تتعرض محافظة أسوان الي كوارث السيول باستمرار لدرجة أن احدي المناطق الشعبية المزدحمة بمدينة أسوان تسمي بمنطقة "السيل الجديد". كما يخترق المدينة من جنوبها الي شمالها مخر للسيول تم إنشاؤه في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي لحماية الأهالي من أخطار السيول المتكررة ويطلق عليه حاليا اسم "مصرف السيل". عانت أسوان كثيرا من كوارث السيول عبر تاريخها الطويل ومن أشهر السيول التي سقطت عليها كانت في مناطق عزب كيما والحكروب بمدينة أسوان خلال عام 1979 والتي أدت الي انهيار عدد كبير من المنازل لدرجة أن الرئيس السادات جاء خصيصا لتفقد هذه المنطقة المنكوبة وقرر نقل الأهالي الي مساكل للإيواء العاجل في منطقة الصداقة القديمة. كما شهدت أسوان كارثة أخري للسيول في يناير قبل الماضي حيث انهمرت الأمطار علي قري أبوالريش بحري وقبلي المتأخمة للجبال وأدت الي انهيار 2168 مسكنا ما بين انهيار كلي وجزئي وتصدعات. يقول خالد ضوي من قرية أبوالريش قبلي إن مخرات السيول في قرية العقبة الكبيرة والعجيباب والنجع الجديد والشيخ علي بأبوالرئيس موجودة كما هي. ولاتحظي باهتمام المسئولين ولو نزلت السيول مجدداً سوف يحدث دمار شامل للقرية كما حدث منذ عامين. أضاف أن المساكن التي تقع في مخر السيول في منطقة النجع الجديد بالشيخ علي مازالت موجودة كما هي وفي حالة سقوط السيول مرة أخري سوف تتكرر نفس الكارثة التي وقعت منذ عامين وذلك علي الرغم من إنشاء العديد من المساكن لمتضرري السيول في قرية الهلال الأحمر بالأعقاب وقرية العلاقي جنوبأسوان ويتساءل متي سيتم نقل المتضررين من السيول الي المساكن التي تم بناؤها لهم. أوضح ضياء من أبناء قرية أبوالريش أن المسئولين يريدون استكمال مخرات السيول الموجودة في القرية لكي تمتد الي النيل علي غرار المخرات الموجودة في خور أبوسبيرة والعقبة. لكن الأهالي يرفضون ذلك خوفاً من إزالة مساكنهم. من جانبه أكد المهندس أحمد بشير مدير عام الري بأسوان أنه تم التأكد من نظافة "البرابخ" أسفل الطرق المرصوفة. وأسفل خطوط السكك الحديدية والتأكد من خلوها الكامل من أية تعديات واستعدادها لاستقبال المياه المتوقعة في حالة سقوط السيول من ناحية أخري اعلنت المحافظة حالة الطواريء استعدادا لموسم السيول وهطول الأمطار الغزيرة. حيث قامت المحافظة بالتعاون مع الإدارة العامة للمواد المائية والري بأسوان بوضع خطة للطواريء ومواجهة أي سيول قد تحدث خلال الفترة المقبلة حيث تم تنفيذ مجموعة من الاجراءات الوقائية والتنسيق مع إدارة والري والوحدات المحلية للمرور علي جميع السدود ومخرات السيول علي مستوي المحافظة وعددها 25 مخرا من الشروانة شمالا الي منطقة كيما جنوبا.