** بالله عليك ماذا يعني تجديد الخطاب الديني.. وهل الدين يحتاج تجديدا؟ * الدين مقدس.. وإما أن تؤمن به كما جاء في كتاب ربنا سبحانه وتعالي وسنة الحبيب المصطفي.. وإما أن تتركه لغيرك.. فهو أصل لا صورة له ولا استنساخ ولا تعديل ولا تبديل.. هو ثابت والدنيا تتغير بما عليها من بشر وشجر وحجر.. الدنيا شأن إلهي عظيم.. لكن التجديد يعني أن تأخذ بالأسباب.. فأتبع سبباً كما فعل ذي القرنين وقد دخلت علينا في السنوات أدوات جديدة معاصرة في الفضائيات ومواقع التواصل.. ووجب استثمار أدوات توصيل الدين بروح العصر.. وفي ذلك أذكر كيف كانت الناس تحتشد في خطبة الشيخ عبدالحميد كشك دون غيره.. حتي تحول إلي "نجم شباك" وقد عاصرته عن قرب من بدايته في مسجد الجماعة السنية بشارع ترعة الجبل قبل انتقاله بعد ذلك إلي مسجد عين الحياة بشارع مصر والسودان. نجح كشك الكفيف لأنه استخدم في الخطابة أساليبه غير المسبوقة فقد كان يأتي للناس بآخر ما ذكرت الجرائد ووكالات الأنباء العالمية ثم يعرج منها إلي الخطبة مستثمراً نبرة صوته يتحكم فيها ببراعة.. وخفة ظله.. وهو الشيخ الذي كان يقدم للجمهور عرضاً غير مسبوق.. يلقي بالخطبة الرسمية في ظهر الجمعة وبعدها.. يجلس في خطبة فرعية خفيفة وممتعة حتي تمتد معه إلي صلاة العصر.. اتفق أو اختلف كما تريد مع كشك فيما يقول.. لكني أحدثك عن أسلوبه المستحدث.. وهذا هو ما نقصده أما ما يفعله الشيخ مختار جمعة منذ أن تولي الأوقاف ومن سبقه.. فهي أمور لم تتقدم بالدين خطوة واحدة للأمام في وقت سيطرت فيه ميليشيات السلفية وبعض النماذج الشاذة المنسوبة للأسف للأزهر الشريف مثل "الشيخ ميزو".. وكلها ألاعيب هدفها أن تهز صورة الأزهر وأمثال هؤلاء طلاب شهرة وبروباجندا.. وقد اتخذوا من الدين مادة هزار مثل هذا "الميزو" الذي ادعي أنه المهدي المنتظر ثم قال في بلاهة: "كنت باهزر".. والعيب علي من يستضيفه ويمنحه الفرصة في الفضائيات ولن يختلف الحال مع المدعو إسلام البحيري. والحقيقة أنا لا أجد في وزير الأوقاف رؤية في مسألة تجديد الخطاب الديني.. في وقت يمارس فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي أمر هذا التجديد بشكل عملي في زيارته التي باتت عرفاً بديعاً في عيد الميلاد للكاتدرائية. زمان قلت: "يا وزير الأوقاف أخرجنا من تحت اللحاف" وكان وقتها هو "المحجوب" وتبدلت الأسماء ومضت الأيام وظلت الأوقاف علي حالها رغم ما يتوفر لها من أموال وإمكانيات وها هي الزوايا الصغيرة تبث أفكارها المغلوطة وتلعب في عقول الغلابة والشباب والعناصر الإرهابية التي يتم القبض عليها تباعاً أكبر دليل علي ذلك. تجديد الخطاب الديني مهمة قد تكون الأوقاف هي المسئولة عنها في المقام الأول ولكنها لا يمكن أن تثمر بمعزل عن الأزهر الشريف وشيخه الجليل المستنير.. ووزارات التربية والتعليم.. والتعليم العالي.. والشباب.. والثقافة وهيئة الإعلام الجديدة.. إلي جانب الدفاع والداخلية. وفي كل هذا لا نري سوي بيانات ساذجة من الدكتور جمعة للشجب والإدانة وأحياناً يصدر بياناته بدون مناسبة لكي يقول أنا هنا.. ثم يخرج علينا بعد ذلك بالخطبة سابقة التجهيز الموحدة.. وواضح أن جراب سيادته يخلو من رؤية وابتكار في مرحلة حرجة للغاية يعيشها الوطن بين أعداء الداخل والخارج وأعداء أنفسهم.. الذين تاجروا بالدين لأجل دنيا وسلطان حتي فضحهم الله.. لكن التجديد يظل هو الهدف الاستراتيجي الأول في حرب المواجهة. ** للعقلاء فقط: "ومن كان في هذه أعمي فهو في الآخرة أعمي وأضل سبيلاً وإن كادوا ليفتنوك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لا تخذوك خليلاً ولولا إن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً" "71-74 الإسراء".