أنشطة وفعاليات متنوعة.. معهد إعداد القادة يرسم ملامح جيل واعٍ ومبدع    قافلة دعوية مشتركة بين الأوقاف والإفتاء والأزهر الشريف بمساجد شمال سيناء    استقرار أسعار الخضراوات وانخفاض سعر البصل بالفيوم    قتلى وجرحى.. كتائب القسام تعلن استهداف ناقلة جند إسرائيلية في جباليا    الأهلي يواجه الترجي بالزي الأسود في نهائي دوري أبطال إفريقيا    ضبط 38 كيلو دجاج غير صالحة للاستهلاك الآدمي بمطعم بالفيوم    طلعت: إنشاء قوائم بيضاء لشركات التصميم الالكتروني لتسهيل استيراد المكونات    البيئة: بعثة البنك الدولي تواصل مناقشة نتائج تقييم ممارسات إدارة مخلفات الرعاية الصحية بالمستشفيات الجامعية    59 ألف متقدم لمسابقة المعلمين في يومها الثالث    رسائل السيسي للعالم لوقف إطلاق النار في غزة ورفض التهجير    سموتريتش: السيطرة على غزة ستضمن أمن إسرائيل    نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد السيدة زينب (بث مباشر)    "بعد 4 أشهر من وفاة والدته".. حفيظ دراجي ينعى أحمد نوير مراسل بي إن سبورتس    تجديد تكليف مى فريد مديرًا تنفيذيًا للتأمين الصحى الشامل    تفاصيل حادث الفنان جلال الزكي وسبب انقلاب سيارته    الأمن العام: ضبط 13460 قضية سرقة تيار كهربائى خلال 24 ساعة    لعدم تركيب الملصق الإلكتروني .. سحب 1438 رخصة قيادة في 24 ساعة    «جمارك الطرود البريدية» تضبط محاولة تهريب كمية من أقراص الترامادول    خمسة معارض ضمن فعاليات الدورة الثانية لمهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة    جوري بكر تعلن انفصالها عن زوجها رسميًا.. ماذا قالت؟    عيد ميلاد عادل إمام.. قصة الزعيم الذي تربع على عرش الكوميديا    بشهادة عمه.. طارق الشناوي يدافع عن "وطنية" أم كلثوم    "الإفتاء" توضح كيفية تحديد ساعة الإجابة في يوم الجمعة    في يوم الجمعة.. 4 معلومات مهمة عن قراءة سورة الكهف يجب أن تعرفها    محافظ أسيوط ومساعد وزير الصحة يتفقدان موقع إنشاء مستشفى القوصية الجديد (صور)    محافظ أسيوط ومساعد وزير الصحة يتفقدان موقع إنشاء مستشفى القوصية المركزي الجديد    كوريا الجنوبية: بيونج يانج أطلقت صاروخًا باليستيًا تجاه البحر الشرقي    بحوزته 166 قطعة.. ضبط عاطل يدير ورشة تصنيع أسلحة بيضاء في بنها    روسيا: مستعدون لتوسيع تقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة    أحمد السقا عن أصعب مشهد بفيلم «السرب»: قنبلة انفجرت حولي وخرجت سليم    ليفربول يُعلن رحيل جويل ماتيب    توريد 192 ألف طن قمح لشون وصوامع البحيرة حتى الآن    الحبس والغرامة.. تعرف على عقوبات تسريب أسئلة الامتحانات وأجوبتها    مصر تفوز بحق تنظيم الاجتماعات السنوية للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في 2027    برنامج للأنشطة الصيفية في متحف الطفل    الانتهاء من القرعة العلنية اليدوية لحاجزي الوحدات السكنية ب4 مدن جديدة    مواعيد مباريات الجمعة 17 مايو.. القمة في كرة اليد ودربي الرياض    تأهل هانيا الحمامي لنصف نهائي بطولة العالم للإسكواش    بعد 3 أسابيع من إعلان استمراره.. برشلونة يرغب في إقالة تشافي    انطلاق قافلة جامعة المنصورة المتكاملة "جسور الخير-21" المتجهة لحلايب وشلاتين وأبو رماد    في 5 دقائق.. طريقة تحضير ساندويتش الجبنة الرومي    سعر الدينار الكويتي اليوم الجمعة 17-5-2024 مقابل الجنيه المصري بالبنوك    خبير سياسات دولية: نتنياهو يتصرف بجنون لجر المنطقة لعدم استقرار    تقنية غريبة قد تساعدك على العيش للأبد..كيف نجح الصينيون في تجميد المخ؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17-5-2024 في المنيا    الاغتسال والتطيب الأبرز.. ما هي سنن يوم «الجمعة»؟    انطلاق امتحانات الفصل الدراسي الثاني لطلاب الشهادة الإعدادية بالجيزة.. غدا    جيش الاحتلال: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان وانفجار أخرى في الجليل الغربي    حدث ليلا.. أمريكا تتخلى عن إسرائيل وتل أبيب في رعب بسبب مصر وولايات أمريكية مٌعرضة للغرق.. عاجل    يوسف زيدان: «تكوين» امتداد لمسيرة الطهطاوي ومحفوظ في مواجهة «حراس التناحة»    بسبب عدم انتظام الدوري| «خناقة» الأندية المصرية على البطولات الإفريقية !    هانئ مباشر يكتب: تصنيف الجامعات!    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ليالي المحروسة
بقلم : خالد إمام E-mail:[email protected] الوفد سقط..بنيران صديقة!
نشر في المساء يوم 31 - 10 - 2010

انتهت الجولة الأولي من الانتخابات البرلمانية بحلوها ومرها. بنجاحاتها وإخفاقاتها. .. وتبدأ غداً الجولة الثانية والتي ستحدد نتيجتها شكل البرلمان في السنوات الخمس القادمة.
المشهد الانتخابي عامة يدعو في بعضه إلي الاحترام وفي البعض الآخر إلي الرثاء.
كان أشبه بفيلم "أكشن" حاولت بعض القوي تحويله إلي فيلم رعب لكنها سقطت في الاختبار كما سقط ممثلوها بإرادة شعبية.
بالتالي.. لم يكن أمامهم سوي الانسحاب لحفظ ماء الوجه وإلقاء الفشل علي شماعات الغير بادعاء التزوير وشراء الأصوات وتجميد احكام القضاء والبلطجة وغير ذلك من ادعاءات بلا دليل واحد.
الأن.. كيف سيكون حال البرلمان.. وهل هذا في صالح الوطن أم لا؟
تعالوا نبدأ "الحدوتة".. من البداية.
** السبت : هجوم استباقي
كلما كنا نقترب من 28 نوفمبر يزيد دعاؤنا إلي الله أن تمر الانتخابات البرلمانية علي خير.. فقد كان الشكل العام يوحي بأنها ستكون عصيبة ودموية.
لكن.. ورغم الانتهاكات والخروقات التي حدثت.. فإنها حتماً أنظف وأهدأ من سابقاتها عام 2005 وهذا ليس كلاماً انشائياً بل واقعاً تؤيده نسب وأعداد هذه الانتهاكات والخروقات وأيضاً الضحايا.
الفارق الوحيد أن محاولات التدخل الخارجي في الشأن الداخلي زادت هذا العام عن مثيلتها وبالتالي كانت ردود الرفض أزيد وأشد حدة.. ولنا الحق في ذلك.
وللحق والتاريخ.. فإن كافة الأحزاب الشرعية رفضت هذا التدخل السافر في الشأن الداخلي في رسالة وطنية واضحة تقول للغرب : "مالكوش دعوة بينا".. ومع ذلك لم تتوقف المحاولات وأيضاً لم يتوقف الرد المصري عليها وبمنتهي القوة والاستياء.
* * *
أنا لا ألوم الغرب علي استمرار محاولاته للتدخل في شئوننا.. ولكنني ألوم الأحزاب الشرعية وجماعة الإخوان المحظورة.
الغرب يتلكك في كلمة تقال هنا أو هناك.. وعندما تعلن الأحزاب رفضها للتدخل الخارجي ثم تقوم هي والجماعة المحظورة بهجوم استباقي علي الدولة واللجنة العليا والحزب الوطني وتتهم هذه الجهات بتزوير الانتخابات قبل أن تبدأ فإنها تعطي الفرصة للخارج أن يتكلم ويتدخل بحكم طبيعته وفهمه القاصر للأمور.
ويبدو أن الجماعة المحظورة التي تحاول احتكار الدين نجحت وهو النجاح الوحيد لها في اقناع بعض الأحزاب بأن الله أعطي مرشدها سره ومفاتيح غيبه أو أن كل إخوانجي مكشوف عنه الحجاب ويعلم ما سيحدث غداً!!.. والله مهزلة.
من هنا.. جرت الانتخابات فوق أرض ساخنة.. زاد من سخونتها سقوط رموز وكوادر ظنوا أنفسهم أنهم فوق الانتخابات وارادة الشعب وأنهم إذا دخلوا أي انتخابات لابد أن ينجحوا.. وبالتالي عندما فشلوا أصابهم السعار والجنون وكفروا بكل شيء.. الله. والوطن. والشعب.. وسعوا إلي الانقلاب علي الكل اعتقاداً ووهماً بأن انقلابهم سيحيل البلد إلي جهنم علي طريقة "نيرون".. لكنهم فشلوا في هذا أيضا.
** الأحد : استراحوا .. وأراحوا
نتيجة لكل ما سبق.. أعلنت الجماعة المحظورة الانسحاب من الجولة الثانية للانتخابات خاصة أنها لم ينجح منها أحد في الجولة الأولي رغم ما قاله أحد مرشحيها : لو الإخوان رشحوا "كلب ميت" سوف ينتخبه الناس!!!
تبعها وبالتبعية وبالتحالف معها قبل وبعد الانتخابات حزب الوفد الذي نجح منه عضوان في الجولة الأولي.
وهنا.. لابد أن نتوقف ونتأمل ونتساءل : لماذا الانسحاب وما هو الهدف منه؟
أنا لن أتحدث عن الإخوان.. لأنهم جماعة محظورة ومنحلة ولا تستطيع ترشيح أحد باسمها وفقاً للقانون والدستور ولكنها رشحت من رشحت تحت اسم "مستقل" وهو ما يرد عملياً علي د.محمد مرسي عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الرسمي باسم الجماعة عندما قال ان الإخوان جماعة شرعية ومشروعة تعمل طبقاً للدستور والقانون.. ونقول له إذا كان كلامك صحيحاً فلماذا لم ترشحوا أحداً باسم الجماعة؟! عموماً.. لقد أراحونا واستراحوا.
والكل يعلم أنهم لم يقدموا شيئاً تحت قبة البرلمان طوال 5 سنوات وظل ال "88 ندابة" يولولون ويلطمون ويصرخون ثم ينسبون لأنفسهم انجازات حكومة الحزب الوطني.. وبالتالي لم يشعر بهم المواطنون فعزفوا عنهم ورفضوهم.. وهو ما يفسر سقوطهم الشنيع في الجولة الأولي وان كان وجود 27 مرشحاً إخوانياً في الجولة الثانية يعتبر إنجازاً لهم.. عموماً وجودهم مثل عدمه.
أنا هنا سوف اتحدث عن حزب الوفد باعتباره حزباً شرعياً وله باع كبير في العمل السياسي وأكبر أحزاب المعارضة قاطبة.
لماذا انسحب؟ وهل هذا في صالحه وصالح الحياة السياسية بشكل عام؟
رأيي الشخصي ان انسحاب حزب بحجم الوفد هو ضربة تحت الحزام للوفد نفسه حيث أعتبر هذا الانسحاب خيانة لناخبيه وسلبية مرفوضة خاصة ان هناك قرارا من الجمعية العامة للحزب بالاشتراك في الانتخابات وان هذا القرار تحصن بالفعل.
البرلمان لن تتأثر شرعيته بانسحاب الوفد.. والذي سيتأثر هو الوفد كحزب ومرشحين وناخبين.
الحياة السياسية والحزبية والبرلمانية بوجه عام من مميزاتها النشاط والحركة وليس السلبية والركون والجمود والصمت والابتعاد عن الناس.
الذي أعرفه ان الحزب أي حزب قد تكون له ملاحظات واقتراحات أو حتي انتقادات علي شيء ما في العمل السياسي والحزبي والبرلماني وأعتقد أن الطريق الوحيد لفرضها وتحقيقها هو المشاركة والتفاعل وليس الانسحاب والانزواء والهروب من المعركة في منتصفها لأسباب في نفس يعقوب الوفدي.
قلت أمس الأول في برنامج بإحدي الفضائيات ان حزب الوفد هزم نفسه وبنيران صديقه.. وهذا حق.
كنت أأمل ألا ينساق السيد البدوي رئيس حزب الوفد للإخوان وألا يسير في ركابهم لأن الوفد المفروض انه حزب شرعي يقود المعارضة ولا يقاد من خارجين علي القانون.
لكن.. ما كل ما يتمني المرء يدركه.. تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
وسيعرف البدوي كم أخطأ في حق الوفد ومرشحيه وناخبيه والحياة السياسية والحزبية والبرلمانية بوجه عام
** الاثنين: التزوير.. لمن؟
الوفد والإخوان أسسا "معاً" انسحابهما علي عدة ادعاءات ومزاعم في مقدمتها: التزوير. والبلطجة. والرشاوي الانتخابية.. وتعالو.ا نفندها لنعرف هل معهما حق أم لا.
* "التزوير".. وأتساءل: من زور ولصالح من؟
هل تقصدون ان الحزب الوطني زور لاسقاط رموز من الوفد وكوادر الإخوان؟
إذا كان هذا قصدكم.. فمن الذي زور لاسقاط رموز من الحزب الوطني سواء بالخروج من البرلمان وفقد المقعد أو الاعادة؟
ألم تعلموا بسقوط د. مصطفي السعيد وزير الاقتصاد الأسبق ورئيس اللجنة الاقتصادية بالبرلمان. وشريف عمر رئيس لجنة التعليم. وإبراهيم الجوجري وعمر الطاهر وكيلي اللجنة التشريعية. وسيد جوهر رئيس لجنة الشباب. وإسماعيل هلال وكيل لجنة الصناعة؟
.. وألم تعلموا بدخول هؤلاء جولة الإعادة: عبدالرحيم الغول وسيد رستم وحمدي السيد ومندوه الحسيني ود. محمود أبوزيد وزير الري السابق وجمالات رافع وأحمد شوبير ود. عبدالأحد جمال الدين؟؟
هل أصابتكم العدوي من حلفائكم الإخوان وأصبحتم ندابين أنتم الآخرون لمجرد سقوط بعض رموزكم؟
قبل أن تتهموا أحداً بالتزوير.. اجلسوا وفكروا وحددوا بصدق مع النفس وحياد وشفافية من المخطيء.. وهل الخطأ فعلاً في الحزب الوطني أم فيكم أنتم الذين لم تحسنوا الاختيار؟
أنا هنا لا أتهم أياً من مرشحيكم بالسوء خاصة رموزكم فلا أعرف أياً منهم معرفة شخصية.. وربما يكون كل منهم إنساناً جيداً ولكن لم يكن ليصلح في هذه الدائرة أو تلك التي رشح فيها هذا العام.. ولهذا سقط.
ومن المؤكد.. انه لا مجال هنا للادعاء بأن الحزب الوطني رشح عدداً من رموزه الذين فقدوا الصلاحية بهدف الإطاحة بهم في إطار سياسة الإحلال ونتيجة للصراع بين الحرس القديم والجديد.
للأسف.. أنتم و"إخوانكم" فقط الذين تروجون لحدوتة الحرس القديم والجديد علي خلفية الإدعاء بالتوريث.. والمؤكد جداً ولأنه لا يوجد توريث فبالتالي لا يوجد أي صراع داخل الحزب الوطني الذي يعمل علي قلب رجل واحد.
والأفضل أن تبحثوا في دفاتركم أنتم ويقيناً تعلمون سبب الإخفاق ولكن لن تعلنوه اتقاء لثورة ناخبيكم.
* "البلطجة".. وأتساءل: أتباع من هؤلاء البلطجية؟
تقولون أنتم "وإخوانكم" انهم تابعون للحزب الوطني وللأمن.. وهذه فرية.. فالأمن لم يدخل أي لجنة إلا بأوامر من رئيس اللجنة بعد حدوث اقتحام أو تكسير للصناديق وهذا واجبه طبقاً للقانون.. وعيب جداً أن يدعي حزب كبير هذا الإدعاء علي أناس تحملوا الكثير من تجاوزات وسخافات وانتهاكات الناخبين من كافة التيارات.. لا أستثني أحداً.
هل الحزب الوطني هو الذي اضرم النيران في خيمة لجنة عامة لتحرق معظم الصناديق؟
وهل الحزب الوطني هو الذي أتلف 1045 صندوقاً جنبتها اللجنة العامة من النتيجة؟
وهل الحزب الوطني هو الذي قطع طريق القاهرة أسوان عقب سقوط مرشح الوفد بمركز القوصية بأسيوط وقتلت في الأحداث سيدة ورضيعها؟
وهل الحزب الوطني هو الذي ارتكب الاعتداءات الدامية في بلطيم وعلي الطريق الدولي الساحلي بالبرلس والحامول؟
وهل الحزب الوطني هو الذي جمع أكثر من 15 ألف إخوانجي وكلهم مسلحون ورابطوا أمام قسم شرطة مينا البصل بالاسكندرية في محاولة للاستيلاء علي الصناديق؟
هل.. وهل.. وهل.. الأسئلة كثيرة علي هذا النحو وان كنت أيضاً لا أبريء أبداً بعض مرشحي الحزب الوطني من ارتكاب مثل هذه التجاوزات في عدد من المحافظات ولكن يقيناً انهم ارتكبوها دون الرجوع للحزب.
يقيني إن جميع هذه الجرائم ليس لها غطاء حزبي بأي شكل من الأشكال.. وبالتالي أبريء جميع الأحزاب منها لأنها أحزاب شرعية ومحترمة وليست عصابات.
وأؤكد ان كافة الخروقات والانتهاكات تمت مواجهتها بالقانون واستبعاد كل الصناديق محل الشك فيها سواء كانت لمرشحين من الوطني أو من المعارضة أو من المستقلين.
* "الرشاوي الانتخابية".. وهنا أتساءل أيضاً: وما دخل الحزب الوطني في سلوكيات أفراد سواء كانوا مرشحين يدفعون أو ناخبين بلا ثقافة ارتضوا أن يبيعوا أصواتهم وأنفسهم بالفلوس؟
لماذا يتهم الحزب الوطني بالذات في ذلك؟
أرفض تماماً اتهام أي حزب بهذه التهمة.. فهذا لا يليق بأحزابنا.
إذن.. الإدعاءات الثلاثة باطلة ولا أساس لها من الصحة.. فلماذا انسحبوا إذن؟.. العلم عند الله.. وفي قلب قيادات الوفد.
** الثلاثاء: احترام القضاء
من بين الاتهامات الموجهة للجنة العليا للانتخابات ويستشهد بها علي عدم شرعية هذه الانتخابات وبالتبعية البرلمان الجديد الامتناع عن تنفيذ أحكام القضاء.
وسواء صدرت مئات الأحكام كما يقال أو حتي حكم واحد.. فالقاعدة هي ضرورة احترام هذه الأحكام أو ذلك الحكم.
السؤال: هل هذه الأحكام احترمت أم لا؟
يقيني انها احترمت ولم يمتنع أحد عن تنفيذها.
والتنفيذ هنا له طريقان: اما أن يكون الحكم نهائيا وباتا وبالتالي وجب التنفيذ فورا.. وهذا حدث بالفعل ومنها تغيير صفة حيدر بغدادي مرشح الوطني بالجمالية ومنشية ناصر وغيره كثيرون.
أو لا يكون الحكم نهائيا وباتا ومن حق المرشح أن يستشكل فيه أو يطعن عليه وهما طريقان قانونيان.. والاستشكال والطعن هنا أحد حقوق المدعي أو المدعي عليه التي نص عليها القانون.
من هنا.. أؤكد ان كل الأحكام القضائية تم تنفيذها سواء بالتنفيذ الفعلي بمنطوقها إذا كانت نهائية أو بالاستشكال والطعن عليها إذا كانت غير باتة.. وبالتالي يسقط من تلقاء نفسه هذا الادعاء والزعم.
** الأربعاء: برلمان شرعي
.. والآن.. ما هو شكل البرلمان القادم بعد انسحاب الوفد غير المبرر؟
* أولا: ستجري انتخابات الإعادة غدا بكل الأسماء التي أعلنت في نتيجة الجولة الأولي بمن فيهم مرشحو الوفد والمستقلون تحت عباءة الإخوان.. ومن حق الناخب ان يختار من يريد.
* ثانيا: من نجح من الوفد في الجولة الأولي من حقه أن يغير انتماءه إلي مستقل أو يدخل أي حزب آخر. ونفس الشيء لمن سينجح من الوفد أو الإخوان في جولة الإعادة.
* ثالثا: بعد النتيجة النهائية واكتمال البرلمان.. سنري من سيبقي ومن يستقيل ومن يغير انتماءه.. التغيير عادي.. أما الاستقالة فسوف يتبعها الإعلان عن خلو المقعد ثم فتح الباب لانتخابات جديدة علي هذا المقعد أو ذاك.
* رابعا: سيكون تمثيل المعارضة في البرلمان بسيطا جدا.. فلن يكون فيه - إذا استمر الوفد علي موقفه - سوي ممثلين عن أحزاب التجمع والغد والعدالة.. وقد يكون ايضا السلام والجمهوري ولكن في النهاية هو برلمان شرعي ولا خلاف في ذلك.. والمهم هنا ليس الكم بل الكيف وان كان مثل هذا البرلمان سيلقي بالعبء كله علي الحزب الوطني في التشريعات ومحاسبة حكومته.. ويقيني ان الحزب لن يقصر في ذلك أبدا خاصة انه لن يكون هناك "ندابون" أو سارقو انجازات الغير تحت قبة البرلمان.
ان أفضل ما في هذه الانتخابات.. خروج الإخوان من تحت القبة.
** الخميس: نموذج زكريا عزمي
..والآن .. ما هو المطلوب من نواب البرلمان الجدد خاصة الوزراء التسعة؟
مطلوب أن يكونوا أكثر التحاما بالجماهير.. أن يتواجدوا بصفة دائمة بينهم.. أن يحلوا مشاكلهم.. أن يرفعوا من مستواهم ومستوي الخدمات في دوائرهم .. أن يفيدوا الناس.
الناس أعطتهم أصواتهم بحب ولابد أن يردوا علي هذا الحب بحب مثله.. وحب النائب لا يكون بالسلامات والأحضان والقبلات ولكن بالخدمات والانجازات وتغيير وجه الحياة في دائرته.
ان لدينا تحت قبة البرلمان نموذجا لهذا الحب يتمثل في د.زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية ونائب الزيتون.
هذا الرجل لم يركن أبدا إلي موقعه الرفيع ولم يمتنع في يوم من الأيام عن التواجد بين أبناء دائرته يومي الجمعة ليصلي بينهم ويتفقد شوارع وخدمات الحي والأحد ليستقبل الأهالي ويتلقي منهم شكاواهم ويحلها فورا.. إلا إذا كان مع الرئيس في اجتماع أو زيارة خارجية.
من هنا.. فإنه بلا منافس في الزيتون لأنه نموذج للنائب كما يجب أن يكون.
يجب علي كل النواب وخصوصا الوزراء أن يتخذوا من د.زكريا عزمي وما يقوم به المثل والقدوة.. ومعهم الآليات التي تمكنهم من أن يكونوا نوابا صالحين.. يفيدون الشعب والوطن.
لا نريدهم أن يركنوا إلي مناصبهم الوزارية وحصانتهم البرلمانية وفقط.. لا نريد منهم ان يعطوا الفرصة للمتطاولين ان يتهكموا عليهم وعلي الحزب والحكومة.. لا نريد منهم أن يعطوا بأيديهم للغير مبررات رفضهم ومسوغات فشلهم.
فليكن الجميع زكريا عزمي في عمله ودأبه ومودته وحبه للناس وفهمه الصحيح لعمل النائب تحت القبة وفي دائرته.
فهل هذا كثير علي نواب حزب الأغلبية؟
** الجمعة: كلمات.. لكل العصور
* قال تعالي:
( إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) النور - 11
* .. وهذه قمة "الكبرياء".. كما يراها د.إبراهيم ناجي وهي رسالة منه إلي كل من يهمه الأمر:
أقبلت للنيل المبارك شاكيا..
زمني وقد كثرت عليّ همومي
ومسحت كفي والجبين بمائه..
علّي اهديء ثورة المحموم
وجلست أنثر جعبة معمورة..
بالذكريات جديدها وقديم
أيخيفني العشب الضعيف أنا الذي..
أسلمت للشوك الممض أديمي؟
وإذا وني قلبي يدق مكانه..
شممي وتخفق كبرياء همومي
اني لأحمل جعبتي متحديا..
زمني بها وحواسدي وخصومي
احني لعرش الله رأسا ما انحني..
بالذل يوما في رحاب عظيم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.