طالب العاملون بالجهاز المركزي للمحاسبات ، المجلس الاعلي للقوات المسلحة بسرعة فتح باب التحقيق مع المستشار جودت الملط بصفته في أسباب عدم كشف الجهاز المركزي للمحاسبات عن عدد من قضايا الفساد طوال الأعوام الماضية و بما فيها قضايا هيئة المجتمعات العمرانية و الاستيلاء علي أراضي الدولة " و التي تم بسببها أهدر ما يقرب من 50 مليار جنيه . لافتين خلال المؤتمر الذي عقدوه أمس بنقابة الصحفيين إلي أنهم قدموا عدد من التقارير بحصول كلا من " احمد عز علي 20 مليون متر مربع و محمد فريد خميس علي 20 مليون متر مربع و محمد أبو العنين علي 20مليون متر مربع و مجدي راسخ علي 9.2 مليون متر و إبراهيم نافع علي 1500 فدان " و " احمد بهجت علي 2.45 فدان " ، وفقا لأسعار أقل من الأسعار الحقيقية لهذه الأراضي. إضافة إلي بعض التقارير الأخرى المتعلقة بالفساد في المؤسسات الصحفية القومية و التي رفض الملط تقديمها إلي الجهات المعنية و منها المخالفات التي شاهدتها مؤسسة الأهرام في عهد إبراهيم نافع رئيس مجلس الإدارة الأسبق ،وهي " شراء ملعب اسكواش بمبلغ 25 مليون جنيه " و " 3 ساعات بقيمة مليون جنيه من ميزانية الأهرام و تم إهدائهم لجمال مبارك. و شددوا علي أن هناك تقارير أخري تم التكتم عليها إلي أن تم تسريبها إلي بعض وسائل الأعلام و منها التقارير التي بحثت في مصير 13 مليار جنيه من حصيلة الخصخصة ، و التي لم يتم معرفة أوجه صرفها أو الشخص الذي تحصل عليها ، و عدد من التقارير الخاصة باحتكار أحمد عز للحديد . مطالبين بضرورة تغيير قانون الجهاز رقم 144 لسنة 1988 ، لأنه منح رئيس الجهاز سلطات مطلقة تحول دون أداء العاملين به لمهامهم بشكل حقيقي ، و ضرورة إقالة المستشار جودة الملط رئيس الجهاز لارتباطه الوثيق بالنظام السابق " علي حد قولهم . و طالب إبراهيم أبو جبل ، رئيس رابطة رقابيون ضد الفساد " وأحد العاملون بالجهاز ، المستشار جودة الملط بسرعة إبلاغ النيابة العامة بحالات الفساد و التقرير التي تم تسليمها له منذ فترات طويلة و التي تتعلق بفساد عدد كبير من مسئولي النظام السابق ، و التي سبق و تم إغلاقها ل الحساسية السياسية ". و أشار إلي أن أكثر من 90% من العاملون بالجهاز قد وقعوا علي الخطاب المرسل إلي المجلس الاعلي للقوات المسلحة للمطالبة بإعفاء جودت الملط من منصبه و تشكيل لجنة لتقصي الحقائق و بحث أسباب فشل الجهاز المركزي للمحاسبات في القيام بدوره و مواجهة الفساد طول الأعوام العشر الماضية . و من جانبه أكد عبد الرحمن الذهبي و كيل الجهاز المركزي للمحاسبات السابق أنه تقدم بالعديد من المستندات و التقارير التي تثبت تورط أحمد عز ، أمين التنظيم السابق في الحزب الوطني في قضايا فساد و أهدار و الاستيلاء علي المال العام ، إلا أن المستشار جودت الملط كان يقول له دائما أحمد عز صديقي العزيز و هو رجل محترم علي حد قوله-. و أشار الذهبي إلي أن الملط بالرغم من أنه رجل مشهود له بحسن السمعة و نظافة اليد و لا يمكن أن يتهمه أحد بالفساد ، إلا أنه كان يتغاضي عن كشف العديد من تقارير الفساد ضد مسئولين كبار بالدولة ، و ذلك ل " الحساسية السياسية". و في السياق ذاته طالب العاملون بالجهاز في بيان صادر عنهم عقب المؤتمر بضرورة تعديل المادة 118 من الدستور و النص علي أن الجهاز المركزي للمحاسبات هيئة رقابية مستقلة ، و أن يكون تعيين رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات من أعضاء الجهاز ، علي أن تختاره الجمعية العمومية للجهاز و يكون بالانتخاب ، و أن لا يكون الجهاز تابع بشكل مباشر لرئيس الجمهورية. مطالبين المستشار جودة الملط بالاعتذار للشعب المصري عن دعمه " الغير محدود " للرئيس السابق و الحزب الوطني و رجاله ، مؤكدين أنهم يرفضون الدخول في حوار مباشر معه لأنه لم يستمع فيما مضي لكل التقارير التي قدموها بشأن الفساد.