تتشابه أيامها .. تتداعي في عقلها الأفكار .. ترغب في الهروب منه والبقاء معه في نفس الوقت .. تتلاحق الأخيلة أمامها .. تراه في آخر يوم جمعهما قبل الرحيل .. عيناه كانتا تنطقان بالحزن والفرح معا .. لاتدري هي كيف فسرت إحساسها تجاهه في تلك اللحظة .. الذي تعرفه فقط أنها كانت معه في طريق متقطع ومنفصل الزوايا .. الوصول إلي محطة الاستقرار معه كان مرهقا .. الرحلة مضت سريعا نحو النهاية .. الحب والكراهية له اجتمعا بقلبها في وقت واحد. حمل حقائبه ليرحل بعيدا عنها .. بعيدا عن الحقد الذي أصبح باديا عليها في سلوكها اليومي معه بعدما اقتصر اهتمامه بها علي الوقت الذي يشعر فيه باحتياجه لها كامرأة. سئمت هي هذه الحياة .. وبكل ما تملك من مقومات الجمال وتأثيرها عليه في لحظاتهما الحميمة راحت تغريه بالسفر بعيدا عنها ليحقق لهما حلم المعيشة منفردين في شقة يملكها هو بعيدا عن الحياة المشتركة في بيت أسرته. استسلم لرغبتها راضيا وحمل حقائبه ليرحل إلي بلاد الغربة .. وصارت هي وحيدة تتجرع كأس الحرمان حتي من كراهيتها له ولأنفاسه التي كانت تخنقها إنها لم تكن ترغبه .. لكن تقاليد العائلة تؤكد أن الابنة ليست لها حرية في اختيار شريك الحياة فهو من صنع أهلها. كانت قد أحبت سواه قبل ظهوره في حياتها .. لكنه صار قدرها ولذلك فهي تمقته .. الحياة من بعد رحيله مثل طوق نجاة أمسك به غريق ليخرجه من بحر هائج إلي الشاطئ حيث النجاة .. الأمان شعر مع الوحدة والبقاء بعيدا عنه مع أحلامها في العودة إلي الحب الأول. لتحقق الحلم أمسكت بتليفونها المحمول وكتبت له رسالة : "أحببت الوحدة .. ساعدني علي استكمال سعادتي .. اقطع الرباط الذي يشدني إليك فلم أعد أرغب في البقاء معك". رسالتها أصابته بفقدان مؤقت للذاكرة .. لم يعد يري فيها سوي وجه قبيح .. وزال جمالها الذي أغراه بالزواج منها ولم يعد له تأثير عليه كأيام الزواج الأولي. تراءت صورتها أمامه وهي تصارحه ليلة الزفاف بأنها وافقت علي الزواج منه بعد إكراه وتهديد من أبيها وأن قلبها مع رجل آخر .. ظلت صورتها تلك تكبر أمامه حتي صارت مثل شبح مخيف .. فقرر أن ينتزع من أيامه القادمة ذكراها. في رسالة علي "واتس آب" جاءتها منه كلمتان :" أعطيتك حريتك" .. علي الرغم من أن ما كانت تريده قد حققه لها .. إلا أنها بكت كثيرا حين تسلمت ورقة الطلاق .. فلم يعد في حياتها من كانت تكرهه وتحبه في نفس الوقت.