكيف أن الأديب يحمل إبداعه ويلف به علي دور النشر لعلها تخرج به للنور مقابل تنازله عن أجره .
ولعل الأديب فؤاد حجازي استطاع أن يقدم مساعدة حقيقية للأدباء عن طريق سلسلة أدب الجماهير، وكذلك الأديب عبد الفتاح الجمل في إبداع الحرية, لكن تبقي المشكلة قائمة من ينشر ومن يظل في الظل ؟، وتضيف: مشكلة أخري في منتهي الخطورة وهي مشكلة ثراء الكاتب الذي يستطيع في فترة وجيزة أن يصبح علما يشار إليه بالبنان عن طريق علاقاته بالنقاد وأصحاب دور النشر الذين يكتبون عن إبداعه حتي وإن كان نصف موهوب, فيصاب الأديب الموهوب بالإحباط , ويتواري في الظل باحثا عن عمل يدر عليه دخلا بدلا من الأدب الذي جعله يعاني هو والأبناء.
شيء في منتهي المرارة ألا يجد الأديب التقدير في بلده , فيهاجر بعيدا باحثا عن المال , أسئلة عديدة تتبادر إلي الذهن ..متي يعيش الأديب حياة كريمة من إبداعه ؟:
وإذا تفتحت طاقات الأمل للأديب ورأي أن النشر الإلكتروني قد يساعده ظهرت مشاكل جديدة أهمها أن هذه الكتب الإلكترونية لها عيوبٌ كثيرة منها ارتفاع أسعارها، وعرضتها للأعطال، وسرعة تقادمها نتيجة التطور الحثيث للتقنية، فضلاً عن قلة عدد العناوين المتاحة الكترونياً بلغات معينة علي غرار اللغة العربية فإن تراجع نسبة اقتناء الكتب المطبوعة لن يلغ مستقبل الكتاب الورقي ولن يحول دون انتشاره لكونه لا يزال جزءاً من العملية التعليمية، وهو المساهم الأساسي في استمرار مؤسسات اقتصادية كبري، كما بإمكانه الوصول إلي أماكن كثيرة لا تغطيها شبكة الانترنت. أما الكتاب الإلكتروني فهو أقل عرضة لتهديد المصادرة والمنع المنتشر في بعض الدول. كما أن هناك إمكانية للتخلص من قيود الكمية للطبعات وعدم نفادها.
وأن الكتب الورقية هي التي تسير نحو الأفول، وهي بداية التحول نحو الحالة الثقافة الإلكترونية، فهي تري أن الصحافة الورقية في طريقها إلي الاندثار، لأن الانترنت أصبح ينتشر بشكل كبير جدا وبدأت تزدهر صناعة الصحافة الإلكترونية بشكل لافت للنظر، وهناك العديد من الميزات للصحف الإلكترونية أهمها سرعة نشر الخبر حال وصوله، وليس كما هو الحال بالنسبة للصحافة
ومن المنيا إلي مطروح
أما الدورة العاشرة عقدت في مدينة المنيا في الفترة من 18- 20 / 1995 برئاسة الدكتور عبد الحميد إبراهيم وتولي أمانته محمد السيد عيد، والدورة الحادية عشر في مدينة السويس في الفترة من3-5 / 10 / 1996 برئاسة رجاء النقاش وامانة محمد السيد عيد، والدورة الثانية عشر في مدينة الاسكندرية في الفترة من 24- 27/ 11/ 1997 برئاسة الدكتور عبد القادر القط وأمامة عبد العزيز موافي وكان رئيس هيئة قصور الثقافة الدكتور مصطفي الرزاز، والدورة الثالثة عشر في مدينة المنصورة في الغترة من 21- 14 / 12 / 1998 برئاسة دكتور محمود أمين العالم وأمانة محمد السيد عيد، أما الدورة الرابعة عشر عقدت في مدينة البحيرة في الفترة من 9-11 / 1999 برئاسة دكتور عبد الوهاب المسيري وأمانة محمد السيد عيد في عهد رئيس الهيئة علي ابو شادي، والدورة الخامسة عشر في مدينة مرسي مطروح في الفترة من 17- 20/ 9 / 2000 برئاسة الكاتب الكبير بهاء طاهر وامانة الكاتب فؤاد قنديل
ومن الفيوم إلي سوهاج
وكانت الدورة السادسة عشر في الفيوم في الفترة من 15-17 / 10/ 2001برئاسة دكتور أحمد مستجير وأمانة دكتور فوزي خضر ورئيس الهيئة محمد غنيم، أما الدورة السابعة عشر فعقدت في مدينة الاسكندرية في الفترة من 2-5 /11 /2002 برئاسة الدكتور أحمد أبو زيد وأمانة الشاعر حزين عمر ورئيس الهيئة أنس الفقي، والدورة الثامنة عشر عقدت في مدينة المنيا في الفترة من 23- 26 /12 / 2003 برئاسة دكتور عبد الغفار مكاوي وأمانة طلعت الشايبوالدورة التاسعة عشر في الفترة من 28/ 9- 10/1/ 2004 في مدينة الاقصر برئاسة دكتور حامد عمار وأمانة يسري حسان ورئس الهية دكتور مصطفي علوي، الدورة العشرين عقدت في مدينة بور سعيد في الفترة من 26- 28 /12 / 2005 برئاسة دكتور فوزي فهمي وأمانة سعد عبد الرحمن ورئيس الهية دكتور أحمد نوار، والدورة الحادية والعشرون في مدينة سوهاج في الفترة من 12- 15/ 12 / 2006 برئاسة دكتور يحيي الرخاوي وأمانة الشاعر مسعود شومان.
الورقية التي تحتاج إلي الدخول في عملية طويلة حتي تصل القارئ.
ونحن نري أن هناك علاقة وثيقة بين الفقر والإبداع ,لكننا نتساءل عن سر تلك العلاقة بين الفقر والأدب وعلة ذلك الارتباط الحميم بين الفقراء والأدباء ؟! وهل الفقر دائماً ما يدفع للإبداع ؟ أم أنها شفافية ورهافة حس تتملك الشاعر وتجعله يلتقط ما لا يلتقطه الآخرون، ويشعر بأنفاس الخائفين ويرصد أنات المساكين ؟ أم أن الأديب كما يقول عنه إيليا أبو ماضي ) يبكي مع النائي علي أوطانه ويشارك المحزون في عبراته )
ولعل هذا المفهوم هو ما جعل الشاعر الإنجليزي ( وليم وورد زورث ) يتساءل في مقدمة ديوانه ( غنائيات ) ثم يجيب عن تساؤله عندما يقول : ( وما الشاعر ؟! إنه إنسان كسائر الناس ولكن الله حباه بنعمة الحماس الفائر والحس المرهف والحنان العذب، إنه يفوق الناس علماً بطبيعة الإنسان ويدرك من جوهر الحياة ما لا يدركه غيره ..)
ولأن الشاعر والأديب يدرك مالا يدركه غيره فقد كانت تلك ميزة اختص بها ومسؤولية تحمل أعباءها خاصة عندما يتصدي لرصد الصراع بين الأغنياء والفقراء ثنائية الفقر والغني :الفقر والغني متلازمان قد صاحبا الإنسان علي امتداد وجوده في الزمان وبقائه في المكان، ذلك أن تلك الثنائية ترتبط بصراع الإنسان مع نفسه من أجل الحصول علي المال تارة والاستحواذ عليه والتفرد به بل واغتصابه تارات أخري
إن مشاكل الثقافة العصرية هي مشاكل العالم الحديث، والمثقف الحق هو الذي ينكب علي دراسة الماسي التي يتخبط فيها رجل القرن الحادي والعشرين متحملا في ذلك التبعية التي ينبغي أن يتحملها إزاء الإنسانية علي العموم متدبرا سائر العواقب الوخيمة التي يمكن ان يؤدي إليها كل عمل مشين قد يضر بالمعجزات التي حققها الإنسان و يصمم المخترعات الجديدة و المكتشفات الحديثة لأنها سبب خراب العالم ودماره لا سبب رقيه وانطلاقه وازدهاره
إن المدينة الحديثة و الحضارة العصرية تتطلبان المزيد من اليقظة و الحذر لان ما تحملانه من فتح مبين لرقي البشرية لا يخلو من شوائب مضرة و جوانب غامضة مازالت في حاجة إلي التبيين و التوضيح و التأكيد و الترسيخ و هذا جانب كبير من المسؤولية العظمي التي يتعين أن يضطلع بها كل مثقف و قف حياته و مواهبه لخدمة العالم و لا ثقافة و الحضارة لان الإنسانية تواقة إلي من يساعدها علي تفهم مشاكل العصر و إشعارها بالتبعات المنوطة بها وتقوية وعيها بعظمة المكتسبات التي توصلت إلي الظفر بها كما أنها راغبة في اتباع كل من يحاول إرشادها أثناء مرحلة التحول التي تعيشها الآن و السير علي نهج كل من يود أن ييسر لها سبيل ارتقائها المنشود و تطورها المأمول.
إن مهمة المثقف تتلخص في تلقف كل جديد و طريف و الإحاطة به من سائر جوانبه
و التوقف في إدراك ما ينطوي عليه و الشعور بكل ما يحتوي عليه هذا الجديد من إمكانيات قد تساعد علي نفتق الفكر البشري لاستيعاب المعلومات و المعارف العصرية وهضمها و تفتح العقل الإنساني للتعامل بها و التصرف فيها بعد ما تصبح ملكا له.
و كيف يتسني للمثقف سواء كان أديبا أو كاتبا أو شاعرا أو أستاذا أو غير ذلك أن يقوم بهذا العمل إذا لم يدرك المسؤوليات التي ترجع إليه بصفته عنصرا فعالا في توعية الشعوب و أشعارها بما ينتظرها؟ أن الفن الذي تتوق إليه الشعوب النامية ليس هو الفن الذي يرضي النخبة المثقفة أو الطبقة الواعية كما إن العمل الأدبي الذي تنتظره الأمم الساعية إلي الرقي و التطور و المتمشية في طريق التحول و التقلب ليس بالعمل الأدبي الذي يخاطب العقل و الوجدان ويدغدغ روح الإنسان و لكنه الإنتاج الأدبي القوي الذي يخاطب القلب و العقل و ينفذ إلي أعماق القارئ أو المستمع محاولا انتشال كل منهما من مدركات الخمول و الانحطاط و الزج بهما في معركة الحياة الدائمة المتجددة و مساعدتهما علي الطريق التي يتعين أن يسيرا فيها و التي ينبغي إن يجرا إليها بيئتهما و مجتمعهما و لن يستطيع أن يؤدي هذه المهمة العسيرة إلا العمل الفني الذي يحلل القضايا الاجتماعية الكبري التي تواجهها شعوبنا النزاعة إلي إصلاح نفسها الميالة إلي الارتقاء و النمو الذي يبث خلال هذا التحليل، المسائل الفلسفية الثقافية و الاقتصادية بثا يجعلها تنفذ إلي القلوب و الأسماع و تعمل عملها البناء في تركيز المبادئ الإنسانية الخالدة :ب الثقافة، إبداعا أو نقدا، يجب أن تكون فعل اجتماعي وعمل لإثراء الوعي الثقافي والفكري للإنسان . والنقد هو احد الأدوات الهامة في هذا الفعل . أما نقدنا المحلي في السنوات الأخيرة، فيتميز بأكثريته المطلقة بالعلاقات العامة، والتشريفات الاجتماعية والمحلسة والنفاق .. ويفتقد للقيمة الثقافية كمعيار هام للعملية النقدية .
النقد إذا لم يتحول إلي تيار ثقافي قائما بذاته، وليس كتغطية فقط لبعض الأعمال الأدبية، يظل ظاهرة غير مجدية ومضرة، تحول النقد إلي ظاهرة سلبية يجب مواجهتها ثقافيا هناك علاقة عضوية بين النقد والايدولوجيا، واعني بالايدولوجيا ليس فقط المنظومة الفكرية، إنما القدرة علي الربط بين الثقافة والمجتمع، بين الثقافة والإنسان . وهذا هو الغائب الكبير عن الممارسات النقدية .. وعن فكرنا وثقافتنا عامة !!
إن البشرية تجتاز اليوم مرحلة تحول عسيرة، و ليس من السهل علي مطلق العقول أن تدرك ما يحيط بها من حوادث و ما يلم بها من قضايا، وإذا كان التعليم و التربية نصيب وافر في تكوين عناصر واعية لهذه التقلبات فان الحصة الكبري في هذه التوعية ترجع إلي المثقفين من كتاب و شعراء و فنانين أي يتعين عليهم أن يقربوا هذه الحقائق إلي أذهان الدهماء حتي لا يظل الناس في الضلال يعمهون
و ما الفرد البشري إلا جزء من هذه الطبيعة التي أخذت تتطور و تتغير، فمن الواجب عليه أن يتطور معها حتي لا تكون الطبيعة سباقة إلي التطور و يكون هو مثالا في التقهقر و التأخر، إن من مهمة الأدب الحق أن يتبع الإنسان عن كثب أثناء هذه المرحلة، و أن علي الكاتب أو الشاعر أن يتفهم رجل هذا العصر و يدرس تطوره جسميا وعقليا قبل إن يصفه في كتبه و يشرحه في إنتاجه و يقدمه لجماهير القراء كنموذج مثالي حي للإنسان المعاصر الذي لا يتنافي في حياته و سلوكه و تفكيره مع العصر الذي يعيش فيه.
وإذا كان علي الأدب المعاصر إن تقتدي بالأدب الاتباعي أو الإبداعي فان الواجب يفرض عليه إن لا يفرغ هذا الاقتداء في قالب التقليد لان الأدب كان يعني فيما يبق، بأشخاص قد عفا عليهم الزمان بينما الأدب المعاصر يعني برجال العصر فلنتعلم من الاتباعيين أساليبهم و لنأخذ طرقهم و لنهضم بعض عناصر مهنتهم دون أن نقلدهم في تحليلاتهم و متابعتهم في عرض نماذجهم فقد كان رجل القرن السابع عشر الميلادي مثال البورجوازي الخالص الذي يحسن التعامل مع العناصر المنتمية لطبقته و الذي يجيد إلقاء بعض الأشعار و يلم بالثقافة السائدة في عصره و الذي يتقن الحديث الجميل في المجالس و الصالونات، و كان هذا الرجل المعيار الذي ينسج عليه الأدباء و الكتاب و الشعراء أبطالهم، فمن قاربه أو شابهه كان قرينا بالفلاح و من ابتعد عنه كان العنصر الذي يتعين اجتنابه و تلزم محاربته، أما رجل القرن الثامن عشر فكان الفيلسوف المثالي الذي يدافع عن المظلومين و المنكوبين
و المفكر الواعي الذي يدعو إلي الحرية و محاكاة الطبيعة وينبذ التعصب الديني و الطبقي و الاستغلال الفردي أو الجامعي و لذلك جعل الكتاب و الشعراء نموذجهم المتبع و نهجهم المقتدي به ومقياسهم الذي يبنون عليه شخصيات قصصهم ورواياتهم و أم إن بزغ فجر القرن التاسع عشر حتي استولي اليأس.
والأدب العربي ذ كغيره من آداب العالم ذ يزخر بهذه الصور التي توضح هذين العالمين المتناقضين بل والمتصارعين ؛ عالم الثراء والغني والرفاهية، وعالم الفقر والبؤس والحاجة، وقد رأينا ذلك منذ وقت مبكر في عمر أدبنا العربي وصولاً إلي الوقت الراهن، فهؤلاء هم ( الصعاليك ) في العصر الجاهلي الذين لفظهم المجتمع ونبذتهم القبائل، وجدناهم يمارسون الفقر كما كانوا يمارسون الحياة، ويقبلون الجوع كما كان غيرهم يقبل امتلاء البطون، لما لا و ( الصعلوك ) في أصل اللغة الفقير الذي لا يملك مالاً، وإن كان اللفظ قد اكتسب مدلولات أخري ( اجتماعية وسياسية وربما ثورية ) أضفتها حياة هؤلاء الصاخبة المليئة بالحركة والتمرد.
يرفضون كل أشكال التطبيع
من أهم الدورات الدورة الثالثة و العشرون التي عقدت في الفترة من من 22 حتي 24 ديسمبر 2008في مدينة مرسي مطروح برئاسة الكاتب الراحل خيري شلبي وأمانة الروائي السيد الوكيل الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، وقد أكد المؤتمر الموقفَ الثابت والمبدئيَّ لمثقفي وأدباء مصر برفض كل أشكال التطبيع والتعامل مع العدو الصهيوني، وأهاب المؤتمر بالقوي الوطنية في فلسطين والعراق أن تُوحّد صفوفَها، وأن تكفَّ عن تنازعها الذي يُلحق بالقضية والوطن أعظم الأضرار، والتمسُّك بضرورة كفالة حرية التعبير لجميع مبدعي ومثقفي مصر، ورفض وصاية المؤسّسات الرقابية والدينية علي الإبداع والفكر بجميع صورها، والتعامل مع الإبداع والثقافة وفق معاييرهما الخاصة. كما يوصي المؤتمر الهيئات الثقافية والأكاديمية بتلبية الاحتياجات الثقافية للمناطق الحدودية والنائية، والعمل علي تنميتها، وتسجيل ثقافتها عبر الوسائط المتنوعة حفاظًا عليها من الاندثار.
دورة رفع الوصاية
أما الدورة الرابعة والعشرون فقدت عقدت في الاسكندرية في الفترة من 18 حتي 21 ديسمبر 2009المشهد الشعري الراهن الإسكندرية برئاسةد. عبد المنعم تلّيمة وأمانة الشاعر فتحي عبد السميع، وأكد المؤتمر الموقف الثابت والمبدئي لمثقفي وأدباء مصر برفض كل أشكال التطبيع والتعامل مع العدو الصهيوني. وأهاب المؤتمر بالقوي الوطنية في فلسطين والعراق والسودان واليمن، أن توحّد صفوفها، وأن تكف عن تنازعها الذي يُلحق بالقضية والوطن أعظم الأضرار، ودعا إلي التمسك بضرورة كفالة حرية التعبير لجميع مبدعي ومثقفي مصر، ورفض وصاية المؤسسات الرقابية والدينية علي الإبداع والفكر بجميع صورها، والتعامل مع الإبداع والثقافة وفق معاييرهما الخاصة.
الأدب الجيد والكتابة الرديئة
أما الروائي والقاص ممدوح عبد الستار( البحيرة ) فيقول: في عام 1985 دخلت قصر الثقافة بالصدفة،بعدما دعاني أحد رواد المكان، وكان نادي الأدب حديث العهد، والمجموعة التي كانت موجودة -آنذاك- محبة للأدب، أقصد الكلام، لكنني لم أكن أعرف ما هو الفرق بين الأدب الجيد،والأدب الرديء، كل ما كان يشغل الكُتاب -إن جاز هذه التسمية في هذا الوقت علي هذه المجموعة- شهوة الكلام،وانتزاع اعتراف الأخر بأنه شاعر، أو كاتب، والتزمت الصمت فترة طويلة، أكتشف ما حولي من أمور لا تمت إلي الأدب بصلة، كان الصراع الظاهر بشدة هو رئاسة نادي الأدب، وكانت الطريقة لجذب الأصوات طريقة لا ترقي أبداً للأدب، وأدركت ساعتها، أن علي الأديب أن ينأي بنفسه عن هذه الأشياء التافهة، وأدركت أنه لا يوجد حرية في أي تنظيم بشري يقوم علي نفي الآخر،كانت حريتي في الكتابة، وفقط، وسبب هذا لي الكثير من الإحباط،ووصمي بالتكبر والتعالي،وانشغلت عنهم بالكتابة والقراءة العشوائية،إلي أن تم دعوة كتاب الستينات،تحديداً،إبراهيم أصلان،وإبراهيم عبد المجيد،ويوسف
أبو رية،,وأغلب هذا الجيل،وتم مناقشة أعمالهم،والتعرف عليهم وجهاً لوجه،وطلب مني كتاب لنشره في سلسلة إشراقات أدبية،ورفضت،واختزلت في هذه الفترة:الزمن الذي مر دون أن أقرأ للكتاب الكبار، أمثال نجيب محفوظ،ويوسف إدريس،واستوعبت فكرة الكتابة الحديثة،لأنها تناسب روحي المتمردة فعلاً،حتي علي نفسي،ورغم هذا الزخم من قراءة كُتاب الستينات،إلا أنني لم أجد صوتي الخاص،وكانت قناعتي بأن العمل الإبداعي عمل فردي لا يحتاج لمكان ما،مثل قصر الثقافة،حتي المعرفة يمكن اكتسابها من القراءة،لكن المفيد في هذا التجمع هو معرفة موقعك من المحيطين بك من الكتاب،واتخذت لنفسي طريقاً مغايراً،بعدما اكتشفت ما في نفسي من طاقة إبداعية لا يستوعبها المكان،وتجاهلني الجميع مثلما تجاهلتهم،حتي حصلت علي جائزة سعاد الصباح في القصة القصيرة عام 88،وبعد أن استلمت الجائزة،استمعت إلي إشاعات كثيرة من رواد نادي الأدب،حتي اتهمتني فتاة أنني سرقت أعمالها،ثارت ثائرتي،ووضعت أعمالي علي طاولة المناقشة لاستبيان السرقة،بعدها أدركت أنها كانت تنصب الشباك عليّ،لأتزوجها،وانقطعت عن هذا المكان تماماً،لأنه لا يستوعبني،ولا يقدم لي أي شيء يفيدني،إنه مكان لمعدومي الموهبة،وأنصاف الموهوبين،مكان يجب إغلاقه،لأنه لا يقدم خدمة ثقافية من أي نوع،وهذه أسبابي حيث تعمّد قصر ثقافة كفر الزيات الهدوء المتصنّع لكثرة المشاكل داخل الشقة المطلة علي النيل.ورغم وجود الأنشطة الفنية العديدة، موسيقي،وغناء،ونادي أدب،ومكتبة،وأنشطة أخري،ورغم وجود حديقة عامة علي النيل،إلا أن القائمين علي العمل الثقافي العام لم يبذلوا أي جهد حقيقي،لتصل هذه الأنشطة الفنية للناس بالمدينة أو للقري المحيطة بها،رغم أن العمل الثقافي قائم علي ابتكار وسائل مبتكرة لجذب الشريحة الكبري من البشر لهذا النشاط الإنساني،التي قامت من أجله الثقافة الجماهيرية.
كن أديبا لائحيا!
بينما يقول محمد أبو الدهب عضو أمانة أدباء مصر عن القليوبية: الحماس كالإيمان، يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي ! .. لماذا أضطر الي هذا التشبيه كلما تأملت أحوال نوادي الأدب في أقاليم مصر العزيزة ؟ .. يوافقني كثير من الأدباء علي أن علاقتهم ذ علي مدار السنين ذ بنادي الأدب قامت علي الشد والجذب، أحيانا تجدك متحمسا، مقبلا علي المواظبة علي الندوة الأسبوعية، والمشاركة الايجابية في فعالياته، نقاشا وتنظيما وإضافة، وتتمني لو أن الندوة يومية.. وأحيانا تبتعد، وتحاول أن تنسي وجود ما يسمي بنادي الأدب أصلا، بل تتحاشي أن تمر في شارع قصر الثقافة بالمرة، حتي لا يفتح ذلك عليك بابا للذكريات غير اللطيفة ! .. ما هي الحكاية إذن ؟
لست في مقام تحليل الظرف النفسي والمزاجي للأديب، والذي يجعله يشكل علاقته بالمكان علي النحو السابق، وإنما أستطيع تذكر كم ّ الحوارات العقيمة والجدل الخرافي الذي حدث مرارا بين موظفي الثقافة والأدباء، والتي لا تصل في أغلبها الي نقطة تلاق، حتي أن الأديب يشعر أنه في واد والموظف في واد، وأنه لا يفعل غير الحرث في البحر . وأستطيع تذكر يوم وصول ميزانية النادي ذ بالسلامة ذ التي تضع الأدباء في حيص بيص : إما أن يصدروا دورية هزيلة الطباعة لنشر إبداعاتهم نشرا وهميا وتطير الميزانية، أو يستضيفوا عددا من الأدباء من خارج مدينتهم، سيعتذر نصفهم بسبب الظروف، وتطير الميزانية أيضا، أو يعقدوا أمسيات لأنفسهم، خاصة وأنه من الطبيعي أن يكون معظمهم محاضرين معتمدين، أو ينظموا مؤتمرا لليوم الواحد، سيختارون محوره، غالبا، ثم يعملون فيه موظفين لدي موظفي الثقافة !
أنصحك صديقي الأديب في الإقليم : لا تتحرك في جنبات قصر الثقافة عندك إلا ولائحة نوادي الأدب في جيبك . كن لائحيا بقدر الامكان ! سيضمن لك ذلك ألا يقنعك الموظف بسهولة، وألا تفقد حماسك في وقت قياسي، وألا تفرط في اقتناص الفرصة، وسينسيك ذلك ذ لفترة غير محددة ذ أنك أديب مع أن هذا سبب وجودك في هذا المكان، وأنك معنيّ بالكتابة والقراءة والاشتباك بقضايا واقعك وتشكيل وجهة نظر في العالم، ربما بمساعدة لائحة نوادي الأدب !
أقترح علي المسئولين ألا يعيّنوا مدراء لمديريات الثقافة من المبدعين . كنا في السابق نسعد جدا لهذا، ونهتف : أخيرا جاء من هو من أبناء جلدتنا، ليختصر علينا الوقت والجهد والجدل . أثبتت التجربة أن المدير الذي ليست لديه خلفية إبداعية واضحة أوسع صدرا وأطول انصاتا وأكثر تقديرا للأدباء، حتي لو كان ذلك كله عن حسن نيّة فطرية، وحتي لو أن موظفيه سيكونون غير ذلك !
أقترح ذ أخيرا ذ علي الذي طرح فكرة ( مجلس أمناء الثقافة ) في كل مديرية ثقافة علي مستوي مصر أن ينسي هذه الفكرة من الأساس، لأن المشرحة مش ناقصة قتلي!
في انتظار مقالة
ويضيف الروائي مصطفي البلكي ( سوهاج ) المشكلات التي يعاني منها الأدباء في الأقاليم تدور حول ثلاث مشكلات, النشر, النقد, ونظرة الأدباء لبعضهم البعض, وبداية فأنه يقفز إلي ذهني المثل القائل:اللي بعيد عن العين بعيد عن القلب, تنطبق هذه المقولة علي أدباء الأقاليم, وبالتالي تنسحب علي المشاكل التي تعترض طريقهم, ابتداء من الكتابة وانتهاء بحمل ما يكتبون من أجل نشره, وهنا تأتي الفاجعة, لف ودوران علي دور النشر بعد ساعات سفر طويلة, وداخل تلك الشقق التي ترتشق بجوار أبوابها لافتة تشير إليها, يدخل وهو يحتضن حقيبته الساكن بداخلها عمله, يجلس ويرشق عينيه علي الأرفف المصلوب عليها عناوين لكتاب سمع عنهم, وقرأ كثيرا عن كتبهم وما يروجون له عنها تحت مسمي البست سيلر, وفي لحظة معينة يفتح حقيبته ويخرج ما بداخلها, يتناولها منه صاحب الدار, ويطلب منه مهلة للقراءة, ويخرج, ومن هناك يعود للقطار, ويعود للإقليم الذي ينتمي إليه, وينتظر, وينفق كثيرا علي الاتصالات, وبعد شهور يأتيه الرد, ويفاجئ بالمبلغ المطلوب, فإذا كان معه مال دفع, وإذا تعزر عليه, طرق أبواب النشر الحكومي العام منه, والإقليمي, وبعد عناء سوف يكون بين يديه الكتاب بإحدي الطرق الثلاثة, وبعدها يدخل في دوامة إرسال العمل للنقاد والأدباء, وتمضي السنوات وهو ينتظر مقالة تثمن ما كتب.
أما العناء الأكبر فهو في قصور الثقافة, تلك القصور التي لا يقوم عليها إلا الموظف العمومي, المتمثلة فيه كل تراكمات الروتين المصري المتغلغل في دواليب الحكومة, ويدخل أهل الحظوة والمقربين, ومن كان يعزف خارج الجوقة فهو من المنبوذين المطرودين, ويا ويل القصر الذي يتولي فيه مجلس إدارة لا يضع نصب عينية مصلحة الأدباء, فكل شيء يجمد, ولا تجد إلا أنشطة تخدم علي رئيس المجلس والمقربين منه, بنفس فكر الاستحواذ الذي يسود حياتنا بعد ثورة كانت من المفروض أن تكون حلقة قطع بين ما كان قبل 25 يناير. والحل من وجهة نظري أن يتولي شئون الأقاليم الثقافية فئة من المثقفين الذين يتم اختيارهم بواسطة الجمعية العمومية لأدباء الإقليم, وهنا فقط.
أما الكاتب عبدالله مهدي سكرتير فرع اتحاد كتاب الشرقية فيقول: من الملاحظات المهمة والمشكلات التي تواجه الحركة الأدبية في محافظة الشرقية وجود جمعيات ثقافية حبر علي ورق، بعد أن كانت الشرقية تزخر بالعديد من الجمعيات الثقافية التي كانت تحتضن المبدعين وتخلق التلاقي المباشر لهم مع المتلقي كجمعيتي رع، إبداع ا إلا أن شخصنة هاتين الجمعيتين أدي إلي ذ سقوطهما في غياهب الإهمال، ناهيك عن سيطرة حفنة من المنتفعين والمدعين علي نوادي الأدب، مما دفع الأدباء الحقيقيين إلي البعد عن هذه النوادي وحل المدعون للأدب محل الأدباء الحقيقيين وبقي دور فروع اتحاد الكتاب بالمحافظات .
نتمني في هذه الفترة والتحول الذي تعيشه مصر أن يعاد النظر مرة أخري في نوادي الأدب وإعادة فرز وتقييم من فيها حتي ندفع بالنفيث وزيادة الدعم المادي الخاص بها وعلي الجمعيات الأدبية اتخاذ دورها في المجتمع والبعد عن الشخصنة وتعمل في ظل مؤسسي جماعي مؤثر وخلق حراك ثقافي في المجتمع .
أما القاص أحمد الليثي الشروني (أسوان ) فيقول: الثقافة والتنمية وجهان لعملة واحدة، ولا يمكن تحقيق تنمية حقيقية بدون ثقافة، وإننا نطمح إلي مستقبل ثقافي مميز بعد ثورة ملهمة، وأري أن هناك تعمدا واضحا بتهميش الثقافة في الأقاليم ويرجع ذلك إلي وجود قيادات وموظفين لا علاقة لهم بالثقافة يتقلدون مناصب في المواقع الثقافية، ونسي هؤلاء أن العمل الثقافي هو عمل إبداعي وابتكاري، فإذا كنا نأمل في إصلاح حقيقي للثقافة فلابد من إزاحة معظم القيادات والموظفين الذين يديرون العمل الثقافي في أقاليم وفروع وقصور وبيوت الثقافة، لابد من البحث عن المواهب والمبدعين وإلحاقهم بالعمل في المواقع الثقافية لأنهم يمتلكون مواهب تساعدهم علي انجاز مشاريع وأنشطة ثقافية تخدم المجتمع وتقدم له خدمة ثقافية، يجب عمل خطة يصل من خلالها الشعاع الثقافي إلي المحرومين في القري والنجوع، وأنا واحد أعيش في قرية في عمق الجنوب وأعرف مدي حاجة المواطن إلي خدمة ثقافية ، كما أنه يجب تصحيح مسار الكثير من الفعاليات والأنشطة، ويجب إعادة هيكلة نشاط المسرح في الأقاليم، أتمني أن يعود المسرح المتنقل بين القري والنجوع، ما فائدة صرف ميزانية ضخمة علي عرض مسرحي واحد ويتم عرضه لمدة يومين أو ثلاثة علي مسرح واحد في المدينة ؟، كما أنني أتساءل عن مصير مشروع أطلس الفولكلور والذي كان يهدف إلي جمع التراث والموروث في المجتمع، أما عن النشر الإقليمي لابد من نشر الكتب بعد اختيارها في مطابع خاصة بالهيئة لجودة الطباعة بعيدا عن مطابع الأقاليم الهزيلة، وإن فكرة تشكيل مجلس أمناء لقصور الثقافة من المجتمع والتي وافق الوزير عليها أظن أنه لن يكتب لها النجاح في ظل وجود قيادات تحمل عقولا عقيمة تدير قصور وبيوت الثقافة، بالرغم من أنها فكرة جيدة وتحمل رؤية مستقبلية جادة .
وأتمني من وزير الثقافة الدفاع عن حرية الفكر والإبداع وتقديم الدعم المادي والمعنوي للمثقف لأنه هو الذي ينير الطريق للشعب عامة، وأن يصبح للمثقف دور مهم في صنع القرارات المصيرية للوطن، هل يعقل أن تخلو الجمعية التأسيسية للدستور من أي مثقف أو مبدع ؟ ونرجو أن تحدث توأمة حقيقية مع وزارتي التربية والتعليم والشباب والرياضة، وإننا نطمح إلي التفكير في مشروع ثقافي ضخم تتبناه وزارة الثقافة بالتنسيق مع وزارات أخري من أجل صنع مستقبل أفضل للأجيال القادمة، إننا أمام تحديات صعبة يجب أن نواجهها بهذا المشروع الثقافي الضخم والذي يشارك فيه كل مبدعا ومثقفي مصر.
الأنشطة العقيمة والمحسوبية
ويضيف الشاعر نبيل مصيلحي في ظل لائحة نوادي الأدب كان الصراع علي مجالس الإدارات وظهور ما يسمي بالشللية وخضع النشر للمجاملات دون النظر إلي جودة الإبداع وتاريخ المبدع، وكذلك خضع الترشيح للمؤتمرات للمحسوبية والمصالح الشخصية، كما طفح علي سطح الواقع الثقافي أمية الكوادر القيادية في المؤسسات الثقافية، فهي تنتظر ما يفرض عليها من أنشطة مركزية في خطط الهيئة، عاجزين عن فن التعامل مع الواقع الثقافي ومع المؤسسات الثقافية والتربوية والإعلامية والدينية والمؤسسات الأخري التي تهمها الثقافة في محافظة الشرقية، وكان العمل الثقافي هو الأنشطة العقيمة التي ينفذ أغلبها علي الورق بالمواقع الثقافية، وتسوء مشكلة النشر بعد نهضة لم تدم كثيرا، فقد ألغيت مجلة أوراق ثقافية التي كان يصدرها الإقليم واستعيض بها بمجلات فصلية لكل محافظة وتحددت لإصدارات النشر الإقليمي لكل محافظة أربع كتب .
كما أن أدباء الأقاليم عانوا من سطوة القائمين علي النشر في الهيئة العامة لقصور الثقافة والهيئة العامة للكتاب في تشكيل لجان القراءة والتحكم من باب المعارف والوسائط والمجاملات مما خلق الشللية وانعكس علي المادة الإبداعية المنشورة فخرجت
فؤاد حجازي:
لا لتيارات الاسلام السياسي
تحمل الذاكرة ومضة من الروائي فؤاد حجازي رئيس المؤتمر جاء فيها:»إن مصر لم تكن بحاجة إلي جهود المثقفين والمبدعين بقدر حاجتها لهم الآن، معتبرا أنه يقع علي عاتق المثقفين مسئولية أن يجعلوا الجماهير تهتم بجوهر الأمور ، والإجابة عن أسئلة كيف نرقي بمصر وندحض الخرافة ونحض علي التفكير العلمي»،وهاجم حجازي تيارات الإسلام السياسي بعنف وقال إنه آن الأوان لنشر الثقافة في القري والنجوع والمناطق الشعبية والنائية المحرومة .. مضيفا أن ذلك يدعونا إلي إعادة النظر في ميزانية الهيئة العامة لقصور الثقافة ودعمها لكي تبتكر طرائق جديدة للتواصل مع الجماهير وتوعيتها.
وطرح حجازي عدة مبادرات لهذا التواصل الجماهيري، مقترحا تشغيل مسارح المدن طوال العام بدلا من أيام معدودة، والتوسع في إقامة العروض المسرحية والأمسيات الشعرية والقصصية في مراكز الشباب والمدارس والجامعات.
صنع الله إبراهيم.. رئيساً للمؤتمر والمسيري.. شخصية العام
أعلن الشاعر سعد عبد الرحمن، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، أن الروائي صنع الله إبراهيم قد وافق علي رئاسة الدورة السابعة والعشرون للمؤتمر العام لأدباء مصر، المقرر انعقاده نهاية هذا العام تحت اسم نحو عَقد ثقافي جديد».
وأكد عبد الرحمن أن اختيار صنع الله إبراهيم رئيسًا للمؤتمر جاء بعد موافقة الأمانة العامة التي يرأسها الشاعر محمود شرف، مؤكدًا أن إبراهيم يُعد فخرًا لكل من المؤتمر والهيئة، ووصفه بالمثقف والمبدع.
وبدوره، أعرب صنع الله عن مدي سعادته لاختياره رئيسًا للمؤتمر، وأوضح أن المؤتمر يُمثل تجربة ديمقراطية في إدارة وتنظيم العمل الثقافي.
يُذكر أن الأمانة العامة للمؤتمر قد قررت أن تحمل هذه الدورة من المؤتمر اسم المفكر الراحل الدكتور عبد الوهاب المسيري.
لك الله يا سيناء
ويقول المهندس الشاعر محمد ناجي رئيس نادي الأدب المركزي السابق في سيناء: الثقافة هي قاطرة الشد في المجتمع لان المعارك قبل أن تبدأ علي الأرض تدور في الرؤوس، وسيناء بعيدة عن ديمقراطية الثقافة لان المناطق النائية محرومة من الثقافة فلا يوجد نادي أدب في بئر العبد وهي منطقة أهلها وخاصة شبابها شعراء بالفطرة وكذلك وسط سيناء لا يوجد بها نادي للأدب وخصوصا أن بها شعراء نبطيين كثيرين ومدينة الشيخ زويد وهي من المناطق الملتهبة ليس بها ناد للأدب بالرغم من وجود العدد الكافي لإنشاء نادي أدب وهو 21 عضو والعرقلة من القائمين علي أمر الثقافة في الإقليم لأغراض وليس لغرض واحد في نفس يعقوب .
الأرض في شمال سيناء ليس لها حضور في المشهد الثقافي بالشكل الملائم لتراث هذه المنطقة .
الخصائص السيناوية للتراث السيناوي لا تلقي الاهتمام الكافي فهي تقتصر علي المؤتمرات ولابد من بناء جيل واعي .
لم ألاحظ اهتمام بالكوادر الشبابية في أصناف الأدب والفنون حتي المطبوع ليس هو الأفضل ولكنه يخضع للمجاملات .
إن مبني فرع ثقافة شمال سيناء منذ 5 سنوات لم يكتمل بناؤه وقد كتب رئيس نادي الأدب المركزي في هذه الفترة وأقيم الندوات في المكتبات العامة التابعة للإقليم بينما الآن تم تحويل اجتماعات النادي لأهل دواوين بعينها لأغراض خاصة .
بعض القائمين علي أمر الثقافة في شمال سيناء ليس لهم رؤية قومية لقيادة المجتمع بروح التسامح والمحبة وقبول الآخر مهما اللون أو الجنس أو العقيدة لإنماء روح المواطنة التي تتطلب ( مواطن فعال ) لبناء المجتمع .تلاحظ إن ضيوف المؤتمرات هم أشخاص تتكرر ويتم تبادل الأدوار بينهم بصرف النظر مفهومهم الثقافي .
أري إن مشكلات سيناء اجتماعية ثقافية قبل أن تكون أمنية وتحتاج للمصارحة والمكاشفة فالعرض الصادق للمشكلة هو نصف الحل .يجب أن تتغير نظرة المسئولين ويجب أن تتغير مقولة (جوبلز ) مسئول الرعاية( لهتلر ) كلما سمعت كله مثقف تحسست مداسي ز لابد من إحياء روح أكتوبر لدي الشباب ليس بالمحاضرات من اجل الشو الإعلامي ولكن بتعريف الأبناء إن آباءهم سالت دماؤهم من اجل أن يعيش الآباء كراما .فهل نستطيع أن نبدأ في تنمية سيناء ثقافيا استعدادا للتنمية المستدامة لتكون شوكة حقيقية في ظهر إسرائيل .
النشر بين الأخطاء والمخازن
وتقول الشاعرة خضرة أبو ليلة ( بلطيم - كفر الشيخ ) مشروع النشر الإقليمي جميل جدا ويساعد المبدع علي نشر إنتاجه الأدبي وبديلا عن نوافذ النشر الأحري في هيئة قصور الثقافة التي تتحكم فيها الشللية ومن يفكر النشر في هذه السلاسل كأنه يحلم بالمستحيل ولكن هذا المشروع الخاص بالنشر الإقليمي يحتاج إلي دقة في التنفيذ والاهتمام بدلا من وضعه تحت أيدي الموظفين الذين ليس لهم خبرات إبداعية ويتحكمون في كل شئ من أجل ( السبوبة ) التي أفسدت العمل الثقافي في محافظات مصر، فلا يعقل طباعة كتب للأدباء في نوادي الأدب مليئة بالأخطاء علي الرغم من وجود علي الورق مدقق لغوي فتجد ديوان الشعر أو الرواية والمجموعة القصصية بعد نشرها مثل الجنين المشوه والكارثة الأخري هي عدم طرح الكتب للبيع كما يحدث في سلال الهيئة ويكون مصيرها التخزين في المخازن وإذا أراد صاحب الكتاب نسخة من كتابه إضافية لا يجدها وأناشد المسئولين عن قصور الثقافة الاهتمام بهذا المشروع الذي يخدم الآدباء المهمشين في المحافظات.
12 نقطة تتحدانا
يقول الناقد أحمد رشاد حسانين بورسعيد: كانت مدينة بورسعيد ابنة القناة والبحر ولا زالت إحدي العلامات الهامة للعطاء الثقافي ومحطة متميزة من محطات الإبداع الأدبي والفني علي خريطة الوطن . ويصعب حصر الكثير من الأسماء والأعلام الذين أنجبتهم بورسعيد وصاروا فيما بعد نجوما متألقة في سماء الوطن في كافة المجالات والميادين، نذكر منهم علي سبيل المثال : د. محمد السيد سعيد، د. فايزة أبو النجا، د. حسن عباس زكي، د. فؤاد زكريا، د. مهندس جمال بكري، كامل جاويش، محمود بقشيش، عبد الرحمن شكري، عباس علام، مصطفي حجاب، سكينة فؤاد، د. أحمد سخسوخ، د. عبد الرحمن عرنوس، إبراهيم سعده، مصطفي شردي، جلال عارف .. وغيرهم من النجوم . وتحتضن بورسعيد الآن أكثر من جيل من المثقفين والمبدعين، ويتميز منهم الشباب الذين يقتحمون المشهد الثقافي الآن بقوة وحضور، إلا أن هنالك الكثير من المعوقات والأزمات العضال خاصة الاقتصادية والاجتماعية منها التي تحول دون انتشارهم ووصول أصواتهم وأعمالهم إلي المستوي الوطني والقومي الذي نأمله ونرجوه، فقد ضعفت أو اختفت إلي حد كبير المؤسسات المدنية والجمعيات الأهلية التي كانت ترعي الثقافة والأدب كنادي المسرح وجمعية أدباء وفناني بورسعيد بالإضافة إلي توقف نادي النصر الأدبي والعجز عن إشهار نادي بور فؤاد وخضوع قصر ثقافة بورسعيد في المرحلة الحالية لعمليات إصلاح وترميم وبالتالي تشتت كثير من الأدباء والموهوبين . ويبقي شيء من الأمل في اللقاءات والمنتديات التي تعقد بصفة غير منتظمة في كل من : نادي التوكيلات ونادي بورسعيد الرياضي بإشراف فرع ثقافة بورسعيد وكذلك جهود منتدي العمل برعاية الأستاذ الشاعر محمد المغربي وبعض اللقاءات في مكتبة مبارك العامة . ويعلق الشباب الآمال علي جمعيتين شبابيتين هما : أتيلييه مرايات وجماعة إبحار . والمطلوب دائما والذي يلح عليه الجميع هو رعاية واهتمام المؤسسات الحكومية وغير الحكومية وجهود رجال الأعمال في سبيل دعم الأنشطة الثقافية ونوادي الأدب وانتظام هذا الدعم بل وزيادته، كما يأمل أدباء ومثقفو بورسعيد في تشجيع الإدارات المسؤولية عن الثقافة والإعلام في المحافظة وذلك حتي تتم الرعاية المطلوبة لهذه الأعداد الكبيرة من الشباب الواعد الموهوب ليظل اسم بورسعيد متألقا ويظل العطاء متدفقا.
حين نذكر أدباء مصر في الأقاليم، تستدعي الذاكرة مشكلات الواقع الآني وخبرات السنوات المادية في مجال العمل الثقافي والأدبي، معوقات وإشكاليات ملقاة علي درب أدباء الاقاليم المزدحم بالعراقيل والأزمات، سعياً للحضور الحقيقي والتواجد الفعلي والمساهمة في صياغة الرؤي والتصورات المستقبل مصر عامة، وآفاق العمل الثقافي والأدبي وتحدياته بصفة خاصة، لقد كان بيان اتحاد كتاب ومثقفي مصر من أول البيانات الحاسمة التي صدت عقب انطلاق ثورة يناير مباشرة، ولم يكن تواجد المثقفين والأدباء مقصوراً علي اصدار البيانات وبرقيات الدعم والتأييد للثوار فحسب، بل كان حضورا وتواجدا حقيقياً وفعالاً في قلب ميدان الثورة لقد كان قطاع كبير من المثقفين والأدباء صوتا للميدان وضميره، وشاركوا في صياغة مطالبه وشعاراته وشاركوا أيضاً بقوة في صياغة مبادرات الميدان ومطالباته وإسهاماته بتكوين ائتلاف ثورة شبابي يمثل كل التيارات والأعمار والتوجهات وذهبوا بمطالبهم ضمن مجموعة من القوي السياسية والمدنية لمقابلة السيد عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية آنذاك وعرض مطالب واستحقاقات الثورة والثوار.
وظل الأدباء والمثقفون في التواجد والحضور في قلب الميدان تحت كل الظروف والتقلبات، والجدير بالتنويه، أن الميدان كان ساحة ثرة وزاخمة بالعطاء والإسهام الابداعي وتنوع النتاج الثقافي والأدبي والفني الملهم طوال ثمانية عشر يوما، هذا العطاء الغني والنتاج الحي الرحيب الذي شمل الكلمة والعقيدة والخاطرة واليومية واللقطات السردية والصور التعليمية كما شمل تقريبا كل ألوان الفنون والإبداع تشكيلية وتصويرية، لقد كان العطاء والابداع الثقافي والأدبي والفني في ميدان التحرير مرحلة هامة شديدة الحيوية والاسهام في تاريخ مصر الثقافي والادبي الحديث والمعاصر.
وكانت هذه مقدمة ضرورية تمهد لموضوعنا وقضيتنا الهامة التي نتشرف ببسطها علي صفحات جريدة «أخبار الادب» جريدة كل أدباء مصر القضية الهامة المذكورة آنفا هي:
المشاكل والمعوقات التي تعترض أدباء ومبدعي مصر في الأقاليم وتحول دون حقهم في التواجد والحضور الفاعل في الساحة والثقافية والأدبية، هذا فضلا عن أزمات النشر ومعوقات طباعة الأعمال الكثيرة الجديرة بالنشر.
ونبدأ في تحديد المعوقات في نقاط محددة علي النحو التالي:
1 - تركيز بؤر الأضواء الشديدة علي القاهرة وتواجد معظم آليات النشر بها وبالتالي الضعف الشديد الملاحظ علي هوامش هذه البؤرة ونقصد بالطبع بصفة خاصة أعمال وابداعات وهموم مثقفي مصر وأدبائها في الأقاليم.
2 - ضعف امكانات معظم الأدباء في الأقاليم وصعوبة السفر والتنقل المستمر والتوجه صوب كعبة الأضواء في قلب المحروسة (القاهرة).
3 - القصور الواضح في التسهيلات والخدمات التي يمكن ان تقدمها الهيئة العامة وفروعها في الاقاليم للأدباء وتوصيل أعمالهم وطباعها ومن أسباب هذا القصور، المركزية، الروتين، تأخر التواصل وصعوبته، ضعف نشاط وفاعلية نوادي الأدب المركزية وعواصم الأقاليم الثقافية لدرجة الاحساس الشديد بعدم وجودها اصلا.
4 - اصابة شرايين كثيرة اخري بالتصلب والتوقف عن العمل.
5 - ضرورة تبني أمانة مؤتمر أدباء مصر في الأقاليم لمشاكل زملائهم ومطالبهم وهمومهم وربما يكون هذا من أولويات أعمالهم ومهامهم كأمانة أدباء مصر ومؤتمرهم العام ،
6 - تنمية ودعم الروح الديمقراطية لمؤتمر أدباء مصر العام خاصة وان لجنة البحوث والدراسات أرست سنة حميدة في هذا المجال حين جعلت بحوث المؤتمر ودراساته في صورة مسابقة من حق كل الباحثين التقدم إليها.
7 - المطالبة بتوثيق عري وصلات التعاون المشترك بصورة عديدة بين الهيئات الثقافية الرسمية ومنظمات المجتمع المدني خاصة ذات الهم والشأن الثقافي والأدبي.
8 - التنسيق والتواصل المستمر بين الهيئات الثقافية المصرية.
9 - إقامة بعض من أنشطة لهيئة العامة لقصور الثقافة في الأقاليم.
10 - فتح مجالات جديدة للأنشطة ودعم كتابات وأعمال أدباء مصر في الأقاليم.
11 - اقتراح صناديق خاصة لرعاية الأدباء وأسرهم
12 - اتساع مظلة التأمين الأجتماعي والنظام العلاجي لأدباء مصر.
المؤتمر القادم
ستنعقد الدورة السابعة والعشريون في مدينة شرم الشيخ في العاشر من الشهر القادم وقال الشاعر محمود شرف امين عام المؤتمر انه رغم الاتفاق مع محافظ جنوب سيناء علي تفاصيل المؤتمر وتدبير الاقامة والاعاشة للمشاركين الا أن مشكلة تمويل المؤتمر مازالت قائمة بضرورة تحديد الدعم اللازم لاقامة المؤتمر سنويا حتي لا تتعرض الدورات القادمة لازمات مالية ونقص في المخصصات اللازمة
وقد قام المؤتمر هذا العام بتدشين مسابقة لاختيار الأبحاث المقدمة للمؤتمر من خلال المحور العام وهذا لتنشيط حركة النقد وللحث علي الكتابة المتخصصة وتشجيع شباب النقاد للمشاركة ورفع الاحباط عنهم، وتتكون لجنة التحكيم من النقاد حامد أبواحمد، د. سيد البحراوي، سيد رشاد، والتي تقيم الأبحاث بالمعايير الأكاديمية وستعلن أسماء الأبحاث الفائزة بعد اسبوع.
في مؤتمر الشعر المصري الراهن:
حضور عربي رمزي.. وأبحاث تناولت مختلف الأجيال الشعرية
عقدت لجنة الشعر بالمجلس الأعلي للثقافة مؤتمرها الشعري الأول، الذي جاء تحت عنوان: مؤتمر الشهر المصري الأول.. تحولات الشهر المصري الراهن.. دورة فؤاد حداد في المدة ما بين 18 إلي 20 من نوفمبر الماضي.. رأس المؤتمر د. عبدالمنعم تليمة، وتشكلت أمانته من الشاعر عبدالعزيز موافي، والشاعر أحمد طه، والشاعر شريف رزق.
حضور عربي رمزي
يأتي المؤتمر مؤكداً علي خصوصية العطاء الشعري المصري، دون أن يُعلن انفصاله عن المشهد الشعري العربي الكبير- الذي تُعد التجربة المصرية مركزه وبؤرته- ونظراً لاشتغال المؤتمر علي المشهد الشهري المصري بتحولاته الشعرية المتعددة، الناجزة، فإن الحضور العربي فيه، جاء رمزياً، وجاءت المشاركات العربية لتقدم التجربة المصرية من منظور عربي، كما حدث في بحث د. منيرة مصباح أستاذ الأدب العربي بجامعة شيكاغو بأمريكا: (حركة الحداثة الشعرية المصرية، وتطورها، كجزء من الحداثة العربية) وبحث الباحث العراقي خضير ميري (الطارئ والمتحول: النزعات ما بعد الحداثية في الشعر المصري الجديد)، وبالمثل كتب د. حسين حمودة عن تجربة محمود درويش بحثه: (أطوار الفراشة »رحلة محمود درويش الشعرية، وأحمد طه عن السياب وسنية صالح بجانب أمل دنقل في بحثه: (قصائد النهايات »رثاء النفس في الشعر العربي المعاصر»).
كتاب الأبحاث
وقد شارك في الجلسات البحثية نُقاد وباحثون من شتي الأجيال والتيارات، في حلقات »نقدية» موسعة، تضمنها كتاب الأبحاث الذي يربو علي الألف صفحة، جاءت علي النحو التالي:
الجلسة البحثية الأولي: أبعاد التحديث في شعر التفعيلة، رأس الجلسة أ.د سيد البحراوي وقدّم فيها د. حسين حمودة بحثاً مكثفاً بعنوان (أطوار الفراشة »حول رحلة محمود درويش الشعرية«) وحددها في ثلاثة أطوار، الطور الأول: تجلَّت معالمه في دواوين (عصافير بلا أجنحة) 1960، (أوراق الزيتون) 1964، (عاشق فلسطين) 1966، (آخر الليل) 1967، (العصافير تموت في الجليل) 1969، وقد مثلّت هذه الرحلة ما قبل خروج درويش إلي (المنافي الواسعة).. الطور الثاني، مثّلته دواوين (أحبك ولا أحبك) 1972، (محاولة رقم 7) 1973، (تلك صورتها وهذا انتحار العاشق) 1975، وتمتد هذه المرحلة حتي التسعينيات من القرن الماضي، وفيهايبتعد الشاعر عن جنته المأمولة، ويخرج من قشور الأساطير إلي أرض ممتدة كمتاهة شاسعة خارج وطنه، يجوبها ملاحقاً بحصار تلو حصار.. المرحلة الثالثة والأخيرة: تناثرت عبر دواوينه المتأخرة: (جدارية) 2001، (حالة حصار) 2002، (لا تعتذر عمّا فعلت) 2003، (كزهر اللوز أو أبعد) 2005، (أثر الفراشة) الذي نُشر في عام 2008، سنة رحيله، ثم (لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي) وفي هذه المرحلة، تبدو ملامح أخري للذات وللعالم وللوجود وللزمن وللوطن وللأماكن وللشعر، وتعلو نبرة حكمة أخيرة لا تخلو من أسي والتباس ومن صفاء.
وجاء د. حافظ المغربي بعنوان: (جدلية الذات والآخر في الشعر المعاصر قصيدة: البكاء بين يدي زرقاء اليمامة، لأمل دنقل، نموذجاً)، وقد بدأ الباحث بتفكيك بنية العنوان إلي عناصرها الثلاثة، فكشف عن مفهوم (الجدل) ومفهوم (الذات) ومفهوم (الآخر) ثم مضي يُحلل قصيدة أمل دنقل الشهيرة وفقاً لهذه المفاهيم، ودورها في إنتاج الدلالة.
وقدم د. هيثم الحاج علي بحثاً بعنوان: (الرؤية السردية في شعر أمل دنقل: دراسة تطبيقية) ركز فيها علي تجليات البنية السردية في شعر أمل دنقل، وأبرز آلياتها، ومنها ما يتعلق بالحدث، وما له علاقة بوجهة النظر، وما له علاقة بالشخصيات وبالزمان وبالمكان، وكيفية حضورها في تجربة أمل دنقل الشعرية.
شعر الحداثة
الجلسة البحثية الثانية: قراءات تطبيقية في شعر الحداثة، رأس الجلسة أ.د جمال التلاوي، وقدم فيها أ.د يوسف نوفل بحثاً بعنوان (الشعر المكتنز والمعني الشعري) هو العنوان، الذي هو النص الموازي، أو العتبة التي تقود إلي مبني النص وتكويناته الدلالية، فهو مظهر للمعني، ويدرس من خلاله ديوان (الدوائر) لأحمد سويلم، و(تعالي إلي نزهة الربيع) لمحمد إبراهيم أبي سنّة، ثم ينتقل إلي شعر إسماعيل عقاب، وعبدالمنعم الأنصاري.
وقدم د. عبدالناصر حسن بحثاً- عرضه شريف رزق نظراً لسفر د. عبدالناصر- بعنوان: (صلاح عبدالصبور والمفارقة الشعرية) يقدم الباحث عرضاً لنظرية المفارقة في التراث النقدي والمفهوم الغربي، وأنواع المفارقة، ثم ينتقل إلي التطبيق، فيتناول روافد المفارقة في شعر عبدالصبور، ثم يتناول بنية المفارقة في شعر عبدالصبور وأنماطها، ثم يقوم بتحليل نموذج من شعر عبدالصبور، يتمثل في قصيدة (أفنية من فينا) كنموذج لنمط المفارقة الرومانسية.
وتحت عنوان (مركزية الصوت وانكسارها »دراسة في ديوان: تعالي إلي نزهة في الربيع« يوضح د. عايدي علي جمعة أننا بإزاء الكشف عن مركزية الصوت السردي الغنائي، في هذا الديوان، ويطوِّع الباحث نظرية السرد بجانب البحث الأسلوبي والألسني، في تحليل الديوان، والكشف عن خصوصية خطابه الشعري.
الحداثة المصرية
وخصصت الجلسة البحثية الثالثة لموضوع الحداثة المصرية: سمات وظواهر، رأس الجلسة د. حافظ المغربي، وقدمت فيها د. منيرة مصباح بحثاً بعنوان: (مركزية الحداثة الشعرية في مصر (تطورها كجزء من الحداثة العربية) أطلت فيها إطلالة عامة علي الحداثة العربية، ثم ولجت إلي شعرية الحداثة المصرية، متوقفة أمام تجربة محمد عفيفي مطر، وتناولت- أثناء العرض النقدي- علاقة شعراء الحداثة بالتراث، وتحديداً صلاح عبدالصبور، ومحمد عفيفي مطر، ورأت أن الحداثة المصرية استندت بشكل واضح- إلي التراث، وأوضحت أن الأسس النظرية التي يقوم عليها شعر الحداثة هي: التعبير عن التجربة الحياتية، استخدام الصور الحية، استخدام تعابير جديدة، تطوير الإيقاع الشعري، الاعتماد في بناء القصيدة علي وحدة التجربة.
وكانت قضية الحداثة الشعرية في مصر محور بحث د. محمد السيد إسماعيل، والذي عرض فيه لقضية الحداثة في مصر، كاشفاً عن مفاهيم الحداثة الشعرية التي صاحبت حركة شعر التفعيلة، في جيلي الخمسينيات والستينيات، موضحاً أحد أبرز مظاهرها، وهي التركيز علي مركزية الذات، وفردية الشاعر ورؤيته الخاصة، ولاحظ أن هذه الظاهرة قد بدأت مع حركة الرومانسية، وأشار إلي الرؤي الواقعية، والانتقال من المجاز التقليدي إلي الأداء التداولي المعيش، تأثراً بتيارت.س.إليوت، وأشار كذلك إلي الانفتاح علي آليات الدراما والسرد، والفن التشكيلي.
وقدم الشاعر أحمد طه، بحثاً بعنوان: (قصائد النهايات في الشعر العربي الحديث)، تناول فيه طرائق تعامل الشعر مع تجربة الموت، عبر تجارب شعرية ثلاثة، هي- علي التوالي- تجربة الشاعر بدر شاكر السياب، وتجربة الشاعر أمل دنقل، وتجربة الشاعرة سنية صالح.. متتبعاً خصوصية تعامل كل شاعر مع الموت، ومع السرطان، فالسياب يلقي الموت نائحاً، أما أمل دنقل فيلقي الموت كمحارب حاجب الأمة، متأملاً، أما سنية صالح فتلقي الموت غير مستسلمة وإن كانت تحتمي بأولادها.
وعبر الجلسات السابقة تمت إعادة قراءة تجربة الريادة في شعر التفعيلة المصري، عبر جيل الريادة وجيل الستينيات، أعقبها المؤتمر بدراسة شعر العامية المصرية، والشعر الشعبي المصري، عبر المحورين التاليين:
تحولات شعر العامية
وركزت الجلسة البحثية الرابعة علي موضوع تحولات شعر العامية المصرية: وكان من المقرر أن يرأسها الشاعر سيد حجاب، ولكن تغيب لسفره إلي غزة، وأدارها الشاعر عبدالعزيز موافي، وبدأت ببحث د. محمد حسن عبدالحافظ، المعنوان ب(حكاية الشعر وشعر الحكاية: حس النساء وحس الرجال في سيرة بني هلال)، وفيه يشدد الباحث علي أن الحكاية مؤنثة، والشعر مذكر، ويكشف عن دور النساء في الحكاية الشعبية ورواية السير الشعبية، وتحديداً في سيرة بني هلال، وخصوصية الشفاهية النسائية، ويصل إلي أن سيرة بني هلال- كألف ليلة وليلة- إبداع نسوي بامتياز، بينما مثّل الرجال حُراساً ورواة ومؤدين للسيرة الهلالية، مما أتاح لهم صوغها في أشكال شعرية تتسم بالفحولة كالمربع والموال والفرادي والقصيد البدوي التقليدي، ويصل إلي أننا في حاجة لاستبطان الحس النسوي العميق في الإبداع الحكائي والشعري الشعبي، ليستقيم الكون بإيقاع حسهما بلا تمييز.
وقدم الشاعر محمد بغدادي، بحثاً بعنوان: (صلاح جاهين ومفهوم الريادة)، ذكر فيه أن صلاح جاهين صرح بأنه، في عام 1951، قرأ نصاً قصيراً بالعامية المصرية، لفؤاد حداد، فبحث عنه حتي عثر عليه، وكان صلاح قد بدأ محاولات بالعامية، كان متأثراً فيها ببيرم التونسي، وهاله شعر العامية الجديد الذي بدأ حداد، فصحبه، وتأثر به، ولكن جاهين يصرح بأنه أول من كتب بالعمود الحر في العامية، ويعني الشكل التفعيلي، ويورد بغدادي اللقب الذي أطلقه لويس عوض علي جاهين، وهو: (أمير شعراء العامية)، وأرجع ريادة جاهين إلي صدق تعبيره عن عصره، والتزامه بقضايا مجتمعه، وجسارته اللغوية، وتعبيره عن نبض المصريين، واستلهامه تفاصيل الحياة المصرية المعيشة.
وقدم سيد ضيف الله، بحثاً بعنوان: (تمثيل الشعب في السياق الثوري: دراسة في خطابي عبدالناصر وفؤاد حداد، ربط فيه بين الخطاب الرئاسي وخطاب فؤاد حداد الشعري، في المدة من 1952-1966، ويركز الباحث علي التمثيل الاستعاري للشعب، وعلي ارتباط شعر فؤاد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.