قلتها أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة أن المستعمر سيظل مستعمرا إلي أن يشاء الله. وسواء كان بوش الابن أو الأب علي كرسي البيت الأبيض أو كان أوباما أو ترامب أو حتي العجوز الشمطاء هيلاري فالكل ينفذ استراتيجيات وضعت منذ سنوات طويلة قوامها فرض السيطرة والهيمنة علي شعوب العالم المختلفة ومص دمائها حتي آخر قطرة حتي يظل التخلف والجهل والمرض يعتصر تلك الشعوب لتعيش أمريكا والغرب في نعيم ونظل نحن في صراعات أزلية علي الحكم أو تقاسم الثروات اقصد الفتات التي سيسمح لنا المستعمر بالاستفادة منه. وما حدث الخميس الماضي من ضرب الأسطول الأمريكي لبعض القواعد السورية بحجة أن القوات النظامية ضربت بلدة خان شيخون بأسلحة كيماوية لدليل واضح علي تلك التصرفات الهمجية التي تتشابه مع ما حدث في العراق من اجتياح بحجة امتلاكها لاسلحة دمار شامل فدمرت العراق ولم تقم لها قائمة حتي الآن الفارق ان في العراق اعطت أمريكا الفرصة للمجتمع الدولي كي يكون شريكا لها لاضافة المشروعية علي الغزو أما في سوريا فالأمر مختلف لان الأيادي الخائنة للإنسانية كثيرة فهؤلاء لا فارق لديهم بين مقتل طفل أو شيخ أو امرأة المهم لديهم السلطة والثروة كما سبق وذكرت فالاوطان العربية لم تعد لها دية منذ ابتلانا الله بما يسمي بالجماعات المتأسلمة بقيادة الإرهابيين عصابة الاخوان في بدايات القرن الماضي. وإذا كنا قد استبشرنا خيرا بتولي ترامب مقاليد الأمور في أمريكا بحجة انه العدو اللدود للإرهاب وجماعة الاخوان فإن الضربة التي وجهت لسوريا لا تصب إلا في مصلحة الإرهابيين الذين يرتعون في سوريا وحولوها إلي جحيم بتمويل واضح من دول وبتعاون من تركيا وقطر ايضا فالإرهاب عنوانه الكبير عربي تركي.. العرب حجتهم التدخل الإيراني في الحرب السورية لدعم نظام الأسد.. وتركيا ذات اطماع واضحة في الأراضي العربية ومحاولة وضع قدم لها في أراضي خلافتها القديمة. والسؤال هل كان النظام السوري في حاجة لاستخدام سلاح كيميائي ضد شعبه؟ وهل كان لدي النظام نفسه مثل تلك الأسلحة؟ ثم لماذا يلجأ إلي تلك الاسلحة وكل المؤشرات تؤكد أن النظام السوري هو صاحب اليد الطولي في مواجهة المليشيات المسلحة الإرهابية داخل أراضيه؟ وهل حقق المجتمع الدولي في أن من قام بضرب تلك الأسلحة هي القوات النظامية السورية؟ إذن هناك مخطط يتم تنفيذه لتقسيم سوريا وإنهاء القضية بشكل غير سياسي لتنفيذ ذلك المخطط الذي يعد الهدف الأمريكي الاسمي سواء في إدارة أوباما السابقة أو إدارة ترامب الحالية وتصبح تصريحات ترامب الوهمية ¢بإننا لا يعنينا تغيير انظمة في الوطن العربي ولكن تحسين حياة البشر¢ هي مجرد تصريحات للاستهلاك الإعلامي.