نائب رئيس جامعة الأزهر يتفقد امتحانات الدراسات العليا بقطاع كليات الطب    صرف 80% من مقررات مايو .. و«التموين» تستعد لضخ سلع يونيو للمنافذ    برلماني: مشروع قانون تطوير المنشآت الصحية يشجع على تطوير القطاع الصحي    بنك مصر يطرح ودائع جديدة بسعر فائدة يصل إلى 22% | تفاصيل    افتتاح أولى دورات الحاسب الآلي للأطفال بمكتبة مصر العامة بدمنهور.. صور    أى انقسام فى إسرائيل؟!    قمة اللا قمة    البحرية الأوكرانية تعلن إغراق كاسحة الألغام الروسية "كوفروفيتس"    ليلة الحسم.. مانشستر سيتي يتفوق على وست هام 2-1 فى الشوط الأول بالدوري الإنجليزي.. فيديو    التعادل الإيجابي يحسم الشوط الأول بين آرسنال وإيفرتون    نهائي الكونفدرالية.. توافد جماهيري على استاد القاهرة لمساندة الزمالك    تشيلسي يحدد بديل بوتشيتينو| هدف برايتون    إصابة 4 أشخاص بطلقات نارية في مشاجرة بقنا    القبض على خادمتين سرقتا فيلا غادة عبدالرازق بالمعادي    عبير صبري تخطف الأنظار في حفل زفاف ريم سامي | صور    نقابة الموسيقيين تكشف مفاجأة بشأن حفل كاظم الساهر في الأهرامات    توافد كبير للمصريين والأجانب على المتاحف.. و15 ألف زائر بالمتحف المصري    الأربعاء.. مراسم دندرة للرسم والتصوير في معرض فني لقصور الثقافة بالهناجر    لمواليد 19 مايو .. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    هل يجوز الحج أو العمرة بالأمول المودعة بالبنوك؟.. أمينة الفتوى تُجيب    رجل يعيش تحت الماء 93 يوما ويخرج أصغر سنا، ما القصة؟    4 فيروسات قد تنتقل لطفلك من حمامات السباحة- هكذا يمكنك الوقاية    حقوق الإنسان بالبرلمان تناقش تضمين الاستراتيجية الوطنية بالخطاب الديني    قصف مدفعي.. مراسل القاهرة الإخبارية: الاحتلال يوسع عملياته العسكرية شمال غزة    جامعة العريش تشارك في اللقاء السنوي لوحدة مناهضة العنف ضد المرأة ببورسعيد    تفاصيل تأجير شقق الإسكان الاجتماعي المغلقة 2024    "أهلًا بالعيد".. موعد عيد الأضحى المبارك 2024 فلكيًا في مصر وموعد وقفة عرفات    وزير الصحة: الإرادة السياسية القوية حققت حلم المصريين في منظومة التغطية الصحية الشاملة    الكشف على 927 مواطنا خلال قافلة جامعة المنصورة المتكاملة بحلايب وشلاتين    مصرع شخص غرقًا في ترعة بالأقصر    القومي لحقوق الإنسان يبحث مع السفير الفرنسي بالقاهرة سبل التعاون المشترك    رئيس «قضايا الدولة» ومحافظ الإسماعيلية يضعان حجر الأساس لمقر الهيئة الجديد بالمحافظة    ما هو الحكم في إدخار لحوم الأضاحي وتوزيعها على مدار العام؟    «الإفتاء» توضح حكم حج وعمرة من يساعد غيره في أداء المناسك بالكرسي المتحرك    منها مزاملة صلاح.. 3 وجهات محتملة ل عمر مرموش بعد الرحيل عن فرانكفورت    إنجاز قياسي| مصر تحصد 26 ميدالية في بطولة البحر المتوسط للكيك بوكسينج    «الجوازات» تقدم تسهيلات وخدمات مميزة لكبار السن وذوي الاحتياجات    أزمة الدولار لا تتوقف بزمن السفيه .. مليارات عيال زايد والسعودية وصندوق النقد تتبخر على صخرة السيسي    «المريض هيشحت السرير».. نائب ينتقد «مشاركة القطاع الخاص في إدارة المستشفيات»    وزير العمل: لم يتم إدراج مصر على "القائمة السوداء" لعام 2024    10 نصائح للطلاب تساعدهم على تحصيل العلم واستثمار الوقت    وزيرة الهجرة: مصر أول دولة في العالم تطلق استراتيجية لتمكين المرأة    إيرادات فيلم السرب تتخطى 30 مليون جنيه و«شقو» يقترب من ال71 مليون جنيه    3 وزراء يشاركون فى مراجعة منتصف المدة لمشروع إدارة تلوث الهواء وتغير المناخ    مساعدون لبايدن يقللون من تأثير احتجاجات الجامعات على الانتخابات    «الرعاية الصحية»: طفرة غير مسبوقة في منظومة التأمين الطبي الشامل    ياسر إبراهيم: جاهز للمباريات وأتمنى المشاركة أمام الترجي في مباراة الحسم    حجازي يشارك في فعاليات المُنتدى العالمي للتعليم 2024 بلندن    ياسين مرياح: خبرة الترجى تمنحه فرصة خطف لقب أبطال أفريقيا أمام الأهلى    ضبط 100 مخالفة متنوعة خلال حملات رقابية على المخابز والأسواق فى المنيا    مدينة مصر توقع عقد رعاية أبطال فريق الماسترز لكرة اليد    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 19-5-2024    ولي العهد السعودي يبحث مع مستشار الأمن القومي الأمريكي الأوضاع في غزة    استاد القاهرة : هناك تجهيزات خاصة لنهائي الكونفدرالية    ضبط 34 قضية فى حملة أمنية تستهدف حائزي المخدرات بالقناطر الخيرية    أسعار الدولار اليوم الأحد 19 مايو 2024    حقيقة فيديو حركات إستعراضية بموكب زفاف بطريق إسماعيلية الصحراوى    إصابات مباشرة.. حزب الله ينشر تفاصيل عملياته ضد القوات الإسرائيلية عند الحدود اللبنانية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفقير إلى الله.. ينتصر
نشر في الموجز يوم 10 - 06 - 2015

اجتياز عقبة ألمانيا له ألف معنى ومليون فائدة لهذا الوطن الذى يتعرض لمؤامرات من كل صوب.. وكادت تفتك به عشرات المرات وقد كان الجنرال المصرى عبدالفتاح السيسى هو كلمة السر فى عبورها.
عبداً فقيراً أرسلته العناية الإلهية لإنقاذ شعب مصر العظيم المثابر الذى احتمل الكثير من ضربات الغدر والإرهاب والخسة والنذالة وبيع الضمير، أرادت خفافيش الظلام أن يحيا هذا الشعب تحت التهديد والخوف، لكن لله سبحانه وتعالى الذى تعهد بحماية مصر وشعبها كتب لنا النجاة من مكرهم وحقق لنا النصر المبين وقطع دابر الكافرين ممن أرادوا إحراق مصر وتحويلها إلى شوارع للحروب والدمار، سعى الظالمون بكل الطرق والوسائل لإفشال مصر ودبروا المؤامرات الخسيسة، ودفعوا المليارات لتشويه صورة مصر وتحريض العالم ضدها، وخلال عام ونصف العام من المكائد والدسائس الداخلية والخارجية كانت العناية الإلهية أقوى منهم ومن أموالهم، كانت أقوى بدعوات الفقراء البسطاء الذين وثقوا فى القائد الملهم الذى تمسك بحبل لله واعتصم به من شرور أهل الضلال فكتب لله لنا معه النجاة إلى بر الأمان، ونجحت مصر فى استكمال ثورتها ضد الخونة والإرهابيين، وتعددت رحلات الرئيس الناجحة وعبرت مصر حاجز العزلة يوماً وراء يوم حتى تكللت الجهود بزيارة ألمانيا التى تعد آخر العقبات التى كانت تراهن جماعات العنف والإرهاب عليها رهاناً كبيراً لإيقاف مسيرة مصر وشعبها، فهناك فى ألمانيا يعيش أكثر من 3 ملايين مسلم، نحو 38 ألفاً منهم بما يعادل 1%، ينضوون تحت لواء الحركات الإسلامية بمختلف ألوانها، وأكبرها حركة «ميلى جيروش» التى تتبنى أفكار نجم الدين أربكان مؤسس حزب «الرفاه» التركى، ويبلغ عدد أعضائها 31 ألفاً، أما عدد من ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين فى ألمانيا فيبلغ نحو 3 آلاف عضو تحت اسم «رابطة المسلمين فى ألمانيا»، وهناك أكبر مجمع إسلامى تابع لجماعة الإخوان، كما أن مسئول الإخوان فى أوروبا كان يقيم فى ألمانيا، وهناك كانت عناصر من المخابرات الألمانية تفكر فى التخلص من الإخوان وتجعل لهم دولة فى المنطقة العربية وبالتحديد فى مصر، ليصدروا لها المتطرفين والإرهابيين وكل من يرون فى وجوده على الأراضى الألمانية خطراً.
أكثر من ذلك هو أن مدناً ألمانية استضافت اجتماعات لأجهزة مخابرات تركيا وقطر والولايات المتحدة وقيادات التنظيم الدولى للإخوان لمواجهة النظام المصرى.
كل ذلك وأكثر كان يراهن عليه الخونة والعملاء وينتظرون فشل الزيارة،، لكن العبد الفقير إلى لله الذى يتحدث بفطرة المصريين وبساطتهم قاد السفينة باقتدار وصفع الخونة، وردّ كيدهم، إلى نحورهم.
أما نتائج الزيارة فستكون هى صفعة الموت الأخيرة لجماعة العنف والإرهاب فى ألمانيا فعقب زيارة الرئيس بدأت ألمانيا وأجهزة مخابراتها فى ملاحقة الإخوان داخل برلين وخارجها، واتخاذ الاتحاد الأوروبى لخطوة جديدة لمكافحة الإرهاب والجهاديين، فى التوقيت نفسه، من خلال قيام منسق مكافحة الإرهاب فى الاتحاد الأوروبى، جيل كيرشوف بإطلاق استراتيجية جديده لأول مرة لتجفيف منابع الجهاد إلكترونياً، وإعلانه عن تشكيل فريق من الخبراء والمستشارين لتدمير مواقع الدعاية التى تطلقها التنظيمات الإرهابية على الشبكة العنكبوتية.
تزامنت الزيارة أيضاً مع قرب اكتمال قاعدة البيانات التى تضم حصراً كاملاً بأسماء الجهاديين المشتبه فيهم والمؤيدين لهم فى ألمانيا. وهو المشروع الذى يحمل اسم «مشروع 6» وكان عبارة عن بنك معلومات تغذيه الأجهزة المخابراتية الألمانية الثلاثة، ببيانات عن الجهاديين وداعمى الإرهاب.
وستظل تلك الزيارة علامة فارقة فى مسيرة مصر وتاريخها، وسوف تكتمل منظومة البناء مع كسر أنف تنظيم الإرهاب وتمويلاته فى الخارج وفضح خلاياه المنتشرة فى عواصم العالم.
وحتى تتضح الصورة تماماً سنتوقف فى السطور القادمة عند التغيرات الكبيرة التى حدثت فى ألمانيا وأجهزتها السيادية والمخابراتية عقب زيارة العبد الفقير إلى لله عبدالفتاح السيسى.. رئيس جمهورية مصر المدعوم بدعوات المصريين وقلوبهم وليس بأموال رجال الأعمال.
1- لأول مرة: «ميركل» تكشف سر نظرة «مرسى» إلى الساعة!!
هل تتذكر محمد مرسى العياط، وهو ينظر إلى ساعته خلال المؤتمر الصحفى الشهير الذى عقده مع المستشارة الألمانية، ونظرتها الغريبة العجيبة له؟!.. هل اعتقدت أنه ساذج أو خرق البروتوكول بتلك الحركة؟!.. وهل اعتقدت أن المستشارة الألمانية مستاءة من نظرته إلى ساعته؟!
الواقع هو أن النظرة العجيبة إلى الساعة لم تكن فقط خرقاً للبروتوكول، كما لم تكن نظرة «ميركل» تعبيراً فقط عن الاستياء، بل كانت تعبيراً عن الامتعاض وعن الدهشة فى آن واحد.
فوقتها كانت المخابرات الألمانية قد رصدت وجود 8 معسكرات تدريب للجماعات المسلحة من الإرهابيين، ولأن المستشارة الألمانية اعتقدت أن وجود مثل تلك المعسكرات سيصنف مصر على أنها «دولة فاشلة» ولا تستطيع السيطرة على أراضيها، أبلغت محمد مرسى بالمعلومة. لكن الغريب أنه بعد أن سمع التحذير قام على الفور بالاتصال ب«أيمن الظواهرى» زعيم تنظيم القاعدة، وطلب منه تهدئة الأوضاع فى سيناء، وهى المكالمة التى رصدتها المخابرات الألمانية، وكانت سبباً فى إنهاء زيارة العياط، قبل موعدها.
وتكفى معرفة بعض التفاصيل عما تبع هذه المكالمة لنعرف أن هناك تعاوناً أمنياً بين الجانبين الألمانى والمصرى، بدأ قبل هذا التاريخ ومستمر إلى الآن، بعيداً عن التصريحات الدبلوماسية المغلفة والمبطنة للمسئولين الألمان، وقريباً من تأكيدات الحكومة الألمانية العملية بأنها تدعم مصر فى حربها ضد الإرهاب.
ولعلنا نتذكر تأكيد الحكومة الألمانية على تعاونها مع مصر فى المجال الأمنى ومكافحة الإرهاب فى ردها على سؤال برلمانى لحزب اليسار المعارض طرحه السياسى أندرى هونكو حول التعاون الأمنى الألمانى مع مصر وتونس.
ووقتها تضمن رد الحكومة الألمانية تفسيراً وافياً لأسباب هذا التعاون مع مصر، ومن ذلك الإشارة إلى فوضى السلاح فى ليبيا وعدم وجود رقابة على الحدود الليبية ما يؤدى إلى تهريب واسع للأسلحة إلى سيناء لتستخدم من هناك ضد قوات الأمن المصرية وضد إسرائيل أيضاً.
وأشار رد الحكومة إلى اعتداء طابا الإرهابى، الذى أوضح كيف أن الإرهابيين لا يترددون فى مهاجمة السائحين فى سيناء، كما أشار إلى أن «داعش» أصبح نموذجاً يُحتذى للجماعات الإرهابية فى مصر.
كذلك، أشار الرد إلى الاعتداءات الدموية على قوات الجيش المصرى فى شمال سيناء، التى تكشف مدى استعداد الجماعات الإرهابية فى سيناء للعنف وإمكاناتها لتحقيق ذلك.
وفسرت الحكومة الألمانية ضرورة تحسين التعاون مع مصر فى مجال مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب بحاجة مصر للمعدات والأجهزة اللازمة للتغلب على تحديات الحرب ضد الإرهاب بنجاح.
كما أوضحت برلين أن الأجهزة الأمنية المصرية فى مرحلة تكيف حالياً مع حجم التهديد الجديد وتتعلم كيفية مواجهته، ومن خلال التعاون مع مصر كما تقول برلين يمكن تحسين التدريب والتجهيز واكتساب الخبرة، ومعرفة كيفية التعامل مع التهديدات، مع مراعاة القوانين السائدة فى الوقت نفسه.
رد الحكومة الألمانية أشار أيضاً إلى تعاون أوسع للاتحاد الأوروبى، الذى يعتزم اعتباراً من 2016 إطلاق مشروع لمكافحة الإرهاب فى منطقة المغرب وشمال إفريقيا فى إطار الآلية الأوروبية للمساهمة فى الاستقرار والسلام «أى. سى. إس بى».
2- الخطوط السرية بين القاهرة وبرلين
وما نعرفه منذ فترة طويلة أن هناك مفاوضات بين الحكومتين الألمانية والمصرية لتوقيع اتفاقية أمنية، وهى الاتفاقية التى لم يعلن أى من الطرفين عن مضمونها. لكن ما عرفناه مثلاً هو أن الشرطة الاتحادية تعتزم إجراء دورات تدريبية مع الأجهزة المصرية فى مجال مكافحة تزوير المستندات والشهادات الرسمية مع توفير المعدات والأجهزة اللازمة لذلك.
وعرفنا أيضاً أن وفداً من المكتب الاتحادى لمكافحة الجريمة زار مصر العام الماضى. وأن الهيئة الاتحادية لحماية الدستور فى ألمانيا تتعاون مع السلطات المصرية.. ونعرف أيضاً أن هناك تعاوناً مخابراتياً لا يمكن الكشف عنه، لأنه يضر بمصلحة البلدين والعلاقات بينهما.
على أن كثيراً من الصدف، يدفعنا لطرح تساؤلات أو لفت النظر إلى أشكال هذا التعاون.
ففى نفس توقيت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لألمانيا بدأ بنك «دويتشه» يحقق فى عمليات غسل أموال من جانب بعض عملائه تتجاوز قيمتها ستة مليارات دولار. وقام البنك بفصل نحو ثلاثة موظفين، بسبب ما وصفه بأنه سوء سلوك منهم!.
وفى حدود المتاح من المعلومات، فإن العملاء الذين قاموا بعمليات غسل أموال استخدموا «عمليات بسيطة نسبياً» تم إجراؤها فى مواقع مختلفة، على مدى نحو أربع سنوات!
تزامنت الزيارة أيضاً مع قرب اكتمال قاعدة البيانات التى تضم حصراً كاملاً بأسماء الجهاديين المشتبه فيهم والمؤيدين لهم فى ألمانيا. وهو المشروع الذى يحمل اسم «مشروع 6» وكان عبارة عن بنك معلومات تغذيه الأجهزة المخابراتية الألمانية الثلاثة، ببيانات عن الجهاديين وداعمى الإرهاب المحتملين. وهو المشروع الذى بدأ العمل فيه سنة 2005 واستأجر من أجله جهازا الاستخبارات الألمانية (الخارجى والداخلى) عدة مقرات تم تخصيصها لهذا الغرض فى مدينة نويس غربى ألمانيا، ووفقا للمعلومات المتاحة فإن جميع اللوائح الخاصة بنقل البيانات قد تمت مراعاتها فى «مشروع 6»، كما عرفنا أن سقف الإنفاق على هذا المشروع تم رفعه إلى أقصى درجة فى منتصف 2007 وتحديداً حين تم رصد خلية من الإرهابيين الإسلاميين، عُرفت باسم «خلية زاورلاند»، التى كان بين أفرادها جنود سابقون من أصحاب الخبرة فى مجال القتال المتلاحم! وهى الخلية التى تم إلقاء القبض على أعضائها فى سبتمبر 2007 بجهد خارق من القوات الألمانية الخاصة (جى إس جى 9)، وتمت إدانة أفراد تلك الخلية فى ما بعد بتهم التخطيط لشن هجمات ضخمة ضد أهداف فى ألمانيا من بينها قاعدة رامشتاين الجوية الأمريكية هناك!!
المتهمان الرئيسان فى هذه القضية، كانا ألمانيين اعتنقا الإسلام، أما الثالث فكان من أصل تركى، وقد وجهت إليهم اتهامات بالتخطيط لشن هجمات والقيام بتفجيرات فى مطاعم وقاعات رقص ومطارات.
وحسب ما أعلنه المدعى العام الاتحادى وقتها، فإن التخطيط كان موجهاً بالخصوص ضد مصالح أمريكية فى ألمانيا، من بينها قاعدة رامشتاين العسكرية الأمريكية فى مقاطعة راينلاند- بفالس، بالإضافة إلى مناطق أخرى مثل دورتموند ودوسلدورف وفرانكفورت وكولونيا وشتوتجارت وميونخ، أما بالنسبة لتوقيت الهجمات فقد كان مخططاً بأن يكون فى شهر أكتوبر 2007 وذلك عندما كان من المقرر أن يصوت البرلمان الألمانى على تمديد مهمة القوات الألمانية فى أفغانستان!!
وبهدف التحضير بهدوء لتلك العمليات استأجر المتهمون بيتاً فى قرية ميداباخ- اوبرشليدورن فى منطقة زاورلاند، واشتروا أدوات كهربائية متنوعة وأجهزة لحام وساعات إلكترونية وأجهزة قياس ومواد أخرى شديدة الانفجار لصناعة القنابل، وحسب مكتب مكافحة الجريمة الاتحادى الألمانى كانت هذه المواد كافية لصناعة قنبلة يعادل انفجارها الانفجارات التى شهدتها كل من مدينتى لندن ومدريد، وأما بالنسبة لتوفير جهاز تفجير القنبلة فكانت مهمة إحضاره من سوريا هى مهمة المتهم الرابع الذى ألقى القبض عليه فى تركيا فى شهر نوفمبر سنة 2007 وتم تسليمه ألمانيا بعد ذلك فى بداية سنة 2008.
3- حملة جيل كيرشوف.. وقصة «المشروع 6»
هذه الحادثة تسببت كما قلنا فى رفع سقف الإنفاق على «مشروع 6»، إضافة إلى ما رصدته وكالة المخابرات الداخلية الألمانية منتصف 2007 بأن عدد المتطرفين الإسلاميين فى ألمانيا يتزايد بسرعة غير عادية، وقيل وقتها أن الوكالة قدرت عددهم بحوالى 6300 شخص، ووصل فى تقدير آخر إلى 7000 مقارنة بنحو 3800 قبل هذا التاريخ بثلاث سنوات. وزادت المخاوف بأن السلطات الألمانية قدرت أن نحو 450 سلفياً يتوجهون من ألمانيا إلى كل من سوريا والعراق وأفغانستان والعكس سنويا، وذلك للانضمام إلى الجماعات المسلحة المقاتلة هناك، والعودة تكون لتجنيد آخرين.
ونضيف إلى ذلك أن ألمانيا يعيش فيها أكثر من 3 ملايين مسلم، نحو 38 ألفاً منهم بما يعادل 1%، ينضوون تحت لواء الحركات الإسلامية بمختلف ألوانها، وأكبرها حركة «ميلى جيروش» التى تتبنى أفكار نجم الدين أربكان مؤسس حزب «الرفاه» التركى، ويبلغ عدد أعضائها 31 ألفاً، لكنها وإن كانت تلقى امتعاضاً بين الألمان عموماً فإن كثيرين يرون أنها لا تشكل تحدياً كبيراً أو تمثل مشكلة عويصة؛ لأن هذه الحركة تنبذ العنف والتطرف، وتندمج فى المجتمع الألمانى، وذلك على العكس من «جماعة دولة الخلافة» التركية أيضاً، التى ترفع شعار «القرآن دستورنا» وتدعو للعودة إلى إقامة «الخلافة» الإسلامية من غانا إلى فرغانة، وترفض الديمقراطية، ولذا تم حظرها، لكن أفرادها موجودون فى ألمانيا، ويحاولون أن يمارسوا عملهم فى سرية وتكتم.
أما عدد من ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين فى ألمانيا فيبلغ نحو 3 آلاف عضو تحت اسم «رابطة المسلمين فى ألمانيا» IGD وينشغلون بتصحيح المفاهيم الخاطئة عن دعوتهم وجماعتهم باعتبارها تجسد «الطريق الإسلامى الصائب» من وجهة نظرهم، وينتقدون أفكار وتصرفات السلفيين الألمان ويبتعدون عنهم بقدر الإمكان، وهم يؤكدون دوماً أنهم غير تابعين مباشرة للجماعة الأم، لكنهم يستقبلون قيادات إخوانية عربية، ولاسيما مصرية، ويجرون اجتماعات مستمرة معهم، ويحرصون على وصفها بأنها «اجتماعات تناقش قضايا عامة» لكن الحكومة الألمانية تضعهم تحت المراقبة الدائمة الناعمة، وفق ما قاله د.فارشيلد، ولديها معلومات يقينية أن هذه الاجتماعات لها علاقة بما يشغل «التنظيم الدولى للإخوان»، وأنها جزء لا يتجزأ منه.
والمدهش أيضاً هو أن تقرأ تقريراً صادراً عن مكتب المخابرات الألمانية BfV سنة 2012، يؤكد أن «الإخوان» فى ألمانيا يظهرون عداءً واضحاً لقوانين الدولة.
تلك مجرد لمحة سريعة عن «مشروع 6» الذى تزامنت زيارة الرئيس مع قرب اكتماله أو قرب اكتمال قاعدة البيانات التى تضم حصراً كاملاً بأسماء الجهاديين المشتبه فيهم والمؤيدين لهم فى ألمانيا.
وما يدعم نظرية أنها ليست صدفة، هو اتخاذ الاتحاد الأوروبى لخطوة جديدة لمكافحة الإرهاب والجهاديين، فى التوقيت نفسه، من خلال قيام منسق مكافحة الإرهاب فى الاتحاد الأوروبى، جيل كيرشوف بإطلاق استراتيجية جديده لأول مره لتجفيف منابع الجهاد إلكترونياً، وإعلانه عن تشكيل فريق من الخبراء والمستشارين لتدمير مواقع الدعاية التى تطلقها التنظيمات الإرهابية على الشبكة العنكبوتية وفى مقدمتها تنظيم داعش. وهى الحملة الإلكترونية التى ستعمل على تدمير البنية الأساسية فى مجال الاتصالات للتنظيمات الجهادية، بجانب شن حرب دعائية مضادة ببث مقابلات لجهاديين محبطين عائدين من سوريا ممن عبروا عن صدمتهم من الأعمال التى قاموا بها، ووصفهم للجهاديين الدمويين بأنهم مرضى يتلذذون بالعنف.
الفريق الأوروبى، حسب المعلومات المتاحة سيتم تشكيله من مستشارين أوروبيين وخبراء، وسيتم تشكيل بنك للمعلومات الإلكترونية حول تحركات الجهاديين عبر شبكات التواصل، وسيمكن الدول الأعضاء من استشارة الفريق والاعتماد على معلومات البنك فى مكافحة الدعاية الجهادية. وهو ما يعطى لهذه الدول قدرات خاصة فى مكافحة الجهاديين إلكترونياً، وتطوير هذه القدرات بوسائلها الخاصة.
ولا بد هنا من الإشارة إلى أن شبكات التواصل الاجتماعى أصبحت الآن وسيلة مهمة للتنظيمات الجهادية، بهدف تجنيد مقاتلين جدد ينضمون لصفوفها من كل أرجاء العالم، كما تعتمد التنظيمات على الإنترنت لبث عدد من شرائط الفيديو التى تظهر عمليات إعدام رهائن وكذلك كل العمليات الوحشية التى يقومون بها لإدخال الرعب فى النفوس.
ومع أول يونيو، أيضاً أكدت تقارير صحفية، أن المخابرات الأمريكية جمدت تعاونًا مع جهاز المخابرات الألمانى «بى إن دى»، الذى يهدف لحماية جنود تابعين للجيش الألمانى فى أربيل شمالى العراق، وهو ما جاء عقب سلسلة التسريبات التى صدرت عن لجنة البرلمان «بوندستاج» الألمانى التى قامت بالتحقيق فى قضية وكالة الأمن القومى الأمريكية «إن أس أيه». ومن صحيفة «بيلد» الألمانية، عرفنا أن الإدارة المركزية للمخابرات الأمريكية جمدت تعاوناً مهماً مع «بى إن دى»، الذى كان يهدف إلى حماية الجنود الألمان الموجودين فى أربيل بشمال العراق. ونقلت الصحيفة، فى عددها الصادر يوم الأربعاء، عن مصادر مطلعة «أن هذا التعاون كان يتعلق بتوفير الولايات المتحدة الأمريكية لتقنية استطلاع ومراقبة لازمة لحماية جنود الجيش الألمانى الذين يدربون مقاتلين أكراداً».
كما أعرب مسئول من المخابرات الأمريكية لصحيفة «بيلد» عن قلقه بشأن سرية الأجهزة التقنية ذات الأداء العالى، قائلًا: «هناك قلق لدينا من إمكانية أن تصبح مثل هذه الأجهزة التقنية جزءاً من لجنة التحقيقات الألمانية، وطالما أن هذا الخطر قائم، فيبدو أنه من الصعب توفير مثل هذه التقنية الحساسة».
ألمانيا تتغير بعد ضربة معلم
كل ذلك حدث وسوف يحدث الكثير لتتحول الخريطة الألمانية تحولاً كاملاً، وسوف نعرف قيمة انتصار السيسى فى تلك الزيارة باستعراض بسيط لموقف ألمانيا السابق بعد 30 يونيو، والذى يؤكد أن ألمانيا اتخذت موقفاً معادياً للثورة المصرية ضد الإخوان وهو ما انعكس بشكل واضح فى تصريحات المسئولين الألمان وفى موقف «ميركل» نفسها بعد 30 يونيو!
أكثر من ذلك هو أن مدناً ألمانية استضافت اجتماعات لأجهزة مخابرات تركيا وقطر والولايات المتحدة وقيادات التنظيم الدولى للإخوان لمواجهة النظام المصرى.. كما أن موقع «قنطرة» الناطق بلسان الخارجية الألمانية فتح الباب على مصراعيه للمحللين الإخوان للكتابة فيه ورفض نشر التعليقات أو المقالات أو التحليلات التى ترد على آرائهم وتحول من موقع للحوار الإسلامى الغربى إلى موقع ناطق باسم جماعة الإخوان. وقس على ذلك بالنسبة لمواقع إلكترونية وقنوات تليفزيونية ألمانية أخرى، بعضها يتبع الإدارة الألمانية بشكل رسمى وبعضها معروف أنها تنفذ سياسات ولو بتعليمات غير مباشرة!!
كذلك، لعبت ألمانيا دوراً فى توقف المساعدات والمنح التى يقدمها الاتحاد الأوربى سنوياً للحكومة ولمنظمات المجتمع المدنى رغم التعاقد عليها وكانت حجة المسئولين فى الاتحاد الأوروبى أن هناك خطأ فى النظام الإلكترونى المالى الذى يتم إصلاحه منذ عام تقريباً ولم يتم إصلاحه!!
كما أن المنظمات والهيئات الألمانية الموجودة فى مصر تقوم بالعمل مع الجماعات والمنظمات المنتمية لجماعة الإخوان المسلمين والمتعاونين معها وتقوم بتمويل جميع الأنشطة التى تقوم بها منظمات وأحزاب من المعادية لثورة 30 يونيو خاصة الجماعات التى تدعى أنها ليبرالية أو ثورية وعندما لاحظت الحكومة هذا الاتجاه توقفت هذه المنظمات عن العمل.
وأنت ترصد كل ذلك، وتحلله، فلابد أن تضع فى اعتبارك أن ألمانيا كانت على وفاق مع الإخوان وتنظيمهم الدولى، وكان لها دور فى مخطط تقسيم المنطقة العربية.
ولو عدت إلى التاريخ، ستكتشف أن ألمانيا الاتحادية كانت بين الدول الرافضة لحكم عبدالناصر، وأنها هى التى استقبلت الإخوان بعد أن طردهم عبدالناصر.. وتمكن الإشارة هنا إلى أن عقدى الخمسينيات والسيتينيات من القرن الماضى شهد هجرة عدد كبير من أعضاء الجماعة لألمانيا للدراسة فى الجامعات الألمانية غير أن السبب الرئيسى لقدومهم كان الخوف من الملاحقة من قبل نظام الرئيس جمال عبدالناصرالذى حاولت الجماعة اغتياله. وسهل قطع العلاقات الدبلوماسية بين مصر وألمانيا الغربية بسبب اعتراف مصر بألمانيا الشرقية الشيوعية، كما سهل على أعضاء الجماعة الحصول على الدعم المطلوب فى ألمانيا الغربية.
وهو ما سبق أن أوضحناه بتفاصيله وعرضنا أسبابه ودوافعه فى مقالات سابقة. كما أوضحنا أن أكبر مجمع إسلامى تابع لجماعة الإخوان موجود فى ألمانيا، وأن مسئول الإخوان فى أوروبا كان يقيم فى ألمانيا، والمخابرات الألمانية أرادت أن تستغل الإخوان وتجعل لهم دولة فى المنطقة العربية وبالتحديد فى مصر، ليصدروا لها المتطرفين والإرهابيين وكل من يرون فى وجوده على الأراضى الألمانية خطراً.
ولعلنا لا نكشف سراً، لو قلنا إن فرع الإخوان فى ألمانيا أبلغ أسماء أعضاء المنظمات الإرهابية فى ألمانيا، وقام بتسليمها إلى المخابرات الألمانية.
وكنا فى مقالات سابقة قد أوضحنا سبب انحياز الإدارة الألمانية وحذرنا منه وهو أنها كانت تخطط لهجرة كل المتطرفين الذين يهددون أمنها القومى إلى مصر، تحديداً إلى سيناء باتفاق مع تنظيم الإخوان الإرهابى. ولما فشل هذا المخطط، أخرجوا المخطط البديل، وهو التعاون مع مصر للخلاص منهم، هناك وهنا.
لذلك، لم تكن صدفة، إذن، أن تكشف مجلة «ديرشيبجل» فى عددها الصادر أول يونيو عن وثيقة سرية صادرة عن المخابرات الحربية الأمريكية، حول سيناريو صعود وتمدد تنظيم دولة الخلافة الإسلامية «داعش»، وحقيقة ما يجرى فى سوريا.. وهى الوثيقة التى تحمل 12 أغسطس 2012، وتتوقع إعلان دولة الخلافة الإسلامية فى العراق وسوريا، قبل عامين من إعلانها، ومعروف أن مبايعة البغدادى تم الإعلان عنها فى يوليو 2014.
«ديرشيبجل» أكدت أن وزارة الدفاع «البنتاجون» والبيت الأبيض دعما «داعش» بتجاهل التحذيرات الواردة فى الوثيقة، وذكرت بوضوح أن الرئيس الأمريكى وإدارته، مارسوا الكذب والخداع، بشأن الأوضاع فى سوريا، وصوروها «ثورة شعبية» ضد نظام الأسد المتسلط، متجاهلين ما أكدته الوثيقة بأنها مشروع حرب طائفية، وستؤدى لإعلان إمارة إسلامية فى شرق سوريا.
الوثيقة تقع فى سبع صفحات (7) تم الكشف عن 4 صفحات منها فقط، وتم حجب ما ورد فى 3 صفحات، وتحمل الوثيقة شعار «سرى من الدرجة الثانية» موجهه إلى قيادات وزارة الدفاع والبيت الأبيض.
الجزء الذى تم الإفراج عنه يكشف حقائق مثيرة عن نشأة تنظيم «داعش»، والدور الخفى للولايات المتحدة وراء صعود التنظيم.
الوثيقة كشفتها منظمة « judiclial watch» المحسوبة على الحزب الجمهورى الأمريكى، وكان قد تم الإفراج عنها على هامش التحقيقات فى ملابسات الهجوم الإرهابى على السفارة الأمريكية فى ليبيا. وهى تؤكد بما لا يقبل أى شك أو تأويل أن المخابرات العسكرية الأمريكية وضعت سيناريو شبيه لدرجة تدعو للتعجب، لما حدث بالفعل على أرض الواقع فى العراق وسوريا منذ سنة 2012.
تبدأ الوثيقة بوصف بداية أحداث الثورة السورية على أنها «مشروع حرب طائفية»، وهذا بعض ما جاء بالوثيقة:
- السلفيون، والإخوان المسلمون والقاعدة هم القوة الحقيقية المحركة الفاعلة لأحداث الثورة.
- الغرب ودول الخليج وتركيا يدعمون المعارضة، بينما روسيا والصين وإيران يدعمون النظام.
- لن يسقط النظام وسيظل مسيطراً على الأراضى السورية، ولكن إذا استمرت الثورة فهناك احتمال إعلان إمارة إسلامية فى شرق سوريا بشكل رسمى أو غير رسمى، وهذا بالضبط هو ما تريده المعارضة السورية لعزل النظام. إلا أن الوضع اليوم أسوأ بكثير من هذا السيناريو حيث أعلن تنظيم دولة الخلافة ليس فقط فى مناطق شرق سوريا ولكن أيضاً شمال وغرب العراق.
- مثل هذا السيناريو فى سوريا سوف يجعل الظروف مواتية لصعود القاعدة فى العراق، وبالتالى سوف تقوى شوكة الجماعات الجهادية السنية ليس فقط فى سوريا والعراق ولكن فى العالم العربى كله أيضاً. لذلك فمن المحتمل أن تعلن القاعدة «دولة الخلافة الإسلامية» مع مبايعة جماعات جهادية مختلفة لها.
4- لقاء «ميركل» و«أوباما».. وقمة مجموعة السبع
هل هى صدفة أيضاً أن تستضيف ألمانيا فور زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لها قمة لمجموعة السبع، وليس صدفة أيضاً أن يكون ملف الإرهاب هو الملف الذى يتصدر ملفات القمة.
ولأننى أكتب صباح السبت، فمن المفترض أن تلتقى «ميركل» الأحد، وقبل بدء القمة، الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى مقر بلدية قرية كرون، ويلى اللقاء حفل شعبى فى ساحة الكنيسة بمشاركة سكان القرية وسط مشاهد طبيعية خلابة فى هذه المنطقة الواقعة فى جبال الألب البافارية.
كما أنه من المتوقع كما فى كل من اجتماعات القمة لمجموعة السبع، أن نشهد مظاهرات لمعارضى العولمة وفعلاً شاهدنا أولى تلك المظاهرات فى ميونيخ التى تجمع فيها نحو 40 ألف ناشط من دعاة «عولمة أكثر إنصافاً».
المهم، أن هذه القمة، هى ثالث اجتماع للقوى الاقتصادية السبع الكبرى، دون الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، الذى تم إقصاؤه من مجموعة الثمانى بعد ضم «القرم» إلى روسيا فى مارس 2014.
كثيرون انتقدوا غياب «بوتين»، بينهم صديقه جيرهارد شرودر، المستشار الألمانى السابق، وأكدوا أن المفاوضات تفقد كثيراً من أهميتها ومغزاها فى غياب رئيس يلعب دوراًً أساسياً فى الملفات الدولية الكبرى، غير أن «ميركل» اعتبرت إقصاء «بوتين» أمراً حتمياً، باعتبار أن مجموعة السبع تضم دولاً تجمعها «قيم» مشتركة.
ما علينا من روسيا ومشاركتها، لكن ما يهمنا هو أن القمة تستضيف فى يومها الثانى رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى وخمسة قادة أفارقة بينهم الرئيس التونسى الباجى قايد السبسى والرئيس النيجيرى محمد بخارى، لبحث الدعم الذى يمكن لدول مجموعة السبع أن تقدمه لهذه الدول. وهو ما يؤكد ما أشرنا إليه بأن توقيت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لألمانيا لم يكن صدفة.
ولا يفوتنا أن نضع إلى جوار كل ما سبق ما أسفرت عنه زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لألمانيا من نتائج اقتصادية فى غاية الأهمية، منها مثلاً التوقيع على عدد من العقود والاتفاقات فى مجالات الطاقة والإسكان والبنية التحتية والتعليم والتدريب.
كما لا تفوتنا الإشارة إلى أنه من المتوقع أن يزيد حجم التبادل التجارى بين مصر وألمانيا الذى وصل عام 2014 إلى 4,4 مليار يورو، وكذلك الاستثمارات الألمانية فى مصر التى بلغت 2,2 مليار يورو، مما يجعل ألمانيا ثالث أهم شريك تجارى لمصر على مستوى العالم والأول على مستوى أوروبا، بالإضافة إلى زيادة عدد السياح الألمان الذين بلغ عددهم نحو 800 ألف سائح العام الماضى ليصل إلى مليون سائح هذا العام.
والإشارة أيضاً واجبة إلى أن ألمانيا تعد ثانى أهم دولة تقدم مساعدات التنمية لمصر، ووفقاً لبيانات وزارة الخارجية الألمانية، فقد قدمت ألمانيا لمصر خلال الخمسين عاما الماضية ما يعادل خمسة مليارات ونصف المليار يورو، ومنذ نهاية عام 2011 قدمت برلين 112 مليون يورو لدعم مشروعات الطاقة المتجددة. وذكرت نشرة للمكتب التجارى المصرى ببرلين أن قطاعات المواد الكيماوية وصناعة السيارات والاتصالات والحديد والصلب تعد ضمن القطاعات التى تحرص الشركات الألمانية على الاستثمار فيها، وتوجد 900 شركة ألمانية تعمل فى مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.