أن يتعانق اليوم عيد الأضحي المبارك مع انتهاء صوم العذراء فمن المؤكد أنك لن تجد أبداً هذه الظاهرة الفريدة وتلك الصدفة الرائعة الا في مصر المحروسة فقط. فيا من تتمنون سقوط مصر في مستنقع الفتنة الطائفية ويا من تسعون في الأرض فسادا وافسادا وتقتلون اولادنا من المسلمين والأقباط بتمويل قطري وبتحريض تركي وبتخطيط صهيوني ويا من تحاولون دق الأسافين بين جناحي الأمة.. يا كل هؤلاء ومن علي شاكلتهم هاهو العيد عندنا في مصر فقط "هلال وصليب".. ضربة إلهية ساحقة ماحقة لكم.. فليخسأ المتآمرون وليخرس المتطاولون وليعمي الكارهون. نعم.. احتفلنا أمس بوقفة عرفات.. ركن الحج الأعظم ونحتفل اليوم بأول ايام عيد الأضحي المبارك.. اعتدنا نحن شعب مصر العظيم ان نهنيء بعضنا بعضا.. لا فرق بين مسلم وقبطي لأننا شعب واحد ونسيج متفرد.. جاري القبطي يأتيني ويصافحني مبتسما وهو يقول لي "عيد سعيد.. كل عام وانت واسرتك بخير وسلام" ثم يحتضنني ويقبل رأسي. نعم .. احتفل اشقاؤنا الأقباط بصوم العذراء وهو أقصر صوم قبطي وينتهي اليوم .. يا الله في نفس يوم اول ايام عيد الأضحي وقد اعتدنا نحن شعب مصر العظيم ان نهنيء بعضنا بعضا.. آه .. أنا المسلم اهنيء أخي القبطي بانتهاء صوم العذراء وادعو الله ان يتقبل منه.. أذهب الي جاري القبطي واصافحه بوجه بشوش واقول له "صوم مقبول بإذن الله.. كل عام وانت واسرتك بخير وسلام" واحتضنه واقبل رأسه. نحن شعب مصر ليست لدينا اية مشكلة طائفية بين جناحينا.. المشكلة آتية من الخارج أو من اختراع أعداء الحياة .. مصر بلد راق.. قبل ثورة يوليو 1952 كان يعيش علي ارضها اصحاب الديانات السماوية الثلاث الاسلام والمسيحية واليهودية متجاورين وفي وئام.. الكل يتعامل مع الكل في محبة.. صداقة وعمل وجيرة وهو وضع ممتد منذ دخل الاسلام مصر وبعد الثورة وهجرة اليهود اصبح التعامل محصورا بين المسلمين والأقباط رغم وجود جالية يهودية تتكون من 6 أفراد وقد عاش جناحا الأمة اكثر من 1400 سنة شعبا واحدا متماسكا لكن ماذا نقول في "الاستعمار" الخارجي و"الاستحمار" الداخلي؟؟ اليوم .. يحتفل المسلمون برمي جمرة العقبة الكبري في "مني" وأداء طواف الافاضة بالكعبة المشرفة واليوم ايضا يحتفل أشقاؤنا الأقباط بنهاية صوم السيدة العذراء وسيقام أكبر واضخم الاحتفالات بدير السيدة العذراء في درنكة بأسيوط الذي اعتاد علي ان يستقبل اكثر من 3 ملايين زائر وهو الدير الذي يضم مغارة السيدة العذراء التي احتضنت عائلة المسيح عليه السلام في آخر محطات المسار المقدس خلال هروبها الي مصر. ألا يحق لي القول ان "العيد بمصر.. هلال وصليب"..؟؟ كل عام والمسلمون والأقباط بخير وسلام وفي رباط الي يوم الدين. وتحيا مصر.. أم الدنيا .