شهد معرض الكتاب اقبالا ملحوظا وازدحاما كبيرا لشراء جميع انواع الكتب من جميع الفئات العمرية خاصة الاطفال الذين وجدوا ايضا البهجة والمتعة في المشاركة في الفعاليات والانشطة والورش الفنية. ومن المفارقات الغريبة في معرض هذا العام تعرض جناح الجزائر للسرقة. وهو ما جعل افراد الامن يقفون علي الباب الرئيسي للقيام بتفتيش حقائق زوار المعرض بلا استثناء للوصول إلي سارقي كتب جناح الشقيقة الجزائر. أما عن اهم فعاليات المعرض امس فقد احتشد الجمهور في القاعة التي احتضنت ندوة الكاتبة د. نوال السعداوي وهي بقاعة ضيف الشرف بمعرض القاهر الدولي للكتاب في دورته الحالية وقد تجاوز الحضور مساحة القاعة حتي ان كثيرين وقفوا خارجها ليستمتعوا بشغف إلي آراء د. السعداوي الجرئية كالعادة. وعلقت السعداوي علي ذلك قائلة إن آخر ندوة لها بمعرض الكتاب حضرها نحو 1500 شخص ولم تكن تتصور أن تقام الندوة في هذه القاعة الصغيرة التي لم تستوعب جمهور الحضور وإنها تقول رأيها بصراحة وهو السبب في عدم ظهورها في الإعلام منذ فترة طويلة وأكدت أن مصر والعقل العربي لن ينهض إلا بالصراحة. أشارت د. نوال إلي أننا بحاجة ماسة إلي تغيير القانون والأخلاق. في ظل مناداة الحكومة بتجديد الفكر وإطلاق الحريات حرية الفكر والعقيدة والمرأة وطالبت الحضور وخاصة الاطفال بخلق حوار مجتمعي. وتبادل الحوار والتفاعل معها في الندوة. اوضحت د. السعداوي ان التعليم لم ينتبه إلي الاطفال ولا إلي الافكار الجادة وطالبت الحضور بالقراءة في كافة مجالات المعرفة وانها قرأت وهي في المرحلة الثانوية ان الثقافة المصرية قامت علي الخرافات. وأن الفلسفة بدأت في اليونان وهذا مجاف للحقيقة لأن الفلسفة بدأت في مصر وقت ظهور آلهة الحكمة والعقل والمعرفة وفي سراي اتحاد الناشرين المصريين بمعرض الكتاب تم مناقشة وتوقيع كتاب "رحلات وتأملات" للدكتور عماد الدين حسين والذي حكي فيه عن رحلاته وخواطره وتجاربه الانسانية خلال جولاته في بلدان العالم حيث زار اكثر من 65 دولة للدراسة والعمل والسياحة والتدريب. أدار الندوة المستشار خالد القاضي المشرف علي الندوات القانونية بمعرض الكتاب والذي اثني علي الكتاب. وعلي عشق المؤلف للكتابة. والغوص في تفاصيل الذكريات. والسياحة الفكرية. وتأملاته وخواطره التي حملت تجربة انسانية تبلورت في نمط الكتابة الذاتية. وفي النهاية قام المؤلف بتوقيع الكتاب وتوزيعه في حضور الناشر عبداللطيف عاشور "دار الطلائع" واللواء طارق المهدي محافظ مطروح والاسكندرية الاسبق وكانت شخصية المعرض أمس وهو الشاعر صلاح عبدالصبور وجري عرض ورؤي وشهادات احفاد صلاح عبدالصبور في القاعة التي حملت اسمه وقد اكدت الكاتبة والشاعرة غادة نبيل ان احفاد عبدالصبور ليسوا مصريين فحسب حيث إن هناك الكثير من شعراء العرب تأثروا. قال الشاعر محمد القليني: إن صلاح عبدالصبور صاحب رؤية عميقة وثاقبة فقد استشرق المستقبل في قصائده وكتب شعرا حداثياً مختلفاً عن كل ما كتب. وتمسك بجذوره وهويته وتراثه. وقالت الشاعرة شرين العدوي إن عبدالصبور امتلك ملكة شعرية كبيرة وثقافة اصيلة تضرب بجذورها في الموروث العربي. انطلقت ندوة الفنان محمود حميدة في تمام الخامسة مساء ولم يقتصر النقاش علي قضايا الفن بل تطرق إلي موضوعات كثيرة أخري. وجرت المناقشة بين حميدة والجمهور الذي وجه للفنان أسئلة متنوعة وقد سأل حميدة عن ر أيه في المناخ العام بمصر.. فأجاب: رأيي أنني ضد القمع لأي حرية. ووجه إليه احد الحضور سؤالا عن مدي تأثير الفن بالسلب علي المجتمع؟ فأجاب حميدة: في بيت الشاعر فؤاد حجاج "قول لفنك مهما كان شاطر.. مستحيل هيغير الحاضر" ووظيفة الفن التسلية.. وعندما أذهب لأشاهد مسرحا أو سينما اتسلي واخفف عن همومي لكي اصبح فارغ الهموم لاستقبال هموم جديدة. وعن اختياره لأدواره وهل اثرت ثقافته علي نوعية تلك الادوار؟! قال حميدة: بداية أنا لم أختر ادواري ابداً.. وانما تم اختياري عبر اشخاص اخرين. ودوري الوحيد هو في القبول أو الرفض واتذكر فيلم "المصير" كان مقررا ان العب دور "مروان" الذي قام به الفنان محمد منير لكن اقنعني المخرج يوسف شاهين بأن ألعب دور الخليفة المأمون. وعن مدي تأثير آرائه السياسية علي فنه؟! قال حميدة: كنا قبل 25 يناير نتنفس هواء فاسدا ولكن كفاية "خناقات" في الوقت الراهن. أما بالنسبة لآرائي فإنها تصادف انها تكون سياسية ولكن لم تؤثر علي فني ومن الممكن ان اعمل مع منتج يخالفني في الرأي والاتجاه.