أنا طالب في المرحلة الثالثة بكلية أزهرية.. ولكن مشكلتي بدأت منذ كنت في ابتدائي وقتها لم تكن مشكلة لأنه كان شعوراً جميلاً. لقد أحببت الفتاة التي سأحكي لك عنها منذ كنت طفلا وكبر حبها داخلي حتي أنني لا أستطيع الاستغناء عنها لحظة. أرجو ألا تصرخي ساخرة في وجهي فهذا ما حدث فعلاً أنني صارحتها ونحن في الإعدادية وكانت إجابتها : وأنا الأخري.. وعندما حصلنا علي الثانوية العامة في القسم العلمي رفضنا أن ندخل كلية من كليات القمة وقررنا أن يكون مصيرنا واحداً فقدمنا في كلية واحدة لدراسة اللغة العربية. لكن المفارقة هي أن الكليات الأزهرية يكون الطلاب في كليات بعيدة عن كليات البنات وهكذا فرقتنا الجامعة ولم تجمعنا .. وأيضاً لأن كليتها جاءت في بلد غير الذي ذهبت أنا إليه.. والحمد لله اجتهدت حتي نجحت في السنتين الماضيتين بتقدير ممتاز ولا نتقابل وليس هناك تواصل وأنا لا أحتمل ذلك.. هل أرسل لها مع ابنة عمي رسالة ولكن أخشي أن يضايقها هذا. سيدتي ماذا أفعل الامتحانات علي الأبواب ولا أعرف التركيز فهي في منامي وصحوي كيف أستطيع المذاكرة وهي تسيطر علي حتي أنني كتبت فيها شعراً وكنت قد أخذت عهداً ألا أكتب عن أحد لكنها ليست أي أحد فهي حبيبة الروح ولا أستطيع الابتعاد عنها.. أرجوك انصحيني الامتحانات علي الابواب ولا أعرف أن التركيز بسبب هذا الموضوع.. ماذا أفعل؟ الصديق أحمد ** بالطبع لن أصرخ في وجهك لأنك أحببت منذ المرحلة الابتدائية.. لأنه لم يكن حباً بل هو التعود والألفة وكبر هذا الشعور وتحول لحب الآن ولكنه حب غير ناضج لأنك تذكر أشياء تتناقض مع بعضها منها مثلا أنك رفضت أنت وهي الدخول لكلية من كليات القمة وهذا ليس له علاقة بالحب فالحب لا يقتل الطموح بل يدفع به للأمام وأيضاً أن تقررا الدخول لدراسة شيء واحد ويكون ذلك من خلال كليات الأزهر ومعروف أن الكليات الأزهرية منفصلة.. ايضاً أن تكون أنت في بلد وهي في أخر فهذا معناه أن التنسيق هو الذي تحكم بكما وهذا لضعف المجموع وأن كنت تفوقت بعد ذلك وحصلت علي امتياز رغم بعدها عنك. اذن أين الجديد في المشكلة لقد مر نصف الوقت وتجاوزات الكثير وما بقي هو القليل فأين هي المشكلة؟ اتصور أنك تريد أن تشعر بحالة من العذاب وهذا شأن من يعشق الكتابة ويرغب في أن يكتب قصيدة جديدة مثلا هي حالة وحدة تعيشها لا أكثر لأنك مثلا صارحتها وانتما في الاعدادي فكيف لا تعرف أن تكلمها وأنتما في الجامعة هناك تناقض يا صديقي.. علي العموم تجاوز هذه الحالة فقد هانت المسافة وسوف تنهي دراستك وتذهب بعد ذلك لخطبتها وينتهي عذابك بنهاية سعيدة إن شاء الله وأعتقد أن حبها المفروض أن يدفعك للأمام حتي تناله زوجة مكرمة لديك ولكما أتمني السعادة.. التي يباركها الله بالزواج وأعلم أن عدم تواصلك هذا هو شكل من أرقي أنواع الحب لأنه صيانة لها من القيل والقال.. وأعلم يا صديقي أن الحب دافع للحياة والنجاح.
