الحج عبادة ورثها العرب في الجاهلية عن دين أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام فبدلوا وغيروا وأدخلوا فيها من عادات الوثنية والقبلية, فلما جاء الإسلام طهر العبادة كما طهر البيت, كما طهر النفس من كل وثنية وشرك وقبلية حتي بقي التوحيد الخالص لله تعالي في النية( الإحرام) وفي كل منسك من مناسك الحج, وعلم الإسلام المسلم السمع والطاعة لله تعالي, وأن التعظيم لشعائر الله هو من باب التعظيم لأوامر الله تعالي.. * وهذه أهم المسائل( في عبادة الحج) التي خلصها الإسلام من مظاهر الشرك والقبلية: * بعض الطوائف من العرب كانوا لا يتزودون للحج قائلين: كيف نأتي البيت ولا يطمعنا رب البيت ويسألون الناس ويصبحون عالة. فأنزل الله:( وتزودوا فإن خير الزاد التقوي) البقرة:197 * الامتيازات القبلية: من ذلك تميز قريش بشعائر في الحج لا يشاركهم فيها أحد لأنهم أهل الحرم: منها أنهم كان لا يقفون كما يقف الناس بعرفة, وإنما بالمزدلفة علي حدود عرفة حتي يكونوا أول المتقدمين في الإفاضة, فأنزل الله قوله ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم199 البقرة. لقد ساوي الله بين الناس في هذا المشهد الإيماني( فالجميع في زي موحد( ملابس الأحرام), ويفيضون في وقت واحد). * الطواف بالبيت عرايا كان من عادات الجاهلية فأبطله الإسلام وجعل ملابس الإحرام مكانه. * من مظاهر الجاهلية عندهم أنهم جعلوا لكل قبيلة تلبية تتميز بها فأبطل الإسلام كل ذلك وجعل تلبية واحدة من اختيار الله تعالي: لبيك اللهم لبيك, لبيك لا شريك لك لبيك, إن الحمد والنعمة لك والملك. * كان العرب يحجون البيت الحرام في الجاهلية وحوله الأصنام وكان أعظم أصنامهم هبل فوق الكعبة.. وإساف ونائلة علي الصفا والمروة فحطم الإسلام هذه الأصنام وأبطل الوثنية.. وجعلها عبادة خالصة لله تعالي.. فأول ركن من أركان الحج هو الإحرام. * قصة تحرج بعض الصحابة من السعي بين الصفا والمروة وكيف ردهم الله الي الأصل وهو سعي السيدة هاجر أم إسماعيل, وأزال الشك من نفوس الصحابة, وأنزل قوله تعالي: إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم( البقرة:158). * من أعظم الدلالات علي هدي الصراط المستقيم هدي الطاعة والتسليم لله تعالي: سمعنا وأطعنا, فاستلام الحجر هدي رباني دلنا عليه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وهو اتباع لفعل الرسول صلي الله عليه وسلم والأمر في ذلك هو التعظيم لأمر الله تعالي, نحن لا نعظم إلا ما عظمه الله تعالي ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوي القلوب الحج:32). * ورمي الجمار كذلك: لما أتي إبراهيم المناسك عرض له الشيطان ثم عرض له عند جمرة العقبة وعند الجمرة الوسطي وعند الجمرة الصغري فرماه عند كل واحدة سبع حصيات حتي ساخ في الأرض. وعن ابن عباس: الشيطان ترجمون, وملة أبيكم إبراهيم تتبعون( رواه ابن خزيمة في صحيحه والحاكم في المستدرك). * كان أهل الجاهلية لا يأكلون من لحوم البدن التي يقدمونها ويحرمون أنفسهم منها, وكانوا يلطخون الكعبة بدماء البدن( الإبل) فنهي الإسلام عن ذلك, ونزل قول الله تعالي لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوي منكم( الحج37). وحرمت طائفة من العرب في الجاهلية الاشتغال بالمنافع أو العمل أو التجارة أثناء الحج, وشقوا علي أنفسهم وحرموها.. فجاء الإسلام وأبطل هذه العادة للتيسير علي الناس قال ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم( البقرة:189), وقوله( يشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات علي ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير) الحج:28).