القومى للمرأة يناقش مستجدات إعداد دليل "التمكين"    "رياضة الشرقية": مليون مواطن احتفلوا بالعيد في مراكز الشباب    ارتفاع أسعار الذهب عالميا منذ بداية الأسبوع عند 2335 دولارا للأونصة    عاجل.. وزير المالية: الخزانة تتحمل 6 مليارات جنيه نتيجة لخفض أسعار الكهرباء لقطاع الصناعة    محافظة القاهرة ترفع 23 طن مخلفات خلال أيام العيد    «مصر للطيران» تسير 12 رحلة جوية لإعادة الحجاج المصريين غدا    لجنة التحقيق الأممية المعنية بالأراضي الفلسطينية: إسرائيل مسؤولة عن جرائم حرب في غزة    المستشار النمساوي: لن أسمح بأن تغرق البلاد في الفوضى بحل الحكومة    التحقيق مع سائق النقل الجامبو المتسبب في دهس مشجعتي الأهلي أمام ستاد برج العرب    توافد كثيف للمواطنين على مراكز شباب الشرقية خلال إجازة العيد    بيان من المستشار القانوني للاعب الدولي محمد الشيبي    «الداخلية» تكثّف الخدمات المرورية على الطرق لتأمين احتفالات عيد الأضحى    وفاة ثالث حاج من الوادي الجديد أثناء تأدية مناسك الحج بالأراضي المقدسة    ضربات أمنية مستمرة لضبط مرتكبي جرائم الاتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي    «المختصر المفيد» على صفحات «الوطن» غدًا.. والبداية مع اللغة العربية    30 مليون جنيه إيرادات 4 أفلام مصرية في ثالث أيام عيد الأضحى    الصحة: تنفيذ 129 برنامجا تدريبيا ل10 آلاف من العاملين بالوزارة والهيئات والجهات التابعة    غرق سفينة الشحن «توتور» بالبحر الأحمر بعد هجوم للحوثيين    نجل نتنياهو يهاجم قائد سلاح الجو الإسرائيلي: أين كان في 7 أكتوبر؟    إعلان حكام 4 مباريات في كوبا أمريكا    تواصل الإقبال على الحدائق والمتنزهات في رابع أيام عيد الأضحى بالمنيا    الحالة الثالثة.. وفاة حاجة من رأس غارب أثناء تأدية مناسك الحج    بقيمة 7 ملايين جنيه.. ضبط قضايا اتجار غير مشروع في النقد الأجنبي    أخبار الأهلي : ثنائي جديد يقترب من الظهور مع الأهلي أمام الداخلية    "الجدي والسرطان" الأبرز.. خبيرة فلك تبشر 6 أبراج فلكية    لجنة التحقيق المعنية بالأراضى الفلسطينية: إسرائيل نفذت جرائم حرب ضد الإنسانية    برنامج «صباح الخير يا مصر» يحتفي بذكرى ميلاد الراحل حسن حسني (فيديو)    عمرو دياب يستعيد الذكريات ب ميدلي من أغاني زمان في حفله بدبي    توفير 306 ألف وحدة إسكان اجتماعي وبنية تحتية متطورة ضمن خطة 2023/2024    هيئة الدواء تصدر منشورا عن «فقر الدم المنجلي» في يومه العالمي.. ما أعراضه؟    حملات مكثفة لرصد محاولات البناء العشوائي وإزالة التعديات المخالفة بالشرقية    كورييري: الهلال يرغب في ضم بن ناصر    تحرير (164) مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة    وكالة الأنباء السورية: مقتل ضابط جراء عدوان إسرائيلي على موقعين في القنيطرة ودرعا    أجر عمرة.. مسجد قباء مقصد ضيوف الرحمن بعد المسجد النبوي    استياء مجلس إدارة الزمالك من جوزيه جوميز بسبب «تسريح» فريق 2003 (خاص)    تراجع أسعار النفط بعد زيادة مخزونات الخام الأمريكية    الصحة: تقديم خدمات الكشف والعلاج ل 18 ألف و726 حاجا مصريا    محمد رمضان يعلن غيابه عن دراما رمضان 2025 للموسم الثاني على التوالي    عاجل| مصدر رفيع يكشف حقيقة موافقة مصر على المشاركة في قوة عربية للسيطرة على معابر غزة    ما هي الأشهر الحرم وسبب تسميتها؟    استشاري باطنة: المبادرات الصحية في مصر مبتكرة وساهمت في القضاء على أمراض متوطنة    «الصحة» تحدد أفضل طريقة لطهي اللحوم الحمراء: لا تفرطوا في تناولها    أسعار البيض اليوم الأربعاء    زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب المناطق الشمالية في باكستان    عصابة الماكس.. أفراد تخلت عنهم العائلة وجمعتهم الجريمة    فعالية «توظيف مصر» برعاية «التحالف الوطنى»    أول تعليق من اللاعب محمد الشيبي على قرار المحكمة الرياضية الدولية | عاجل    تنسيق الجامعات 2024.. قائمة الجامعات الخاصة المعتمدة بوزارة التعليم العالى    استشهاد 7 فلسطينيين فى قصف إسرائيلى على شمال غربى مخيم النصيرات وغزة    سورتان للمساعدة على التركيز والمذاكرة لطلاب الثانوية العامة    ناقد فني: أعمال عادل إمام توثق مراحل مهمة في تاريخ مصر    هل الأموات يسمعون كلام الأحياء؟ دار الإفتاء المصرية تكشف مفاجأة    «ثورة أخيرة».. مدينة السلام (20)    الحكومة الجديدة والتزاماتها الدستورية    لبيك يا رب الحجيج .. شعر: أحمد بيضون    «بايدن» يستنجد ب«المستنجد»!    احتفالية العيد ال 11 لتأسيس ايبارشية هولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لعنة النظام السابق.. تطارد القناطر الخيرية حكومة نظيف أهملت ملف تحويلها إلي مزار سياحي عالمي
نشر في المساء يوم 29 - 10 - 2011

تعرضت مدينة القناطر الخيرية علي مدار أكثر من نصف قرن للإهمال المتعمد وعدم استغلال ما تتميز به من مقومات جغرافية وتاريخية وأثرية كان يجب أن تضعها منذ زمن طويل علي خريطة السياحة بمصر.
لم يلتفت أحد من المسئولين إلي الكنوز النادرة في درة النيل وتركوها للأشباح.. تنعق في حدائقها وعلي ضفاف نيلها الغربان وكأن هناك ما هو أهم من القناطر دون أن يكلف أحد من المسئولين خاطره لإضافة مدينة جديدة لتراثنا الأثري كي تكون مزاراً سياحياً وإضافة للدخل القومي.
التقت "المساء" المتخصصين في الآثار والمثقفين من أبناء القناطر الخيرية للتعرف علي موقف المدينة والفرص المتاحة لإدراجها علي خريطة السياحة في مصر.
فأكدوا أن القناطر تمتلك جميع مقومات السياحة العالمية من نيل وحدائق ومتاحف وكباري أثرية حيث يوجد بها أضخم مشروع ري قديم وهو قناطر "محمد علي باشا". وأوضحوا أنهم تقدموا بملف يضم مشروعات عديدة لتطوير القناطر ووضعها علي خريطة السياحة لكن الأفكار ظلت حبيسة الأدراج خلال حكومة نظيف والنتيجة انتشار العشوائيات والباعة وسيارات السرفيس بالميدان دون أن يراعي أحد تاريخ المدينة وحضارتها خاصة بعد الثورة وما شهدته البلاد من عدم استقرار.
أكد جمال البوهي عضو اتحاد الأثريين العرب ونائب رئيس الجمعية المصرية لتنمية المدن أن القناطر الخيرية تتمتع بمقومات نادرة فهي تمتلك أضخم مشروع ري "القناطر" أقامه "محمد علي" في حينه بالإضافة إلي موقعها علي ضفاف النيل وتفريعاته "دمياط ورشيد" ثم البيئة والتاريخ مشيراً إلي أنه لو تم ربط هذه العوامل ببعضها وتم استثمار النيل في السياحة بخط يبدأ من ميدان التحرير مروراً بمنطقة المزارات علي الكورنيش ثم متحف هيئة الكتاب الذي يضم أكبر وأندر المخطوطات في العالم وكوبري أبوالعلا الذي يجب إعادة تأهيله وكوبري إمبابة ومتحف "قصر محمد علي" علي أن تنتهي الرحلة بمرسي أمام محلج القطن الأثري بمدينة القناطر لتغير الحال تماماً.
أضاف: من الممكن عمل منطاد ليري السائح الدلتا والكباري الأثرية من الجو ثم تنتهي الرحلة بالنزول للغداء الريفي بالحدائق وهي أفكار تضمن تحول القناطر إلي مزار سياحي عالمي ليس بأقل من شرم الشيخ أو الغردقة.
أضاف البوهي: تقدمنا بملف للمسئولين في حكومات النظام السابق يتضمن مقترحات قابلة جميعها للتنفيذ لكن نظراً لعدم وجود تنسيق أو تعاون بين الري والآثار والسياحة والمحليات ومحاولة كل جهة من هذه الجهات الاستئثار بالقناطر الخيرية وحدها فشل المشروع وأصبح حبيس الأدراج وتوقفت القناطر عند نقطة البداية كما تركها "محمد علي باشا" مؤسس مصر الحديثة.
أشارت د. ناهد صادق محمد مدير المركز الطبي العام بالقناطر الخيرية إلي أن المسئولين أهملوا كنوز المدينة عن عمد خاصة نهر النيل الذي لو تم استغلاله في النقل النهري سوف يقضي علي مشكلة الطرق والمواصلات ويوفر التكاليف الباهظة التي تنفق علي النقل البري فضلاً عما يسببه من ازدحام مروري وحوادث متكررة تزهق الأرواح.. ليس هذا فقط بل أنه يمكن استغلال أبراج القناطر الواقعة علي الكباري الأثرية بوضع نظارة معظمة فوقها يشاهد السائح من خلالها الدلتا والأهرامات وفروع النيل مقابل دولار واحد يتم تحصيله لنحقق دخلاً لميزانية الدولة.
أوضحت د. ناهد صادق أن الدراسات العالمية أكدت أن 85% من دول العالم تعتبر السياحة ضمن أهم 5 مصادر للدخل القومي وكل 10 فرص عمل يخصص منهما واحدة في مجال السياحة وتساءلت أين نحن من هذه الدول؟!
اقترحت تشكيل مجلس أعلي للقناطر الخيرية يضم الري والآثار والسياحة والمحليات تكون مهمته النهوض بالمدينة والحفاظ علي ثرواتها وذلك علي غرار المجلس الأعلي للأقصر قبل أن تتحول إلي محافظة حتي لا تتضارب قرارات هذه الجهات وتحاول كل جهة العمل بمعزل عن الأخري.
أما د. أحمد يوسف وكيل الإدارة الصحية بقليوب فيؤكد أن القناطر الخيرية شهدت أسوء عصورها في السنوات الماضية فكلما تقدمت خطوة تراجعت خطوات ففي قرية مرجانة تم إنشاء مجموعة شاليهات كمشروع استثماري وفوجئنا أنه فشل وتحولت الشاليهات إلي خرابة للفشل في توفير المناخ المناسب لنجاح هذه المشروعات.
أرجع د. أحمد عدم النهوض بالقناطر إلي سياسات الحكومة السابقة وتصارع أكثر من جهة كالري والآثار والمحليات والسياحة علي الاستحواذ بالمدينة وكنوزها من نهر النيل وروافده والريحات الثلاثة التوفيقي والبحري والمنوفي.
أشار عبدالله نظمي رجل أعمال ورئيس مجلس إدارة إحدي الجمعيات الخيرية بالقناطر الخيرية إلي أن طمع هذه الجهات المتصارعة علي ثروة المدينة أدي إلي فشل أهم مشروع زراعي صناعي حيواني أقامه "محمد علي" علي أرض القناطر وذلك عندما انشأ محلج الأقطان والمعصرة ومصنع العلف لتبدأ دورته بتصنيع خيوط الملابس واستخراج الزيوت من البذور وتصنيع الأعلاف للمواشي وظل المشروع يعمل حتي عام 64 ثم توقف بفعل المسئولين وتم تسريح العمال من المحلج وضمه للآثار وتحولت أرض المعصرة إلي مساكن عشوائية سميت بمدينة "المهندسين".
التقت "المساء" السيد موسي رئيس مركز ومدينة القناطر الخيرية فأكد أن تعدد الجهات المشرفة علي المدينة واستخدام أسلوب المركزية في العمل وعدم التنسيق بين هذه الجهات تسبب في عدم أخذ قرارات موحدة من شأنها النهوض بالمدينة ووضعها علي خريطة السياحة في مصر.
أضاف أنه منذ أن تولي رئاسة المدينة وهو مهموم بمشاكلها وخاصة ما يتعلق بوضعها علي خريطة السياحة كمدينة لها طابع خاص فقد تم وضع خطة لتطوير كورنيش النيل ليكون متدرجاً علي ثلاث مستويات وقامت الإدارة الهندسية بعمل مقايسة بتكلفة أعمال ب 6 ملايين جنيه أرسلتها إدارة السياحة بالمحافظة للهيئة العامة لترشيد السياحة لكن فوجئت بإرجاء المشروع لحين انتهاء جامعة القاهرة من إعداد المخطط التفصيلي للمدينة.
أشار لم تتوقف محاولات مجلس المدينة للنهوض بالقناطر فقد تم مخاطبة الهيئة العامة للنقل النهري باستغلال مقومات القناطر وعمل سياحة نيلية ومؤتمرات ومرسي للأتوبيسات وطلبوا مقايسة ولم تنفذ. كذلك إعادة تشغيل 22 شاليه أقامتهم المحافظة لجذب السياحة بقرية مرجانة الواقعة علي النيل مباشرة بعد أن توقف تشغيلها منذ 4 سنوات نتيجة تعثر المستثمر في دفع القيمة الإيجارية وتم رفع قضية وفسخ العقد معه وإعداد ملف لعرضه علي د. عادل زايد محافظ القليوبية تمهيداً لإعادة تأهيلها من خلال مناقصة وإيجارها لأحد المستثمرين. فضلاً عن محاولات أخري لجذب أحد المستثمرين من أبناء القناطر للاستثمار بقرية مرجانة الواقعة علي مساحة 7 أفدنة علي النيل مباشرة لكن الظروف بعد الثورة عطلت إجراءات التنفيذ.
أوضح أنه في عهد المحافظ السابق تم شراء 4 آلاف متر بتكلفة 17 مليون جنيه من الشركة القابضة بأرض محلج القطن الذي تم ضمه للآثار لإقامة مركز ثقافي عالمي بالقناطر وتوقف المشروع.
أوضح أن توحل القناطر إلي مدينة سياحية ينعش الاقتصاد بالقليوبية ويوفر فرص عمل للشباب ولجميع أبناء المدينة.
وعن انتشار العشوائيات والباعة بالميدان أكد أنه تم عمل سوق حضاري للباعة عبارة عن 40 باكية مقابل تحصيل رسوم جنيه واحد قيمة رفع المخلفات عن الباكية الواحدة لكنهم تركوا هذه الباكيات مستغلين أحداث الثورة وافترشوا ميدان القناطر كما تركت سيارات الأجرة والأتوبيسات موقف المسجد القديم وأغلقوا الميدان مشيراً إلي أن هناك حملات مستمرة لرفع هذه الاشغالات وإعادة الميدان إلي طبيعته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.