ها هو المستشار مرتضي منصور رئيس نادي الزمالك يقود ثورة تصحيح للفريق الأول لكرة القدم لإعادة وضعه علي الطريق السليم.. فجاءت قراراته حاسمة بإعادة تشكيل الجهاز الفني للفريق بالتعاقد مع المدرب الأجنبي إيناسيو البرتغالي ومعه عبدالحليم علي مدير الكره ومحمد صلاح مدرباً عاماً.. وإيقاف صرف مستحقات اللاعبين المالية لأجل غير مسمي.. ولعلنا نتفق أن المستوي المتواضع لفريق الزمالك في مباراته الأخيرة أمام سموحة وخسارته للمرة الثانية علي التوالي بعد هزيمته من المقاصة وتقديم عرض هزيل افتقر فيه اللاعبون للروح القتالية العالية للفانلة البيضاء والانسجام والأداء الجماعي بين أفراده وخطوطه.. وهذا الأداء المتواضع والذي غابت عنه الفاعلية والإيجابية جاء بمثابة امتداد طبيعي لعدم استقرار عروض فريق الزمالك ما بين صعود وهبوط.. وكان من الطبيعي أن يتدخل المستشار مرتضي منصور لأن يضع حداً لإنقاذ سفينة المارد الأبيض وقيادتها لبر الأمان خاصة وأن التاريخ يذكر له أنه استطاع في توقيت قياسي بعد توليه قيادة القلعة البيضاء أن يعيد للكرة بالزمالك هيبتها ومكانتها كمنافس قوي علي البطولات.. وكانت باكورة إنجازه بإعادة بناء فريق جديد للزمالك الفوز التاريخي الذي حققه بالتتويج بثنائية الدوري والكأس بعد غياب تسعة مواسم عن حمل درع الدوري والتأهل لأول مرة بعد غياب عشر سنوات لنهائي بطولة الملايين الأفريقية لدوري الأبطال مع الاحتفاظ بكأس مصر أربعة أعوام متتالية وأخيراً الفوز بكأس السوبر منذ أسابيع قليلة مضت علي حساب منافسه التقليدي واللدود النادي الأهلي ولذلك جاءت قراراته الأخيرة بمثابة تدخل الجراح الماهر لإنقاذ الفريق لقناعته بإنه إذا كانت فرص الزمالك قد تقلصت في سباق الدوري العام بسبب عدم استقرار عروض الفريق فإن الزمالك مازال أمامه تحديات كبيرة وطموحات جماهيره في نجاح فريقها في التمسك بحقه في المنافسة علي الفوز بالبطولات القادمة والمتبقية هذا الموسم وفي مقدمتها بطولة الملايين الأفريقية طريق الزمالك للوصول للعالمية وهو الحلم الأهم والإنجاز الأغلي الذي ينتظره الملايين من عشاق المارد الأبيض منذ سنوات وهو إنجاز سبقه إليهم النادي الأهلي وتذوق جماله وسعدت به جماهيره. وفي الوقت نفسه فإن الزمالك بات مطالباً أمام عشاقه بالفوز بكأس البطولة العربية للأندية في نسختها الأولي الجديد والتي تستضيفها مصر في يوليه القادم.. وأخيراً الدفاع عن لقب كأس مصر وانطلاقاً من هذا الواقع كان إصرار رئيس الزمالك علي ضرورة التعاقد مع مدير فني أجنبي بعد أن فاض به وبالجماهير الكيل من عدم قدرة المدربين الوطنيين علي استثمار طاقات ومهارات ومواهب لاعبي الزمالك وتوظيفها بالشكل الأمثل الذي يتناسب مع امكانياتهم حيث اتفق الخبراء علي أن الزمالك يضم نخبة من أفضل لاعبي الكرة المصرية في الجيل الحالي.. بعد أن أتاح الفرصة لأكثر من مدرب وطني ولكنه أخفق في المهمة ولم يتمكن أي منهم في تلبية طموحات وأهداف مجلس الادارة ومن خلفه جماهير الزمالك المخلصة في العودة لمنصات التتويج وإذا كنا نتفق إنه لا يوجد فريق في العالم يستطيع أن يحصد كل البطولات التي يشارك فيها فإن المدير الفني البرتغالي إيناسو مطالب بأن يعيد تنظيم أوراق الفريق الفنية واستنفار طاقات وحماسة لاعبي الزمالك بما يجعل ويؤهل الفريق لاقتناص البطولات القادمة مستفيداً من توافر كل الامكانيات التي لا يبخل بها نادي الزمالك وامتلاك الفريق لنخبة متميزة وخلطة سحرية ما بين خبرات النجوم الكبار وحيوية ونشاط وحماس اللاعبين الصاعدين من المتشوقين لإثبات وجودهم وحفر أسمائهم في سجل البطولات بالقلعة البيضاء.. المهم أن يضع إيناسيو يده علي تلك الخلطة السحرية التي يعيد بها فتح أبواب مدرسة الفن والهندسة من جديد.. إذا كانت فرصة المنافسة علي الدوري تضاءلت فلتكن مبارياته بمثابة البوابة الملكية التي يستعيد من خلالها لاعبو الزمالك مستواهم الفني والثقة في أنفسهم ولغة الانتصارات استعداداً لتحقيق حلم العالمية والتتويج أبطالاً للعرب.