المجلة الإبداعية الوحيدة في مصر المنتظمة في الصدور الآن هي "مجلة الشعر" التي تصدر عن اتحاد الإذاعة والتليفزيون ويتولي رئاسة تحريرها شاعر شاب هو فارس خضر ويعاونه أيضا مجموعة من الشباب. أيضا المجلة الثقافية الوحيدة المنتظمة في الصدور وبشكل دائم التطور هي "الثقافة الجديدة" التي تصدر عن هيئة قصور الثقافة برئاسة تحرير الأديب الشاب عمرو رضا بمعاونة مجموعة من الشباب. الغريب في الأمر أنه لا اتحاد الإذاعة والتليفزيون ولا هيئة قصور الثقافة عملهما الأساسي هو النشر. لكنه جهد إضافي محترم ومطلوب بشدة. في حين أن هيئة الكتاب التي تعد أكبر دار نشر في العالم العربي. وعلي الرغم مما شهدته في الفترة الأخيرة من تطوير تعجز عن تطوير مجلة "إبداع" وإصدارها بشكل منتظم. فتش عن الشباب إذن.. فالذي ينظر إلي "الشعر" و"الثقافة الجديدة" يجدهما محتشدتين بجهد صحفي بالغ الحيوية ومتابعتين للأحداث الجارية ومتفاعلتين معها. ومتواصلتين مع الإبدع عموماً سواء في مصر أو خارجها بشكل يبعث علي الفرح. في حين أن "إبداع" صارت مجلة "محنطة" ولا تثير اهتمام القارئ. هي فقط تثير شفقته وتثير - ربما - قرفه. الأمر واضح تماماً فرئيس التحرير الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطي حجازي ربما لا يجد الوقت الكافي للاهتمام بتطوير المجلة أو التفرغ لها. وهو معذور. ولا يستطيع أن يقدم أكثر من ذلك. وأنا مع الإبقاء عليه رئيساً للتحرير فاسمه علي المجلة يمنح لها. ولا شك. ثقلاً أدبياً كبيراً. لكن حرام أن يكون الرجل وحده دون معاونين شباب متواصلين مع الحركة الأدبية وقادرين علي طرح أفكار جديدة تجعل المجلة أكثر طزاجة وحيوية. وعلي الرغم من أن مدير التحرير الشاعر حسن طلب. علي المعاش منذ عدة سنوات. ولا أعتقد أن لديه ما يشغله. فإن الرجل - ربما لظروف السن - غير قادر علي إحداث أي طفرة في المجلة. كما أن ذائقته الأدبية التقليدية وسمت المجلة بالتخلف وجعلتها غير قادرة علي متابعة الجديد والتواصل معه. وظني أن مأساة "إبداع" تكمن في مدير تحريرها الذي لا علاقة له بتحرير المجلات الأدبية. فالرجل خبراته في هذا المجال محدودة للغاية. فإذا أضفنا إلي ذلك ذائقته الأدبية منتهية الصلاحية. لإدركنا سر المستوي المتدني الذي وصلت إليه المجلة. الأفضل إذا أردنا لهذه المجلة خيراً أن ندعمها بمجموعة من الشباب المبدعين وأصحاب الخبرات في مجال النشر. ومن الأفضل أن يكونوا من هيئة الكتاب التي تضم العشرات من المبدعين الأكفاء. فهؤلاء قادرون فعلاً علي دفع المجلة في الاتجاه الصحيح تحت قيادة شاعر كبير هو عبدالمعطي حجازي الذي أعتقد أنه يؤمن بالديمقراطية والتعددية وليست لديه حسابات شخصية كغيره.. وليبقي غيره في المنزل يشاهد التلفاز أو يكتب مذكراته أو يلاعب أحفاده.. أو يكتب قصائد ويحتفظ بها لنفسه فذلك خير له.. ولنا أيضاً!!