كان مجرما وقاتلا ومجنونا وعميلا وبائعا للأرض العربية وكل الصفات التي ترغبون أن تطلقوها عليه , انه العقيد معمر القذافي حاكم ليبيا على مدار أربعون عاما وهذه جريمة أخري, ولا يختلف اثنان أن القذافي مجرم بالوراثة وقاتل مخيف وفيلسوف مجنون وإن كان هكذا فلا بد وان نأخذ منه ما نريد قبل أن يموت أو يقتل بالعبث في مؤخرته واعتقد أن الثوار أو بعضهم خسروا نصف نصرهم عندما اغتالوا هذا المجرم وخسروا النصف الأخر عندما خسروا أخلاقهم الثورية والتي أثبتتها الصور والتصوير المرئي عندما كان احد الثوار يعبث بخلفية هذا العقيد , و خسروا مجد يخلد لهم ثورتهم باعترافات القذافي ومحاكمته أمام محاكم ثورية عادلة يتطلع عليها كل أبناء الشعب الليبي وخسارة هؤلاء الثوار جاءت من خلال أخلاق قاتل القذافي المريضة و الغربية والتي لا يمكن أن تكون أخلاق ثائر عربي مسلم يريد تحرير وطنه من طاغية مجنون حكم فلم يعدل وحكم فتملك البلاد و استعبد العباد ,وحكم فتاجر بثروات البلاد . لم يعرف الثوار أن القذافي حيا كان ثروة لا تقدر بثمن وهذه الثروة كان لها أن تصبح درسا هاما في الكفاح الوطني من اجل التحرر ,وثروة كان لها أن تكون نظرية ثورية تدرس في المعاهد و الكليات العسكرية مستقبلا , وثروة يمكن لكل الثوار على الأرض الليبية المحررة أن يفتخروا بحيازتها لأنه سيعترف بكل المؤامرات والدسائس والمبايعات والمعاهدات السرية والزيارات التاريخية السرية أمام الجميع هذا بخلاف ملفات الأسلحة المحرمة وبخلاف صفقات التجارة السوداء في كافة بلدان أفريقيا وبخلاف العلاقة مع إسرائيل ,وصفقات النساء والحارسات الشخصيات , أما الثروة والأموال التي لا يعرف مكانها في العالم إلا هو فأنها قد يسرق أكثر من نصفها أو تضيع بكاملها قبل أن يتم كشفها و نقلها للشعب الليبي. لا يبدو أن الثائر الذي عبث بخلفية القذافي علنا وهو بين الموت والحياة قد تعلم قواعد و مبادئ وأخلاق الثورة الحقيقية ولا يبدو أن هذا الثائر قد خرج من صفوف الثوار الليبيين الأحرار الذين سعوا إلى تخليص ليبيا من هذا الطاغية , ولا يبدو أن هذا الثائر يعرف انه ثائر , ولا يعرف سوي من عبث بعقلة و وضع بيده تلك البندقية التي لا يعرف شرفها وقدسيتها , لعل ما حدث للقذافي يكشف أن الثورة الليبية الحديثة تخطيطها ليس بيد الليبيين وقيادتها ليست ليبية ولو كانت لها قيادة ليبية عربية مسلمة حقيقية لكان الواقع مختلفا ولكانت الثورة ما خسرت شرفها على خلفية العبث بمؤخرة القذافي وإعدامه , كنت احسب الرجل الذي عبث بمؤخرة القذافي علنا هو ليس عربيا من الأصل و ليس ثائرا من الأصل و اعتقدت خطأ أنه احد عناصر القوات الخاصة البريطانية أو الفرنسية العاملة بالنيتو والتي دائما ما كانت تسبق الثوار لآن لها القدرة على المواجهة والاقتحام والمباغتة وذلك حسب التدريبات الخاصة التي تلقتها هذه العناصر في بلادها قبل النزول على الأرض الليبية . إن الأخلاق التي اتصف بها آسر وقاتل القذافي لا يمكن أن تكون أخلاق عربية ولا يمكن أن تكون بالأصل من تعليمات قيادة احد من الثوار الليبيين ولو كانت كذالك فإنها مصيبة وأنها كارثة الثورات التي ستكون سوادا على ليبيا و أبناء الشعب العربي الليبي والتي ستجعل من ليبيا أرضا جديدة للاستعمار وليس بلدا عربيا حرا أبيا قادرا على الوقوف والنمو والاحتفاظ بثرواته و استثمارها وحمايتها من السرقة مرة أخري, و الصورة التي تدلل أن من قتل القذافي ومن عبث بخلفيته و أذله في موته هو من ثوار ليبيا و أحد الليبيين المسلحين من طريقة سحبه في الطرقات بعد موته وهذا فعل أخر لا يليق بثوار ليبيا ولا يليق بأي إنسان مهما كانت صفته الآدمية . لقد خسرت الثورة في ليبيا شرفها عندما فعلت ما فعلت للزعيم الليبي ولو كان ما فعلته من قبيل الانتقام لذا فانه توجب على قادتها أن يتداركوا الموقف الآن ويجروا بتحقيق شامل و موسع مع كافة أفراد الفرقة التي أسرت و أعدمت و شانت بالقذافي وعرض هذا التحقيق للرأي العام العالمي والعربي واعتبار من قتل القذافي دون محاكمة ومن سحبه ومثل بجثته خائن للثورة ومن أعدائها وليس غير ذالك لأنه فعل ذلك بلا قانون و بعيدا عن المنطق الثوري , وخاصة أن رئيس المجلس الانتقالي في ليبيا اليوم أعلن أن إعادة كافة الأموال والمسلوبات التي سلبها القذافي والمقدرات المفقودة والتراث و الثروات سيكون بالقانون ولا اعرف أين القانون من قتل القذافي وهل القانون اقر بقتل القذافي وسحبة بالطرقات قبل أن يخضع للتحقيق والمحاكمة العادلة لتثمر تلك الثورة التي سيكتب عنها التاريخ دون شوائب ودون ادوار غربية ودون أوراق مقايضة ودون سلب أخر ودون أسرار .