لم تكن تتوقع أن فرحة عمرها التي انتظرتها لمدة ثلاث سنوات هي فترة خطبتها وهي تستعد لليلة الزفاف أن هذا اليوم سيتحول إلي حزن وجرح غائر لا تشفيه الأيام بعد أن قام زوجها بالتعدي علي والدها لإصراره علي تحرير قائمة منقولات أثاث الزوجية باسمها وقررت هي عدم إتمام الزفاف والطلاق ولكن زوجها رفض وهددها باللجوء للبلطجية إذا استدعي الأمر لإتمام الزواج فلم تجد مفرا إلا أن تقيم دعوي خلع كي تتخلص من هذا الكابوس والوهم الذي عاشت فيه سنوات دون أن تكتشف حقيقة من اختارته ليكون زوجها ووالد أبنائها. أكدت "الموظفة" بإحدي الشركات الخاصة وهي منهارة أمام أميرة غالي إخصائية قانونية بمكتب تسوية المنازعات الأسرية أنها عاشت قصة حب مع أحد زملائها بالمكتب وانخدعت في وسامته وأسلوبه اللبق في التعامل مع زملائه وعندما طلبها للزواج وافقت دون تردد وأثناء إجراءات الخطبة اكتشفت أن أسرته وضعها الاجتماعي يختلف عن أسرتها تماما فوالدته امرأة قوية الشخصية لها كلمة مسموعة في العائلة لا يرفض لها طلبا وأشقاؤه لم يحصلوا علي قدر كاف من التعليم ويمارسون أنشطة مريبة تدر عليهم ربحا كبيرا ولذلك فقد رفض والدها في بدء الأمر تلك الزيجة إلا أنه أمام إصرارها ورفضها لمن تقدموا إليها راغبين في الزواج منها لم يجد مفرا إلا الموافقة عليه ولكنه حملها مسئولية فشلها في حياتها معه وكأنه كان يقرأ المستقبل. عانت خلال ثلاث سنوات- هي رحلة خطبتهما معا من تصرفات والدته التي كانت تتحكم في كل شيء بدءا من اختيار الشبكة إلي تجهيز منزل الزوجية علي ذوقها ودون الرجوع إليها. ولأنها كانت تحبه فقد تغاضت عن كل التصرفات أملا في الاستقلال بحياتها معه بعد الزواج خاصة أنه أعد لها مسكنا بعيدا عن مسكن أسرته وحددا معا ميعاد الزفاف. لكن الأم أصرت علي عقد القران قبل الزفاف بفترة لأنها تريد أن تفرح بابنها في عدة مناسبات وأجبرت والد العروس علي إقامة حفل دعت إليه جميع أفراد أسرتها ومعارفها وتكلف والدها بكل شيء حتي لا يجهض فرصة ابنته الوحيدة. مر الحفل بسلام وأصبحت زوجته رسميا بعدها تغيرت معاملته لها ليصبح رقيبا علي كل تصرفاتها فكانت لا تخرج إلا بإذنه ولا تفعل شيئا إلا بعد أن ترجع إليه حتي أحست بأنها في سجن. وحتي لا تتعرض للقيل والقال خاصة أنهما يقيمان بمنطقة شعبية كانت ترضخ لأوامره حتي أنه منعها من زيارة أقاربها إلا بصحبته فقط ورضيت بالأمر الواقع ولكنها لم تتخيل أن تكون حياتها معه قصيرة بدأت الإعداد لحفل الزفاف الذي تم تنظيمه كما تريد والدته والتي أصرت علي أن تكون تكاليفه مناصفة بينهما ولم يعترض والدها وأخذ يوافق علي طلباتهم علي مضض وحتي لا يكون سببا في تعاسة ابنته حتي تم تحديد موعد الزفاف بعد أيام معدودة. استعدت بفستان الزفاف ولم تكن تدري أن فرحتها ستنتهي قبل أن تبدأ حتي طلب والدها مقابلة زوجها كي يتفقا علي قائة الأثاث وأخذ يماطله إلي أن تمت المقابلة وأحضر معه أشقاءه ووالدته الأمر الذي أفزعها فتلك أمور شخصية لابد أن يتناقش بينهما فقط وبمجرد طلب الأب كتابة القائمة "جن جنون الزوج وظهر علي حقيقته التي أخفاها أعواما عنها وأحست بأنها أمام بلطجي وأنها تسرعت في الموافقة علي إتمام عقد القران بالرغم من تحذيرات والدها فوجئت بوالدته وأشقائه يتعدون علي والدها بالألفاظ الجارحة والضرب حتي استعانت بالجيران الذين فضوا المعركة ولكنها تركت جرحا غائراً في نفسها وتأكدت أنها لا تستطيع خداع نفسها باسم الحب الذي انتهي بمجرد رؤيته يتعدي علي والدها وهو لا حول له ولا قوة فكيف سيتسني لها المعيشة معه أو أن تأمن علي نفسها في مسكنه. وطلبت منه الطلاق ولكنه رفض وهددها بالتعدي عليها وعلي أفراد أسرتها ولذلك قررت أن يتم طلاقها قبل أن يبدأ زوجها فذلك أرحم من المصير المظلم الذي ينتظرها. جاء الزوج بصحبة أشقائه وحاولوا حل المشكلة مع الزوجة إلا أنه أمام إصرارها ظهر زوجها علي حقيقته وأخذ يسبها بألفاظ خارجة ويهددها بتشويه سمعتها ولم يرحم توسلاتها بأن يتركها في حالها بالرغم من تنازلها عن كافة حقوقها. أعدت خبيرة مكتب الأسرة تقريرها باستحالة الحياة الزوجية بينهما ليتم رفع الدعوي للمحكمة.