الأمر المؤكد ان مصر انطلقت خلال السنوات القليلة الماضية إلي آفاق أوسع وأرحب في مجالات عديدة.. رغم اضطرارنا اضطرارا إلي اللجوء لتعويم الجنيه المصري وما ترتب علي ذلك من رفع الأسعار.. ولكن رغم هذا فإن الدولة تسير بخطي واسعة.. في عمليات الإصلاح الاقتصادي والأمل في انه مع العام الحالي ستكون هذه العمليات قد حققت نجاحا يشعر به المواطن المصري. الحقيقة ان مصر تدفع الكثير والكثير لمواجهة الإرهاب والقضاء علي المؤامرات التي تفتعلها بعض الدول لزعزعة الاستقرار والأمن ولولا هذه المحاولات اليائسة لحققت مصر كل ما تحلم به من مشروعات بدأتها ونفذت بعضها والباقي نأمل تحقيقه هذا العام. الواقع ان مصر محاصرة بمؤامرات لا حصر لها من مختلف الاتجاهات.. بعضها من دول تدعي الصداقة ولكنها تتعمد تحويلها إلي خيانة ودول أخري تحاول ان تزج بنفسها في شئوننا الداخلية وكأنها وصية علينا.. في حين ان كل هدفها ضرب الوحدة الوطنية التي هي خالدة علي مر الزمان. نحن نتعرض منذ سنوات وحتي الآن لأعمال ارهابية يقوم بها ارهابيون يحصلون علي رواتب ومكافآت ومصروفات لتمويل هذه العمليات الاجرامية من دول ترتبط معنا بعلاقات وعندما نتحدث ونطالب بوقف هذه المساعدات لهؤلاء الارهابيين.. تأتي الردود سقيمة وسخيفة بأننا نتدخل في شئونهم الداخلية وهكذا يتم خلط الأوراق وتزداد الصلافة والبجاحة. ودول أخري تحاول النيل منا بشتي الطرق اما باختراع الأكاذيب أو اثارة الوقيعة أو محاولات تدبير المكائد لاثارة الصراعات وقديما كان مجرد اطلاق أي عبارة استفزازية تعني قطع العلاقات.. كما حدث في الستينيات عندما شعر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بأن هناك مكائد ومؤامرات تحاك حوله واصدار الرئيس الأمريكي ليندون جينسون بمنع المساعدات وتصدير القمح لمصر ان بادر بقطع العلاقات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية كما بادر ايضا لاسباب اخري بقطع العلاقات عن المانيا وفرنسا وبريطانيا كذلك كانت العلاقات المصرية العربية في الستينيات ايضا وقبل حرب 1967 في اسوأ حالاتها وكانت اسرائيل تتفنن في اثارة الاجواء المحيطة بالرئيس جمال عبدالناصر مع ادعاءات كاذبة باعتداءات وهمية علي سوريا الأمر الذي جعل مصر تخوض حرب 1967 بدون مبرر كما قيل. وفيما يبدو ان التاريخ يعيد نفسه ولكن مع فارق جوهري هو ان الرئيس السيسي يتمتع بهدوء بال وعدم انفعال.. وكل شيء يقوم به تتم دراسته ولهذا نحن في اطمئنان لأن مصر تسير علي الطريق الصحيح لتحقيق الأمن والرفاهية للشعب وتعويضه سنوات الظلام التي عشناها عندما كانت الطوابير طويلة أمام المجمعات الاستهلاكية للحصول علي كرتونة بيض أو زوج من الفراخ وعندما كانت الكهرباء دائمة الانقطاع والمياه لا تصل إلي البيوت خصوصا في الأدوار العليا والشوارع كلها حفر ومطبات والتليفونات لا تعمل.. كانت الحياة بالفعل بائسة هذا هو الفرق الجوهري بين عصر وعصر.. حمي الله مصر.. وجعل كل خطواتها تنطلق لحياة أفضل قوامها الاستقرار والأمن والرفاهية. مع إبراهيم نافع ** في السبعينيات من القرن الماضي وبعد حرب 6 أكتوبر أراد الزعيم الراحل أنور السادات تنفيذ مشروع اقتصادي علي غرار مشروع مارشال الذي نفذته دول أوروبا مع الدول التي تعرضت لخسائر فادحة في الحرب العالمية الثانية وفي اطار ذلك تم تكوين مجلس التعاون الاقتصادي بين المانيا ومصر. وفي شهر يوليو عام 1975 عقد المجلس أول اجتماع له في قصر جيمنيسن بمدينة بون وكانت ماتزال عاصمة المانيا الاتحادية أو الغربية كما كان يقال عنها وذلك قبل ان تنتقل العاصمة إلي برلين بعد اتحاد الالمانيتين الشرقيةوالغربية في ألمانيا واحدة وكان الوفد المصري برئاسة اسماعيل فهمي وزير الخارجية وضم عثمان احمد عثمان والمهندس ماهر اباظة والدكتور اسامة الباز. كما كان يضم الوفد من الصحافة علي أمين وابراهيم نافع وعبدالله عبدالباري وغيرهم من الصحفيين وكنت واحدا منهم. المهم ان ابراهيم نافع كان دائم الحركة واسع الاتصالات كان يقوم بتحديد مواعيد للوزراء وكبار المرافقين مع المسئولين الألمان.. كان بالفعل شخصية فريدة له اتصالات عديدة مع عدد كبير من المسئولين الالمان. واذكر انه جاء في ختام الزيارة وقال لي هل تريد ان تبقي اسبوعا في ضيافة الحكومة الالمانية طبعا وافقت علي الفور وبالفعل مكثت اسبوعا اضافيا في المانيا. هكذا كان ابراهيم نافع.. رجل كل المواقف صحفيا المعيا.. واسع الاتصالات.. استطاع ان يكتسب صداقة وحب الصحفيين ويكفي مع حققه من انجازات علي رأسها مبني نقابة الصحفيين.. رحمه الله رحمة واسعة.. فقد أمضي سنوات طويلة بين الغربة والمرض إلي ان اختاره الله إلي جواره.. له الرحمة.