أكد د. رفعت البدري أستاذ الصحافة بكلية الآداب جامعة المنوفية أنه بعد ثورة 25 يناير أصبح هناك فهم جديد لمؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية والمدنية بأنه لا بديل عن شراكة القطاع الخاص والجهات الحكومية وغيرهما. حيث إن الدولة لا تفي بهذا الدور وحدها وتلك الجمعيات تعزز دور الدولة. أوضح أن الجمعيات الأهلية مازال ينظر إليها نظرة شك بأن القائمين عليها لهم مصالح شخصية وليس هناك درجة من المصداقية بينها وبين رجال الأعمال. نظراً لأن النظام السابق كان يهدف لخدمة قضايا بعينها كقضايا المرأة والطفولة التي كانت ترعاها قرينة الرئيس السابق. أشار إلي أنه توجد فرصة تاريخية عظيمة عند بناء الدولة الجديدة يجب اقتناصها بمد جسور الثقة والتواصل لدعم هذه الجمعيات وتشجيع رجال الأعمال وكافة أفراد المجتمع علي التطوع بالمال أو بالوقت أو الرعاية والقيام بدور خدمي كما في مجال محو الأمية وتعليم البنات غير المتعلمات الحرف المختلفة وتخصيص ورش عمل للتدريب علي المشروعات الصغيرة. * وقال رشيد الفرماوي رئيس الاتحاد النوعي للجمعيات الأهلية بالمنوفية إن الجمعيات تقسم إلي نوعين هما: جمعيات الرعاية ومعظم أغراضها دينية وخيرية مثل كفالة اليتيم والرعاية الإسلامية. وجمعيات تنمية المجتمع المحلي منها جمعيات تنمية المرأة والمدن الجديدة والصحاري.. الخ وهذه تستهدف رصف الطرق وبناء مساكن إيواء فضلاً عن بناء المعاهد والمدارس والمستشفيات. وأشار إلي أن هناك 28 ألف جمعية علي مستوي الجمهورية منها 1300 جمعية أهلية بالمنوفية وحدها ثابتة لوجودها. لكن لم تأخذ حقها الإعلامي. مطالباً بإبراز نشاط تلك الجمعيات لتحفيزها علي تحقيق أهدافها. * وأضاف محمد حسن عبدالعال مراجع مالي بالشئون الاجتماعية أنه لكي نرقي بأداء الجمعيات المجتمعيات لابد من نشر فكر العمل الاجتماعي بين طوائف الشعب المختلفة خاصة الشباب من الجنسين إلي جانب اعطاء تلك الجمعيات المزيد من الحرية في اطار قانوني يتماشي مع أهداف الثورة المجيدة. موضحاً أن معظم الجمعيات ورؤساء مجالس الإدارة بها يعانون من القيود والعمل الروتيني. مطالباً بضرورة دعم الجمعيات في مراحلها الأولي خاصة الجمعيات المشهرة في قري وأرياف مصر من خلال الإعانات المقدمة من صندوق تمويل الجمعيات الأهلية. * وأوضح علي الميهي مدير إدارة الإعلام بجامعة المنوفية أن الجمعيات الأهلية جزء من القطاع المجتمعي في المجتمعات الحديثة وهي منظمات ربط ووصل بين مكونات المجتمع أضاف أن فكرة الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني تقوم علي التعاون والتكامل مع تحديد مجالات العمل والنشاط لكل طرف بهدف تعبئة أفضل لإمكانيات المجتمع وإدارة أكثر رشاداً لأمور الدولة.. مشيراً إلي أنه لا توجد رقابة علي الجمعيات الأهلية فضلاً عن ضعف المتابعة الميدانية وغياب التنسيق وتضارب الأفكار والاتجاهات مما يحول تلك الجمعيات إلي كيانات ضعيفة هشة غير قادرة علي العطاء أو الخدمة بإيجابية. وقال إنه حدث تكالب علي انشاء مثل هذه الجمعيات عقب الثورة مما يؤدي إلي تشتيت الخدمات نظراً لتشابه تلك الجمعيات وتكرار نشاطها. وهناك بعض العاملين بالشئون الاجتماعية المنوط بها مراقبة هذه الجمعيات من ضعاف النفوس وهم سبب تراجع دور المتابعة والتقويم لدور الجمعيات أو نتيجة تدخلهم وفرض إتاوات علي الجمعيات لانتدابهم كأعضاء يحاضرون في دورات وهمية للتربح مقابل غض الطرف عن المخالفات والتجاوزات. وطالب بوضع ميثاق شرف أخلاقي تلتزم به مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية الخيري. بالإضافة إلي ضرورة موافقة الجهات الرسمية علي المنح والمساعدات ومراجعة حسابات الجمعيات بدقة لحماية المجتمع من الاختراق تحت مسميات وستار الدعم الثقافي فضلاً عن التوعية والتدريب. * أضاف ابراهيم الطلي مدير عام بالتعليم أن الشئون الاجتماعية تفضل الدعم المادي لجمعيات تنمية المجتمع علي باقي الجمعيات الأهلية الأخري رغم أن معظمها لا يقوم بواجبه ويرجع ذلك إلي القائمين عليها. ناشد المسئولين باتخاذ الاجراءات اللازمة تجاه الجمعيات غير المفعلة علي أرض الواقع وزيادة الدعم المادي للجمعيات النشطة حتي تتمكن من أداء دورها علي أكمل وجه. * وطالب محمود المرسي مدير عام العلاقات العامة بمحافظة المنوفية بضرورة تفعيل دور منظمات المجتمع المدني في كافة عمليات التنمية علي المستوي المحلي والدور الحيوي الذي تلعبه الجمعيات الأهلية في خدمة مدن وقري المجتمع المحلي إلي جانب زيادة دعم المشروعات الصغيرة للأسر الفقيرة وتأهيل تلك الأسر في التعامل مع مشكلاتها بشكل علمي ودعم كافة صور القروض من أجل المشروعات الصغيرة. * وأكدت عزيزة عمار وكيلة وزارة الشئون الاجتماعية بالمنوفية أن المنوفية بها 400 جمعية تنمية مجتمع محلي تعمل في المجالات التنموية المختلفة من رعاية صحية وإقامة مشروعات صغيرة ومنح القروض الدوارة للمرأة إلي جانب مشروعات الأسرة والطفولة والوجبات الجاهزة. وفي المجال الطبي انشاء العيادات الشعبية وتنظيم القوافل الطبية والاجتماعية وعقد الدورات التدريبية علي انتاج بعض المصنوعات.