لقي الأب مصرعه في حادث أليم وترك أبناً طالباً بالجامعة و3 بنات.. تحولت حياتهم إلي جحيم ولا يجدون قوت يومهم خاصة ان "الأب" كان يعمل سائقا لأتوبيس ودخله يكاد يكفي احتياجات أسرته دون فائض.قرر "الابن" ترك الجامعة والبحث عن عمل في كل مكان ع مل في عدد من المقاهي وبعض المطاعم بمناطق مختلفة بالقاهرة والجيزة.. لكن مع مرور الوقت أصبح دخله منها لا يكفي احتياجات أشقائه البنات ووالدته المريضة.. ظل يبحث عن طريقة لجمع المال بأي وسيلة.تعرف علي كهربائي سيارات بأحد المقاهي وعرض عليه العمل معه وأغراه بالمكاسب التي يتحصل عليها من عمله في سرقة السيارات بأسلوب المفتاح المصطنع أو استغلال مهنته في توصيل الدوائر الكهربائية لتشغيل السيارة لمشاركته في نشاطه الإجرامي.. أعجبته الفكرة.. وظن انها ستخرجه من الأزمة المالية التي يمر بها واقتحما معاً عالم الإجرام وارتكب العديد من حوادث السرقة بمنطقتي المهندسين والزمالك.. يستولي علي السيارة ثم يستقلها إلي مكان مهجور ويفكك أجزاءها ويقوم ببيعها إلي تجار الخردة.ذاع صيته في المنطقة حتي ألقي القبض عليه في أحد الأكمنة وأحيل إلي المحكمة التي أصدرت حكمها ضده بالحبس سنة مع الشغل.. وعقب خروجه من السجن عاد لمزاولة نشاطه الإجرامي مرة أخري لكنه لم يستمر طويلا حتي سقط في قبضة رجال المباحث وصدر ضده حكما بالحبس 6 أشهر وعاد إلي السجن مرة أخري وكأنه أصبح عاشقا للحياة بين كلماتها وبرودة جدرانها الموحشة.بعد قضاء فترة العقوبة الثانية.. فكر في طريقة ليضلل بها رجال المباحث.. غير محل سكنه وكذلك غير أماكن سرقة السيارات وفي إحدي المرات حاول سرقة إحدي السيارات الفارهة وكان بها جهاز إنذار يعمل بصوت عال وعندما اشتغل جهاز الإنذار فوجئ بسكان المنطقة والأهالي يلتفون حوله ويمسكون به حتي حضر رجال المباحث واقتادوه إلي قسم الشرطة وأحيل إلي المحكمة التي أصدرت ضده حكما بالحبس سنة مع الشغل ليعود إلي السجن.كان مدير الإدارة العامة للمباحث قد وردت إليه معلومات تفيد بسرقة بعض السيارات أثناء وقوفها في الشوارع أمام مساكنهم بمناطق مختلفة بالجيزة.أصدر علي الفور توجيهاته إلي رجال المباحث بعمل التحريات اللازمة وكشف غموض الحادث.. أسفرت التحريات أن وراء حوادث السرقة طالب جامعي ترك الدراسة عقب وفاة والده السائق.واستعان بكهربائي سيارات ليسهل له عمليات السرقة.وبمناقشته قال إن والده توفي في حادث تصادم علي طريق مصر إسكندرية الصحراوي وكان يعمل "سائق أتوبيس" بأجر يومي وترك له والدته المصابة بمرض السكر وتحتاج إلي أدوية و3 بنات بمراحل التعليم المختلفة فلم يجد أمامه سوي أن يضحي بمستقبله في سبيل الانفاق علي أسرته والحفاظ علي اخواته البنات من الانحراف.أضاف أنه عمل في العديد من المقاهي والمطاعم لكن دخله منها كان ضعيفا ولا يكفي احتياجات أسرته.. بعدها قرر الانحراف بمعاونة كهربائي السيارات وارتكب العديد من حوادث السرقة كان يستقل السيارة إلي الأماكن المهجورة بالأراضي الصحراوية ويقوم بتفكيكها ثم ببيعها لتجار خردة السيارات.. عاد عليه منها ربح كبير ودخله منها كان يكفي احتياجات أسرته.. وامتلك السيارة الفارهة والشقة الفاخرة واعتقد أن الحظ ابتسم له وأنه أصبح من أولاد الذوات لكن رجال المباحث كانوا له بالمرصاد يتابعون تحركاته ويرصدون نشاطه.. ويلقون القبض عليه في حملاتهم المستمرة أو فور تلقيهم أي بلاغ بسرقة سيارة.. وضيقوا عليه الخناق.. وكلما أفرج عنه عاد إلي السجن مرة أخري.وفي النهاية قال: لعن الله الظروف الصعبة.. والشيطان الذي زين لي طريق الإجرام فظننت انه الوسيلة السهلة لجمع المال وتحقيق الثراء.. لكنني اكتشفت بعد رحلة طويلة علي دربه انه مجرد وهم زائف قاده إلي النهاية المظلمة وأن الأحلام التي عاش يسعي لتحقيقها ما هي إلا سراب حطمت حياته وأضاعت مستقبله.