ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) ان الرئيس السوري بشار الأسد أكد الأحد على حق الدولة بالتصدي لل"الخارجين عن القانون" لحماية امن المواطنين. وافادت الوكالة ان الاسد اكد خلال استقباله وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور ان "التعامل مع الخارجين عن القانون من اصحاب السوابق الذين يقطعون الطرقات ويغلقون المدن ويروعون الاهالي واجب على الدولة لحماية امن وحياة مواطنيها". أفاد ناشط حقوقي ان 20 مدنيا على الاقل قتلوا الاحد وجرح العشرات اثناء عمليات عسكرية قام بها الجيش السوري في مدينة دير الزور (شرق). وذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي لوكالة الأنباء الفرنسية ان "العمليات العسكرية التي قامت بها قوات الجيش وتركزت في حي الجورة في دير الزور اسفرت عن مقتل 20 مدنيا وجرح العشرات". وقتلت قوات الأمن 6 مدنيين بينهم طفل وجرح اخرون اثر عملية عسكرية قام بها الجيش السوري صباح الاحد في تجمع قرى الحولة الواقعة في ريف حمص بوسط سوريا. وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "قوات الجيش دخلت مع 25 دبابة والية عسكرية صباح اليوم (الاحد) تجمع قرى الحولة (تلدو وكفر لاها وتل الذهب) واجرت عمليات عسكرية اسفرت عن مقتل 6 اشخاص وجرح اخرين". واشار مدير المرصد الى احتمال ارتفاع عدد الضحايا "نظرا لوجود اصابات خطرة". وكانت دبابات الجيش دخلت الى الحولة، شمال غرب حمص، الثلاثاء حيث سمع اطلاق نار غزير وتم الابلاغ حينها عن اصابة 15 شخصا بجروح. واوضح مدير المرصد "ان القتلى سقطوا عندما اطلقت العناصر النار بواسطة الرشاشات الثقيلة". وياتي ذلك بالتزامن مع اقتحام دبابات الجيش السوري ومدرعاته وعددها يناهز 250 آلية فجر الاحد احياء عدة في مدينة دير الزور (شرق) حيث جرت حملة اعتقالات واسعة. وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اتصل هاتفيا السبت بالرئيس السوري بشار الاسد ودعاه الى وقف الحملة العسكرية التي يشنها نظامه ضد المتظاهرين المطالبين برحيله. الى ذلك اكد عبد الرحمن وفاة شخصين متأثرين بجروح اصيبا بها امس اثناء تظاهرة في مدينة ادلب (شمال) بعد صلاة التراويح السبت. كما نقل المرصد عن احد العاملين في الحقل الطبي في حماة (وسط) وتمكن من مغادرتها مساء (السبت) ان "8 اطفال خدج كانوا في حاضنات الاطفال في مشفى الحوراني توفوا اثر قطع السلطات السورية التيار الكهربائي يوم الاربعاء". وكان المرصد نقل عن نشطاء في ادلب السبت ان "متظاهرين خرجوا بعد صلاة التراويح في المدينة وصل عددهم الى 20 الف متظاهر قبل ان تتدخل الاجهزة الامنية وتفرقهم بالقوة وتعتقل العشرات منهم، وقد ادى استخدام القوة الى اصابة 25 شخصا بجراح، اصابات بعضهم حرجة". كما ذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي ان "عدة مظاهرات مناهضة للنظام انطلقت في مختلف أنحاء سوريا بعد صلاة التراويح مساء أمس السبت". واشار الى مظاهرات جرت في "حي القدم والميدان في العاصمة تم تفريقهما بالقوة واستخدام قنابل مسيلة للدموع والرصاص الحي كما خرجت مظاهرة في حي كفرسوسة". وفي ريف دمشق اضاف الناشط "خرج نحو 10 الاف متظاهر في دوما كما جرت مظاهرات في حرستا والتل والكسوة ورنكوس وقارة وداريا". وذكر رئيس الرابطة ان مظاهرات كذلك جرت "في بعض احياء حمص وريفها كا في القصير وتلكلخ وتدمر وباب هود وفي حلب حيث فرقت المظاهرة بالقوة في حي الصاخور وشنت قوات الامن حملة اعتقالات فيه". وعلى الساحل السوري، خرجت مظاهرات في "عدة احياء من اللاذقية وفي جبلة وبانياس". كما خرجت مظاهرات في دير الزور والحسكة (شمال شرق) ورأس العين (شمال) والقامشلي (شمال شرق) والرقة (شمال) وفي درعا (جنوب) وفي ريفها بالاضافة الى قرى في ريف ادلب، بحسب الناشط. وتشهد سوريا حركة احتجاجات واسعة منذ منتصف اذار/مارس ادى قمعها من جانب السلطة الى مقتل 1649 شخصا من المدنيين و389 جنديا وعنصر امن بحسب حصيلة جديدة لمنظمة حقوقية. كما اعتقل اكثر من 12 الف شخص ونزح الالاف، وفق منظمات حقوقية. وتتهم السلطات "جماعات ارهابية مسلحة" بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريبية واعمال عنف اخرى. بثينة شعبان: وزير الخارجية التركي سيسمع كلاماً أكثر حزماً من جهة ثانية انتقدت مستشارة الرئيس السوري للشؤون السياسية والاعلامية بثينة شعبان الاحد الموقف التركي تجاه ما يجري في سوريا مؤكدة ان وزير الخارجية التركي سيسمع لدى زيارته سوريا "كلاما اكثر حزما". وبث التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل تصريحا لشعبان قالت فيه "ان كان وزير الخارجية التركي قادما لنقل رسالة حازمة الى سوريا فانه سيسمع كلاما اكثر حزما بالنسبة للموقف التركي". وانتقدت شعبان الموقف التركي الذي "لم يدن حتى الان جرائم القتل الوحشية بحق المدنيين والامن والجيش" بحسب الشريط الاخباري. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اعلن ان صبر تركيا "نفد" ازاء استمرار نظام الرئيس السوري بشار الاسد في قمعه الدموي للمتظاهرين ولذلك سيزور وزير خارجيته احمد داود اوغلو دمشق الثلاثاء لينقل اليها "بحزم رسائل" بهذا المعنى. واكد رئيس الوزراء التركي ان بلاده "لا يمكنها ان تبقى تتفرج" على اعمال العنف الجارية في بلد تجمعها به "حدود طولها 850 كلم وروابط تاريخية وثقافية وعائلية". وكانت انقرة، التي توطدت علاقاتها بدمشق خلال السنوات الاخيرة، دعت الرئيس بشار الاسد الى ان يباشر باصلاحات لكن دون ان يصل بها الامر الى حد المطالبة برحيله. وفي حزيران/يونيو اتهم اردوغان دمشق بارتكاب "فظائع" بحق المتظاهرين المطالبين برحيل الاسد، وهو توصيف لم تكن انقرة قد استخدمته حتى ذلك الحين لانتقاد اعمال القمع في سوريا.