في مثل هذا اليوم 18 فبراير من عام 1978 وعن عمر ناهز ال 60 عاما انتقل إلي الرفيق الأعلي الأديب ووزير الثقافة السابق "يوسف السباعي" إثر اغتياله في العاصمة القبرصية أثناء قراءته إحدي المجلات بعد حضوره مؤتمرا آسيويا افريقيًا أقيم بأحد الفنادق هناك تحت اسم "مؤتمر التضامن الأفروآسيوي" السادس وبصفة أمين عام منظمة التضامن الافريقي الآسيوي.. قتله رجلان فلسطينيان في عملية إرهابية أثرت علي العلاقات المصرية القبرصية وأدت بمصر لقطع علاقاتها مع قبرص وذلك بعد قيام وحدة عسكرية مصرية خاصة بالهبوط في مطار لارنكا الدولي للقبض علي القاتلين. ودارت معركة بين القوة الخاصة المصرية والجيش القبرصي.. أدت إلي مقتل عدة أفراد من القوة المصرية وجرح العديد من الطرفين واتهمت منظمة أبونضال بارتكاب الجريمة. اسمه بالكامل يوسف محمد محمد عبدالوهاب السباعي.. ولد في 17 يونيو عام 1917 في حي الدرب الأحمر بالقاهرة التحق بالكلية الحربية في نوفمبر 1935 وترقي إلي درجة الجاويش وهو في السنة الثالثة.. وبعد تخرجه في الحربية تم تعيينه في سلاح الصواري وأصبح قائدا لفرقة من فرق الفروسية. بدأ السباعي منذ منتصف الأربعينيات من القرن الماضي العشرين في التركيز علي الأدب وليؤكد وجوده كقاص.. فقد نشر عدد من المجموعات القصصية وأعقبها بكتابة عدد من الروايات.. وكان في تلك الفترة يجمع ما بين عالم الأدب والحياة العسكرية حيث كان له الفضل في إنشاء سلاح المدرعات.. وبدأ مسيرته في العمل العام بإنشاء نادي القصة ثم تولي مجلس إدارة ورئاسة تحرير عدد من المجلات والصحف منها "روزاليوسف" و"آخر ساعة" و"دار الهلال" و"الأهرام".. وفي عام 1977 أصبح يوسف السباعي نقيبا للصحفيين. تولي يوسف السباعي العديد من المناصب والتي تدرج بها حتي وصل لأعلاها.. عمل كمدرس في الكلية الحربية.. وفي عام 1952 عمل كمدير للمتحف العربي.. وبالنسبة لرتبة العسكرية وصل إلي رتبة "عميد" وبعد تقاعده من الخدمة العسكرية تقلد عددًا من المناصب منها: سكرتير عام المحكمة العليا للفنون والسكرتير العام لمؤتمر الوحدة الأفروآسيوية وذلك في عام 1959. ثم عمل كرئيس تحرير لمجلة "آخر ساعة" في عام 1965 وعضوا في نادي القصة ورئيسا لتحرير مجلة "الرسالة الجديدة". وانتخب عام 1966 سكرتيرا عاما لمؤتمر شعوب آسيا وافريقيا اللاتينية.. وعين عضوا متفرغا بالمجلس الأعلي لرعاية الفنون والآداب بدرجة وزير ورئيسا لمجلس إدارة دار الهلال في عام ..1971 ثم اختير للعمل كوزير للثقافة في مارس 1973 في عهد الرئيس السادات.. وأصبح عضوا في مجلس إدارة مؤسسة الأهرام عام ..1976 وفي العام التالي انتخب نقيبا للصحفيين. صدر للسباعي العديد من الأعمال الرائعة والتي زخرت بها المكتبات الأدبية كما زخرت المكتبات السينمائية بقصصه المميزة التي ترجمت إلي أعمال فنية. شارك فيها أشهر النجوم وألمعهم.. من هذه الروايات: "نائب عزرائيل. وأرض النفاق. وإني راحلة. وفديتك يا ليلي. والبحث عن جسد. وبين الأطلال. ورد قلبي. وطريق العودة. ونادية. وجفت الدموع. وليل له آخر. ونحن لا نزرع الشوك. ولست وحدك. وابتسامة علي شفتيه. والعمر لحظة. وأطياف. وإثني عشر امرأة. وجيابا الصدور. وإثنا عشر رجلا. وفي موكب الهوي. ومن العالم المجهول. ومبكي العشاق. وشارع الحب. وأذكريني".. ومن مسرحياته: "أقوي من الزمن. وأم رتيبة".. أما مؤلفاته القصصية فنذكر منها: "أبوالريش وجنينة ناميش. ويا أفة ضحكت. والشيخ زعرب" وقدم للمكتبة 22 مجموعة قصصية وأصدر عشرات الروايات آخرها "العمر لحظة" ونال جائزة الدولة التقديرية في الاداب وعددا كبيرا من الأوسمة.. ومنها وسام الاستحقاق الإيطالي من طبقه فارس وجوائز أخري يصعب حصرها. وأشاد بأعماله الأدبية عمالقة التأليف والفكر والنقد مثل: نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ومحمد مندور وبنت الشاطئ ويوسف إدريس.