بعد ظهور الفيروس بمحافظات الغربيةوسوهاج والفيوم والاسكندرية يبدو ان مرض "الحمي القلاعية" خرج عن السيطرة فاللقاحات غير متوفرة بالأسواق والمضادات الحيوية بلا أي تأثير أو كما يؤكد المواطنون "لا تسمن ولا تغني من جوع". المشكلة ان المرض تجاوز الثروة الحيوانية ويهدد مرضي الكبد والقلب والسكر لضعف المناعة لديهم. أكد الخبراء انه من الممكن السيطرة علي الفيروس بشرط اتباع التعليمات وهي عزل الحيوان المريض وتطهيره بمحلول البيكربونات وطالبوا بالتحرك السريع لمنع تحول الفيروس لوباء. أوضح الخبراء ان اللحوم آمنة بشرط الحصول عليها من جهة معلومة وان تكون مختومة وحذروا من اللحوم مجهولة المصدر لأنها خطر علي المواطنين. انتشار لحمي القلاعية بين مواشي محافظة الغربية والعامرية بالاسكندرية وبعض قري سوهاج والفيوم أثار الذعر بعد نفوق المئات من رءوس الماشية وتفشي الوباء في المزارع الأمر الذي أدي إلي حدوث ارتباك بين المزارعين وتوالت احداث التجمهر وقطع الطرق وغيرها نتيجة هذه الكارثة وللأسف الشديد ليس لدينا لقاحات لتحصين المواشي ضد الفيرس لذلك يجب التحرك السريع لحل الأزمة واحتوائها قبل ان يتحول إلي وباء وحشي يهدد الثروة الحيوانية وندخل في متاهات ويصبح الفيرس مستوطناً لدينا كما شاهدنا من قبل مشكلة انفلونزا الطيور والخنازير اللذين وجدوا أرضاً خصبة لهم لعدم التصدي السريع. * د.عادل عبدالعظيم أستاذ الأمراض المعدية: أكد ان فيروس الحمي القلاعية له 7 أنواع يوجد في مصر نوعان فقط من هذا الفيروس هما A وO لكن ظهر حديثا نوع جديد يتم التحقق منه وتم ارسال عينات إلي المملكة المتحدةانجلترا لتحديده وبلورة صفاته حتي يتم التعامل معه لكن مع الأسف الشديد ليس لدينا لقاحات لتحصين المواشي من الفيروس حتي المضادات الحيوية لا تنفع ولا تشفع لذلك فالحل الأمثل في هذه المرحلة احتواء المشكلة عن طريق توقف اسواق الحيوانات وحركة التنقلات بالماشية بين القري والمحافظات وكذلك البدء في التعامل مع الحيوانات لوقايتها من الاصابة عن طريق غسل فم الماشية بمحلول بيكربونات 4% والأرجل بنفس المحلول وإذا ظهرت آفات علي حلمات اللبن يراعي تطهيرها بالاضافة لغسل احواض الشرب باستمرار كما يجب منع اختلاط الاغنام مع الابقار والجاموس حتي لا تصاب وتنقل المرض بين الماشية اثناء تجولها. أوضح انه من السهل التعرف علي الحيوان المصاب حيث تظهر عليه اعراض عديدة منها زيادة سيولة اللعاب وسماع صوت "مصمصة" في شفايف الماشية المصابة ثم العرج وانخفاض ادرار اللبن وبعض الحيوانات ترفس ويحدث وفاة فجأة للرضيع ومعظم الوفيات التي حدثت حتي الآن للعجول الصغيرة. اضاف انه باتباع ارشادات الوقاية تتعافي الماشية من 3 إلي 4 أيام فقط ومن السهل تفادي مضاعفات المرض من خلال التعامل السريع مع الحالة المصابة. اشار إلي أن التخلص من الماشية النافقة يكون إما بالحرق بتقطيعها إلي اجزاء صغيرة ووضعها في محارق صحية أو بالدفن علي عمق مترين ونصف المتر ووضع طبقة من الجير الحي ثم وضع رمل كثيف وطبقة أخري من الجير الحي حتي لا تكون هناك وسيلة للكلاب الضالة لنقل الفيروس. اضاف ان نسبة الاصابة في الإنسان ضعيفة لكن نخشي علي مرضي الأمراض المزمنة بالقلب أو الكبد أو السكر التعامل مع الحيوانات المصابة لضعف المناعة لديهم. * د.سعاد الخولي مدير مديرية الطب البيطري بالقاهرة: اشارت إلي ضرورة التحرك السريع لمواجهة مرض الحمي القلاعية الذي انتشر بصورة رهيبة بين ماشية محافظة الغربية وبعض قري سوهاج والفيوم والعامرية بالاسكندرية موضحة ان خطورة هذا الفيروس في الانتقال السريع عن طريق الجو. شددت الخولي علي ضرورة السيطرة علي جميع المناطق التي تحتوي المشكلة حتي لا تنتقل العدوي إلي باقي المحافظات فالأمر مازال يمكن تحديده وعلاجه والتحكم في المشكلة قبل ان تصبح وباء حقيقيا يهدد الثروة الحيوانية. اضافت انه يجب عزل الحيوان المصاب عن باقي الماشية حتي لا يصبح مصدراً للانتشار ونقل العدوي ولابد من تحديد اقامته وعدم تحركه بحرية إلا في غرفة محدودة لاحتواء الفيروس مع تقديم العلاج اللازم ومراعاة النظافة المطلوبة وبالنسبة للإنسان فرصة العدوة غير واردة لكن هذا لا يمنع اتباع ارشادات التعامل الآمن مع الماشية المريضة بوضع قفازات وغطاء للرأس. اضافت انه لابد من اتباع الطرق الصحية في التخلص من الحيوانات النافقة إما بالدفن أو الحرق الصحي بمحارق مغلقة وليس في جو مفتوح. * د.رحاب عبدالحي أستاذ صحة عامة بطب قصر العيني: أكدت ان اللحوم لابد وان يتم الحصول عليها من مصادر معلومة وان تكون مختومة ولا داعي للشك فيها لأن الختم يعني إجراء الكشف الطبي عليها وخلوها من الأمراض ويتم التعامل مع اللحوم بالشكل الطبيعي بالغسيل الجيد والطهي لكن المشكلة تكمن في اللحوم مجهولة المصدر والتي يتم شراؤها من أماكن غير مرخصة وليس عليها اختام كما ان عربات الكبدة وغيرها ممن يقدمون اللحوم الجاهزة لا تخضع لاشراف أو رقابة من وزارة الصحة لذلك احتمالات الاصابة بالأمراض واردة من المصادر غير الآمنة. * محمد وهبة رئيس شعبة الجزارين بالغرفة التجارية: المشكلة مازالت محدودة وبالتعامل السليم يمكن القضاء عليها وأهم شيء عزل الحيوانات المصابة وعدم اختلاطها بالسليم لمنع تفشي المرض ومن خلال العلاج والتغذية والنظافة يمكن احتواء الأزمة والقضاء علي الفيروس قبل أن يتحول لوباء مشيرا إلي أن معظم العاملين بالمزارع وتربية المواشي لديهم وعي وقدرة علي التعامل الآمن والتخلص من هذه المشكلة.