ما يحدث في مصر.. يحدث علي مستوي العالم.. سواء كانت أزمة اقتصادية أو سياسية أو أخلاقية.. منظومة كشبكة العنكبوت تزداد في طرف وتقل في طرف آخر.. لكنها جميعها شبكة تواصل عنكبوتية.. تأخذ من هنا لتصب هناك.. فاصبح العالم يتأثر ببعضه بسهولة ويسر والفساد ينتشر أسرع كما نعلم ولكن هل تلك القاعدة أو الرؤية مفاجأة لنا؟! بالطبع لا فالجميع يعرف تلك المعلومات حتي بائعو الخضر في الأسواق وليس متشدقو الفضائيات فقط.. ويتلمسها من يسافرون خارج مصر ولكنهم يجدون رغم التشابه في الانهيار ان الفساد الاجتماعي لديهم اقل وربما الفساد بشكل عام.. اي انهم يمتلكون الجانب الضعيف من خيوط العنكبوت والسبب في ذلك انهم يمتلكون منظومات ثابتة تجعل الأمور أكثر استقراراً منها القوانين المفعلة الرادعة والقضاء النزيه.. والتعليم القوي والعدالة الاجتماعية.. اشياء تحفظ النظام للدول والامان للشعوب.. ولا استغناء عنها إلا في دول حرصت علي صناعة الطاعة منذ عهود وقرون طويلة. والفوضي التي اجتاحت مجتمعاتنا العربية والتي خطط لها منذ أكثر من ستين عاما لتفتيتنا وشرذمتنا قد تحققت وبجدارة فأصبحت خيوط العنكبوت في اشد تشابكها لدينا.. ولكن هل نستسلم لتلك الفوضي الاخلاقية والتربوية والقانونية والتعليمية.. هل نستسلم لفوضي الحياة؟! اعتقد ان هذا ضد رغباتنا جميعا.. فمن منا يرغب في الحياة بدون مقومات الحياة الاساسية التي تضمن له آدميته؟ لا أحد فالجميع يترحم علي مصر منذ ستين عاما.. مصر الدافئة المنارة التي كانت حلم كل من يعيش خارجها.. اصبحنا نتمني العودة للخلف.. البلد الوحيد الذي وجد مستقبله في ماضيه العريق.. فمنذ أكثر من ستين عاما بقليل كنا نملك اقتصادا قويا نصدر القطن طويل التيلة والعلماء والادباء والمعلم.. كنا الشعب العظيم بمعني الكلمة ولهذا تهفو النفوس لتلك الحقبة فكيف يصبح مستقبل أمة في الرجوع للخلف؟! والسؤال: هل نستطيع ان نجلب مقومات النجاح ونحرص علي تطبيقها؟ ربما لو حاولنا كشعب ان نتوحد علي هدف واحد.. هدف عام يصب في إصلاح الوطن الذي فتته الفرقة ولوثته البذاءة الفكرية قبل اللفظية.. الوطن الي كسر بنيانه بعض المرتزقة طامعين في نهبه طوبة بطوبة.. الوطن اصبح يئن من امراض اجتماعية لم تكن ذات يوم فيه.. جلبنا اسوأ ما في العالم.. ونسينا أجمل ما فينا.. الحب بجميع مستوياته وأهمها حب الوطن الذي يحتوينا ويعيش فينا ونعيش فيه.. فهل يعود الماضي لنا بكل شموخه علنا نستطيع المضي قدما.. ربما.