في سوهاج آثار أبيدوس وأخميم معرضة للانهيار بسبب الأملاح والرطوبة الإهمال هو المتهم الأول في ضياع ثروتنا القومية وكنوزنا المتميزة في محافظة سوهاج وهذا الإهمال يتمثل في زيادة منسوب المياه الجوفية والصرف الصحي والزراعي علي الآثار مما يهدد بفقدان إحدي الثروات التاريخية والأثرية المهمة علي مستوي الجمهورية وأحد المصادر الأساسية للدخل القومي للمحافظة، فمحافظة سوهاج تتمتع بكثير من الآثار النادرة سواء الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية حيث يوجد بها أكثر من 20 مزاراً عالمياً منها الآثار الفرعونية بمنطقة أبيدوس بمدينة البلينا والآثار الإسلامية التي تضم العديد من المساجد والآثار القبطية التي تضم دير الأنبا شنودة (الدير الأربيض) ودير الأنبا بشوي والدير الأحمر وكنيسة دميانة وكنيسة أبوسيفين ودير العذراء ودير السبع جبال والآثار اليونانية وتضم انتيوبوليس وبطولوميس وأتربيس وبانوبوليس، كما تمتلك سوهاج وخاصة أخميم العديد من الآثار وتضم معبد رمسيس الثاني وبه أطول تمثال ومقابر الحواويش ومقابر السلاموني ووادي بئر العين والهجارسة وكذلك آثار بيت خلاف وتحتوي علي مصطبة الملك زوسر مؤسس الأسرة الثالثة الفرعونية وتعتبر النواة الأولي لبناء الأهرامات. ومازال بها آثار قديمة لم يتم التنقيب عنها مما يعرض كثير من الثروات للانهيار بسبب كثرة المياه الجوفية التي تحاصرها بالإضافة إلي تعرضها للنهب والسرقة من تجار الآثار ولعدم وجود الحراسة الكافية لحمايتها يقول د.محمد عبدالرؤوف أستاذ بكلية الآداب بجامعة سوهاج قسم الترميم: تتعرض آثار سوهاج والمباني الأثرية للانهيار والتهالك وخصوصاً منطقة أبيدوس وأخميم بسبب المياه الجوفية وخاصة عند احتوائها علي العديد من مصادر الأملاح مثل الكبريتات والكلوريدات والنترات التي تعرف بالتأثيرات السلبية للمياه الجوفية علي المباني والعمائر الأثرية وتنتج عن تأثير الرطوبة الأرضية أو مياه التربة. بشقيها السطحي والجوفي حيث تعتبر المياه الجوفية من أهم وأكثر العوامل المؤثرة علي المباني والعمائر الحجرية حيث تصدع أكثر من موقع بمنطقة أبيدوس وأضاف أن التأثير يزداد عند المباني المشيدة بأحجار حجرية ورملية بالإضافة إلي الطوب اللبني والمحروق وحيث إن معظم العمائر الأثرية في سوهاج مشيدة بهذه النوعية مما يهدد بالانهيار في أي وقت. وأشار إلي أن الدراسات كشفت أن عمليات التلف الناتجة عن تأثير المياه الجوفية أنها تتبع ميكانيكية غاية في التعقيد بسبب التنوع الشديد في مصادرها واختلاف درجات ملوحتها بالإضافة إلي ارتفاع مناسيبها التي تم حصرها في ثلاثة مصادر هي مياه الصرف ومياه نهر النيل وشبكات الترع المحيطة ومياه الصرف الزراعي حيث تعمل هذه المصادر علي إذابة وتحطيم المعادن بالإضافة إلي تأثيرها علي الثبات المعماري. طالب بسرعة إجراء عمليات الترميم والتطوير لهذه الآثار وسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية آثار المحافظة واستغلالها سياحياً بالمستوي الذي يجعلها مصدر دخل وفيراً للمحافظة وذلك من خلال وضعها في مكانة بارزة علي الخريطة السياحية لمصر وخاصة أن سوهاج تتمتع بالمقومات التاريخية التي تؤهلها لتحتل هذه المكانة.. صور أخري للإهمال الذي يحاصر الآثار وتتمتل في عدم وجود ميزانية مناسبة في تمويل عمليات التنقيب والآثار المتناثرة في ربوع وتلال المحافظة وقلة البعثات التي تقوم بعمليات التنقيب والأمر الذي نتج عنه ترك أكثر من ثلثي الآثار مدفوناً تحت الرمال في الوقت الذي تتوالي فيه حملات الاستكشاف والحفر عن طريق هذه الكنوز من جانب (مافيا الآثار) بما يسهل معه سرقة هذه الآثار الخاصة وكان آخرها بمركز ومدينة المنشأة وذلك لعدم وجود الحراسة اللازمة حول المناطق الأثرية للمحافظة وفي مقدمتها مدينة أخميم المزدخرة بالآثار أكد د.محمد عبدالرؤوف علي أهمية وجود حماية إلكترونية للآثار لحمايتها من الإهمال والتعدي.