دائما ما تتحرك الأجهزة المعنية لمواجهة أي كارثة بسياسة رد الفعل وهو ما حدث تحديدا في أزمة السيول التي داهمت قري مركز أسوان في يناير الماضي عندما اندفعت المياه عبر المخرات الطبيعية التي لم يتم تطهيرها لتغرق المساكن ومع الكارثة تحركت أجهزة الدولة لتعويض المواطنين وبناء مساكن جديدة, المؤسف أن حلول الأزمة توقفت عند هذا الحد ولم تكلف وزارة الري والموارد المائية نفسها بإعادة مراجعة أعمال تطهير هذه المخرات التي أصبحت تنذر بوقوع كارثة جديدة خاصة مع التقلبات الجوية المتكررة.. الأرض الطيبة انتقلت إلي حيث مواقع هذه المخرات, حيث حذر أهالي قري مركز أسوان من إمكانية عودة السيول مرة أخري واتهموا وزارة الري بالتقصير في أعمال تطهير المخرات التي امتلأت بالحشائش والهيش رغم توجيهات محافظ أسوان بذلك. في البداية أكد ضياء الدين خيري عضو المجلس المحلي للمحافظة وأحد أبناء مركز أسوان أن المخرات لاتزال كما هي, وقال إن وزير الري عندما تفقد مواقع السيول اكتفي بصرف مكافأة شهر للعاملين بإدارة الري بأسوان رغم تقصيرها الشديد, مما ينذر بكارثة جديدة تلوح في الأفق, وقال إنه تناول هذا التقصير خلال إحدي جلسات المجلس المحلي وشدد اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان علي مسئولي الري بالعمل علي تطهير المخرات من أي معوقات لتدفق المياه, ولم يحدث أي جديد حتي الآن, وأوضح أن مياه السيول التي مر عليها حوالي4 شهور لاتزال راكدة في بعض المخرات, مما تسبب في تعفنها وإصابة العديد من المواطنين بأمراض جلدية, وهو ما دعا مديرية الشئون الصحية للقيام برشها بالمبيدات لوقاية المواطنين من أبناء القري المجاورة لهذه المخرات. وحدد عضو المحلس المحلي للمحافظة هذه المخرات في مواقع خور أبوسبيره والعجباب والشيخ عمران مطالبا الجهات الرقابية المختلفة بالتحقيق في هذا الاهمال. ومن منطقة خور أبوسبيرة قال مصطفي محمد كرار إنه قام بإبلاغ إدارة الري بأسوان في أكثر من مرة لتطهير المخر الخاص بالمنطقة وهو مخر طبيعي يمتلئ بالهيش ولم يتحرك أي مسئول حتي الآن لافتا إلي أنه في حالة مداهمة أي سيل للمنطقة سوف يدمرها هذه المرة بالكامل, ويطالب اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان بالتدخل قبل أن تحدث كارثة جديدة. ويشير حسن عبدالوهاب عضو مجلس محلي قروي أبوالريش بجهد المحافظة في علاج أزمة السيول, في الوقت الذي لم تتحرك فيه أجهزة الري إلي الآن, ويقول إن المصيبة الكبري هي عدم متابعة سدود الحماية في أعلي الجبال, والتي من الممكن أن تحد كثيرا من تدفق مياه السيول, ويقول إن تلاميذ إحدي المدارس القريبة من المخر الخاص بنجع العجبات لم يتحملوا الرائحة الكريهة للمياه الراكدة وأغلبهم لايذهب إليها رغم قرب عقد امتحانات الفصل الدراسي الثاني, ويبدي دهشته من عدم قيام الري بربط هذا المخر بالمصرف الذي لايبتعد عنه بأكثر من100 متر غرب الطريق الزراعي القاهرةأسوان ويقول إن إهمال الري لم يتوقف عند ذلك فقط, بل قامت أجهزته بردم جزء قامت الوحدة المحلية بحفره وربطه فيما بين المخر والمصرف الخاص بالمزارعين والذي يبتعد عنه مترين فقط, وحذر العضو من تقاعس أجهزة الري في التحرك للقيام بالإجراءات الوقائية قبل حلول كارثة جديدة بقري مركز أسوان.