في هذا اليوم المجيد.. يوم عيد الأضحي. تنطلق أفواج الحجاج لأداء طواف الإفاضة تنفيذاً لأوامر الحق سبحانه وتعالي "ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين" 198. إنها بحق متعة لا تعادلها أي متعة من متاع الدنيا الزائلة. يشعر بها الذين ملأ الله قلوبهم إيماناً فامتثلوا لأوامره ونهضوا لأداء هذا الركن الخامس ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم. الدعوات تنطلق في كل ركن بالمشاعر المقدسة وقد تعالت تلبية الحجاج في جبل عرفات ذلك المكان الذي لا ينفع الحج بدون الوقوف به. وما أحلي التضرع إلي الله الكريم في تلك البقعة المباركة. رحمات الله تتدفق علي الحجيج. والكل يتضرع إلي رب العباد بأن يتقبل الله أعماله وأري الزحام يتجلي بأبهي صوره. أفواج من البشر بملابس واحدة. وتلبية واحدة. وفي وقت واحد. وفي رجاء الله فوق جبل الرحمة ودعوات لبارئ الأرض والسماء بأن يجعل الإخلاص زينة في قلوبنا ورائدنا في كل خطوة بهذه الرحاب المقدسة. الشوق والحنين دائماً إلي المشاعر المباركة والتطلع لا يتوقف بأن يمنحنا ربنا الفرصة لكي نتمتع بالسير خطوات في الأماكن الطيبة التي سار فوقها أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم خليل الرحمن ومن بعد ذريته من الأنبياء والمرسلين وخاتمهم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم. فقد شعاره في هذا اليوم المبارك وتعليماته لضيوف الرحمن تتمثل في قوله صلي الله عليه وسلم "افعل ولا حرج" نعمة من الله أفاءها علي عباده وتمتع بالخدمات التي وفرتها حكومة المملكة العربية السعودية.. وهي جهود يلمسها كل قاصد للبيت العتيق. ما أحلي التضرع للحق تبارك وتعالي في ساحة البيت الحرام والطواف مع الآلاف في أطهر بقعة علي وجه الأرض. إنها اختيار رب العالمين. ومن يعشق تلك الأماكن لأن حبها يظل في القلب ويشتد الحنين في كل عام حيث تأتي مواسم الخير في الأيام المباركة.. أردد مع الحجاج ربنا تقبل منا أنك أنت السميع العليم.