أتخوف من يوم 2 يونيو القادم وهو اليوم الذي سيصدر فيه المستشار أحمد رفعت أحكامه في القضية المتهم فيها الرئيس السابق حسني مبارك وأبناه علاء وجمال وحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق وستة من معاونيه بقتل المتظاهرين في أحداث ثورة يناير. ومصدر تخوفي أن الأحكام التي ستصدر سواء بالإدانة أو البراءة. وسواء كانت الإدانة مشددة أو مخففة سيكون لها رد فعل عنيف في الشارع المصري ولدي الرأي العام في الداخل والخارج. وسينشغل بها العالم كله من أقصاه إلي أقصاه. ندعو الله سبحانه أن يعين المستشار أحمد رفعت وزملائه القضاة الأفاضل علي المهمة الصعبة والشاقة التي وضعتها الأقدار علي كاهلهم لينطقوا بكلمة الحق والعدل.. فالقضية في منتهي الصعوبة وهي قضية رأي عام وقضية سياسية بالدرجة الأولي. وإن كانت التهمة الموجهة لرأس ورموز النظام السابق تهمة جنائية. القاضي عندما يراجع أوراق القضية بدقة متناهية ويلم بكل تفاصيلها ويدرس محتوياتها يكون أمام لحظة فارقة في حياته يكوّن خلالها عقيدته التي سينطق بها مراعياً الله وضميره فقط بعيداً عن أي مؤثرات خارجية.. ومن هنا يجب أن نتلقي أي حكم يصدره ونحن علي يقين أنه الحكم العادل ونرتضيه دون تعليق سواء بالاستحسان أو الاستهجان. لكن.. هل سيرتضي الرأي العام في مصر بالأحكام التي تصدر في هذه القضية أياً كانت هذه الأحكام؟ وكيف سيتقبلها ميدان التحرير وماذا سيكون صداها؟ القارئ البورسعيدي الصديق أحمد فراج أجاب عن هذا السؤال في اتصال تليفوني مبدياً تخوفه أيضا من رد فعل هذه الأحكام ومتوقعاً أن يكون رد فعل عنيفاً وواصفاً لها علي النحو التالي: * لو فرضنا وجاء الحكم بالإعدام سيختلف الناس علي الطريقة التي يتم بها إعدام الشخص المدان.. سيطالب البعض بالإعدام بالشنق لأن الحكم صدر من القاضي المدني الطبيعي.. بينما سيتشدد البعض ويطالبون بالحكم رمياً بالرصاص.. وربما يطالب البعض أن يتم الإعدام في ميدان عام.. وليكن ميدان التحرير!! * لو كان الحكم قد صدر بالسجن المؤبد.. لن يرضي ذلك البعض ويطالبون بالإعدام. * لو صدر الحكم بالسجن المشدد 10 أو 15 سنة مثلاً سيطالب البعض بالسجن المؤبد. * لكن المصيبة الأكبر والتي يمكن أن يترتب عليها كوارث -لا قدر الله- لو صدر الحكم بالبراءة. أعتقد ويعتقد معي القارئ البورسعيدي بل كل القراء أن الدنيا ستنقلب رأساً علي عقب.. وستخرج مظاهرات ليست عنيفة بل مدمرة. وتكون فرصة سانحة لاختلاط الثوار الحقيقيين بالبلطجية والمجرمين.. ولابد أن ننتبه من الآن.. ونحذر من مجازر مدبرة علي غرار مذبحة بورسعيد.. بل إن الأمر سيتجاوز تلك المجزرة إلي مجازر متعددة!! لابد أن نتعلم الدرس ونستوعب ما حدث في المدينة الباسلة التي ظلمت ظلماً بيناً في مجزرة المباراة المشئومة.. ونرجو أن يتنبه الأمن من الآن وتتعاون كل الأجهزة الأمنية والمخابراتية وتحذر مما سيحدث في هذا اليوم الذي يمكن أن نطلق عليه يوم الطامة الكبري.