عقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية،اليوم "الأربعاء"، اجتماع اللجنة التحضيرية للقمة العربية الأفريقية المقرر عقدها في مدينة "سرت" الليبية أوائل أكتوبر المقبل. حضر الاجتماع ممثلون لأربع دول عربية أعضاء باللجنة هي الكويت وليبيا والجزائر والمغرب، وأربع دول افريقية، هي مصر وتنزانيا وغانا وبوركينا فاسو بالإضافة إلي الأمانة العامة للجامعة العربية والاتحاد الافريقي. وصرح أمين الشئون العربية بالخارجية الليبية عمران أبو كراع، بأن اللجنة خصصت اجتماعها اليوم للوقوف على التحضيرات الجارية لعقد القمة، حيث تم الاتفاق على الوثائق الخاصة بجدول الأعمال ومشروع الإعلان الختامي واستراتيجية التعاون العربي الأفريقي وخطة العمل بين الجانبين للسنوات الست المقبلة. وقال في تصريحات للصحفيين في ختام الاجتماع بأنه تم تشكيل لجنة ثلاثية مصغرة من الجامعة العربية والاتحاد الافريقي وليبيا لصياغة الوثائق الخاصة بالقمة في شكلها قبل النهائي قبل عرضها على الاجتماع القادم للجنة التحضيرية في ليبيا يومي 4 و5 أكتوبر المقبل للاتفاق على الشكل النهائي تمهيدا لإحالتها الى اجتماع كبار المسؤولين ووزراء الخارجية العرب والأفارقة المقرر عقده قبيل انعقاد القمة في سرت يوم 10 اكتوبر القادم . وأكد أبوكراع أن أهم الملفات المعروضة على القمة هي ملفات سياسية خاصة في مجال السلم والأمن فى المنطقتين العربية والأفريقية وهناك توافق بين الجانبين بشأنها بالإضافة الى ملفات اقتصادية تتعلق بالأمن الغذائي والاستثمار في أفريقيا والتجارة البينية وقضايا المياه والطاقة، مؤكدًا أن كل هذه الملفات جاهزة لتحقيق انطلاقة على طريق التعاون وبناء فضاء عربي أفريقي. وأوضح أن هناك أفكارا ليبية ستعرض على القمة منها أفكار في مجال الطاقة والاستثمار في أفريقيا، مشيرا الى أن هناك آفاقا كبيرة للتعاون في هذا المجال الى جانب ادارة الموارد المائية بالقارة . وقال أبوكراع أن سرت استعدت أيضا لاستضافة القمة العربية الإستثنائية يوم 9 أكتوبر المقبل، مشيرًا الى أن القمة ستعالج ملف إعادة هيكلة منظومة العمل العربي المشترك، موضحًا أن القمة الخماسية التي استضافتها ليبيا بحثت عددًا من الأفكار فيما أعدت الجامعة العربية مشروعا لبرتوكول بتعديل ميثاق الجامعة بمايسمح للقادة بإجراء التعديلات المقترحة ومنها إنشاء مجلس تنفيذي ومفوضية عامة ومفوضيات متخصصة واسم جديد هو " اتحاد الدول العربية" وذلك سيتم خلال مدى زمني يتفق عليه القادة العرب . وكان مدير ادارة التعاون العربي الأفريقي بجامعة الدول العربية السفير سمير حسني أكد أن اجتماعات مكثفة للتحضير للقمة العربية الأفريقية المقررة بمدينة سرت الليبية في أكتوبر المقبل تعقد على هامش مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين في دورتهم العادية ال134. وذكر حسني في تصريحات صحفية انه في هذا الاطار عقدت أعمال الاجتماع التحضيري الرابع للجنة التنفيذية للمنتدى رفيع المستوى للاستثمار والتجارة التي ستعقد بالعاصمة الليبية طرابلس يومي 25 و26 سبتمبر الجاري للنظر في العديد من أوراق العمل التي أعدها خبراء في مجالات الاستثمار والتجارة والزراعة والطاقة والبنية الاساسية. واوضح ان الاجتماع يهدف الى الخروج بتوصيات لعرضها على القمة العربية الافريقية الثانية التي ستعقد في سرت يوم 9 أكتوبر المقبل، موضحا ان هذا الاجتماع يعقد بمشاركة مسؤولين من ليبيا وممثلي المصرف العربي للتنمية الاقتصادية بالاضافة الى الامانة العامة للجامعة العربية والاتحاد الافريقي. واشار الى ان هذا الاجتماع يقف على الترتيبات النهائية لعقد هذا المنتدى المهم الذي سيشارك فيه رؤساء المؤسسات المتخصصة وممثلو مؤسسات التمويل والتجارة من الجانبين العربي والافريقي بالإضافة الى الخبراء رفيعي المستوى الذين سيستعرضون أوراق العمل والتوصيات. وأوضح السفير حسني ان الاجتماع الثاني اليوم الأربعاء يعني بالإعداد لاصدار وثيقة الاعلان السياسي الذي سيصدر عن القمة العربية الأفريقية، وكذلك بلورة استراتيجية جديدة للتعاون العربي الأفريقي تقوم على تبادل المنافع بين الجانبين. واضاف انه تم وضع خطط عمل مرتبطة بهذه الاستراتيجية لضمان تنفيذها عبر خطط وبرامج عمل مرحلية يحددها القادة العرب والافارقة في سرت خلال قمتهم المشتركة. وأشار الى أن ممثلي الدول العربية والافريقية الثماني الأعضاء في اللجنة التحضيرية للقمة اجتمعوا أيضا من أجل اعداد الوثائق الرئيسية التي ستعرض على اجتماعات كبار المسؤولين ووزراء الخارجية التي تسبق انعقاد القمة المرتقبة. وأكد مدير ادارة التعاون العربي الافريقي السفير سمير حسني ضرورة تعميق التعاون مع الجانب الأفريقي لما له من انعكاسات ايجابية على العمل المشترك بين الجانبين في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مشددًا على أهمية مواصلة الجهود من اجل التحضير الجيد للقمة من أجل توسيع آفاق هذا التعاون. ولفت حسني الى أهمية انعقاد هذه القمة والى أنها تنعقد بعد توقف طويل حيث عقدت القمة العربية الافريقية الأولى عام 1977 ومن ثم فان الآمال معقودة على نجاح القمة المقبلة من خلال مشاركة واسعة لقادة الجانبين فيها. ونوه بأهمية اصدار اعلان سياسي واستراتيجية جديدة للتعاون العربي الافريقي لبناء فضاء عربي افريقي مشترك واقامة منطقة عربية أفريقية تتكامل في مختلف المجالات وخاصة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. واشار الى وجود تعاون مشترك بين الجانبين تجاه العديد من القضايا العربية ومنها الاهتمام بتطورات الأوضاع على الساحة السودانية والصومالية وغيرها.
وفيما يتعلق بالوضع في السودان لفت الى أن الجامعة العربية تواصل جهودها الداعمة للتنمية في السودان وخاصة في اقليم دارفور والعمل على استكمال بناء القرى ومدها بالخدمات الأساسية انطلاقا من جعل العودة الطوعية خيارا جاذبا للنازحين واللاجئين من أهل دارفور. وقال ان نجاح هذه الاستراتيجية الجديدة والرؤى الجديدة للجامعة جعلها تعتمد من قبل منظمات دولية عديدة في السودان واصبحت جزءا أساسيا من خطط "اليوناميد" وكذلك الحكومة السودانية مضيفا "اننا انجزنا عملا مهما في دارفور وسنواصل هذا العمل استنادا الى قرارات القمم العربية السابقة". وأشار إلى انه تم عقد مؤتمر في فبراير الماضي حول التنمية والاستثمار في جنوب السودان ويتم الآن متابعة التعهدات التي صدرت عنه مضيفا ان التنفيذ يسير بخطى كبيرة بشهادة مسؤولين دوليين ويتم حاليا الاعداد لمؤتمر آخر حول الموضوع نفسه بالتعاون مع دولة البحرين "صاحبة المبادرة لعقد المؤتمر" والجانب السوداني الشريك في السلام والجامعة العربية لبحث سبل انعقاده وموعده ومكانه.