التقرير الخطير لمنظمة الصحة العالمية عن وفاة 30% من الأطفال دون الخامسة بسبب سوء التغذية يمثل جرس إنذار شديد للأسرة وللمسئولين عن الصحة.. فرغم ان التقرير عن العالم كله إلا أن خبراء التغذية وأطباء الأطفال قالوا ان الدراسات والأبحاث المحلية أكدت وجود مؤشرات مقلقة.. و34% من الأطفال يعانون من قصر القامة و50% من الأنيميا الحادة.. مع تزايد حالات الأطفال المبتسرين.. اضافة لانتشار كل أمراض سوء التغذية ومنها السمنة المفرطة. الأطباء أرجعوا ذلك لنقص الثقافة الغذائية وارتفاع الأسعار مع انتشار الفقر والتركيز علي الوجبات الجاهزة التي تفتقر للعناصر الغذائية وليس بها سوي الدهون والنشويات. ** د. سمير موسي "استشاري طب الأطفال والأسرة بمستشفي دار الفؤاد" أكد أن الأم هي العنصر الأساسي في إصابة طفلها بأمراض سوء التغذية بداية من عزوف بعض الأمهات عن الرضاعة الطبيعية لأن لبن الأم هو الغذاء المتكامل اللازم لنمو المولود عقليا وجسديا لمدة سنتين من الولادة.. وعندما يصل الطفل للشهر السادس يحتاج للتغذية التكميلية.. مشيرا الي أن لبن الأم لا ينقصه سوي الحديد وفيتامين "د" ويمكن تعويضهما من أغذية أخري. أوضح ان انتشار الفقر في العالم أحد أسباب الإصابة بسوء التغذية حيث جعل توفير الغذاء المفيد للأطفال صعبا ويلجأ الكثيرون للأرخص والأقل قيمة كما ان الخدمات الصحية في مصر تعاني من قصور شديد حيث تفتقد الأمهات للتوعية اللازمة بكيفية التعامل مع الطفل وتدعيمه بالتغذية السليمة. ** د. مجدي نزيه "رئيس وحدة التثقيف الغذائي بالمعهد القومي للتغذية" أكد أن سوء التغذية بالنسبة للأطفال في مصر سببه الجهل الغذائي فقيمة الغذاء ليست في ارتفاع تكلفته فقد تتناول أسرة وجبة غذائية قيمتها 200 جنيه ونفس عناصرها موجودة في وجبة لا تتجاوز 3 جنيهات. أوضح ان عدم إلمام الآباء والأمهات بالمعلومات الغذائية السليمة قد يكلفهم ثمنا غاليا نتيجة عواقب أمراض سوء التغذية ومنها الأورام السرطانية والفشل الكلوي والسمنة. ** د. مني عبدالمسيح "أستاذ صحة الطفل والتغذية بالمعهد القومي للتغذية" أوضحت أن هناك 34% من الأطفال المصريين يعانون من قصر القامة دون أن يكون لدي والديهم هذه المشكلة.. حيث أثبتت الأبحاث أن السبب في ذلك يرجع لسوء التغذية في فترة مبكرة من عمر الطفل والأطفال يمرون بمرحلة نمو سريعة خلال السنتين الأوليين من العمر وأي خلل أو نقص في التغذية خاصة عنصر الزنك الموجود في الخضار والفاكهة له تأثير سلبي في اصابتهم بالتقزم. أكدت ان دراسة أعدها المعهد القومي للتغذية عن صحة الطفل كشفت ان من بين كل 100 طفل دون سن الخامسة يعاني طفل واحد من الأنيميا وهي أحد أمراض سوء التغذية.
