لم تكن تتصور أو يدور في خيالها أن يتواطأ والدها مع أحد ضدها لينال مصلحته الشخصية من ورائها ويفسد عليها حياتها ومستقبلها. هكذا بدأت الزوجة وهي منهارة تسرد مشكلتها أمام إيمان محمد "خبيرة نفسية" بمكتب التسوية والمنازعات الأسرية بمحكمة الأسرة وذلك عندما توجهت إلي المكتب بصحبة المحامية "ألفت يحيي" لتقيم دعوي الطلاق خلعاً من زوجها لاستحالة الحياة الزوجية بينهما ولانه رفض أن يطلقها ودياً بعد زواج دام عاماً واحداً فقط. أكدت "الزوجة" بأنها نشأت في عائلة بسيطة لأب "عامل" وأم "ربة منزل" متواضعة ووسط 5 أشقاء ومنذ أن بدأت تفهم الحياة وجدت أنها تعيش في مشاجرات ومشاحنات مستمرة بين والديها نظراً لضغط الحياة وقلة الموارد المالية للأب. بالرغم من هذا كانت دائماً تأخذ صف والدها وتقوم بالدفاع عنه أمام والدتها واشقائها لانها كانت تشعر بمدي ضعفه وعجزه أمام طلبات الأسرة ولذلك كانت ومنذ المرحلة الابتدائية تحاول الحصول علي أي عمل كي تساعده في نفقات المعيشة وآلت علي نفسها التفوق في دراستها حتي تستطيع تحمل نفقاتها وتدفع عن والدها عبء الانفاق علي أسرتها كبيرة العدد. بالفعل مرت السنوات سريعاً وهي تساعد والدها وتقف بجواره في محنته بكل طاقتها حتي استطاعت أن تنهي دراستها الجامعية بكلية الآداب وعن طريق بعض المعارف تمكنت من الحصول علي وظيفة متواضعة براتب ضئيل علي أمل أن تتحسن الأوضاع خاصة وأن اشقاءها مازالوا في مراحل التعليم وهي التي تتولي مسئوليتهم كي تصل بهم لبر الأمان بعد أن كانت والدتها تحثهم علي ترك الدراسة والبحث عن عمل لزيادة موارد الأسرة المالية ولكنها تصدت لتلك الفكرة وشجعت أشقاءها لينالوا حقهم من التعليم والذي سيحميهم من غدر الزمان. تعرف والدها علي زملائها في العمل وعندما احسوا بمدي معاناته شجعوه علي الاتجاه للأعمال الحرة كي يحسن من دخله المادي وبالفعل وافقهم وبدأت الأمور تسير إلي الأفضل في تلك الاثناء تقدم اليها من يطلب الزواج منها من شركاء والدها ولانه يكبرها بعشر سنوات كانت متحفظة علي فارق السن الكبير بينهما ولكن والدها استطاع اقناعها بانه كسيب ويمتلك أموالا وستحيا حياة هانئة معه وسيلبي لها كل مطالبها ولانها لم تعتد علي أن تطلب شيئاً فطوال حياتها تضحي من أجل غيرها فهي كانت تريد الحياة في سلام وهدوء واشترطت فقط عليه ان تقوم بالاستمرار في عملها وتساعد أسرتها واشقاءها فلم يرفض وتم زواجها بسرعة وخلال اشهر كان العريس جاهزاً بالشقة وجميع مستلزمات الزواج ولكن بعد عدة أشهر فوجئت بتغيبه كثيراً عن منزل الزوجية وعندما اشتكت لوالدها كان دائماً يلتمس له الاعذار بأنه في عمل وأن وقته ليس ملكه وعليه ان تتفهم ظروف زوجها لتفاجأ بعد عام كامل وعن طريق الصدفة بأن من ارتضته زوجا متزوج من أخري ولديه طفل منها ولاتزال علي ذمته. صعقت من هول المفاجأة ولم تجد سوي والدها الذي طالما وقفت بجواره تسانده وتؤازره ضد مصاعب الحياة لتشكو اليه همها ومشكلتها ولكن كانت الطامة الكبري عندما اكتشفت بأنه علي علم بذلك وكادت المفاجأة الثالثة تقضي عليها فكيف هانت علي والدها أن يدمر حياتها ومستقبلها طمعاً في المال وان يجعلها تتزوج من رجل متزوج ولديه طفل بعد أن حرر له شيكاً بعشرة آلاف جنيه وتواطأ معه علي اخفاء الحقيقة أمامها وللاسف عندما حاولت معرفة السبب من والدها تطاول عليها. وحاول ضربها عندما أكدت له بأنها تريد الطلاق منه لانه خدعها ولا تأمن علي نفسها معه ولأن زوجها رفض طلاقها ودياً إلا بعد استرداد امواله من والدها لم تجد مفراً إلا اقامة دعوي للطلاق خلعاً من زوجها بعد أن رفضت الحياة معه. رفض "الزوج" الحضور لمكتب تسوية المنازعات عند استدعائه ليتم احالة أوراق الدعوة لمحكمة الأسرة للفصل فيها.