" أديب مصرى كبير أطلق عليه فارس الروايات الرومانسية الرقيقة " إنه يوسف السباعي الضابط العسكري الذي اشتهر في حياته العسكرية بالحزم والانضباط، وذلك في الوقت الذي كانت أعماله الأدبية أكبر دليل على أنه يحمل قلبًا رقيقًا ومليئ بالمشاعر الفياضة، والتي ظهرت واضحة في أغلب كتاباته وأعماله. نشأة السباعي ولد يوسف السباعى 17 يوليو عام 1917بحي شعبي بمحافظة القاهرة، الذي كان له أثر فى تكوين فكره بصفة عامة وكتاباته بصفة خاصة، وكان من طبقة متوسطة بسيطة الحال، ولد بحارة الروم بحي الدرب الأحمر أحد أحياء القاهرة القديمة . بدأت موهبته تتفاقم يوم بعد الأخر بمدرسة شبرا الثانوية ، فكان يجيد الرسم وصار يعد مجلة يكتبها ويرسمها بنفسه وتحولت المجلة إلى مجلة للمدرسة بعد أن أعجبت إدارة المدرسة بها، وأصبحت تصدر باسم "مجلة مدرسة شبرا الثانوية" ونشر بها أول قصة يكتبها بعنوان "فوق الأنواء" ولكن الذي قد يثير الذهول لديك أن السباعى كان ذو 17عاماً. واجه السباعى فى بداية مشواره العديد من المشاكل التي على رأسها اتهام البعض له بأن مجموعته القصصية الأولى كانت من تأليف والده محمد السباعى ونسبها هو لنفسه، لكن لم يستطيع أن يصمد هذا الإدعاء أمام مجموعته الثانية و الثالثة. روائعه الأدبية الوطنية جانب هام فى كتابات السباعى فلم تتخذ رواياته مسار ثابت وعلى الرغم من تفوقه ونبوغه فى أعماله الرومانسية إلا أن الجانب الوطنى كان يشغل حيز من كتاباته وذلك كونه فرد من أفرد الجيش المصري، وحضوره ثورة يونيو ومشاركته في العديد من الأحداث فى ذلك الوقت، ولذلك أطلق عليه نجيب محفوظ لقب "جبرتى العصر" لأنه سجل بكتاباته الأدبية أحداث الثورة منذ قيامها حتى بشائر النصر في حرب أكتوبر المجيدة عبر أعماله. فمنذ اقتحامه عالم الأدب في منتصف الأربعينيات وحتى مطلع السبعينيات فقد أصدر الكاتب الراحل مجموعاته القصصية ورواياته التي بلغ عددها 35، كان آخرها رواية العمر لحظة التي أصدرها في عام 1973 وكتبها من وحي الاعتداء الوحشي للعدو الإسرائيلي على مدرسة بحر البقر ومعركة شدوان. تحولت أعماله الروائية إلى أعمال سينمائية وذلك يعد خير دليل على أنه سيبقى فارس للرومانسية كما وصفه الأدباء والنقاد ومن أبرز أعماله التى تحولت إلى أفلام"طريق العودة، نائب عزرائيل، أرض النفاق، إنى راحلة، نحن لا نزرع الشوك، السقا مات، نادية، رد قلبى، جفت الدموع" فضلًا عن الروايات التى تضمنت مشوار حياته منها "بين أبو الريش وجنينة ناميش" التى كتب فيها عن مواضع طفولته وصباه،"ومن حياتى" التى حكى فيه عن شبابه و قصص من مراحل حياته المختلفة، "طائر بين المحيطين" الكتاب الذى أرخ فيه لرحلاته المتعدده التى قام بها خلال حياته الحافلة بالمناصب والتى كانت أخرها وزير الثقافة قبل أن يتم أغتياله. المناصب التي أعتلاها فى عام 1959 تولى منصب سكرتير عام المحكمة العليا للفنون والسكرتير العام لمؤتمر الوحدة الآفروأسيوية، وفي نفس العام عين عضوًا متفرغًا بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وزير،وفي 1965 تولى منصب رئيس تحرير مجلة أخر ساعة، وبعد ذلك عينه الرئيس الراحل أنور السادات وزيرًا للثقافة، ونقيب للصحفين فى عام 1976. إغتياله على يد قبرص تم أغتياله في 18 فبراير 1978على يد رجلين فلسطينين فى قبرص أثناء حضوره مؤتمرًا آسيويًا أفريقيًا هناك، فأثر تلك الحادث على العلاقات المصرية القبرصية وأدت إلى قطع العلاقات مع قبرص.