قتل عشرة أشخاص على الأقل وجرح آخرون الجمعة عندما أطلق رجال الأمن النار لتفريق متظاهرين فى ريف دمشق وحمص (وسط) الجمعة بينما أعلن مصدر رسمى مقتل اثنين من رجال الأمن وجرح ثمانية آخرون فى كمين فى محافظة أدلب. يأتى ذلك فيما اعتبرت تركيا الجمعة على لسان وزير خارجيتها أن القمع العنيف الذى يتعرض له المتظاهرون فى سوريا "غير مقبول". وأضاف وزير الخارجية التركى أحمد داود أوغلو "على سوريا أن تأخذ على محمل الجد رسائل تركيا والمجتمع الدولى وأن تضع حدا لأعمال العنف فى أقرب وقت ممكن". وذكر مدير المرصد السورى لحقوق الإنسان رامى عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن "عشرة أشخاص قتلوا الجمعة وجرح كثيرون عندما أطلق رجال الأمن النار لتفريق متظاهرين فى ريف دمشق وحمص" فى أول يوم جمعة فى رمضان. وأوضح عبد الرحمن أن "سبعة أشخاص قتلوا فى عربين (ريف دمشق) وشخصا فى المعضمية (ريف دمشق) كما قتل شخصان فى حمص" مشيرا إلى "إصابة عدد كبير من المتظاهرين بجروح". كما نقل مدير المرصد عن تجمع أحرار دمشق وريفها للتغير السلمى "أن هناك إصابات فى صفوف المتظاهرين فى مدينة دوما (ريف دمشق) بعضها خطرة ناتجة عن استخدام الأجهزة الأمنية للقنابل المسمارية". من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن "عنصرين من قوات حفظ النظام استشهدا وأصيب ثمانية آخرون بجروح فى كمين نصبه مسلحون على طريق معرة النعمان وخان شيخون (ريف ادلب)". وأشارت الوكالة إلى "جرح عنصرين من قوات حفظ النظام برصاص مسلحين على سطح أحد الأبنية فى دوما (ريف دمشق) وخمسة جرحى فى عربين (ريف دمشق) بينهم ثلاثة من عناصر حفظ النظام أصيبوا برصاص مجموعات مسلحة". وذكرت أن "مجموعات مسلحة أقامت الحواجز وتقطع الطرق وتفتش المواطنين فى دير الزور (شرق)" التى يحاصرها الجيش منذ يومين. وفى حمص (وسط) "أطلق مسلحون النار عشوائيا فى حى باب السباع كما أطلقوا النار بكثافة على حاجز لقوات حفظ النظام فى باب دريب"، بحسب الوكالة. يأتى ذلك بعد دعوة وجهها ناشطون للتظاهر وإلى اعتبار أن كل يوم فى شهر رمضان هو يوم جمعة الذى كان موعد التظاهر الأسبوعى فى البلاد فيما تواصل قوات من الجيش عملياتها فى حماة (وسط) وسط انقطاع لوسائل الاتصال مع هذه المدينة. ونادى ناشطون على صفحة "الثورة السورية" على موقع التواصل الاجتماعى الفيسبوك إلى تنظيم "الليلة وكل ليلة مظاهرات الرد فى رمضان كل يوم هو يوم الجمعة". وكتبوا على موقعهم: "الله معنا فهل انتم معنا". وفى دمشق، قال ريحاوى إن "تظاهرات خرجت فى الميدان تصدى لها رجال الأمن بالقنابل المسيلة للدموع. كما اعتدوا على المتظاهرين ولاحقوهم إلى داخل الأزقة". وفى ريف دمشق "خرج الآلاف فى حرستا ودوما والكسوة ومضايا والزبدانى وسقبا وعربين التى شهدت إطلاق نار كثيف (..) كما خرج المتظاهرون فى داريا رغم الوجود الأمنى"، على حد قوله. ولفت إلى أن المتظاهرين فى القابون والمعضمية لم يتمكنوا من الخروج نظرا للتواجد الأمنى الكثيف فى المدينتين. وقال ناشطون إن تظاهرة خرجت من جامع الرفاعى فى كفرسوسة وتم قمعها مباشرة واعتقال بعض المشاركين فيها. ولفتوا إلى أن "التواجد الأمنى الكثيف منع المتظاهرين من الخروج فى تظاهرات فى ركن الدين والقابون". وذكر مدير المرصد أن "أكثر من 12 ألف متظاهر خرجوا فى مدينة بنش الواقعة فى ريف ادلب (شمال غرب) للمطالبة باسقاط النظام والتضامن مع حماة ودير الزور". وأوضح ريحاوى بدوره ان تظاهرات نظمت فى كفر نبل وتفتناز وسرمين وفى ادلب نفسها بعد صلاة الجمعة. وقال إن "أكثر من ثلاثين ألف شخص خرجوا للتظاهر فى مدينة دير الزور (شرق) المحاصرة رغم الحر الشديد". وأضاف "كما خرج آلاف فى مدينة درعا (جنوب) والقامشلى (شمال شرق) نصرة لحماة". وأشار إلى أن "تظاهرات حاشدة خرجت فى كل من بستان الحمامى والرمل الجنوب والصليبة فى اللاذقية (غرب) تنادى بإسقاط النظام بالإضافة إلى مئات المتظاهرين خرجوا من جامع المنصورى فى جبلة الساحلية (غرب) هاتفين الله معنا، الله معنا". ولا تزال الاتصالات مقطوعة عن حماة التى شهدت أحداثا دامية أسفرت عن مقتل العشرات بحسب شهود وناشطين حقوقيين اثر عمليات عسكرية بدأت منذ أيام بررتها السلطات بالعمل على إعادة الأمن والاستقرار الى المدينة فى مواجهة "التنظيمات الإرهابية المسلحة". وأبرزت الصحافة الرسمية الصادرة الجمعة أن "وحدات من الجيش تعمل على إعادة الأمن والاستقرار والحياة الطبيعية إلى مدينة حماة بعد أن استباحتها التنظيمات الإرهابية المسلحة". وذكرت الصحف أن هذه التنظيمات "نصبت الحواجز والمتاريس وقطعت الطرقات وهاجمت العديد من المقرات والدوائر الرسمية والمؤسسات الخدمية وأقسام الشرطة فيها وأحرقتها واعتدت على عناصرها مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة". وأوضحت أن "الآليات تقوم بفتح الطرقات وإزالة الحجارة والأتربة والمكعبات الإسمنتية وأعمدة الإنارة التى استخدمتها هذه التنظيمات بهدف فصل المدينة عن محيطها وتقطيع أوصالها وتعطيل الحياة داخلها وترويع الأهالى وترهيبهم". وكان أحد سكان المدينة الذى تمكن من مغادرتها ذكر لوكالة فرانس برس الخميس أن "ثلاثين شخصا قتلوا اثر عملية عسكرية قام بها الجيش الأربعاء فى هذه المدينة" مشيرا إلى وجود عدد كبير من الجرحى فى المستشفيات. وأضاف أن "عددا من المبانى احرق جراء القصف إلا أنها ليست مدمرة بالكامل". وتحدث عن "انتشار للدبابات فى المدينة وخصوصا فى ساحة العاصى وأمام القلعة" فى وسط المدينة. وتشهد سوريا حركة احتجاجات واسعة منذ منتصف مارس أدى قمعها من جانب السلطة إلى مقتل 1649 شخصا من المدنيين و389 جنديا وعنصر امن بحسب حصيلة جديدة لمنظمة حقوقية. كما اعتقل أكثر من 12 ألف شخص ونزوح الآلاف، وفق منظمات حقوقية. وتتهم السلطات "جماعات إرهابية مسلحة" بقتل المتظاهرين ورجال الأمن والقيام بعمليات تخريبية وأعمال عنف أخرى.