في اطار الاعداد للقمة العربية الافريقية الثانية التي ستستضيفها ليبيا في اكتوبر المقبل عقدت اليوم بمقر الامانة العامة للجامعة العربية اعمال الدورة الرابعة عشرة للجنة العربية الافريقيةالدائمة على مستوى وزراء الخارجية .واكد عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية اهمية تلك القمة في تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين العربي والافريقي معرباً عن ارتياحه لسير الاعداد لهذه القمة بالشكل المطلوب وبوتيرة متسارعة لافتا الى ان اللجنة عقدت اجتماعات لها في السابق بالقاهرة واخرى في اديس ابابا لمناقشة القضايا والبنود المطروحة على القمة لتصبح عنوانا للارادة السياسية المشتركة لتعميق التعاون العربي الافريقي بعد انتظار دام لاكثر من ثلاثة عقود .واعرب موسى عن امله ان يتضمن جدول اعمال القمة العربية الافريقية المشتركة مسائل التعاون الاقتصادية والتنموي و الثقافي دون اغفال البنود التي فرضتها المتغيرات العالمية الجديدة كالتغير المناخي وقضايا البيئة ووثيقة اهداف الالفية الثالثة .ودعا الى تعميق التعاون في مجالات الامن والجوانب السياسية وتحديد الاولويات المشتركة للتعاون بين الجانبين في مواجهة التحديات العالمية .كما اشار الى ضرورة تفعيل التعاون بين مجلسي السلم والامن العربي والافريقي وتشجيع التعاون في مجالات الاستثمار وانشاء منطقة التجارة التفضيلية العربية الافريقية واعداد خطة طريق مشتركة لتعزيز التعاون الاستثماري وتفعيل المنتدى المشترك بين الجانبين والذي سيجتمع خلال العام الجاري في العراق لتحديد المجالات التنموية وتنمية الشراكة في مجالات التجارة و الاستثمار وزيادة التعاون في المجالات الاجتماعية .واستعرض موسى جوانب التعاون بين الجامعة العربية والاتحاد الافريقي لافتا الى ضرورة مواصلة الجهود لتقديم الدعم اللازم للسودان لتحقيق السلام في ربوعه وكذلك تقديم الدعم اللازم للصومال لتمكين الحكومة من اداء واجباتها ، كما دعا الاتحاد الافريقي للمشاركة في المؤتمر العربي للمانحين الذي سيعقد بالعاصمة القطرية الدوحة يومي 10 و11 مارس الجاري لتشجيع التنمية والاستثمار في جزر القمر .وحيا موسى تضامن الاتحاد الافريقي مع القضية الفلسطينية ومواقفه الثابتة والداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني واحلال السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الاوسط .وشدد موسى على ضرورة احياء التكامل العربي الافريقي في مواجهة الازمات الراهنة كاطار حقيقي لحماية امن وسلام المجتمعات في المنطقتين ومجابهة كافة التحديات.كما اشاد موسى بالاتفاق الاطاري بين الحكومة السودانية وحركات التمرد الدارفورية الذي وقع مؤخرا في قطر مؤكدا انه اتفاق هام ويشكل خطوة كبيرة للتسوية النهائية للازمة في دارفور معربا عن تحيته للجنة العربية الافريقية ودولة قطر لجهودهما المتواصلة لرعاية واحتضان السلام في دارفور .داعيا جميع الحركات الدارفورية الى توحيد مواقفها والشروع في التفاوض مع الحكومة السودانية وفق اطار زمني محدد وصولا الى اتفاق شامل خلال الفترة المقبلة مشيرا الى الاهمية التي اكتسبتها زيارة وفد الجامعة العربية مؤخرا الى دارفور لتدشين عدد من المشروعات التنموية هناك .كما حيا الجهود السودانية والتشادية لتطبيع علاقاتهما متمنيا ان ينعكس ذلك ايجابيا على ازمة دارفور كما شدد موسى على ضرورة العمل بين الجامعة العربية و الاتحاد الافريقي من اجل جعل الوحدة السودانية جاذبة لكل السودانيين.مصر تدعو لتنسيق المواقفمن جانبه اكد وزير الخارجية احمد ابو الغيط اهمية هذا الاجتماع باعتبار ان مصر تشكل عمقا عربيا في افريقيا ، واشار الى ضرورة تعزيز التعاون العربي الافريقي في ظل التحديات الجسام التي تفرضها تغيرات النظام الدولي والازمات الاخيرة وعلى رأسها الازمة المالية العالمية وأزمة الغذاء والتي أدت الى حالة من الركود ، بالاضافة الى التغيرات المناخية التي القت باثارها السلبية على جهود التنمية في العالم العربي مما يحتم التعاون في مواجهة تلك التحديات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية التي تواجه المنطقتين العربية والافريقية خاصة واهداف المنطقتين واحدة.ودعا ابو الغيط الى تنسيق المواقف المشتركة بين الجانبين لتحقيق شراكة فاعلة ووضع خطة تعاون مشتركة وفق جدول زمني لتنفيذها بما يحقق المنافع المتبادلة .واضاف ان ليبيا ستستضيف القمة العربية الافريقية في اكتوبر المقبل ومصر ستستضيف في ابريل القادم الاجتماع رفيع المستوى للخبراء حول افاق الاستثمار في افريقيا والمنطقة العربية لذا ندعو الجامعة العربية ومفوضية الاتحاد الافريقي لمواصلة اجتماعاتهما التنسيقية والتحضيرية للقمة العربية الافريقية للخروج بالنتائج المطلوبة منها وتعزيز الوعي باهمية التعاون العربي الافريقي وبلورة طرح لاليات تنفيذ ما جاء باعلان وقرار الاجتماعات الاخيرة بين الجانبينن واخرها الاجتماع المشترك حول التنمية الزراعية والامن الغذائي الذي عقد في شرم الشيخ .كما دعا الى بحث اطر التعاون على صعيد المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية مثل مشروع اقامة منطقة التجارة التفضيلية ومتابعة تنفيذ القرارات الخاصة بانشاء الغرفة التجارية الافريقية العربية المشتركة والتوصل لاتفاق حول موعد عقد المنتدى الانمائي الافريقي العربي الاول المقرر عقده في بغداد عام 2010.وشدد ابو الغيط على التزام مصر بدعم مبادرات السلام الاقليمية والعالمية الرامية الى معالجة اوضاع النزاعات في افريقيا والعالم العربي بما يسهم في تعزيز واستدامة الامن والاستقرار ، داعيا كافة الاطراف الى مواصلة جهودها من اجل تعزيز اوضاع السلم والامن في القارة الافريقية .واشاد ابو الغيط بالدعم الافريقي لنضال الشعب الفلسطيني ، كما اكد ضرورة دفع جهود تنفيذ اتفاق السلام الشامل في السودان وعلى اهمية خيار الوحدة من اجل استقرار السودان منوها باستضافة القاهرة لمؤتمر اعادة الاعمار وتنمية دارفور في 21 مارس الجاري .واشار الى تعزيز مصر لبناء الدولة الصومالية وضرورة العمل على وقف الاعمال العدائية بما يسمح بدعم عملية المصالحة الوطنية الشاملة فيه .واشاد ابو الغيط بقوة الموقف الافريقي المساند للقضايا العربية ،منوها الى ضرورة التصدي بقوة وحزم لاية مساعي لكسر هذا التضامن .التغلغل الصهيونيومن جانبه اكد عمران ابو كراع امين لجنة الشؤون العربية بالجماهيرية الليبية اهمية التنسيق العربي الافريقي من اجل الاعداد للقمة المشتركة بين الجانبين والتي يناط بها الكثير من العمل الهام لافتا الى ان ليبيا من البلدان العربية النشطة في القارة الافريقية ولديها علاقات سياسية مع اغلب بلدان القارة وعملت على الصعيد الاقتصادي على انشاء عدد من الصناديق الاقتصادية منها محفظة ليبيا افريقيا لتمويل المشروعات التنموية والمساهمة في اقامة المشروعات المشتركة .واشار الى اهمية افريقيا للامن القومي العربي خاصة في ظل الاخطار المتنامية مؤخرا كالتغلغل الصهيوني في بعض البلدان الافريقية خاصة في تلك التي تنبع منها المياه العربية ، كما ان بعض الدول الكبرى بدأت تتغلغل في القارة اقتصاديا مما يحتم على العرب المساهمة في تنمية افريقيا حفاظا على امنهم القومي .وقال ان ليبيا تبذل جهودا كبيرة في هذا الاتجاه لكن لن تستطيع بمفردها القيام بكافة الاعباء داعيا مؤسسات التنمية العربية خاصة النفطية للعمل على تنمية افريقيا وتقريب الجانبين في مواجهة الاخطار الراهنة.وشدد على ضرورة طرح ملفات امام القمة العربية الافريقية المرتقبة تعزز من فرص التكامل بين الفضاءين العربي والافريقي .من جانبه اشار وزير خارجية تنزانيا برنالندو ميمبي الى اهمية الاجتماع من اجل التنسيق وتعميق فرص التعاون العربي الافريقي معربا عن امله في ان يسهم هذا التعاون في التحضير الجيد للقمة العربية الافريقية المرتقبة في اكتوبر المقبل بما يسهم في زيادة فرص التنمية في المنطقتينزكما اعربت جوليا جو ممثلة مفوضية الاتحاد الافريقي الى اهمية القمة العربية الافريقية الثانية لتعميق مجالات التعاون المشترك بين الجانبين في المجالات السياسية والاجتماعية والتنموية والثقافية ، وكذلك الامنية لحل المشكلات العالقة في المنطقتين وارساء دعائم السلام والاستقرار ، كما دعت الى تشجيع دور القطاع الخاص والمجتمع المدني للمشاركة الفاعلة في انشطة الجانبين التمهيدية والتحضيرية للقمة العربية الافريقية الثانية من اجل اجاحها ،مشددة على ضرورة التزام الدول بتعهداتها لتأمين التوحد والتعايش السلمي بين المنطقتين .شهد الاجتماع انتخاب هيئة اعضاء مكتب اللجنة في دورتها الجديدة حيث تم اختيار مصر عن الجانب الافريقي رئيسا للمكتب وغانا مقرراً وعن الجانب العربي ليبيا رئيسا والكويت