فيما ينذر بأزمة عنيفة داخل التيار السلفي أعلنت رابطة شباب الدعوة السلفية عن مشاركتها فى مليونية "الإصرار" 8 يوليو ويأتي هذا في وقت وصفت فيه الجماعة الإسلامية إحدى فصائل التيار السلفي، الدعوة إلى مظاهرات جمعة الإصرار بأنها "مشبوهة ".. بينما أعلن شباب جماعة الإخوان المسلمين مشاركته في جمعة الإصرار رفضت قيادات الجماعة أي تظاهرات يوم الجمعة وقالت أنها لا تصب في مصلحة البلاد. جاء ذلك في خضم صراعات عنيفة بداخل تيارات الإسلام السياسي في مصر بعد الثورة وخاصة بين الشيوخ والشباب فقبل أيام قرر مرشد جماعة الإخوان المسلمين محمد بديع فصل عدد من شباب الجماعة شاركوا في جمعة الغضب الثانية وانتقدوا وصف قيادات الجماعة لها " بالمشبوهة " كما أعلنت الجماعة فصلها عددا من الشباب الذي انضم لما أطلق عليه " التيار المصري ". وقال ابراهم الهضيبى الباحث في الإسلام السياسي وحفيد مرشد جماعة الإخوان السابق مأمون الهضيبى أن شباب القوى السياسية وخاصة تيارات الإسلام السياسي أكدوا أنهم أكثر نضجا من القيادات وهؤلاء الشباب أكثر فاعلية ورغبة في التغيير والتأثير. وأضاف أن شباب جماعة الإخوان والسلفيين أكثر فاعلية وحيوية ولديهم استعداد كبير للتعاون مع القوى السياسية لأنهم غير محملين بتراكمات الماضي , فالشباب يرى أن المشاركة في مظاهرة ليس قرارا مصيريا وليس أمرا يتعلق بالهوية بل هو قرار فردى في الأساس لا يجب اللجوء فيه لمبدأ الطاعة . وأشار الهضيبي إلى أن مبدأ الطاعة الذي تستند إليه تيارات الإسلام السياسي في تقوية بنائها التنظيمي " بدأ يتفكك " لأن الطاعة تتعلق بالدين بينما السياسة وجهات نظر ومواقف متباينة وشباب القوى الإسلامية لم يعد يعتمد على موقف القيادات في تقرير وجهاته السياسية المرحلية. وأكد على هناك " ثقة كبيرة " بين شباب جماعات الإسلام السياسي والقوى السياسية الأخرى من يساريين وليبراليين كما أن هؤلاء الشباب يرون أن " حريتهم الفردية " هامة إلى درجة كبيرة وليس لديهم استعداد للتخلي عنها في قرار ليس مصيريا كالمشاركة في تظاهرة خاصة وأن تقدير مثل هذا الأمر ليس مصيريا . فيما يرى الدكتور جهاد عوده أستاذ العلوم السياسية أن شباب تيارات الإسلام السياسي مرتبط بالموجة الثورة التي تجتاح البلاد وأي شاب مهما كان انتمائه لا يرغب في التخلف عن الموجه الثورية بينما القيادات العليا لديها حسابات خاصة وإذا لم تحتوى القيادات كوادرها الشبابية فإن هذا سيؤدى إلى انشقاقات كبرى. ويشير عوده إلى أن الهياكل التنظيمية لقوى الإسلام السياسي أقل مرونة من القوى الليبرالية واليسارية الأخرى وهذا يرجع إلى طبيعة العقيدة المحركة لكل فصيل سياسي والتي تعتمد على الدين في تيارات الإسلام السياسي. وأكد أن هياكل التيار السلفي أضعف كثيرا من جماعة الإخوان والتي لديها تنظيم قوى وصارم وعريض ولذا سيواجه السلفيين مشاكل كبيرة عند السعي إلى تماسك تنظيمهم ويمكن أن يدفعهم هذا إلى وضع قواعد صارمة في حزب النور السلفي. وتسعى تيارات الإسلام السياسي في مصر إلى الحفاظ على تماسكها التنظيمي عبر إصدار قرارات عنيفة بحق من يخالف القيادات المركزية العليا كما أنها تسعى إلى إلزام منتسبيها بمبدأ الطاعة والذي يتجلى في القسم الذي يعلنه أي منتسب للجماعة . وتشير هذه الخلافات الواضحة داخل تيارات الإسلام السياسي في مصر إلى هوة شاسعة بين أفكار جيلين من المنتسبين إلى تلك التيارات , فهناك جيل العمل السري ومقاومة عنف السلطة مقابل جيل الشباب في عصر أكثر حرية وانفتاحا وقد تؤدى المواجهات من جانب جيل الشيوخ بجانب عملية إقصاء القيادات الإصلاحية إلى انتهاء مرحلة " الاحتواء " التي نجحت فيها جماعة الإخوان قبل الثورة. وكانت جماعة الإخوان قد فصلت قبل أيام القيادي الاخوانى البارز عبد المنعم أبو الفتوح الذي أعلن نيته الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة مخالفا لموقف الجماعة الرافض لترشيح أي اخوانى في تلك الانتخابات .